أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبدالله المدني - حوار مع القيادي الليبرالي البحريني د. عبدالله المدني















المزيد.....

حوار مع القيادي الليبرالي البحريني د. عبدالله المدني


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 1763 - 2006 / 12 / 13 - 11:26
المحور: مقابلات و حوارات
    


كلمة "الليبرالية" صارت اليوم مرادفة للكفر بفعل ما غرسه الإسلاميون من أكاذيب في أذهان العامة

أسباب بروز المد الديني في البحرين بعضها من صنع السلطة وبعضها نتيجة كسل الليبراليين

بعض اليساريين نافسوا الإسلاميين في تخصيص أماكن منفصلة للنساء في خيامهم الانتخابية!

متفائلون بالمستقبل رغم هيمنة الاسلاميين على مجلس النواب

واشنطن – جريدة آفاق الالكترونية

أكد القيادي في تيار "لنا حق" الليبرالي والأكاديمي البحريني المعروف د. عبد الله المدني أنه رغم الاختلافات بين التيارين الإسلاميين الشيعي والسني اللذين يهيمنان على البرلمان البحريني الجديد، فإنهما يتفقان على أسلمة مظاهر الحياة في المجتمع.

وقال المدني في حديث مع "آفاق" إن النتائج الحالية للانتخابات في البحرين لم تكن مفاجئة وأنها تندرج ضمن ظاهرة بروز المد الديني وتراجع المد الليبرالي والحداثي في كل المجتمعات العربية تقريبا. لكنه اعترف بأن عمل تيار "لنا حق" اصبح اليوم "أكثر صعوبة في ظل الهيمنة الإسلامية الكاملة على البرلمان الجديد وخروج بعض النواب السابقين من الحفلة الانتخابية دون مقاعد".

غير أن المدني أبدى مع ذلك تفائلا بالمستقبل قائلا "يعلمنا التاريخ انه ما من توجه أو فكرة أو جماعة استطاعت أن تهيمن إلى الأبد على مجتمعاتها و تجعلها رهينة لها. وبمثل ما تراجعت الأفكار والتيارات القومية واليسارية، فان مآل التيارات الإسلامية أن تنحسر يوما لصالح قوى وأفكار جديدة مغايرة".

وفيما يلي نص الحوار:

آفاق: أبدى عدد من المثقفين البحرينيين مخاوفهم من أن تؤدي سيطرة جماعات الإسلام السياسي (الشيعية والسنية) على البرلمان بعد الانتخابات الأخيرة إلى تراجع الحريات الاجتماعية والتضييق على المخالفين في الرأي ولاسيما الليبراليين. هل تشاطرهم هذه المخاوف؟

المدني : نعم. والمخاوف لها ما يبررها، ليس لأن نواب التيار الإسلامي السني بشقيه الاخواني والسلفي في مجلس النواب السابق تباروا في طرح مشاريع قوانين برغبة لأسلمة مظاهر الحياة العصرية في البحرين وتقييد حريات المواطن في الاختيار على مدى السنوات الأربع الماضية (قوانين الفصل الجندري في الجامعة، إنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إغلاق المحال التجارية في أوقات الصلاة، قطع يد السارق، حظر تواجد الآباء في حفلات التخرج السنوية في مدارس البنات، تخصيص أيام للنساء وأخرى للرجال للتسوق في المجمعات التجارية الكبرى، حظر زواج المواطن أو المواطنة من الأجانب، حظر عمل النساء في السلك الدبلوماسي البحريني، و غيرها) وإنما لأن مثل هذه التوجهات – أو بعضها على الأقل - يشاطرهم فيها تيار الإسلام الشيعي الذي صار اليوم ممثلا في البرلمان بسبعة عشر مقعدا من اصل 40 مقعد.

وإذا كان التيار الأخير قد مارس ضغوطات شتى على حريات المواطنين وخياراتهم وهو خارج البرلمان على نحو ما حدث حينما تصدى للحفلات الغنائية والأنشطة السياحية الفندقية وبعض الرسوم الكاريكاتيرية في الصحافة مبررا عمله بالمحافظة على الأخلاق والآداب الإسلامية، فمن باب أولى عمل الشيء ذاته الآن وقد صار داخل البرلمان.

