أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض ممدوح جمال - مسرحية حوار الشمعة والالعاب النارية














المزيد.....

مسرحية حوار الشمعة والالعاب النارية


رياض ممدوح جمال

الحوار المتمدن-العدد: 8231 - 2025 / 1 / 23 - 13:42
المحور: الادب والفن
    


تأليف : رياض ممدوح

الشمعة : انا مضرب الامثال في بعث النور حولي باحتراقي.
الالعاب : وانا مصدر بهجة وسعادة للأولاد ايام الاعياد والافراح. نورك لا يكفي لينير الليل الكئيب، ولا يبهج ليل الحزانى والفقراء.
الشمعة : نوري ينير الدروب ومجالس الاحباب والابصار عند القراءة.
الالعاب : نوري ساطع مبهر ويومض عالياً في السماء.
الشمعة : نوري هادئ رزين وللرزينين من الاشخاص ولست للأولاد.
الالعاب : نوري للأيام الخاصة والاحتفالية للمقبلين على الحياة.
الشمعة : ما فائدة ومضة في ظلام دائم في ليل دامس طويل.
الالعاب : الومضة تبقى تنير وتزداد في العقول بعد انطفاؤها واختفاؤها عن اعين الناظرين.
الشمعة : نورك لا يكفي العين لقراءتها سطراً في كتاب.
الالعاب : نوري يفتح الذهن ليفهم كتاب من دون حاجة لعينيه.
الشمعة : نورك قنبلة تنفجر ولا تترك غير الظلام والدمار.
الالعاب : ليست الحياة بطولها وانهما بعمقها وما تتركه من اثر. ان فلاش الة التصوير القديمة اندثرت ولكن ضوؤها خلّف الاف الصور باقية لابد الدهر، بينما حريق روما راح واندثر في حينه.
الشمعة : ما ينجز في ثمانين سنة ليس كالذي ينجز في عشرين سنة. في المحصلة النهائية، الموت بانتظار كلينا.
الالعاب : ما فائدة شجرة معمرة بلا ثمر قياساً بشتلة او شجيرة مثمرة تشبع الجائع ؟ العبرة بالنوعية لا بالكمية.
الشمعة : الاشجار المعمرة تعطي الظلال لللاجئين اليها من لهيب الشمس الحارقة.
الالعاب : بل للباحثين عن الكسل والخدر وغفوة القيلولة.
الشمعة : لا ضير في ذلك، انها الراحة التي يسعى اليها الجميع.
الالعاب : نهايتي مثل نهاية الانبياء والثوار، واكون ايقونة تهدي من اضل السبيل.
الشمعة : وهذا ما افعله انا أيضاً.
الالعاب : ان جبال من الاحجار لا تساوي قطعة الماس صغيرة. انت تنيرين السبيل لأبصارهم، وانا انير بصيرتهم. وانا ابقى خالدة حتى بعد انطفائي، اما انت فمصيرك النسيان حتى قبل انطفاؤك.
الشمعة : ما اقدمه انا في الثمانين عاماً التي انير فيها أتتساوى مع ما تقدمينه انت في ثلاثين عاماً تعيشينها ؟
الالعاب : هذه الامور لا تقاس بالمنطق الرياضي.
الشمعة : وليس من الحكمة والمنطق ان اتنازل عن خمسين عاماً من عمري.
الالعاب : وبهذا ستكونين قد اخترت نهايتك بنفسك، وهي ان تموتي كالشحاذين في الشوارع، يتم العثور عليهم ميتين قبل عدة ايام فوق احدى المزابل.
الشمعة : ارجو ان تحفظي لسانك، ايتها الطائشة الرعناء.
الالعاب : عفواً، انا ما قصدت الاساءة ولا الاهانة. انه مجرد تشبيه ومثال ليس اكثر. اكرر اعتذاري.
الشمعة : ....
الالعاب : الحياة نفسها هي ومضة في عمر الزمن، فلنجعل من وجودنا القصير فيها ومضة قصيرة خالدة يتردد صداها عبر الازمان.
الشمعة : ما يهمني وما اسعى ان اكونه هو ومضة طويلة، واجتهد لمد فترة انارتي اطول ما يمكن.
الالعاب : وما يهمني وما اسعى هو ان يكون وميضي مشعاً بقدر ما يمكنني ذلك. كما نرمي حصاة صغيرة في ماء راكد، فتتناسل امواج دائرية دائرة تتبع اختها، رغم نزول الحصاة الى القاع.
الشمعة : نفسي وذاتي هي الشيء الرئيسي لدية ، وكل ما عدا ذلك ثانوي.
الالعاب : ما احلى ان تذوب ذاتي في الوجود كله.
الشمعة : وما نفعي من الوجود، ان لم يكن لذاتي وجود فيه ؟ الحياة تمنح لنا مرة واحدة والى الابد.
الالعاب : فلا صنع لذاتي الخلود في جزيئات الوجود الابدية. ولاكن زهرة صغيرة وقصيرة العمر فواح عطرها للابد.
الشمعة : لكن صخرة هامدة حتى ولو في صحراء قاحلة، المهم عندي هو ان ابقى، وهذا هو الخلود في نظري.
الالعاب : تريدين الخلود حتى لو كنت على شكل صخرة ؟
الشمعة : حتى لو كنت صخرة او رمال او سراب في صحراء.
الالعاب : سعادة الخلود في العطاء وليس في الاخذ.
الشمعة : لم اكن ساذجاً مثل زهرتك تفوح لغيري. فانا ما ان انتهي وانطفئ امنح لغيري الظلام من بعدي. ومن بعدي لا ينزل المطر، ما دمت لم اشرب انا منه.
الالعاب : هًم كل البشرية هو ان تمنح الاخرين الحياة، وبذلك يتجسد خلودها. شتان بين الانسان والتمثال، فالتماثيل لا تمنح الحياة للغير.
الشمعة : حوارنا لن يغير من طبيعتنا شيئاً.
الالعاب : بل من اصطدام حجرين تقدح الشرارة.
الشمعة : كلا يا عزيزتي، " فليمت" كل منا على الجنب الذي يريحه.



