ماذا تعرف عن الصابئة المندائيين

ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8193 - 2024 / 12 / 16 - 18:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

ما ساذكره عن الصابئة المندائيين في سياق تفسير أصول تسمياتهم ودلالاتها.

كلمة صابئي مشتقة من الجذر السامي صبا الذي يعني الغطس أو الانغماس وهو ما يرتبط بطقوسهم المقدسة المتعلقة بالماء حيث يُعتبر الماء لديهم عنصرًا مقدسًا ووسيلة للتطهير الروحي.

أما المندائي فهي مشتقة من كلمة مندّا التي تعني المعرفة أو الحكمة في اللغة الآرامية وتدل على تركيز هذه الجماعة على العلم والمعرفة الدينية ما يجعلهم يُعرفون بأنهم أهل العلم والحكمة.

الصابئة المندائيون إذن هم جماعة دينية تُقدّس الماء وتعتبره محور طقوسها بينما تعتمد تعاليمهم على الفلسفة والعلم والمعرفة التي يجسدها الكهنة الذين يطلق عليهم نوسيراي أو الحُكماء.

الصابئة المندائيون هم جماعة دينية قديمة يُعتقد أن أصولهم العرقية واللغوية تعود إلى الشعوب السامية في الشرق الأوسط. إليك تفصيلًا حول أصولهم:

الصابئة المندائيون هم إحدى أقدم الأقليات الدينية في الشرق الأوسط ويتميزون بتاريخ معقد يتضمن جذور عرقية ولغوية ودينية تمتد إلى فترات ما قبل الميلاد.

أصولهم العرقية واللغوية والدينية يمكن تلخيصها كما يلي:

الأصول العرقية:

يشير الباحثون إلى أن الصابئة المندائيين قد يعودون إلى شعوب جنوب بلاد الرافدين وتحديداً السومريين والأكديين.

يُعتقد أن الصابئة المندائيين ينحدرون من القبائل السامية التي عاشت في بلاد ما بين النهرين (العراق الحالي) وامتدت إلى المناطق المحيطة، مثل إيران وجنوب غرب الأحواز.

توجد نظريات تشير إلى ارتباطهم بالمجتمعات الآرامية والبابلية القديمة حيث كانت لهم علاقة بالحضارات التي قدّست المعرفة والعلم مثل السومريين والبابليين.

تربط بعض النظريات أصولهم بالكلدانيين الذين عاشوا في هذه المنطقة بينما يشير آخرون إلى تأثيرات آرامية على تكوينهم.

نظريات حول أصلهم الجغرافي:

يُعتقد أن موطنهم الأول كان في مناطق جنوب بلاد ما بين النهرين (البصرة والمناطق المحيطة بها) ثم انتقلوا إلى مناطق أخرى مثل الأحواز بسبب الظروف السياسية والاجتماعية.

بعض الباحثين يشيرون إلى احتمال وجود جذور لهم في فلسطين أو الأردن، لكن الأغلبية ترجّح بلاد ما بين النهرين باعتبارها موطنهم الأصلي.

علاقتهم بالعراق وإيران اليوم:

الصابئة المندائيون يُعتبرون أقلية عرقية ودينية في العراق وإيران اليوم، ولا يزالون يحافظون على ثقافتهم وطقوسهم رغم التحديات.

كانوا موجودين تاريخياً في المناطق المحيطة بنهري دجلة والفرات، مما يجعلهم جزءًا من النسيج التاريخي للعراق وإيران.

الأصول اللغوية:

اللغة المندائية هي إحدى اللغات الآرامية الشرقية وهي قريبة من اللغة السريانية.

الأصل اللغوي:

يتحدث الصابئة المندائيون اللغة المندائية وهي إحدى اللغات الآرامية الشرقية القديمة.

اللغة المندائية قريبة من اللغات السامية الأخرى مثل الآشورية والبابلية والعربية والعبرية، لكنها احتفظت بطابعها المميز عبر الزمن.

النصوص الدينية المندائية مكتوبة باللغة المندائية، وتُعتبر نصوصًا مقدسة مثل الكنزا ربا الذي يحتوي على فلسفتهم وتعاليمهم الدينية.

استخدم المندائيون هذه اللغة في نصوصهم الدينية مثل كنزا ربا الذي يعتبر الكتاب المقدس للمندائيين.

تحمل اللغة آثاراً من اللهجات البابلية القديمة والآرامية، مما يعكس تطوراً لغوياً يتماشى مع حركتهم بين المناطق المختلفة في الشرق الأوسط.

الأصول الدينية:

المندائية ديانة توحيدية قديمة تؤمن بإله واحد وتعتبر يحيى بن زكريا نبيها الأساسي.

تستند عباداتهم إلى الطهارة الروحية والماء يلعب دوراً محورياً كرمز للتطهير.

تاريخياً يعتقد أن الديانة المندائية ظهرت في القرن الأول الميلادي وانفصلت عن الديانة اليهودية خلال تلك الفترة. تأثرت معتقداتهم بفلسفات غنوصية.

المصادر التاريخية:

النصوص الدينية مثل كنزا ربا وكتاب الديوان تقدم رؤى مباشرة عن معتقداتهم وفلسفتهم.

1. كتب ومراجع دينية مندائية:

كنزا ربا الكتاب المقدس للمندائيين الذي يُعد مرجعاً أساسياً لفهم معتقداتهم وأصولهم. يتحدث عن خلق الكون، الأنبياء، وتعاليمهم الروحية.

ديوان أباطور كتاب آخر يشرح تفاصيل الحياة الدينية والطقوس عند المندائيين.

2. مصادر أكاديمية:

The Mandaeans: Ancient Texts and Modern People لمؤلفه Jorunn Jacobsen Buckley، حيث يقدم هذا الكتاب دراسة شاملة حول تاريخ وأصول المندائيين من وجهة نظر أكاديمية.

The Gnostic Religion للمؤلف Hans Jonas، الذي يناقش التأثير الغنوصي على المندائيين وتاريخهم ضمن الأديان الغنوصية.

Religions of the Silk Road للمؤلف Richard Foltz، وهو كتاب يضع المندائيين ضمن السياق التاريخي للأديان القديمة في المنطقة.

3. دراسات عربية حول الصابئة المندائيين:
موسوعة تاريخ الأديان لـ فرج الله صالح ديب يحتوي على فصل مخصص للصابئة المندائيين ومعتقداتهم.

الصابئة أصولهم ومعتقداتهم بقلم الباحث يوسف زيدان الذي يناقش جذورهم في العراق وتأثيرات الثقافات الأخرى عليهم.

4. مصادر إلكترونية موثوقة:
المكتبة المندائية:
موقع متخصص يعرض وثائق تاريخية ودراسات حول المندائيين، مثل Mandaean -union-.

5. وثائق تاريخية وأثرية:
النقوش الآرامية المكتشفة في جنوب العراق وإيران تقدم أدلة أثرية تدعم وجود المندائيين التاريخي.

كتابات المؤرخين العرب مثل الشهرستاني والمسعودي، الذين أشاروا إلى وجود المندائيين كأهل كتاب وقدماء في المنطقة.

الوثائق الأثرية والنقوش الآرامية المكتشفة في جنوب العراق وإيران تدعم وجودهم المستمر في المنطقة منذ آلاف السنين.

تعتبر دراسة أصول الصابئة المندائيين موضوعاً غنياً يجمع بين التاريخ والدين واللغة معتمدًا على مصادر متنوعة مثل النصوص المقدسة والمصادر الأكاديمية المعاصرة.

#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل