شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 8220 - 2025 / 1 / 12 - 22:40
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
جريدة " الثورة " عدد 887 ، 6 جانفي 2025
www.revcom.us
خلال الأربعة عشر شهرا ، هاجمت إسرائيل و الولايات المتّحدة بصفة متكرّرة البلد الصغير و المفقّر بمرارة ، اليمن ، و حركة الحوثيّين الأصوليّة الإسلاميّة المدعومة من إيران . و قد كان الحوثيّون يشنّون هجمات على إسرائيل ، إلى جانب الهجمات على البواخر في البحر الأحمر المرتبطة بإسرائيل ، ردّا على الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة في غزّة . و الآن بدعم من الولايات المتّحدة ، تهدّد إسرائيل اليمن و الحوثيّين الذين يسيطرون على شمال البلاد ، بالهجمات من نوع الهجمات مصّاصى الدماء و العشوائيّة و الإجراميّة التي نفّذوها في غزّة ولبنان . و بسرعة قد " يتقاسم الحوثيّون ذات المصير البائس" لحماس في غزّة و حزب الله في لبنان ، هذا ما حذّر منه سفير إسرائيل إلى الأمم المتّحدة في الأسبوع المنصرم .
فكّروا في هذا . ما الذى فعلته إسرائيل بالشعب الفلسطيني في غزّة – بدعم كامل من الولايات المتّحدة – سيتواصل كأحد الجرائم الأشنع في التاريخ – جريمة إبادة جماعية ! في لبنان – مرّة أخرى بدعم كامل من الولايات المتّحدة – نفّذت إسرائيل حملة إغتيالات جماعيّة و قتل عشوائيّ و تدمير على نطاق واسع ليس فحسب ضد حزب الله حليف إيران ، و إنّما ضد تماما ملايين اللبنانيّين المدنيّين .
و الآن يتفاخرون بجرائمهم و يهدّدون بإقترافها مجدّدا ! سواء تسببت أم لم تتسبّب إسرائيل أو الولايات المتّحدة في قتل عدد كبير من الناس و تدمير هائل كما جرى في غزّة و لبنان ، إنّهما في الوقت الحاضر يهدّدان حياة ملايين البشر من الذين يعانون بعدُ في اليمن ، و يفاقمان من الخطر الشديد القائم بعدُ لحرب إقليميّة أوسع ، يمكن أن تمتدّ إلى أبعد من الشرق الأوسط !
و الإختلاف الوحيد ؟ في هذه المرّة الولايات مشاركة بشكل مباشر أوضح حتّى .
يجب إيقاف هذا !
سنوات من عدوان الولايات المتّحدة – العربيّة السعوديّة ضد اليمن :
هذه التهديدات الجديدة من الولايات المتّحدة و إسرائيل ضد اليمن تأتى إثر سنوات طويلة من الهجمات العسكريّة ضد القوى الحوثيّة في اليمن من قبل العربيّة السعوديّة و الإمارات العربيّة المتّحدة ، المسلّحتين و المدعومتين من الولايات المتّحدة .
و منذ 2015 إلى 2022 ، خاضت العربيّة السعوديّة و الإمارات العربيّة المتّحدة حملة بلا هوادة من 25 ألف غارة جوّية ضد اليمن . لكن ذلك لم يتوقّف عند ذلك الحدّ . فالسعوديّين – بدعم من البحريّة الأمريكيّة – حاصروا اليمن ، مانعين بصرامة مدّ البلاد بالغذاء و الوقود و سلع أخرى يحتاجها الناس . و قصفوا بالقنابل أهمّ ميناء ، الحديدة ، الذى تعبر منه بين 70 إلى 80 بالمائة من الأغذية و الأدوية و المساعدات الأخرى إلى اليمن . و الحصيلة 377 ألف قتيل بسبب هذه الحرب، 60 بالمائة منهم لأسباب غير مباشرة مثل نقص الغذاء و الرعاية الصحّية ، و وباء كوليرا أثّر على أكثر من مليون شخص. و أكثر من 21 مليون يمنيّ – ثلثا عدد السكّان – كانوا في أمسّ الحاجة إلى المساعدات الإنسانيّة حتّى قبل الهجمات الأمريكيّة و الإسرائيليّة في السنة الماضية و أكثر .
