شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 8222 - 2025 / 1 / 14 - 20:52
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
جريدة " الثورة " عدد 888 ، 13 جانفي 2025
www.revcom.us
بلغنا التالي من الحملة الإستعجالية العالميّة لإطلاق سراح المساجين : revcom.us ملاحظة ناشر موقع أنترنت
). و الترجمة من الفارسيّة إلى الأنجليزيّة أنجزها متطوّعون من الحملة . IEC( السياسيّين في إيران الآن !
https://www.freeiranspoliticalprisonersnow.org/
----------------------------
" لن نرضى بأيّ شيء أقلّ من الإطاحة بالمضطهِدين "
" إلى لحظة سابقة ، كانت إلى جانبنا . كنّا نشرب الشاي معا و نتمشّى جنبا إلى كنب أثناء مساء السجن المفزع . ثمّ ذهبت فجأة و إلى الأبد ، و لن تعود أبدا . هذه هي الحقيقة الأكثر مرارة في السجن . يأتون و يختطفون واحدة منّا ، و يقتلونها . أحيانا يعيدون جثّتها الهامدة إلى أسرتها ، و أحيانا لا يفعلون ذلك .
عذابات السجن لا تنبع من الجدران أو العبثيّة اللامتناهية التي لا تخفّف من قبضتها أبدا ، و إنّما من الفزع المستمرّ الذى خيّم على كلّ ليل مضجر : أن تكون هذه الليلة آخر لياليها و أيديكم مغلولة . سيأتى الحرّاس ليمضوا بها بعيدا و تغلق الأبواب الباب تلو الآخر ، ويُصبح صوتها خافتا أكثر فأكثر إلى أن نفتقده . في آخر ليلة من حياتها ، جالسة أو واقفة ، ستنتظر آذان صلاة الصبح و بزوغ الشمس الذى سيمثّل غروبها هي .
و يشتدّ ألم السجن و يكتسى معنى جديدا عندما نرى زميلة السجن تُرسل إلى المشانق . و هذا الصنف من الألم يغيّرنا ، إنّه يمزّق روحنا و يُصلّبنا ن لذا لن يجعلنا أيّ شيء مرهقين ، لا شيء يمكن أن يحبطنا . لا نرضى بأيّ شيء أقلّ من التحرير الفعليّ . نصبح حلقة من ما تسمّيه رفيقاتنا سلسلة الناس الأحرار ، سلسلة تصهرها مقاومة الصديقات اللواتي واصلن الصراخ من اجل الحرّية بالرغم من جزم و ضربات دكتاتوريات الشاه (1) و الموالي ...
طوال سنوات من الحياة في بيئة سجون الأمن و التعايش المفروض مع [ إدارة السجن ] التي تسلّط علينا قمعا لا نهاية له ، توصّلت إلى الإعتقاد أنّنا لن نرضى بأي شيء أقلّ من الإطاحة بالمضطهِدين .ما نراه يجرى اليوم يعكس يأس خدم الطغيان الديني و الملكيّ .
ظروف النضال ليست دائما نفسها بالنسبة إلى جميعنا ، لكن الشيء الهام هو أنّ مقاومتنا هي من النوع ذاته ... إنّها تشبه مقاومة " الغلسوركهيس " (2) الذين أبوا الخضوع لمحاكم النظام ، و وضعوا الدفاع عن الناس فوق الدفاع عن أنفسهم ؟ "
الوارد أعلاه مقتطف من رسالة من غولروكه إيراي من سجن أفين بطهران ، مؤرّخة في غرّة جانفي 2025 . بوسعكم الإطّلاع عليها كاملة على موقع أنترنت الحملة الإستعجالية العالميّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين في إيران الآن !
https://www.freeiranspoliticalprisonersnow.org/prisoner-news/we-cannot-be-satisfied-with-anything-less-than-the-downfall-of-the-oppressor
وهي تقدّم نظرة من الداخل و حيويّة للمساجين اليساريّين ، لا سيما النساء منهم ، الذين يدعون العالم إلى يشعروا بإنسانيّتهم و آمالهم في التحرير و في عالم أفضل بكثير .
إمرأة كرديّة في خطر الإعدام في خضمّ الإعدامات المستشرية التي ينظّمها النظام :
ولجت جمهوريّة إيران الإسلاميّة بخطوات ثقيلة سنة 2025 و قد شنقت سنة 2024 حوالي 900 إنسان و هي تعمل على رفع عدد أحكام الإعدام سنة 2025 . ما لا يقلّ عن 54 سجين و سجينة سياسيّين حُكم عليهم بالإعدام في محاكمات بليدة و التعذيب و دون دفاع قانوني ، هذا ما يقوله تقرير HRANA (4) . و على رأس القائمة إمرأتان ناشطتان من القوميّة الكرديّة المضطهَدَة .(5) باخشان عزيزي و فاريشه مورادي .
في 8 جانفي ، محامى بخشان عزيزي ، أمير رايسيان ، أصدر تقريرا عن أنّ المحكمة العليا الإيرانيّة رفضت طلب إستئنافها لحكم دويلية 2024 و أكّدت على حكم الإعدام بتهمة واهية ب " التمرّد المسلّح " . و بخشان عزيزي ناشطة و عاملة إجتماعيّة منذ زمن طويل قدّمت مساعدة إنسانيّة للنساء و الأطفال في مخيّمات اللاجئين في المناطق الكرديّة التي مزّقتها الحرب في سوريا و العراق . و قد تعرّضت إلى تعذيب رهيب بما في ذلك إقدام الحرّاس على تنفيذ إعدامات كاذبة و دفنها حيّة تحت الأرض لعشرة أمتار . إذا تمّ إعدام بخشان ، ستكون المرأة السجينة السياسيّة الأولى التي تعدم في 14 سنة ، ما يقيم سابقة فظيعة . (6)
ارتفاع تهديد الإعدامات تجاه بخشان عزيزي ( و كذلك لبهروز إحساني و مهدى حسّاني ، سجينين سياسيّين آخرين تأكّدت أحكام إعدامهما ) نشرت واسعا الغضب و حركات التضامن . و أتت المواقف التي تدين أحكام الإعدام من قوى متنوّعة بما فيها إتّحاد النساء الكرديّات . داخل السجون الإيرانيّة ، أمضى 68 سجينا بيانا (7) إحتجاجيّا ضد حكم المحكمة العليا المدافع عن أحكام الإعدام بحقّها و بحقّ السجينين السياسيّين الآخرين :
" إنّنا ندعو شعب إيران ، و كذلك المنتديات و المنظّمات العالميّة ، خاصة منظّمات حقوق الإنسان ، لإستخدام جميع قدراتها لتتّخذ إجراءات فعّالية لإنقاذ حياة المساجين السياسيّين الذين يتعرّضون لخطر عقوبة الإعدام ، و كذلك إلى إلغاء حكم الإعدام برمّته . "
و في 9 جانفي 2025 ، نُشرت رسالة من عضو من نقابة الأساتذة على @burnthecage https://www.instagram.com/p/DEoc-MaRuq1/ ، يتحدّى زملاءه و زميلاته الأساتذة بقوله :
" ... يتحمّل الأساتذة مسؤوليّة الكلام ضد أعلى مستويات العنف في المجتمع ، على وجه الضبط العنف الهيكلي و الموجّه مثل الإعدامات . كيف يمكن للمرء أن يكون ضد العنف في المعاهد لكنّه يظلّ صامتا بشأن العنف في المجتمع ؟ ...لكنّ المجتمع ليس منحصرا في الحكومة ، صمت المجتمع غزاء هذا القمع ينهض أيضا بدور هام في تواصل هذه النزعة . و مجتمع لا يبالي بالإعدامات عمليّا [ متواطؤ ] مع هذا العنف ... و بلا شكّ ، كما شدّد المساجين المضربين في حملة " ثلاثاء لا لإعدامات "، السبيل الوحيد لإيقاف آلة الإعدام هي عبر الوحدة و العمل الجماعي . و رغم أنّ هذا السبيل صعب، فإنّه بالتخلّى عن التصرّفات الإنعزاليّة و تبنّى مقاربة إنسانيّة و جماعيّة ، يمكن تحقيق نتائج . "
في 10 جانفي 2025 ، المخرج السينمائي الإيراني الفائز بجائزة ، جعفر بناهي ، نشر على منصّة الأنستاغرم https://www.instagram.com/p/DErmoAEoS4P ، موقفا يدين عقوبة الإعدام و فيه جزئيّا ، " تعكس هذه الإعدامات الإنهيار السياسي و الإيديولوجي و الاقتصادي لنظام الجمهوريّة الإسلاميّة ". و نشر حساب توماج صالحي صانع موسيقى الراب المتمرّد ، على منصّة أكس ، هذه الكلمات : " من أجل عالم حرّ / من أجل حرّية التعبير / من أجل بخشان عزيزي / لا للإعدامات " . و في اليوم التالي بيّنت عديد أشرطة الفيديو الكلمات نفسها مكتوبة بالدهن على جدران عبر طهران ، عاصمة إيران .
" ليس بوسعنا و لن نظلّ صامتين / صامتات " – سبيده غوليان
سبيده غوليان (8 ) صحفيّة شابة جسورة و سجينة سياسيّة يساريّة معتقلة في أفين ، تفاعلت مع أخبار تأكيد الحكم بالإعدام على بخشان عزيزي برسالة نُشرت هي الأخرى على @burnthecage https://www.instagram.com/p/DEr0WszxlZA/ . و بإمكانكم الإطلاع على هذه الرسالة و رسالتها الثانية كاملتين هنا https://www.freeiranspoliticalprisonersnow.org/prisoner-news/we-cannot-and-will-not-remain-silent-sepideh-gholian
" بخشان رمز لحبّ الإنسانيّة . لكنّها الآن تواجه قتلا لا ينبع من عدالة بل منبعه الكره و الثأر ... إلاّ أنّ هذا ليس قصّة شخص واحد ...قصّ’ بخشان مرتبطة بقصّتنا جميعا ، بقصّة الأمّهات اللواتي تنتظرن و دماء أبناءهم و بناتهم يُراق في الشوارع ، بقصّة شعب صارت " حياته " كابوسا ...ليس بوسعنا و لن نظلّ صامتين / صامتات . إن لم نرفع أصواتنا اليوم، ستوجد بعدُ غدا قصّة أخرى . نريدكم أن تعزّزوا هذه السلسلة . لا تدعوا قصّة بخشان تظلّ قصّة بلا نهاية من الندم و الصمت . كونوا صوتها ، كونوا قصّتها . علينا أن نقاتل " الموت " ب" الحياة " . لنصنع سلسلة من الحياة ، ضد كلّ حلقات حبل الجلاّد . هل ستمسكون يدي لتكون الرابط التالي في السلسلة ؟ "
سبيده غوليان ، ساحة النساء ، سجن أفين ، طهران ، 12 جانفي 2025
الولايات المتّحدة : أياديك ملطّخة بالدماء، فلتغربى عن إيران و الشرق الأوسط !
في خضمّ هذا الوضع ، جاء في تقرير لموقع إخباري على الأنترنت " أخبار – روز " / Akhbar-Rooz أنّ سكرتير دولة الولايات المتّحدة و مدير السي أي أي سابقا ، مايك بنبيو ، تحدّث في ندوة 9 جانفي في باريس ، نظّمتها و موّلتها منظّمة مجاهدي خلق / مجاهدي الشعب الإيرانيّة (MEK ) . و من المهمّ أنّ المساجين السياسيّين الإيرانيّين دعوا إلى مقاربة غير إنعزاليّة دفاعا عن كافة المساجين السياسيّين و إطلاق سراحهم و إن كانوا من مشارب سياسيّة متنوّعة ، إعتبارا لغياب أي شيء يشبه السيرورة اللازمة في المحاكمة لدي التيوقراطية الفاشيّة في إيران . لكن ينبغي أن نلاحظ أنّ هناك فئة من المساجين السياسيّين الإيرانيّين مثل غولروكه يعارضون كلاّ من الولايات المتّحدة ( التي دعّمت الشاه ) و كذلك النظام الإسلامي ( نظام الملالي ) . و قوى مثل منظّمة مجاهدي الشعب قد نسجت علاقات مع القوى الحاكمة الفاشيّة في الولايات المتّحدة لسنوات ، بما فيها أثناء الرئاسة الأولى لترامب ، و لا تمثّل أيّ نوع من البديل التحريريّ لتيوقراطيّى فاشيّى الجمهوريّة الإسلاميّة .
