أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله المدني - لعله الموت الأخير للقذافي جانجلاني!















المزيد.....

لعله الموت الأخير للقذافي جانجلاني!


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 1789 - 2007 / 1 / 8 - 12:22
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تعتقد السلطات الفلبينية أن جثة عثر عليها مدفونة في مكان مهجور من جزيرة خولو في أقصى جنوب البلاد هي لزعيم جماعة أبي سياف المدعو " قذافي جانجالاني" أو المعروف بين أنصاره باسم " أبو مختار". لكن قطع الشك باليقين يحتاج بطبيعة الحال إلى انتظار نتائج تحاليل الحمض النووي الريبي و مقارنتها بتحاليل مماثلة لشقيق القذافي الأصغر هكتور جانجلاني المعتقل في مانيلا. وهذه قد تستغرق أسابيع عدة بسبب تحلل الجثة التي يعتقد أن صاحبها قتل في عمليات عسكرية جرت في سبتمبر الماضي أثناء استعداده لحضور اجتماع مع الإرهابي " ذو المتين" القيادي في الجماعة الإسلامية الاندونيسية.

و هكذا فإذا ما أثبتت التحاليل خلاف ما تتمناه مانيلا، فلن يكون ذلك بالأمر الجديد، لأنها سبق وان أعلنت اكثر من مرة قضاءها على الرجل، ثم تبين في كل مرة انه لا يزال على قيد الحياة. أما إذا ثبت أن الجثة فعلا للقذافي فان مانيلا تكون قد سددت ضربة قوية لهذه الحركة المسئولة عن العديد من عمليات القتل و التفجير و الاختطاف و الابتزاز و احتجاز الرهائن على مدى العقد الأخير، وبما جعلها اقرب إلى قطاع الطرق و اللصوص منها إلى الحركات الوطنية المناضلة من اجل أهداف نبيلة. بل تكون مانيلا قد أسدت أيضا خدمة كبيرة للولايات المتحدة، على اعتبار أن القذافي الفلبيني مدرج على قائمة الإرهابيين المطلوبين أمريكيا، ناهيك عن رصد واشنطون لجائزة بمبلغ خمسة ملايين دولار لمن يأتي برأسه.

إن ما يعزز اعتقاد الفلبينيين هذه المرة بمقتل الرجل هو ما ترشح مؤخرا من أن أنصاره نصبوا زعيما جديدا لهم هو " رادولان ساحرون" الذي لا يعرف الكثير عنه. لكن هذه أيضا ليست بينة، لأن تاريخ الحركة يشير إلى انه في اكثر من مناسبة خرج من صفوفها من يعمل لحسابه الخاص ويدعي تسيده عليها.

و الحقيقة أن هذا التنظيم هو أفضل تجسيد للجماعات التي تغلف أنشطتها بشعارات جهادية وإسلامية، و توظف الاستحقاقات الوطنية لشعوبها، من اجل غايات سلطوية و مكاسب ذاتية، حتى و إن كان الثمن هو قتل الأبرياء و تشريد الأسر و تيتيم الأطفال و إعاقة التنمية و سلب مواطنيهم حقوقهم في الحياة و العمل و التعليم و اعمار الأرض. و الأدلة على صحة ما نقول اكثر من أن تحصى، لكننا نتوقف عند أبشع أربع جرائم ارتكبتها الجماعة، التي يكفي اختيارها لاسم " أبو سياف" دليلا على شغفها بجز الأعناق بالسيوف، كان آخرها تفجيرها لعبارة ركاب في عام 2004 وهي العملية التي أودت بحياة 116 بريئا و عدت من أسوأ حوادث الإرهاب في جنوب شرق آسيا.

