اكرام محمد رضا التميمي
الحوار المتمدن-العدد: 8191 - 2024 / 12 / 14 - 00:29
المحور:
الادب والفن
"مرآتي "
كعادتها أمسكت بكتاب في يدها تقرأه على مهل وتجوب في رأسها ألف ذكرى .
أخذت تلقي بحكاياها الجميلة على مسامع الصمت المطبق بإمتنان .
وفنجان قهوتها جاث ٍ فوق المنضدة .
ترتشف منه حينا وتطالع مرآتها حينا آخر ،تبثها أشواقها والحنين .
تبوح إليها بأحلامها الوردية ،ومع كل حرف تقرأه لها فيه ألف حكاية ورواية .
وها هي الأيام تثقل كاهلها وسنوات الانتظار ترسم خطوطها على وجهها ، وتفك ضفائرها التى أختلط بها بعض البياض كالقمر في الليل الموحش ونما على خصلاتها الشوق .
باتت تقرأ وتقرأ .. وترتل تقاسيم الوجع القابع في حنايا الروح .
تلملم شظاياها المتناثرة هنا وهناك .
وتسدل ستائر النسيان على بقايا روحها المنكسرة .
تجلس أمام مرآتها باكية تذرف الدموع بحرقة ، تبكيه بصمت ، دمعها يورق الأجفان .
ولا زال هو هناك خلف أقبية النسيان .
ولا زال بريقه يلمع في ثنايا القلب كبرق يدمي الغيم ويوقظ كل يوم براكين الشوق والأحزان ..
ويغفو هو قرير العين والدمع لا يفارق مقلتيها ..
ولا زالت تلقي على مسامع الريح الحكايا حتى يغفو الحلم أهداب العين .
#اكرام_محمد_رضا_التميمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