لنقف إلى جانب المساجين الأبطال في إيران ، لنحتفل بالذكرى السنويّة الأولى لإضراب الجوع الأسبوعي :
تمثّل نهاية جانفي 2025 ، الذكرى السنويّة الأولى لبداية " ثلاثاء بلا إعدامات " ، إضراب الجوع الأسبوعي الذى شنّه المساجين السياسيّون في سجن غزال هزار الضخم . و قد إنتشر الآن هذا الإضراب إلى 30 سجنا عبر البلاد . و الناس عبر العالم يجدون طُرقا للإلتحاق أو لتقاسم دعم هؤلاء المساجين الأبطال . تابعوا مزيد الأخبار من الحملة الإستعجاليّة العالميّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين في إيران الآن ! بشأن نشاطات التضامن مع هذه الحركة التي يقودها المساجين ضد الإعدامات في إيران .
هوامش المقال :
1- كان شاه إيران ملكا وحشيّا ركّزته في الحكم وكالات مخابرات الولايات المتّحدة و المملكة المتّحدة / بريطانيا بواسطة إنقلاب سنة 1953 و ذلك بعد أن أمّ/ الرئيس المنتخب مصادر النفط . See American Crime Case #98: 1953 CIA Coup in Iran.
2- كهوسروي غولسركهى كان ثوريّا و شيوعيّا ندّد بشكل مشهور النظام و دافع عن الشعوب إبّان محاكمته سنة 1974 ، قبل أن تعدمه رميا بالرصاص فرقة جنود للشاه . و يُعد بطلا و عبر السنوات مقاومته الشرسة حثّت ثوريّين آخرين معروفين هم الآخرين تعبيرا عن التعاطف معهم على أنّهم " غولسركهيس " .
3- غولروكه إيراي إتُّهِم ب " الدعاية ضد الدولة " لنشره معلومات عن إحتجاجات المرأة ، الحياة ، الحرّية و تنديده بقتل الدولة لأطفال أثناء الإحتجاجات .
4- . The Latest Comprehensive List of 54 Political and Security Prisoners Sentenced to Death in Iran, en-hrana.org, January 9, 2025.
5- يتقاسم الأكراد لغة و تاريخا و أرضا مشتركة قسّمتها القوى الإستعماريّة بين إيران و العراق و سوريا و تركيا ، حيث كانوا لعقود مضطهَدين إضطهادا قاتلا .
6- Imminent Risk of Execution of Kurdish Woman Activist After Grossly Unfair Trial, iranhumanrights.org, January 9, 2025.
7- نُشر باللغة الفارسيّة على Akhbar-rooz
8- سبيده ناشطة حقوق إنسان طوال حياتها و كاتبة دخلت السجن و خرجت منه مرّات منذ كان سنّها 23 عاما . سنة 2018، تمّ إيقافها لتعبيرها عن تضامنها مع إحتجاجات عمّال السكّر و إتّهمت ب " الدعاية ضد الدولة ؛ و الإنتماء إلى منظّمات تهدف إلى تخريب الأمن القومي " ، ثمّ أعيد إيقافها سنة 2019 لتنديدها بالتعذيب و التجاوزات الجنسيّة بينما كانت في السجن . و فلى مارس 2023 ، بعد إطلاق سراحها ، صرخت صرخة شهيرة خارج سجن أفين ، " خميني يا زهاك / Zahak ! سنقوم بدفنك ! " . و زهاك كان ملكا أسطوريّا بثعابين تخرج من أكتافه كان يغذّيها بأدمغة أناس من الشباب . و فقط بعد ساعات أربع ، وقع إيقاف موكب السيّارات الأسريّة التي كانت تقلّها إلى المنزل و جرى إعتقالها . -Gallery
https://www.freeiranspoliticalprisonersnow.org
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