ففي عام 1998 قامت باختطاف ثلاثة أشخاص من رعايا ماليزيا و هونغ كونغ من العاملين في مشروع للصيد البحري في جنوب الفلبين، و هددت بجز أعناقهم إن لم تحصل على فدية مالية كبيرة. و لأنها حصلت على ما طلبته، فقد أعادت الكرة مرة أخرى، لكن بصورة اكثر وحشية، وذلك حينما أقدمت في مارس 2000 على اختطاف اكثر من 50 طفلا و معلمة من مدرستين قريبتين في جزيرة باسيلان، مطالبة بفدية مقدارها نحو 1250 دولارا عن كل رأس. غير أن مطالبها هذه المرة لم تقتصر على الأموال و إنما ألحقت بها شروطا تعجيزية من باب إبعاد تهمة اللصوصية عن نفسها و الظهور بمظهر الحركة المنافحة عن الإسلام و المسلمين. حيث تضمنت شروطها الإفراج عن عدد من أنصارها من مسلمي الجنوب الفلبيني المعتقلين، و منع الكنائس الفلبينية في المقاطعات الجنوبية ذات الأغلبية المسلمة من رفع الصليب على أبنيتها و مقابرها، إضافة إلى ما فضح ارتباطها بشبكات الإرهاب الأصولية ألا وهو مطلب إطلاق سراح الشيخ المصري عمر عبدالرحمن و الإرهابي رمزي يوسف و غيرهما من القابعين في السجون الأمريكية على خلفية قضية تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك في عام 1993 .

وعلى عكس ما توقعه القذافي جانجلاني الذي خطط للعملية و قادها بنفسه، رد مسلمو الجنوب الفلبيني ممن ضاقوا ذرعا بأعمال هذه الفئة المشينة باحتجاز زوجته الصغيرة (18 عاما) ووالدته العجوز (56 عاما) ونفر من أقاربه، مع التهديد بقتلهم إن لم يبادر إلى إطلاق سراح كل الرهائن دون قيد أو شرط ، الأمر الذي ساهم في تحرير المخطوفين تباعا.

غير أن هذه النكسة لم تحل دون معاودة القذافي إلى ارتكاب الحماقات مرة أخرى. ففي ابريل 2000 قام رجاله بقيادة المدعو " غالب اندانغ مجيب" صاحب النظارات الداكنة و الكوفية الشبيهة بكوفيات أفراد المقاومة الفلسطينية باختطاف 21 بريئا من رعايا ألمانيا و فرنسا و ماليزيا و فنلندا و جنوب إفريقيا و لبنان من منتجع سياحي في جزيرة " سيبادان" التابعة لولاية صباح الماليزية، و هي العملية التي انتهت بفضل وساطة طرابلس الغرب و فدية مالية قيل أنها بلغت 20 مليون دولار دفعتها مؤسسة القذافي الليبية للأعمال الخيرية. و لئن نجحت هذه الوساطة في إنقاذ أرواح المخطوفين وإعادتهم إلى بلادهم سالمين، فإنها أظهرت بجلاء أن لليبيا دالة على الجماعة، مصدرها السنوات التي قضاها زعيمها المؤسس في ضيافة الجماهيرية و ما يقال عن دعم الأخيرة له في البدايات.

فمن بعد سنوات قضاها كطالب للشريعة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة و قبل أن يذهب كغيره من المتحمسين إلى أفغانستان للجهاد ضد السوفييت، عاش المدعو " عبدالرزاق ابوبكر جانجلاني" فترة في ليبيا حيث أعجب بسياسات قائدها إلى الحد الذي دفعه إلى إطلاق اسم الأخير على شقيقه الأصغر، خاصة و أن ليبيا كانت وقتذاك تقف إلى جانب الحركة الاستقلالية لمسلمي جنوب الفلبين ضمن سياساتها في دعم كل التنظيمات المعادية للإمبريالية الغربية و الأمريكية من سومطرة إلى ايرلندة الشمالية إلى نيكاراغوا. هذا ناهيك عن محاولاتها لإيجاد حل سلمي لقضية مسلمي الفلبين عبر ترتيب مفاوضات ما بين ممثلي هؤلاء و نظام الديكتاتور فرديناند ماركوس في مانيلا، على نحو ما حدث في اتفاقية طرابلس الغرب الفاشلة للسلام في عام 1976.

و في عام 1991 قرر عبدالرزاق جانجلاني كغيره من الأجانب المشاركين في الجهاد الأفغاني أن يعود إلى وطنه للجهاد ضد سلطاتها " الكافرة". و هكذا أسس الرجل" جماعة أبي سياف" مستوحيا اسمها من الاسم الحركي الذي عرف به في صفوف المجاهدين الأفغان و العرب، ومتطلعا بدعم مالي كبير من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إلى الحلول مكان الجبهتين اللتين كانتا تمثلان وقتذاك مسلمي الفلبين. فالرجل الذي عاد مشبعا بأفكار الجهاد و الصحوة الإسلامية المتشددة و منتشيا بالانتصار المزعوم ضد السوفييت "الملحدين"، لم يستسغ العمل ضمن الحركتين الموجودتين على الساحة: جبهة تحرير مورو الوطنية بقيادة " نور ميسواري" أستاذ الفلسفة الآسيوية في جامعة الفلبين و الناشط السابق في حركة الشبيبة الماركسية المقاومة لنظام ماركوس، و جبهة تحرير مورو الإسلامية بقيادة " سلامات هاشم" الأزهري القريب من فكر جماعة الإخوان المسلمين والمنشق عن الجبهة الأولى على خلفية اعتراضه على قبولها بمبدأ الحكم الذاتي لجنوب الفلبيني بدلا من الدولة الإسلامية المنفصلة.

لكن جانجلاني المؤسس لم يعش طويلا. إذ قتل عن 39 عاما في معركة مع الجيش الفلبيني في جزيرة باسيلان في عام 1998 ، ليخلفه في الزعامة شقيقه المراهق قذافي الذي كان قد هرب من معتقل " كامب كريم" في مانيلا في عام 1995 ، و لتبدأ حقبة جديدة في تاريخ هذه الجماعة الإرهابية تميزت بوحشية أكثر و بالتركيز على أعمال الخطف و الابتزاز و احتجاز الرهائن كوسيلة للارتزاق و جمع المال، لا سيما بعد أن انقطعت عنها المساعدات الخارجية من بن لادن تحديدا. تلك المساعدات التي كشف عن تفاصيلها المدعو "بشير حجام" احد رموز الجماعة ممن استسلموا للجيش الفلبيني في عام 2000 ، فكان أن حكم عليه القذافي الفلبيني حكما غيابيا بقطع الرأس بتهمة خيانة الإسلام.

وأخيرا فإذا ما ثبت مقتل القذافي جانجلاني، لن يكون بمستغرب إن خرج علينا نفر من الصحفيين العرب ليصفوه بالشهيد الذي قضى من اجل رفعة شأن الإسلام، أو ليقولوا انه ضحية لمؤامرة صهيوامريكية. فقد فعلوه من قبل - و على رأسهم ذلك " المفكر الإسلامي" الذي سخر مؤخرا من حجم البحرين و أهان ملكيها في معرض احتجاجه على سفر مجموعة من رؤساء تحرير الصحف المصرية إلى بلادنا لإجراء حديث صحفي مع عاهلها – حينما جندوا أنفسهم لتبرير أعمال جماعة أبي سياف القذرة و وصفها بردود الفعل على مؤامرة الغرب و حلفائه ضد المسلمين.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن القرصنة في مياه المحيط الهندي
- مشرف و نساء باكستان
- حوار مع القيادي الليبرالي البحريني د. عبدالله المدني
- رفقا بالبحرين الجميلة
- نحو شراكة خليجية – يابانية شاملة
- في فيتنام .. لا وقت لاجترار الماضي
- الخليج .. فيما لو حدث - تشيرنوبل- إيراني
- أخيرا، وجدت الهند من يشغل حقيبة الخارجية!
- سنغافورة .. دور جديد في الألفية الثالثة
- محمد يونس .. يستحق أكثر من نوبل
- أفغانستان .. التحدي الكبير للناتو
- لماذا أختير -سورايود- زعيما لتايلاند؟
- وظائف شاغرة في الصين
- -عبدالله- يستولي على السلطة في تايلاند
- آسيا .. ما بين عقلانية وسطها و راديكالية أطرافها
- في وداع - كويزومي-.. و استقبال - شينزو أبي-
- نحو دولة طالبانية في -أتشيه- الاندونيسية!
- هذا الهندي الموهوب هو الأجدر بقيادة الأمم المتحدة
- صواريخ حزب الله الإيرانية: فتش عن الدور الصيني
- -جزار كمبوديا الأعرج- يرحل دون قصاص


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله المدني - لعله الموت الأخير للقذافي جانجلاني!