أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - الدكتاتور جبان














المزيد.....

الدكتاتور جبان


علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 8204 - 2024 / 12 / 27 - 15:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د. علاء هادي الحطاب
لو لم يكن الدكتاتور، أي دكتاتور، جبانا ويخاف من شعبه وأي رأي مخالف لرأيه وعمله، لما كان دكتاتورا، يعتقل ويقتل أي مخالف له خشية تهديدهم لسلطته وسلطانه، من خلال رأي وكلمة أو ربما من خلال فعل وسلوك، لذا يحيط الدكتاتور نفسه بحاشية على شاكلته، يغدق عليهم الخيرات والامتيازات ليصبح بذلك ولي نعمتهم، فيدافعون عن تلك الامتيازات من خلال دفاعهم عنه، مهما كلف الأمر من دماء وأرواح المخالفين له.
صدام حسين كان دكتاتورا بامتياز، أحاط نفسه بحاشية من حزبه وعائلته وبعض عشيرته، وأوغل في سفك الدماء على الظن والشبهة، وعندما جد الجد واقتربت ساعة زوال حكمه، بدأ يوجه أتباعه وحاشيته باستمرار مقاومة إزالته عن السلطة، وظهر بمظهر الثابت القوي، لكن النتيجة أنه اختفى وتخفى بحفرة قذرة في مزرعة بقرية نائية، يستنشق فيها الهواء بصعوبة بالغة، ويقضي حاجته قرب سريره، ولم يستطع حتى أن يغسل وجهه فقط بالماء، بينما كان بعض حاشيته يجوبون الشوارع يقاومون الاحتلال الذي أسقطه في عمليات شبه انتحارية، حتى انتهى طغيانه بإخراجه من تلك الحفرة القذرة كما الجرذ الذي تتم محاصرته، بل إن الجرذ أفضل حالا منه، إذ يقاوم حتى الرمق الأخير قبل الإمساك به، وهذا دليل صارخ على جُبنه وخوفه من مواجهة مصيره.
كذلك بشار الأسد الذي هرب بطريقة أخفاها عن أقرب مقربيه ومساعديه، بل وحتى عن أخيه، ونقلت وكالة رويترز عن مقربين من الأسد، أنه قبيل ساعات من هروبه، اجتمع مع القادة الأمنيين وطلب منهم الصمود، وأبلغ مستشارته الإعلامية بتهيئة خطاب يلقيه على أنصاره يطالبهم فيه بالصمود، لكنه في الواقع خرج من اجتماعه الأخير الذي طالب فيه قادة المؤسسة العسكرية بالصمود إلى المطار للهروب متخفيا، بعد أن أرسل عائلته لخارج سوريا، تاركا حزبه وجمهوره بل وحتى حاشيته وبعض مقربيه في حيرة من أمرهم، وضاقت بهم الأرض بما رحبت.
وكنت قد شاهدت مقطعا صغيرا من مقابلة تلفزيونية له، يصف فيها من يترك بلده وقت الشدائد ويهرب بالجبان، وكأنه كان يصف حاله
الملتحف بغير شعبه عريان، والمتغطي بحاشيته مكشوف، والدكتاتور حتما جبان.



#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين الكويت وأربيل تُكَرم النجف
- من الجدعة إلى الأمل
- اليوم التالي
- الترامبيَّة القادمة
- الجولاني الكيوت
- موت الانسانية
- مات السنوار ... ليحيا
- فاعليَّة نيابيَّة
- عندما يكون القضاء مستقلا
- الخناق يضيق
- العالم يشاهد
- نصر الشهادة
- فرارات انتخابية
- امتهان الازمات
- عميل حسب التعليقات
- من ليوناردو الى نور
- مطعمنا عراقي
- الفاشنستات
- عشاء باريسي
- ما بعد هنية


المزيد.....




- قصف على سوق بمخيم نازحين في دارفور يوقع 14 قتيلا وتصعيد للهج ...
- بلدية سوق الجمعة تبدأ عصيانا مدنيا جزئيا
- استئناف الأنشطة الصناعة في الخرطوم
- مصر.. قائد الزمالك شيكابالا يقدم شكاية للشرطة ضد مرتضى منصور ...
- قوى يمين الوسط تتقدم في الانتخابات التشريعية في البرتغال
- بعد تحركات مجلس النواب الليبي وفريق المشري.. تكالة يرفض الإج ...
- ليبيا.. خالد المشري يرد على تصريحات الدبيبة ويحمله مسؤولية ت ...
- مصر.. إعلان تلفزيوني للنادي الأهلي يثير جدلا واسعا ويغضب جما ...
- تواصل الانتخابات البلدية في لبنان
- أول تصريح لترامب عن إعلان سلفه بايدن الإصابة بمرض خبيث


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - الدكتاتور جبان