ورغم أن هذا التيار قد يؤجل ملفات التضييق على الحريات الشخصية والسلوك الاجتماعي، مفضلا البدء بالملفات ذات العلاقة بالأحوال المعيشية و البطالة والفساد، فانه في حالة طرح التيار الديني الآخر قوانين أو مقترحات تستهدف الحريات الاجتماعية، سيجد نفسه محرجا إن لم يصوت معها. ومختصر القول أن هذين التيارين رغم كل ما بينهما من تمايز واختلاف، فانهما متفقان على اسلمة مظاهر الحياة في المجتمع البحريني مع اختلاف التوقيت فقط.

آفاق: كيف تفسر هذا الصعود الكبير للإسلاميين في بلد مثل البحرين عرف بانفتاحه وليبراليته، وما هي أهم أسباب ذلك برأيك؟

المدني : الأسباب كثيرة ويطول شرحها، لكنها تتشابه وتتقاطع مع أسباب بروز المد الديني وتراجع المد الليبرالي والحداثي في كل المجتمعات العربية تقريبا. وهي أسباب بعضها من صنع السلطة و البعض الآخر إما يعود فيه الفضل لجهود الإسلاميين الدؤوبة أو تراخي وكسل الليبراليين أنفسهم. و يمكن بصفة عامة ودون الدخول في التفاصيل والجزئيات ذكر العوامل التالية:

• قانون امن الدولة الذي أعاق نشاط وعمل كل التيارات السياسية، بما فيها التيار الليبرالي، على مدى ثلاثة عقود، فحرمها من أي منبر تطل به على الجماهير، في الوقت الذي كانت فيه التيارات الإسلامية وحدها قادرة على التواصل مع الناس من خلال منابر الجوامع و الحسينيات و الصناديق الخيرية. ومما لاشك فيه أن هذا ابعد القوى الليبرالية عن الناس، بل شتتها وأحبطها ونخر في جسدها مع مرور الزمن روح الكسل والزهد في العمل العام.

• توحد التيار الديني و دقة تنظيمه وعمله كفريق واحد، مع استغلاله إلى أقصى حد مظاهر الثورة المعرفية والتكنولوجية في الترويج لنفسه وإيصال خطابه إلى العامة وغسل أدمغتهم، لا سيما في ظل مجتمع هو أصلا ملتزم بصورة أو بأخرى.

• قوة الاذرعة المالية للتيار الديني ممثلة في الجمعيات و الصناديق الخيرية والمصارف الإسلامية وتبرعات المؤسسات شبه الرسمية من تلك التي تقدم الدعم المالي شراء لسكوت الإسلاميين عن انتقادها ( احد أقدم المصارف في البحرين مثلا يقدم بصفة منتظمة تبرعات بآلاف الدنانير سنويا إلى جمعية الإصلاح ذات النهج الاخواني التي تعتبر جمعية المنبر الإسلامي ذراعها السياسي). أضف إلى ذلك انه لم يعد خافيا حصول الجمعيات السياسية الدينية على الدعم من شخصيات طبيعية واعتبارية في دول الجوار وبصور ملتوية لا يمكن إثباتها.

• دعم شخصيات وأجهزة داخل الدولة للتيار الديني السني، والاستماع إلى مطالب رموزه وتلبيتها على الفور، انطلاقا من المخاوف المتنامية من أجندات التيار الإسلامي الشيعي، ومن فقدان الثقة ما بين النظام و الأخير.

• انقسام التيار الليبرالي بجمعياته وتنظيماته المهنية و شخوصه، وصعوبة التقائها وتوحدها بفضل انتمائها إلى مدارس إيديولوجية مختلفة بينها ما صنع الحداد. بل و تحالف بعض الجمعيات الليبرالية مع الإسلاميين من اجل أهداف ومكاسب قصيرة. أضف إلى ذلك فقدان الود ما بين النظام وبعض شخصيات التيار الليبرالي لأسباب تاريخية، بل تشدد الأخيرة في بعض المواقف وعدم ممارستها اللعبة السياسية بذكاء، الأمر الذي قطع خطوط اتصالها بالنظام والأجهزة الرسمية، وبالتالي سمح لرموز التيار الديني السني الاستفراد وحدها بدعم النظام والحكومة.

• استمرار الشخصيات والجمعيات الليبرالية في لعب ادوار نخبوية، بمعنى عدم نزولها إلى الشارع والتغلغل في أوساط العامة على النحو الذي التي أجادته الجمعيات الإسلامية ونجحت فيه. وينطبق الشيء نفسه على منظمات المجتمع المدني التي يفترض فيها أن تنشط وتتوحد وتتكاتف من اجل الدفاع عن قيم العدالة والمساواة وكشف الفساد والخروقات والتمييز وبناء المجتمع العصري. فهذه المنظمات بحكم هيمنة هذا الفصيل السياسي أو ذاك عليها، تنجر إلى الخلافات والانقسامات وتمارس الإقصاء والنبذ بدلا من الترفع عن تلك الممارسات وتوحيد صفوفها وكسب المزيد من الأنصار.

آفاق: هل ترى أن التأييد المتزايد الذي تحظى به الجماعات الإسلامية في المجتمع، تعبير عن حالة مؤقتة أم أنه توجه عام قد يستمر لفترة طويلة قادمة؟

المدني: يعلمنا التاريخ انه ما من توجه أو فكرة أو جماعة استطاعت أن تهيمن إلى الأبد على مجتمعاتها و تجعلها رهينة لها. إن كل شيء قابل للتطور والتغير والتبدل لأن ذلك من نواميس الحياة و الكون. و بمثل ما تراجعت الأفكار والتيارات القومية واليسارية التي كانت تسود الساحة البحرينية في الخمسينات و الستينات والسبعينات، فان مآل التيارات الإسلامية أن تنحسر يوما لصالح قوى وأفكار جديدة مغايرة، خاصة مع وجود مد جنيني في المنطقة للفكر الليبرالي بالمفهوم السياسي. أما متى ينحسر المد الإسلامي لصالح قوى مغايرة أخرى فمن الصعب التنبؤ به، ويعتمد على عوامل عديدة أهمها قدرة الليبراليين على توعية الجماهير ببؤس الأجندات الاسلاموية.

آفاق: شهدت الانتخابات البرلمانية الأخيرة ظاهرة ملفتة للنظر، وهي فوز عدد كبير من خطباء المساجد ورجال الدين في الانتخابات، ألا يعتبر ذلك خللا في التجربة الديمقراطية، أخذا بعين الاعتبار أن غالبية المواطنين يتبعون رجل الدين في كل شيء تقريبا، وبالتالي من المنطقي أن يصوتوا له؟

المدني : هو بالفعل أمر مؤسف كان يمكن توقعه في أي مكان آخر سوى البحرين التي عرفت بتميزها في وجود نخب متعلمة و مؤهلة في مختلف التخصصات، وشعب واع ومدرك لخطورة أن يمثله في المؤسسات التشريعية والرقابية والمحاسبية أشخاص لم يكملوا المرحلة الإعدادية، وبالتالي لا يفقهون في ألف باء السياسة والقانون والاقتصاد إلا اقل القليل. إلا أن المد الديني معطوفا على الحالة الإيمانية الطارئة وحملات الجمعيات الإسلامية الشرسة القائمة على تشكيك الجماهير في شخوص وسلوك وتوجهات المترشحين من غير رجالاتها، وجهدها المنظم في توظيف فكرة "الحلال أو الحرام" و"الجنة أو النار"، نجحت في إيصال من لا يملكون من المؤهلات سوى العمامة أو اللحية إلى البرلمان.

