أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - -يمكنك أن تأخذ الحصان إلى الماء ولكنك لا تستطيع أن تجبره على الشرب: رؤى من الحياة اليومية والسياسة، محمد عبد الكريم يوسف














المزيد.....

-يمكنك أن تأخذ الحصان إلى الماء ولكنك لا تستطيع أن تجبره على الشرب: رؤى من الحياة اليومية والسياسة، محمد عبد الكريم يوسف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 8199 - 2024 / 12 / 22 - 02:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن عبارة ""يمكنك أن تقود الحصان إلى الماء ولكنك لا تستطيع أن تجبره على الشرب"" عبارة خالدة. وهي تعبر عن الكثير من الاختيار والاستقلالية وحدود النفوذ. ويتردد صدى هذا المفهوم بعمق في الحياة اليومية والسياسة.

جوهر الاختيار

في المواقف اليومية، نجد أنفسنا غالبًا نرشد الأصدقاء أو العائلة نحو اتخاذ قرارات مفيدة. على سبيل المثال، تخيل صديقًا يعاني من مشاكل صحية. يمكنك اقتراح عادات غذائية أكثر صحة أو تشجيع ممارسة الرياضة بانتظام. ومع ذلك، فإن القرار النهائي يقع على عاتقهم. يجب عليهم اختيار تبني هذه التغييرات حتى يحدث أي تأثير حقيقي.

يمتد هذا المبدأ إلى ما هو أبعد من العلاقات الشخصية. في أماكن العمل، يمكن للمديرين توفير التدريب والموارد للموظفين. ومع ذلك، إذا افتقر الأفراد إلى الدافع أو الاهتمام، فقد تمر هذه الجهود دون أن يلتفت إليها أحد. وهذا يسلط الضوء على جانب حاسم من السلوك البشري: يجب أن يكون الناس مشاركين راغبين في نموهم.

التداعيات السياسية

في عالم السياسة، يتخذ هذا المثل أبعادًا جديدة. إن الساسة غالبا ما يعدون بالتغيير ــ تعليم أفضل، وإصلاح الرعاية الصحية، وفرص اقتصادية ــ ولكن تحقيق هذه الفوائد يتطلب قبولا عاما. وقد يوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع من خلال حملات مقنعة وروايات مقنعة. ولكن إذا لم ينخرطوا في القضايا أو يتحملوا المسؤولية عن خياراتهم في صناديق الاقتراع، فإن النتائج المرجوة تظل بعيدة المنال.

ولنتأمل هنا المبادرات الصحية العامة التي تهدف إلى مكافحة التدخين أو السمنة. ويمكن للحكومات أن تنفذ سياسات مثل فرض الضرائب على المشروبات السكرية أو حملات مكافحة التدخين. ولكن في غياب الرغبة العامة في تغيير السلوكيات، فقد تفشل هذه التدابير.

دور التعليم

يلعب التعليم دورا محوريا في سد هذه الفجوة بين التوجيه والعمل. ومن خلال تزويد الأفراد بالمعرفة ومهارات التفكير النقدي، فإننا نمكنهم من اتخاذ خيارات مستنيرة. وينبغي للمؤسسات التعليمية أن تركز ليس فقط على النجاح الأكاديمي ولكن أيضا على تعزيز القيم مثل المسؤولية والدافع الذاتي.

وفي السياسة، يشكل التعليم المدني أهمية بالغة. فمن المرجح أن ينخرط الناخبون المطلعون بشكل هادف في العمليات السياسية ويحاسبون القادة.

الخاتمة

في نهاية المطاف، في حين يمكننا توجيه الآخرين نحو مسارات مفيدة - سواء في الحياة الشخصية أو المشاركة السياسية - فإن الاختيار يبقى لهم وحدهم. إن فهم هذه الديناميكية يشجع على الصبر والتعاطف في تفاعلاتنا مع الآخرين.

بينما نتنقل بين أدوارنا كقادة - سواء كأصدقاء أو أفراد أسرة أو سياسيين - يجب أن نتذكر أن التأثير له حدوده. يمكننا خلق بيئات مواتية للتغيير الإيجابي ولكن لا يمكننا إجبار أي شخص على التصرف ضد إرادته.

من خلال فهم هذا المبدأ في الحياة اليومية والسياسة، يمكننا أن ندير علاقاتنا ومسؤولياتنا تجاه الآخرين بشكل أفضل مع تعزيز بيئة حيث يكون التغيير الهادف ممكنًا - إذا اختاروا فقط اتخاذ هذه الخطوة إلى الأمام بأنفسهم.

المراجع
1. McLeod, S.A., "Maslow s Hierarchy of Needs." Simply Psychology.
2. Cialdini R.B., "Influence: The Psychology of Persuasion." Harper Business.
3. Putnam R.D., "Bowling Alone: The Collapse and Revival of American Community." Simon & Schuster.
4. Dewey J., "Democracy and Education." Macmillan Company.
5. Freire P., "Pedagogy of the Oppressed." Continuum International Publishing Group.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب سريع، زواج سريع، طلاق سريع: السبب والنتيجة، محمد عبد الكر ...
- هل يستطيع الإسلاميون حقا توحيد سورية ما بعد الأسد؟ بقلم الدك ...
- الأساطير الخمس الشائعة حول الذكاء الاصطناعي، محمد عبد الكريم ...
- لماذا يتراجع أغلب الناس عن مواقفهم بعد سقوط الأنظمة السياسية ...
- عندما يتعارض السلام مع الإيديولوجية: نسيج معقد من الصراعات ، ...
- حرب هرمجدون كما تراها إسرائيل: توقعات مستقبلية مبنية على الق ...
- نمور من ورق، محمد عبد الكريم يوسف
- الشائعات في الشرق الأوسط: خبز يومي ، محمد عبد الكريم يوسف
- المستحيلات الثلاث في الحياة: الغول، والعنقاء، والخل الوفي، م ...
- تاريخ سورية بين عامي 1900 و2024 ، محمد عبد الكريم يوسف
- الشرق الأوسط: قرن من استقرار عدم الاستقرار ، محمد عبد الكريم ...
- لماذا تنهار الأنظمة السياسية وتتحول إلى غبار؟ محمد عبد الكري ...
- الصراع في الشرق الأوسط، بقلم الكسندر سميث، ترجمة محمد عبد ال ...
- في سورية، لم نستمتع بالحياة ولم نحقق التوازن مع إسرائيل ولم ...
- سياسة ترامب ستزيد من حدة الحرب في الشرق الأوسط: رؤية مستقبلي ...
- نظرية الأواني المستطرقة في السياسة، محمد عبد الكريم يوسف
- رسالة حب إلى سورية وهي تحتضن فجر جديد ، محمد عبد الكريم يوسف
- الإنسانية في خطر: خطر حقيقي، محمد عبد الكريم يوسف
- الدعاية الإسرائيلية ضد حزب الله: نظرة عامة ، محمد عبد الكريم ...
- الموسيقى والحرب: منظور جديد، محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....




- ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لتدميره مقاتلات إيرانية في مطار ...
- -إيرباص- تفتتح معرض باريس بصفقة ضخمة مع السعودية
- معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى ...
- ترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إ ...
- بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة ...
- ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوان
- العمل لساعات طويلة -يغير من بنية الدماغ-.. فما آثار ذلك؟
- بمسدسات مائية..إسبان يحتجون على -غزو- السياح!
- ألمانياـ فريق الأزمات الحكومي يناقش إجلاء الألمان من إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - -يمكنك أن تأخذ الحصان إلى الماء ولكنك لا تستطيع أن تجبره على الشرب: رؤى من الحياة اليومية والسياسة، محمد عبد الكريم يوسف