أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسيب شحادة - فذلكة حول علم الأسماء العبرية في الديار المقدسة















المزيد.....

فذلكة حول علم الأسماء العبرية في الديار المقدسة


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 1792 - 2007 / 1 / 11 - 07:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك عِلم واسع يُعنى بدراسة الأسماء، أصلها وتاريخها وتقلباتها ويُدعى بالإنجليزية Onomastics
أي - علم الأسماء - ويتمخّض عن هذا العلم الغوص في مجالات معرفية جمّة : التاريخ واللسانيات والآثار وعلم الإنسان والثقافة الخ. يُشار إلى أنه وفق معطيات دائرة الإحصاءات المركزية الإسرائيلية لعام 2004 تبين أن أكثر الأسماء انتشاراً لدى المسلمين كانت: محمد وأحمد وعبد وللإناث: عدن وشهد وآية. أما في صفوف المسيحيين فكانت لدى الذكور الأسماء: إلياس وجورج وأمير ولدى الإناث ماريا ونيكول وماريان. وفي صفوف طائفة بني معروف، الدروز، آدم وعمري وإيال ولدى البنات: عدن ويرين ونور، أما عند اليهود فاحتل الاسم أوري المكانة الأولى بين الذكور ونوعه لدى الإناث.
أسماء مثل، يهورام وعاموس وجيئولا، كانت شائعة في فترة الهجرات الأولى إلى فلسطين وعند قيام دولة إسرائيل، وقبل ذلك كانت الأسماء ليئة ورفقة وأبراهام منتشرة في المهجر، أما في الوقت الحاضر فنجد دين وتوم وبن ودفنة . هناك في الوقت الحاضر تيّار لانتقاء أسماء عبرية أحادية المقطع مثل شير، دين، بن، توم، طال، بار والكثير منها يصلح للذكور والإناث على حدّ سواء وهكذا يتجلى مبدأ المساواة بين كلا الجنسين
من الملاحظ أن الأسماء التي أُطلقت على المواليد في شتّى الطوائف اليهودية حتى منتصف القرن التاسع عشر كانت متماثلة واستمدت من قرابة مائة اسم من العهد القديم والتلمود . ضمن هذه الأسماء الأكثر شيوعاً ليئة ورفقة وسارة وأبراهام ويعقوب . وفي العام 1938 مثلاً قرر النازيون تسمية كل يهودي ويهودية في ألمانيا والنمسا بالاسمين إسرائيل وسارة. ومنذ منتصف القرن التاسع عشر طرأ تطور في طبيعة الأسماء، فعلى سبيل المثال، شاب من الهجرة الثانية باسم دافيد چرين وصل إلى فلسطين عام 1906 وكان عضوا في حركة " عمّال صهيون " التي نادت بإقامة دولة يهودية على أسس اشتراكية على أرض إسرائيل، قد بدّل اسم عائلته المهجريَّ واتخذ له الاسم " بن غوريون ". وقد أطلق بن غوريون وزوجتُه فوله على مولودتهما البكر الاسم " جئوله " أي " الخلاص/الإنقاذ ". وبعد العام 1948 تغيرت الأسماء الأجنبية وعُبْرنت: بوريس أصبح باروخ و لاديمير أصبح زئيف وسكولنك أصبح إشكول، ومئيرسون غدا مئير ويزرنيتسكي صار شامير وفيرسكي أصبح پيرس (وليس بيريز!)، في حين أن بعض الأسماء لم تُبدّل مثل هرتسوغ وفايتسمان ومن المعروف أيضا أن بعض اليهود كانوا قد أخفوا أسماءهم الحقيقية وتقمّصوا أسماء أخرى مثل مي بدلا من ليفي وكنچ بدلا من كوهن. وظاهرة تبديل الأسماء موغل في القدم ، منذ ثلاثة آلاف عام ونيّف، فهناك في التوراة الاسم أبرام أصبح أبراهام ويعقوب أصبح إسرائيل
وفي كتاب العهد القديم (التاناخ) قرابة 1400 اسم لم يستغلّ منها من قبلُ، كما أسلفنا، إلا القليل . " يهورام " اسم ملك في مملكة يهودا ولم يُطلق على أحد من اليهود في المهجر لأنه لم يطع الله ولكنه أصبح عاديا عند قيام إسرائيل . ومما يجدُر ذكرُه ما يمكن تسميته بوجوب عَبْرنة أسماء موظّفين رسميين كبار عند وبعد قيام الدولة العبرية مثل رئيس أركان الجيش أمنون لي كين الذي أضاف على اسم عائلته الاسم "شاحك". ويُلاحظ ان أسماء العائلة الجديدة حملت أصواتا مشابهة للأسماء القديمة مثل بن طوليلة أصبح بن طال و"شينرمان " أي " الرجل الوسيم " بترجمة غير حرفية غدا " شارون " الذي لقّب بالبلدوزر. كما وكان هناك ميل لانتقاء ألفاظ تدل على القوة والجبروت مثل " سيلع " أي "الصخرة" و"باراك" أي "البرق" و"ليفي" أي "الأسد" و”دوب” أي الدبّ وهذا يواكب قدوم الشعب اليهودي إلى الديار المقدسة.