وقد بلغت الفضيحة منتهاها بتوفيز الناخبين لمترشح وظيفته الأصلية "غسل الأموات ودفنهم" أي "حانوتي"، فقط لأنه معمم، بينما حجبوا أصواتهم عن منافسه الحاصل على مؤهلات أكاديمية عالية في الأعمال المصرفية، علما بأن الفائز والخاسر كلاهما محسوبان على نفس الجمعية الإسلامية ( جمعية الوفاق الإسلامي الشيعية).

آفاق: هل تعتزمون أنتم كتيار ليبرالي التحرك نحو المطالبة بالفصل بين العمل النيابي وبين وظيفة رجل الدين أو خطيب المسجد، وما هي خططكم لمواجهة التغول الديني على الحريات الاجتماعية؟

المدني : هذا مطلب عمل الليبراليون من اجله من خلال الأداة المتواضعة الوحيدة المتاحة أمامهم ألا وهي الكتابة الصحفية، و استبشرنا خيرا يوم أن أعلنت وزارة العدل أنها- على الأقل- لن تسمح للمترشحين في الانتخابات بمواصلة وظائفهم كخطباء في الجوامع والحسينيات أثناء فترة الحملات الانتخابية. إلا انه سرعان ما اكتشفنا أن تلك التعليمات لم تكن سوى حبرا على ورق، بدليل أن بعض المرشحين واصلوا اعتلاء منابر المساجد دون أن يتم إيقافهم ومعاقبتهم، بل حتى دون لفت نظرهم لما أبدوه من تحدي لقرار صادر من إحدى وزارات الدولة. ويبدو لي أن سطوة و هيمنة الإسلاميين على بعض مراكز القرار وصلت إلى حد باتوا معه لا يتهيبون من أي قانون. وحينما يتجرأ أي شخص على تحدى قرار رسمي، فمعنى هذا بداية تراجع هيبة الدولة ومؤسساتها و احتمال أن يلجأ هؤلاء مستقبلا إلى أشياء اكبر واخطر. وتكفينا هنا الإشارة إلى ما حدث ويحدث في الدولة الخليجية المجاورة.

أما فيما يتعلق بخططنا لمواجهة "التغول الديني على الحريات الاجتماعية" بحسب تعبيرك، فأكون كاذبا و مدعيا لو قلت أن هناك خطة واضحة تشمل كذا و كذا. والسبب أننا قوم لا نتحرك إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس. وبطبيعة الحال فان عملنا اليوم أصبح أكثر صعوبة في ظل الهيمنة الإسلامية الكاملة على البرلمان الجديد وخروج بعض نواب البرلمان السابق من الحفلة الانتخابية دون مقاعد. إذ لم يعد لنا في البرلمان الحالي ممثلين أو على الأقل متعاطفين مع التوجهات الليبرالية والتقدمية، كي يعبروا على الأقل على مخاوفنا من هدم و تشويه صورة البحرين الحضارية ومجتمعها المتعدد فكرا ومذهبا وعرقا وجنسا و ثقافة.

أضف إلى ذلك ما سبق أن أشرت إليه حول انقسام التيار الليبرالي وعدم جديته في التحرك والعمل السريع والمنظم، لأن البعض نائم في العسل أو لا يزال يجادل حول عدم خطورة الوضع. بيد أن هذا لا يعني استسلامنا للواقع. فهناك محاولات لمد الجسور ما بين كل المؤمنين بأن قيمة البحرين هي في المحافظة على تميزها الاجتماعي و تعدديتها الثقافية، ومحاولات أخرى غرضها ليس الدخول في مواجهات مع القوى المهيمنة على البرلمان وإنما التنسيق لتسجيل مواقف ضد أية انتهاكات لمواد الدستور المشددة على حريات المواطن الشخصية، واستخدام آلية اللجؤ إلى المحكمة الدستورية حينما تبرز تلك الانتهاكات، وإيصال رسائل إلى صناع القرار والقلة من الحكماء داخل البرلمان حول مخاطر الانتقاص من مدنية الدولة.