هجمات تتصاعد و تتراجع طوال ال14 شهرا الماضية :
عقب شنّ إسرائيل إبادتها الجماعيّة المدعومة من الولايات المتّحدة في غزّة في أكتوبر 2023 ، شرع الحوثيّون في مهاجمة السفن و البواخر المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر و خليج عدن ، مطالبين ب " إيقاف العدوان على غزّة لرفع الحصار".
و قد أوقفت جدّيا هجمات اليمن التي تعدّ 130 هجوما الملاحة عبر أحد أكبر و أهمّ ممرّ تجاري ، يشمل قنال السويس . و قد شنّ الحوثيّون غارات بالمسيّرات و بالصواريخ ضد إسرائيل نفسها .
و قد هاجمت إسرائيل و الولايات المتّحدة بصفة متكرّرة اليمن و الحوثيّين بهدف مزدوج هو إيقاف الهجمات اليمنيّة و أيضا إضعاف ، إن لم يكن تدمير ، الحوثيّين . و قد شملت هذه الهجمات توجيه ضربات إلى البنية التحتيّة الأساسيّة اليمنيّة – بما فيها الحديدة – كما فعل السعوديّون من قبلهما ، بدعم من الولايات المتّحدة أيضا . و يفاقم هذا من الخطر الذى يواجهه الملايين في اليمن ، خاصة ال14 مليونا تقريبا الذين يظلّون " في حاجة ماسة إلى المساعدات " ( أنظروا " نتحدّاكم للتعرّف على اليمن ". )
تصاعد الهجمات :
في الأسابيع الأخيرة ، وسّع الجانبان من هجماتهما . فخلال أسوبع 29 ديسمبر ، قصفت إسرائيل بالقنابل مجدّدا الحديدة و كذلك محطّات الطاقة و المطار الأساسي في صنعاء ، قاتلة ما لا يقلّ عن ستّة أشخاص . و كان رئيس منظّمة الصحّة العالميّة وقتها عمليّا في المطار ، يعدّ نفسه للإقلاع على متن طائرة . لم يُجرح إلاّ أنّه أدان هذا الهجوم العشوائي ضد خدمات مدنيّة . و بعد ذلك شنّت الولايات المتّحدة موجة من الغارات الجوّية على عاصمة اليمن ، صنعاء ، و مناطق أخرى، مستهدفة قيادة الحوثيّين و مصانع إنتاج أسلحة .
و في الأثناء ، شنّ الحوثيّون على الأقلّ خمس هجمات صاروخيّة ضد إسرائيل ، بما في ذلك ضد مطار تلّ أبيب الدوليّ و محطّة طاقة ضد القدس . و أعلن الحوثيّون أيضا أنّهم قاموا بهجوم بمسيّرة على حاملة الطائرات يو أس أس هاري أس ترومان ، التي وصلت ، بمجموعة طائراتها الحربيّة ، إلى الحر الأحمر . ( و لم يعلّق جيش الولايات المتّحدة على ذلك .)
إسرائيل تهدّد بمزيد من سفك الدماء و بحرب أوسع نطاقا :
اليمن جبهة من " حرب التعويض " الإسرائيليّة التي دامت أكثر من سنة ، وهذه الحرب هجوم إجرامي مدعوما من الولايات المتّحدة ، عبر الشرق الأوسط و هدفها هو تدمير معارضي إسرائيل و تشديد قبضة الولايات المتّحدة – إسرائيل على المنطقة بأكملها .
و كما كتب آلان غودمان ، " ما يُسمّيه نتن – النازي جبهة سابعة ل " حرب التعويض " يشمل الإبادة الجماعيّة في غزّة و الإبادة الجماعيّة في الضفّة الغربيّة ، و التحطيم الهائل في سوريا و الهجمات على قوى في العراق . و إضافة إلى ذلك ، قتل جماعي للمدنيّين في لبنان ، و تحطيم الحصول على المساعدات الغذائيّة اللازمة بيأس في اليمن ، و تعريض إيران إلى الإبتزاز النوويّ ". ( أنظروا مقال " حرب التعويض " الإسرائيليّة "- هجوم إرهابي " يغيّر وجه الشرق الأوسط " و يهدّد بما هو أسوأ حتّى " – موقع أنترنت revcom.us 16 ديسمبر 2024).
و الآن تهدّد إسرائيل و الولايات المتّحدة بالتصعيد الجدّيّ لهجماتهما – و فظائعهما – ضد الشعب في اليمن . " نحن ملتزمون بإستبعاد هذا التهديد كما نفعل على الجبهات الأخرى "، هذا ما صرّح به الوزير الأوّل الإسرائيليّ ، نتنياهو في الأسبوع الفارط .
و هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي ب " صيد كافة قادة الحوثيّين ، و ضربهم كما فعلنا في أماكن أخرى " – بكلمات أخرى ، إغتيالهم مثلما إغتالت إسرائيل قيادة حزب الله في لبنان .
من يتحمّل مسؤوليّة المجازر و الدمار اللذان يلوحان في الأفق ؟
في رسالته على وسائل التواصل الاجتماعي ، على حسابه @BobAvakianOfficial ، الثورة عدد 99 : بينما يندّدون ب" الإرهابيّين " ، حكّام هذه البلاد يدعمون بسفور الإرهاب " ، لخّص بوب أفاكيان ، القائد الثوريّ و مؤلّف الشيوعيّة الجديدة ، من يجب توبيخه في المقام الأوّل عن هذا الكابوس من العنف و الدمار الذى يلفّ الآن المنطقة ، و الإستنتاج الأساسي الذى ينبغي أن نستشفّه من هذا الواقع هو :
" و ما من شكّ أو خلط حول هذا : مسؤوليّة التصعيد الجدّي للنزاع العسكريّ في الشرق الأوسط ، و مهما إنجرّ عنها من نتائج ، تقع على إسرائيل – و حكومة الولايات المتّحدة التي تواصل دعمها الكامل لإسرائيل .
ما الذى تحتاجون أيضا إلى معرفته لتقولوا إنّه يجب الإطاحة بهذا النظام اللعين برمّته ؟! "
www.revcom.us
Posts by issue number/Posteos por número de la edición
Issue number
Language
Apply Reset
Articles in this issue (scroll down´-or-click to read article below):
• A Time For Righteous Anger & Revolutionary Determination—A Post-Election Playlist of Messages from Bob Avakian
• National -Update-#23 from the Campaign to Get @BobAvakianOfficial Everywhere
We exceeded our year-end goal! And more to go!
• A Call from THE REVCOM CORPS For The Emancipation Of Humanity:
PROTEST ON JANUARY 20, TRUMP S INAUGURATION DAYNO! IN THE NAME OF HUMANITY, WE REFUSE TO ACCEPT A FASCIST AMERICA!
• Ebook Now Available
From Ike to Mao and Beyond: My Journey from Mainstream America to Revolutionary Communist
• Israel-U.S. Escalate Attacks on Yemen—One Front in Israel’s Bloodthirsty “War of Redemption”
• Revcoms in Los Angeles Immigrant Neighborhood: New Year, No Fear!
• From La Opinión:
They Are Calling for Beginning a New Year, No Fear
Members of the group RevCom march in the Westlake area where raids by the Trump administration are looming.
• Clash Over Immigration in San Diego
Letter from a Reader
• American Crime Case #43: The U.S. Invasion of Panama, 1989-1990
• From the International Emergency Campaign to Free Iran’s Political Prisoners Now (IEC)
Struggle Needed NOW to Support, Spread, EmulateThe Clarion Call from Prison Resisters in the “Execution Republic”
• Readers’ Corner
• A Letter from a Reader—To the Revcoms, and All Who Seek a Radically New World
• Further Grappling with “A Clear Before and an After” with the New Communism Developed by Bob Avakian
from a reader
• The Ugly Reality of Jimmy Carter’s Presidency
• Get Bold, Creative, and Defiant A Lesson from Rise Up 4 Abortion Rights
From a member of THE REVCOM CORPS For The Emancipation Of Humanity in Los Angeles
• Satirical (but deadly serious!) action in front of Children s Hospital in Los Angeles
• Revcom Corps in San Diego: "Round Up the Sheriffs, NOT the Immigrants!"
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