#رياض_ممدوح_جمال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية عندما تتكلم الأيام
- مسرحية المحاكمة
- مسرحية الضحية والجلاد
- مسرحية اعترافات
- مسرحية الجدار
- مسرحية الكل هباء
- مسرحية العقم
- مسرحية (يوم خاص)
- مسرحية -النافذة-
- مسرحية (ريح السموم)
- مسرحية العامل
- مسرحية الدائن والمدين
- الرعب قصة قصيرة
- مسرحية زواج مُرتّب
- مسرحية -لا مثيل له-
- مسرحية سِرُّ ذو القوى الخارقة
- مسرحية -التكملة-
- مسرحية - زهور في الصحراء -
- مسرحية -السيدة آوى-
- مسرحية اللغز


المزيد.....




- طبيبة نرويجية: ما شاهدته في غزة أفظع من أفلام الرعب
- -ذي إيكونومست- تفسر -وصفة- فنلندا لبناء أمة مستعدة لقتال بوت ...
- لن تتوقع الإجابة.. تفسير صادم من شركة أمازون عن سبب تسريح نح ...
- حزب الوحدة ينعى الكاتب والشاعر اسكندر جبران حبش
- مسلسلات وأفلام -سطت-على مجوهرات متحف اللوفر..قبل اللصوص
- كيف أصبح الهالوين جزءًا من الثقافة السويسرية؟
- كيف يُستخدم علم النفس -الاحتيالي- كسلاح لقمع الإنسان وتبرير ...
- لندن تحتضن معرضاً لكنوز السعودية البصرية لعام 1938.. وأحفاد ...
- -يوميات بوت اتربى في مصر- لمحمد جلال مصطفى... كيف يرانا الذك ...
- كيف كشفت سرقة متحف اللوفر إرث الاستعمار ونهب الموارد الثقافي ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض ممدوح جمال - مسرحية حوار الشمعة والالعاب النارية