آفاق: ما هي المساحة أو الهامش المتروك لكم للعمل كتيار ليبرالي حاليا في البحرين؟

المدني : لا شك أن مساحة التحرك والعمل صارت أوسع بكثير عما كان متاحا في زمن قانون امن الدولة. فبامكان الليبراليين و قوى التنوير التحرك الآن من خلال الجمعيات السياسية والمهنية والحقوقية والنسائية المرخص لها، رغم بعض القيود التي تفرضها وزارتي الشئون الاجتماعية والإعلام – حيث الهيمنة لقوى الإسلام السياسي - على الجمعيات الثقافية والنسوية والمهنية للحيلولة دون انخراطها في أي نشاط سياسي أو شبه سياسي.

وبامكانهم الكتابة بحرية في صحيفتين يوميتين على الأقل من تلك المؤمنة بالتوجهات الليبرالية أو المتعاطفة مع النفس الليبرالي. ولئن كان ظهورهم في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة الرسمية ليس سالكا على الدوام، فانه بالامكان التعويض من خلال الظهور في المواقع الالكترونية وبرامج بعض المحطات التلفزيونية الفضائية. إلا أن كل هذا يحتاج إلى عمل وجهد منظمين ومتواصلين، وبرامج واضحة، وعزيمة لا تلين، وهو ما يكاد أن يكوم شبه معدوم حتى هذه اللحظة كنتيجة لحالة التشرذم والكسل وقلة الموارد التي يشكو منها التيار الليبرالي.

آفاق: أين يتركز الليبراليون في البحرين، ديموغرافيا، اقتصاديا، وظيفيا، سياسيا؟

المدني : إذا كنت تقصد الليبرالية بمفهومها الاجتماعي التحرري و التقدمي، فكل مجتمع البحرين المديني هو ليبرالي، بدليل المسحة الليبرالية التي تلازم الأفراد في حياتهم اليومية وسلوكياتهم وأنماط معيشتهم ووسائل ترفيههم. وهؤلاء موجودون ضمن شريحة الطبقة الوسطى المتعلمة وما فوقها من تلك التي تتركز في المدن و تعمل في المؤسسات التجارية والمالية أو تمتهن الوظائف التخصصية و تنتسب إلى أو تتعاطف مع جمعيات سياسية قومية أو يسارية أو بعثية أو بين بين، أو لا تنتسب لا إلى هذه ولا إلى تلك. وبطبيعة الحال فان أعداد هؤلاء قد لا يكون في حجم الآخرين، لكن قدرتهم على التأثير اكبر بحكم مواقعهم و وظائفهم وتخصصاتهم، شرط ألا يحظى الآخرون برعاية رسمية خاصة لأهداف معينة.

أما الليبرالية بمفهومها الفكري والسياسي المتعارف عليه في الغرب، فان المؤمنين بها لا يزالون قلة وليس لهم تنظيم محدد، وإن كانت جمعية مثل جمعية المنتدى، حيث يتجمع التكنوقراط وبعض المتنورين والمتنورات من رجال وسيدات الأعمال، تصنف نفسها بحذر على أنها ليبرالية. ونقول بحذر لأن كلمة "الليبرالية" صارت اليوم مرادفة للكفر بفعل ما غرسه الإسلاميون من أكاذيب في أذهان العامة حولها، وبالتالي صارت تخوف.

والأمر المؤسف حقا أن الخوف بلغ حدا جعل اليساريين - الذين هم احد أطياف التيار الليبرالي – ممن ترشحوا في الانتخابات الأخيرة يتبرأون من يساريتهم وليبراليتهم وعلمانيتهم وأفكارهم الحداثية أثناء حملاتهم الانتخابية واصفين أنفسهم بالمستقلين. الأسوأ من هذا، أنهم وهم المعروفون بدفاعهم عن حقوق المرأة ورفضهم الشرس للفصل الجندري، نافسوا الإسلاميين في تخصيص أماكن منفصلة للنساء في خيامهم الانتخابية!

