(أفضل العوالم الممكنة)

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 8210 - 2025 / 1 / 2 - 00:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يقال في تاريخ الفلسفة ان الفيلسوف الألماني لايبنتز 1646-1716، كان متفائلا دائما، وقد عٌرف بترديد عبارته الشهيرة "الأمور على خير ما يرام في خير العوالم الممكنة"، في تلك الفترة الزمنية حدث زلزال لشبونة المدمر، الذي قٌتل فيه ما يٌقارب المئة ألف انسان، مما حدا بالفيلسوف الفرنسي فولتير 1694-1778 بالسخرية والاستهزاء منه في قصته المشهورة "كانديد، او في التفاؤل".

اليوم يشتعل العالم بحروب كبيرة ومتعددة، حروب داخلية وخارجية، تحصد عشرات الالاف من الضحايا، والملايين من المهجرين والنازحين، والعالم ينتظر ايضا حروبا قادمة، تكون أقسى وأمر، حروب بين دول كبرى تملك الأسلحة الأكثر فتكا وتدميرا، فقد بلغت تناقضاتها حد الاستعصاء وغير قابلة للحل، فهناك إزاحة لإمبراطورية تحكم العالم منذ عقود، وهناك قوى تريد ان تجد لها زعامة في هذا العالم.

في العشرين من هذا الشهر سوف يتسلم الحقيبة النووية الامريكية ترامب، انه الرئيس الأكثر قبحا وقباحة، مغتصب، متحرش، ذكوري، فض، ارعن، خريج محاكم، رفعت عليه دعاوى من قبل الممثلات الإباحية، أنه الوجه الحقيقي لسلطة الولايات المتحدة، انه الوجه الحقيقي للنظام الرأسمالي، انه الوجه الحقيقي للديموقراطية والليبرالية الغربية، هذا الرئيس جاء متوعدا ومهددا للكثير من الدول، لهذا فحتما ستكون "الأمور على خير ما يرام".

"غزة، السودان، سوريا، لبنان، اليمن، أوكرانيا" هذه البلدان تعيش في "أفضل العوالم الممكنة"، غزة، الموت لا يفارقها، موت يومي، موت من الجوع والقصف والبرد، ولا نهاية لهذا الموت، فترامب توعد بكارثة لأهالي غزة عند تنصيبه، لكن لا بأس فكل "الأمور على خير ما يرام".

افريقيا تموت جوعا، انها تعاني كثيرا، فالدول الاستعمارية الغربية لا تتركها ابدا، فهي الى الان لا تعتقد ببشريتهم، انها محض خرافة بشرية وادمية الانسان الافريقي، ففرنسا، الى اليوم تنزعج من أي انقلاب او ثورة او انتفاضة تطالب بالتحرر منها، انها كابسة على انفاس افريقيا، تقتلهم جوعا، تنهب ثرواتهم، لكن لا بأس فكل "الأمور على خير ما يرام".

نعم يا عزيزي بانجلوس-لايبنتز، يبدو أن "الأمور على خير ما يرام، فنحن في أفضل العوالم الممكنة"، لقد اصبت حقا فيما قلت؛ ولكن يجب أن نزرع حديقتنا".

طارق فتحي

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل