أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الزهراء المرابط - حقا... لماذا لا تحبني النساء؟؟














المزيد.....

حقا... لماذا لا تحبني النساء؟؟


فاطمة الزهراء المرابط

الحوار المتمدن-العدد: 1792 - 2007 / 1 / 11 - 08:17
المحور: الادب والفن
    


هذا سؤال يحيرني و يربكني…غير أني لم أستطع حتى الآن أن أجد له جوابا شافيا، أو تفسيرا مقبولا... أجل... إني أعترف أني عاطل من تلك النعم التي تجتذب النساء كالوجاهة أو الثراء أو الأناقة أو اللباقة...
و لكني أعتقد و أرجو أن تعتقدوا هذا معي أيضا، لأن ليس هذا كله بكاف لنفور النساء مني، هذا النفور الشاذ المعيب، لأني أعرف كثيرا من الرجال أحبتهم النساء و تفانين في حبهم، و ليس لهم أدنى نصيب من جمال أو غنى أو رفعة حال... خذوا مثلا صديقي محمد، إنه خلو من أي صفة تأسر النساء، لأنه أسود الوجه و القلب مكور أو مربع، له عينا الجاحظ، في وجهه بثور دائمة من أثار الجذري، و في معاملته للنساء غلظة شديدة، و مع ذلك... و برغم كل هذا، فإنهن يتعقبنه و يغازلنه، و لا يتورعن عن أن يعترفن بحبهن أمامه و في غيبته...
يخيل إلي أن بي، و في طبعي، أخطاء رئيسية كثيرة، غير أني أحب أن أشرك القراء الأفاضل في مشكلتي هذه، علهم يستطيعون أن يمدوا لي يد العون، و ينصحوني بما يضمد جراح قلبي. لذلك سأضع أمامكم صورة لعواطفي نحو المرأة، أو سلوكي نحوها، حتى يكونوا على بينة إن أرادوا النصح و الإرشاد.
أولا وقبل كل شيء، لا أحب أن اخفي أني متى عرفت امرأة، لا أعرف شيئا في الدنيا غيرها، إذا ضربت لها ميعادا في السادسة، فاني أهرول إلى مكانه في الثالثة و لاأبارحه.. إذا أخلفت الفتاة الميعاد، و هذا ما يحدث غالبا.. إلا في التاسعة.
و إذا حدثت المعجزة و أتت الفتاة الحبيبة، فلا أدري أي شيطان يركبني و يقودوني إلى سلوك غريب، أخشى أن يكون هو السبب في نفور الفتيات مني و سخريتهن الشديدة بي.
فبالرغم من أني إنسان عادي، إلا أنني أمام المرأة، أصاب بنوبة مضحكة من الفأفأة و الثأثأة، و آتي من الأفعال ما يثير الضحك. فأقرض أظافري، و أكز على أنيابي، و أبلع ريقي هذا كله و الفتاة تنظر إلي في رثاء، وقنط من نفسها لتورطها في لقاء رجل مجذوب.
و مع بعض النساء لا تدهمني الفأفأة و الثأثأة و إنما يهبط علي بكم ثقيل، عبثا أحاول أن أتحدث بحرف واحد و أتحول إلى إنسان أبكم أخرس، معقود اللسان، أتحدث لنفسي فقط و أقول بأسى: " هاهو الحلم الجميل يتحقق... و هاهي بجانبي تلك الفتاة التي كنت أدفع حياتي كلها ثمنا للقائها لحظة واحدة، فماذا حل بك أيها الفتى المسكين؟؟ ".
و يرد الفتى المسكين قائلا:
" إنني حزين و جزع لأن الوقت يمر سريعا، و بعد ساعة سينتهي الميعاد و يفارقني الملاك، وأظل أتحدث إلى الفتى المسكين... و ألقى المسكين يتحدث إلي... و الفتاة واجمة تنظر إلي في رثاء و إشفاق..
و في المرات التي يفتح الله علي فيها بالكلام، أتكلم كلاما يخيل إلي أنه لا يناسب المقام، فأنطلق أحدثها مثلا عن الأدب الكلاسيكي، و حياة مكسيم جوركي، و كيف كان طباخا، و خبازا، و جراحا للأحذية، و بستانيا و صحافيا و كيف أثر في الثورة الحمراء و تأثر بها و.. و.. فإذا تململت الفتاة في مقعدها لأنها لا تعرف جوركي، يهديني فكري الذكي إلى تحويل الحديث من الأدب إلى شيء آخر.. فانطلق أصف الفتاة جمالها و عذوبتها و صفاء عينيها و نعمها على الوجود... و فضلها على الأحياء و الكائنات... و تتململ الفتاة في مقعدها...
فأقف و أركع عند قدميها و أعرض عليها حياتي و مرتبي و مهنتي و بذلتي.. فيزداد تململ الفتاة، وتشرع في مغادرة المكان و هي تصوب إلي نظرات غريبة زائغة..
أجل... إني منصف معكم في أن في عاطفتي لهب مجنون، و أني أحب المرأة أكثر مما ينبغي.. إذن ما معنى مثلا أن أذهب و أطوف ببيت فتاة صدتني صدودا ظاهرا، و أعترف لكم.. على ألا تذيعوا هذا السر.. أنها كادت تصفعني على وجهي لإلحاحي و بلادتي المزعومة... أقول ما معنى هذا الطواف و الوقوف بجانب البيت ساعات و ساعات؟‼
لايهم إن كانت الفتاة داخل المنزل أم خارجه.. لايهم مطر.. أو صحو... قيظ أو قر... نور أو ظلام... و أنا دائما هناك... تحت النافذة في أوقات لا تتصورونها.. و لا تصدقونها..
ما معنى أن أنتظر فتاة و هي ذاهبة إلى مدرستها كل صباح حتى إذا ذهبت طلعتها البهية من بعيد، عدوت بأسرع ما يمكن في الطريق العام حتى لا تراني..
ما معنى كل هذا؟؟
و حتى تكون لديكم فكرة واضحة... و لكي يكون حكمكم لمشكلتي على أساس سليم... أود أن أذيع إليكم سببا آخر من الأسباب التي يعزى إليها إخفاقي مع النساء.. هذا السبب هو الأناقة ليست في نظري، و لكني أشهد أنني حاولت مرة و مرات أن أكون أنيقا فلم تسفر التجربة عن نجاح... مر يومان بل ثلاثة و أنا أنيق، و أهلي و معارفي ينظرون إلي مشدوهين لتلك الظاهرة الغريبة، غير أن الأيام تمر و تمر، فتضعف الإرادة، و يزول التوتر، و تغلب الطبيعة التطبع... فإذا كانت اليوم الرابع أو الخامس، فانا على حالتي البدائية الأولى، لاوردة في عروة الجاكتة، و لا ربطة حمراء، ولا أسنان تلمع.
هذا عرض سريع أريد أن أسمع رأي القراء فيه.. تلك عيوبي فصلتها... و لكن هل هي عيوب حقا؟‼
أعترف أني غير ثري و غير أنيق و أني إنسان مرتبك و معقد، و أني غير متزن... و لكن ما يكون هذا كله مادمت... في جوهري رجلا ذكيا حلو الدعابة، لطيفا... لو تركت النساء القشور و الزيف و بحثن عن حقيقتي، لعرفن أن عندي لهن النجاة و الأمان و القرار المتين... و إلى أن يدركن هذا فاني منتظر و صابر ‼

فاطمة الزهراء المرابط
أصيلة ـ المغرب



#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وليلي..أطلال من التاريخ
- دور الأنشطة الثقافية.... في المؤسسات التعليمية
- الرسم على الجسد... تاريخ و حاضر
- التلميذ... و آفاق التعليم بالمغرب؟
- كتابة مقال
- أزمة الحركة الطلابية
- صوت امرأة
- صوت امراة
- اصيلا ...في رحا ب التاريخ
- أصيلا...في رحاب التاريخ الجزء الأول
- اصول اضطهاد النساء
- الحركة التجارية في تطوان.. ما بين الماضي و الحاضر الجزء الث ...
- الحركة التجارية في تطوان ....ما بين الماضي و الحاضر الجزء ال ...
- الحركة التجارية في تطوان...ما بين الماضي و الحاضر الجزء الا ...
- المرأﺓ...ﺍﻟﻌمل الجمعوي أية علاقة ...
- الأستاذ التلميذ... أية علاقة ؟!!
- - المرأة العاملة بين قانون الشغل و مرارة الواقع -
- اصيلا ذات مساء


المزيد.....




- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...
- شاهد.. الفنانون الإيرانيون يعزفزن سمفونية النصر في ساحة الحر ...
- طلبة التوجيهي يؤدون امتحان -اللغة الإنجليزية-.. مروحة واسعة ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الزهراء المرابط - حقا... لماذا لا تحبني النساء؟؟