وفي رأيي المتواضع أن من لا يستطيع أن يعلن معتقده السياسي دون مواربة وعلى رؤوس الأشهاد و يدافع عنه دون خوف أو وجل، فالأفضل له أن يجلس في بيته، وإلا عد انتهازيا ووصوليا.

والحال أن أوضاع الليبراليين – بأي مفهوم شئت – في البحرين لا تختلف عن أوضاع نظرائهم في أي قطر عربي سواء لجهة النفوذ أو الكثافة أو لجهة التوزيع الوظيفي والجهوي والسياسي.

آفاق: أخيرا .. ما هي توقعاتك لتطور التجربة "الديمقراطية" في البحرين؟

المدني : التجربة الديمقراطية في البحرين وليدة، وبالتالي فمن كانت تخطو في عامها الخامس، من الصعب التنبؤ بمسارها وما ستؤول إليه أحوالها في القادم من الأيام. لكن دعني أؤكد على أننا لا نزال متفائلين رغم كل ما أفرزته التجربة من سلبيات وكل ما انتهت إليه الحفلة الانتخابية الأخيرة من نتائج مؤسفة. والتفاؤل هنا مبعثه أن الجماهير التي احتشدت لمناصرة مرشحي القوى الليبرالية كانت كثيفة ومتحمسة وصادقة، وبالتالي بعثت أملا جديدا في النفوس، يمكن أن يبنى عليه استعدادا لجولات الانتخابات القادمة.

ومبعث التفاؤل الثاني هو ما سمعناه من عاهل البلاد أكثر من مرة من أنه لا رجعة عن المشروع الديمقراطي، وأن هذا المشروع قابل للتطوير وليس نهاية المطاف، راميا بذلك الكرة في ملعب نواب الشعب المفترض فيهم توظيف هذا التوجه الملكي في تطوير العملية الديمقراطية وسد الثغرات والنواقص فيها بدلا من الانشغال في خنق حريات العباد أو طرح مشاريع بقوانين موغلة في السطحية والهامشية والبؤس.

وأخيرا فان التيار الليبرالي يعول كثيرا على حكمة بعض الممسكين بصناعة القرار وعقلانية بعض الشخصيات في غرفتي البرلمان في استمرارية التجربة الديمقراطية وترشيدها ورفدها بما يعززها، وتجنيبها المواجهات العبثية والمعارك البهلوانية والاصطفافات الطائفية البغيضة من تلك التي شاهدنا نماذج منها أثناء الانتخابات الأخيرة فأيقظت المخاوف ليس على التجربة الديمقراطية فحسب وإنما أيضا على مستقبل هذا البلد الصغير المتميز.

القيادي الليبرالي البحريني د. عبدالله المدني في حوار مع "آفاق"



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفقا بالبحرين الجميلة
- نحو شراكة خليجية – يابانية شاملة
- في فيتنام .. لا وقت لاجترار الماضي
- الخليج .. فيما لو حدث - تشيرنوبل- إيراني
- أخيرا، وجدت الهند من يشغل حقيبة الخارجية!
- سنغافورة .. دور جديد في الألفية الثالثة
- محمد يونس .. يستحق أكثر من نوبل
- أفغانستان .. التحدي الكبير للناتو
- لماذا أختير -سورايود- زعيما لتايلاند؟
- وظائف شاغرة في الصين
- -عبدالله- يستولي على السلطة في تايلاند
- آسيا .. ما بين عقلانية وسطها و راديكالية أطرافها
- في وداع - كويزومي-.. و استقبال - شينزو أبي-
- نحو دولة طالبانية في -أتشيه- الاندونيسية!
- هذا الهندي الموهوب هو الأجدر بقيادة الأمم المتحدة
- صواريخ حزب الله الإيرانية: فتش عن الدور الصيني
- -جزار كمبوديا الأعرج- يرحل دون قصاص
- طالبان قد تستفيد مما يجري في الشرق الأوسط
- نهاية الإرث السياسي لآل باندرنيكا
- باعاشير طليقا!


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبدالله المدني - حوار مع القيادي الليبرالي البحريني د. عبدالله المدني