تبرعكن/كم المالي يحافظ على استمرار الحوار المتمدن واستقلاليته، فشاركونا دعم هذا الفضاء اليساري الحر

ترامب، صديق إسرائيل الأول... ومخترع الجحيم الجديد!-

خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 21:13
المحور: كتابات ساخرة

‎
‎
‎في تصريح جديد أضافه إلى قائمة تصريحاته "المدروسة" والمليئة بالحكمة والرزانة (سخرية مقصودة بالطبع)، خرج دونالد ترامب ليعلن بفخر أنه "أفضل صديق لإسرائيل"، وبأنه يطالب بإطلاق سراح الرهائن الآن وإلا فإن "الجحيم" قادم. هنا نتساءل: أي جحيم يتحدث عنه ترامب؟ هل يقصد شيئًا أكثر "جحيمية" من الواقع الذي صنعه هو وأمثاله؟
‎ربما يخطط السيد ترامب لإعادة تعريف الجحيم، فبعد كل شيء، يبدو أن القصف المستمر، والمجازر اليومية، والحصار الشامل، ودفن الأطفال تحت الأنقاض لا ترتقي لمستوى "الجحيم" بالنسبة له. ربما يرى أن غزة تحتاج إلى نسخة محدثة من الخراب، موقعة باسمه.

‎"أفضل صديق لإسرائيل؟"

‎ تصريح ترامب بأنه أفضل صديق لإسرائيل يثير الضحك قبل الغضب. فهو لا ينافس على هذا اللقب وحده، بل ينضم إلى طابور طويل من الساسة الغربيين الذين يتباهون بصداقتهم لكيان يمارس الإبادة الجماعية. لعل هذه "الصداقة" هي الوحيدة التي تفتخر بمحو المدن وإزالة الأحياء وتشريد الملايين. حقًا، إن العالم بحاجة إلى مزيد من هؤلاء "الأصدقاء" ليحرق ما تبقى من الإنسانية.

‎الرهائن: ذريعة جديدة للوحشية 

يتحدث ترامب عن الرهائن وكأن تحريرهم هو القضية الوحيدة التي تستحق الاهتمام، متجاهلًا مئات الآلاف من الأرواح التي أزهقت تحت وابل القنابل، وآلاف الأسر التي تحولت إلى أشلاء. لعل الرهائن بالنسبة له مجرد ورقة سياسية، يستخدمها لتبرير مزيد من الدماء، أو ربما لتحسين "سمعته" كرئيس .

‎الجحيم: لعبة القتلة

 الجحيم الذي يهدد به ترامب ليس جديدًا على سكان غزة. فقد عاشوه يومًا بعد يوم، وشهدوا أفظع مظاهره من خلال آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة من أمثاله. لكن الغريب في الأمر أن القتلة مثل ترامب يتحدثون عن "الجحيم" وكأنه اختراع خاص بهم، وكأنهم يوزعون الموت والدمار بعلامة تجارية حصرية.

‎مفارقة "العالم الحر" 

في الوقت الذي يزعم فيه الغرب أنه حامي "الحرية" و"حقوق الإنسان"، يثبت أمثال ترامب أن هذه المفاهيم مجرد أكاذيب تُسوق لدعم الحروب وسحق الشعوب المستضعفة. فكيف يتجرأ من يدعي الحرية أن يدعم احتلالًا يقوم على القتل والدمار؟ وكيف يمكن لمن يتحدث عن السلام أن يدعو إلى "جحيم" جديد؟
‎
الخاتمة: سخرية سوداء من عالم مختل

 في عالم يقوده قتلة مثل ترامب وأصدقاؤه، يبدو أن القتل والإبادة تحولت إلى رياضة سياسية. أما غزة، فهي النموذج المثالي للوحشية التي تُمارس بلا حساب. وبينما يستمر هؤلاء القادة في إطلاق التهديدات وافتعال الأزمات، يبقى صوت الضحايا أقوى من كل شعاراتهم الزائفة.
‎أيها العالم، إذا كان هذا هو "الجحيم" الذي يهدد به ترامب، فاعلم أننا نعيش بالفعل في أسوأ نسخك.

#خالد_خليل (هاشتاغ)

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل