|
غادروا موقع المتفرّجين : هناك معركة يجب خوضها : يجب وقف قمع الإحتجاجات الموالية للفلسطينيّين ، الآن !
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 8220 - 2025 / 1 / 12 - 22:40
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
آلان غودمان ، جريدة " الثورة " عدد 886 ، 30 ديسمبر 2024 www.revcom.us
في السنة الماضية ، شاهدنا نهوضا قويّا و ملهما ضد الإبادة الجماعيّة التي تقترفها إسرائيل بدعم من الولايات المتّحدة ، على مئات المركّبات الجامعيّة عبر الولايات المتّحدة ( و أبعد منها )ى . و هذه الإحتجاجات – التي شملت عديد الطلبة اليهود – ألهمت الناس عبر العالم . و قد فضح الطلبة لا شرعيّة الدعم السياسي و المالي و العسكري و الدبلوماسي للإبادة الجماعيّة التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني . و قد دفع هذا العديد من الناس الآخرين للبحث و بلوغ الحقيقة حول دولة إسرائيل : أنّها فوق كلّ الدول الإستعماريّة الجديدة الإستيطانيّة ، و تخدم مصالح هيمنة الهيمنة امبرياليّة الولايات المتّحدة في المنطقة . لإيقاف هذه الإحتجاجات و هذا التحدّى و التساؤل ، نزلت مطرقة القمع و الهجمات السياسيّة على رؤوس الناس بقوّة . و بالتوازي ، جرت محاولة تصوير أيّ محتجّ و كافة المحتجّين ضد النازيّة على أنّهم هم ذاتهم معادين للساميّة . و هذا الكذب يساوى بين المعارضة السياسيّة لدولة قائمة على تفوّق اليهود بكره اليهود كيهود . و الآن ، مع إشتداد الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة ، وُوجهت الإحتجاجات على المركّبات الجامعيّة بموجة متجدّدة و متصاعدة من الطرد و التسجيل على قائمة سوداء و القمع البوليسي الوحشيّ و الإعتقالات و الإيقافات . و الآن و نظام ترامب يأتي إلى السلطة و يعد بما هو أسوأ حتّى . و في حين أنّ بعض الطلبة و الأساتذة الذين يتعرّضون إلى الهجوم قد قاوموا بجسارة ، فإنّ هذا القمع قٌوبل في معظم الأحوال بالصمت و السلبيّة و القبول من ناس يتعيّن أن يتكلّموا و يتحرّكوا ضدّ ذلك . زمن مغادرة الجميع موقف المتفرّجين و المقاومة قد حان الآن – قبل أن يغلق الفاشيّون تماما معارضة الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة ، و إلى جانب ذلك ، تحويل المرّكبات الجامعيّة إلى مناطق ميّتة سياسيّا و أخلاقيّا و فكريّا . فرض تضييق خناق رهيب : و لنلقى المزيد من النظر على تشديد القمع ضد الإحتجاجات و المعارضة و التفكير النقدي المواليين للفلسطينيّين على المركّبات الجامعيّة . لنأخذ مثل جامعة كولمبيا بمدينة نيويورك . من بدايات موجة التمرّدات في المركّبات الجامعيّة ضد الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة في غزّة ، منعت هذه الجامعة فصول المعهد للطلبة من أجل العدالة في فلسطين و الصوت اليهودي من أجل السلام . و الآن ن تحرّكت أكثر نحو تكميم المعارضة بإصدار قوانين إعتباطيّة و متناقضة و في منتهى القمعيّة لكيف و متى يجب أن تتمّ برمجة الإحتجاجات و حصولها على ترخيص من سلطات المعهد ، أساسا مانعة ردود الفعل لها مغزى و فوريّة إزاء أحداث عالميّة . و في ما يمكن تسميته بعمليّة إغلاق ، منعت جامعة كولمبيا " العناصر الخارجيّة " من الدخول إلى المركّبات الجامعيّة . و أعلنت هذا المنع بوضوح كوسيلة لمنع الإحتجاجات . و حسب رئيس مؤقّت للجامعة ، سبب غلق المركّب الجامعي هو " أدلّة متصاعدة على أنّ ... المركّب الجامعي مركز كبير للإحتجاجات و نشاطات أخرى " . و يمكن التودّه إلى جامعة نيويورك . في 12 ديسمبر ، عشرات الطلبة المحتجّين صدر في حقّهم إعتبارهم أشخاصا غير مرغوب فيهم ( محرومون من المركّبات الجامعيّة ) لمشاركتهم في مسيرة قبل يوم من ذلك أمام مكتبة جامعة نيويورك . و وفق مسؤولين من جامعة نيويورك ، جاء المنع لأنّهم قاطعوا " عمليّاتنا الأكاديميّة في لحظة حيويّة خاصة في السداسي " ( بداية الإمتحانات النهائيّة ). و تمّ إيقاف 8 محتجّين بمن فيهم ما لا يقلّ عن عنصرين من الجامعة ، رغم أنّ المحتجّين لم يمنعوا الطلبة الذين كانت لديهم إمتحانات من دخول المكتبة . في أيّ نوع من العالم ، في أيّ نوع من الجامعات المفترض أنّها منفتحة على الفكر النقديّ ، يُعدّ مجرّد تحدّى الإبادة الجماعيّة في غزّة سببا للطرد من المركبّ الجامعي ؟! و علاوة على ذلك ، منعت جامعة نيويورك أعضاء من الجامعة من بلوغ مكاتبهم أو تدريس طلبتهم . و هناك أمثلة من العالم قاطبة – لنأخذ جورج ماسون في فرجينيا حيث أكثر من 12 شرطي – بما في ذلك أحدهم من القوّة المشتركة لمقاومة الإرهاب التابعة للأف بي أي – كسروا الباب و هاجموا منزل عائلة لطالبين أمريكيّين فلسطينيّين . و إستولت الشرطة على هواتف الطالبين و حواسبهما ( ما حال دونهم و التواصل مع الأصدقاء و المساندين و كذلك مواصلة دراستهما ) . و قيل للطلبة إنّ المداهمة مردّها أنّهما متّهمين لرسم صور على الأرض . و منع الطالبان من دخول المركّبات الجامعيّة لأربع سنوات ، حائلة أساسا دونهما و مواصلة دراستهما . يقع تسليط قمع شديد و مع ذلك الصرخة ضدّه كانت غير كافية تماما ! يتحرّك الفاشيّون لجعل هذا أسوأ بكثير جدّا : ترامب يدعم كلّيا إسرائيل و قد هدّد بأنّه يتعيّن على إسرائيل أن " تنهي المشكل " . و هذا ليس موقفا ناجم عن إنشغال بالشعب الفلسطيني و إنّما هو نداء و تهديد بإبادة جماعيّة " نهائيّة " للفلسطينيّين أسرع و أكبر . و في هذا السياق أشار الناس المعيّنين في نظامه أوضحوا أنّهم سيزيدون من قمع الذين يقفون ضد الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة . و مقال في جريدة إسرائيليّة ليبراليّة ، هآرتز ، " كيف يخطّط ترامب و الحزب الجمهوري يخطّطان لتفكيك الحركة الموالية للفلسطينيّين في الولايات المتّحدة " يرسم صورة مريعة : - كلّ من ماركو روبيو ، الذى عيّنه ترامب كسكرتير دولة ، و أليز ستيفانيك – المعيّنىة كسفيرة بالأمم المتّحدة – دعيا إلى ترحيل المحتجّين الموالين لفلسطنين الحاملين لتأشيرات طلبة . - بم بوندى ، الذى عيّنه ترامب كمدّعى عام ، لم يهدّد فقط الطلة العالميّين بل صرّح بأنّ أيّ شخص يقول " أدعم حماس ...سواء كانوا هنا كأمريكيّين أم كانوا طلبة يحملون تأشيرات ... يحتاجون إلى أن نطردهم من بلادنا أو تحتاج الأف بى أي أن تحقّق معهم مباشرة " . ( مهما كنتم تفكّرون حول حماس – قوّة إسلاميّة رجعيّة – مجرّد التعبير عن دعمها حرّية تعبير دستوريّا ). - لقد أمر ترامب الجمهوريّين بالكنغرس بأن يعيّنوا الجمهوري براين ماست كرئيس للجنة الشؤون الخارجيّة . و ماست مسيحي فاشي يقول على موقعه على أنترنت إنّه قاتل مع الجيش الإسرائيليّ . و قال ماست . " لا أعتقد أنّنا ستنشر ببساطة مصطلح " مدنيّين نازيّين أبرياء " . و بذلك ، طبعا ، يبرّر قتل عشرات آلاف الفلسطينيّين و الفلسطينيّات ، بمن فيهم أطفال و حتّى رضّع على يد إسرائيل و بقنابل زوّدتها بها الولايات المتحدة . و في 14 ماي ، هدّد ترامب نفسه ، " شيء واحد سأقوم به وهو أنّ أي طالب يحتجّ ، أرمى به إلى خارج البلاد . تعلمون أنّ هناك العديد من الطلبة الأجانب . و حالما سيبلغ هذا أسماعهم ، سيتصرّفون ". و قال إنّ الإحتجاجات بكولمبيا " يجب أن تتوقّف الآن ". ليتوقّف القبول بسلبيّة بهذا الهجوم على المعارضة وعلى التفكير النقديّ ! خلال هذه الأشهر الأخيرة ، قُوبل القمع المتفاقم بالكثير من التطبيع و الإستسلام . مؤسّسات " التعليم العالي " أغلقت ، دون أيّ تحدّى . و جرى طرد أساتذة و لم يقابل ذلك بإحتجاج جماهيريّ . و مع ذلك المقاومة الضروريّة لهذا القمع إنحصرت بصفة واسعة في الذين يقع إستهدافهم ، أو في تحدّيات قانونيّة . و بينما تحدّى كلّ هذا قانونيّا أمر هام ، فإنّ نطاق و مدى و تصميم المقاومة ليسوا أبدا متناسبين مع الوضع و الرهانات الخطيرة . و هذا لا يمكن القُبول به . كلّ شخص في كلّ مكان يحتاج إلى أن ينهض ضد هذا . و إذا لم تتصرّفوا لإيقافه ، تكونون من المتواطئين . تكونون من المتواطئين بتخلّيكم عن تفكيركم النقديّ و عن الحرّية الأكاديميّة التي يخنقها القمع ؛ و متواطئين مع الفظائع المدعومة من الولايات المتّحدة ؛ التجويع و التشويه و القتل أحياء و الإبادة الجماعيّة تماما للشعب الفلسطيني . لقد قال بوب أفاكيان ، القائد الثوريّ و مهندس الشيوعيّة الجديدة : " هناك مكان تلتقى فيه الأبستيمولوجيا و الأخلاق . هناك مكان حيث عليكم الوقوف و قول : من غير المقبول رفض النظر في شيء - أو رفض الإعتقاد في شيء - لأنّه يزعجكم . و : من غير المقبول الإعتقاد في شيء لمجرّد أنّه يريحكم". لكن هذه ليست مسألة أخلاقيّة فحسب . لقد قال بوب أفاكيان في المدّة الأخيرة ، عن تدشين نظام ترامب ، إنّ هذا الزمن " ليس زمن التقوقع على الذات و محاولة " الإعتناء بالذات " و الحال أنّ طاغوت فاشيّة ترامب / الماغا يكسب قوّة و يسحق الجماهير الشعبيّة . حان وقت التواصل مع كافة الآخرين الذين يشعرون بالغضب عينه ضد فاشيّة ترامب / الماغا – زمن عمل جماعي و نضال تضحية بالذات من أجل المصلحة الأعظم ؛ المصلحة الأعظم لإلحاق الهزيمة بهذه الفاشيّة ".
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إسرائيل و الولايات المتّحدة تصعّدان الهجمات على اليمن – جبهة
...
-
عصابات كبرى و عصابات صغرى و عصابات شوارع تتخاصم من أجل السلط
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 111 : نحن ، الشيوعيّون الثوريّون ،
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 109 : نحتاج إلى التعاطى الجدّي مع و
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 110 : ترامب و نتنياهو – رجلان مجنون
...
-
مع سقوط الأسد بسوريا ، إسرائيل تنقضّ عليها ... بالقنابل و ال
...
-
لنعارض - قانون العفّة و الحجاب - الجديد بإيران : إعلان حرب ش
...
-
مع سقوط الأسد بسوريا ، إسرائيل تنقضّ عليها ... بالقنابل و ال
...
-
- حرب التعويض - الإسرائيليّة – هجوم إرهابي - يغيّر وجه الشرق
...
-
نوبة القتل الإسرائيلي في لبنان تستمرّ في ظلّ ما يسمّى - إيقا
...
-
إدانة واسعة ل- قانون العفّة و الحجاب - الإيراني بينما تخرج ن
...
-
الولايات المتّحدة : وليدة إبادة جماعيّة ، و داعمة لإبادة جما
...
-
خلفيّة أساسيّة ، نقاط توجّه : تمّت الإطاحة النظام الرجعيّ لس
...
-
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني - الماوي ) : ند
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 106 : الدفاع عن حقوق و حياة الناس ا
...
-
بايدن و نتنياهو يعلنان إيقاف إطلاق نار في لبنان ... ثمّ يكشّ
...
-
جريدة - النيويورك تايمز - تقبل بجرائم الحرب الإسرائيليّة الم
...
-
إن كانت لدينا أيّ فرصة لإنقاذ الكوكب ، نحتاج إلى الإطاحة بهذ
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 98 : فيما يختلف كذّابو الطبقة الحاك
...
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
المزيد.....
-
فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بشراكة مع جمعية النخبة
...
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 602
-
كفاح الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد، وملتقاها ال
...
-
جريدة النهج الديمقراطي العدد 603
-
نجل نتنياهو: إسرائيليون من اليسار ربما يقفون وراء حرائق القد
...
-
الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو
-
تيار البديل الجذري المغربي// اليوم الاممي للعمال 2025، فاتح
...
-
الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدين بقوة قمع ال
...
-
فاتح ماي 2025: لا لإبادة الشعوب، لا للتطبيع، نعم للحياة والك
...
-
من أجل 1 مايو ملؤه مقاومة الفاشية والإمبريالية
المزيد.....
-
كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة
/ شادي الشماوي
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
-
قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|