في الوقت الراهن من الممكن تقسيم المجتمع اليهودي الإسرائيلي إلى عدة مجموعات وفق أسماء الأولاد التي تعطى لهم عند الختان في اليوم الثامن وهذا التقسيم ينمّ مباشرة عن مدى الصلة باليهودية والشعب اليهودي . ففي صفوف المتدينين الحَرديم ما زالت الأسماء كما كانت في المهجر، إذ أن طبيعة حياتهم لم تتبدل في جوهرها . أما اليهود المتدينون القوميون فيفضّلون أسماء توراتية ومع هذا فبعض الأسماء مثل : هاچار ونمرود جد نادرة . واليهود الشرقيون ما زالوا ينتقون أسماء تقليدية أكثر من العلمانيين والإشكناز بشأن أسماء الذكور، على الأقل، إذ أن أسماء الإناث أكثر حداثة . أما العلمانيون الإشكناز فيميلون إلى استخدام أسماء ذات نغمة أمريكية مثل دين وتوم وبن ودفنة . يودّ الكثيرون من الآباء إعطاء أسماء سهلة مستساغة وعالمية في مجتمعات خارج إسرائيل أيضا .
ومن الطريف أن المحامية الإسرائيلية المعروفة فيليتسيا لانْغِر، التي دافعت كثيرا عن العرب في الديار المقدسة، كانت قد ذكرت اسم شارون في مجرى حديثها عن الذكريات . ففي كتابها المترجم من العبرية إلى العربية تحت عنوان : الغضب والأمل، مسيرة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، بيروت، 1993، ص 35، جاء : " وفي لقائنا الأخير تبادلنا الذكريات، ومن بينها ذكريات عن إريك شارون، الذي كان يغشّ في الامتحانات من دون حياء .
ولد شارون في قرية ملال عام 1928 وانخرط في الجندية في الهاچاناه وهو ابن سبعة عشر عاما فحارسا في شرطة المستوطنات فقائد فصيل عام قيام دولة إسرائيل فضابطا كبيرا للمخابرات فقائد وحدة المائة وواحد للرد على الفدائيين فقائد لواء المظليين فقائد لواء الشمال في عهد حاييم رابين رئيس الأركان فجنرالا فقائد فرقة دبابات فقائد لواء الجنوب فعضو كنيست عام 1973 وبعد ذلك بأربع سنوات أسس حزب شلومتسيون أي سلام صهيون وحاز بمقعدين ثم انخرط بحزب الحيروت اليميني فوزير الزراعة فوزير الدفاع فوزير الصناعة والتجارة فوزير الإسكان. انضم إلى وزراء هتحيه وتسومت وموليدت - الإحياء أو البعث، المنعطف والوطن- اليمينيين ضد مؤتمر مدريد. وفي العام 1992 احتلّ المكان الثالث في حزب الليكود بعد إسحاق شمير ودافيد ليفي المغربي الأصل ثم أصبح وزيرا للبنى التحتية فوسّع المستوطنات وعمّقها فرئيس الليكود منذ العام 1999 وحتى دخوله في غيبوبة في بداية العام 2005
تعلم شارون بضع سنين في جامعتي القدس وتل أبيب في مساقات التاريخ وعلوم الشرق الأوسط والحقوق.
قد يكون شارون أقوى رئيس حكومة إسرائيلي بعد بن غوريون إلا أنه عمل كل شيء ممكن لعرقلة الوصول إلى سلام مقبول مع الفلسطينيين مبني على القرارات الدولية ومبدأ السلام مقابل الأرض.
لا وجود لأية علامات مشجعة لبزوغ فجر جديد في المستقبل المنظور يحمل في طيّاته إمكانية حقيقية مقبولة لحل القضية على الساحتين الإسرائيلية والفلسطينية



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- % 68 من اليهود يرفضون العيش مع العرب في نفس العمارة
- المعهد الفنلندي في الشرق الأوسط
- لمحة عن: نشرة الهجرة القسرية، اللاجىء والنازح الفلسطيني
- المكتبة الوطنية في روسيا
- ناديا حسن وزيارة الوطن
- درس في الشعر الوطني
- الصداقة الحقّة
- حُرّاسُ المدينة، ناطوري قارْتا
- خبز الشاودار الفنلندي? ?ذو القيمة الغذائية العالية
- التدريس الجامعي بالعربية، ضرورة التنسيق في التعريب بين كافّة ...
- عرض لكتاب حول تأثير الفكر الأفلاطوني السياسي على الفارابي
- فذلكة حول إعداد عربيّ المستقبل
- الساونا، الحمّام الفنلندي
- القدّيس توما الكمبيسي
- كُلثوم الناصرة، كلثوم نصر عودة فاسيليفا
- لقاء الله
- هرتصل واللغة العبرية
- حركة غوش إيمونيم
- آراء وأقوال في الثقافة والفكر
- حركة أمناء الهيكل وأرض إسرائيل


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسيب شحادة - فذلكة حول علم الأسماء العبرية في الديار المقدسة