أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اكرام محمد رضا التميمي - الطريق إلى الجنة














المزيد.....

الطريق إلى الجنة


اكرام محمد رضا التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 8084 - 2024 / 8 / 29 - 12:35
المحور: الادب والفن
    


في صبيحة أحد الأيام صحوت مبكراً ،غسلت وجهي وارتديت ملابسي وتأنقت إستعداداً ليوم إستثنائي.
فاليوم هو الأول من نيسان يوم ميلادي .
أعددت فنجان قهوتي إرتشفته على عجل ،وخرجت مسرعاً ، حتى أنني لم أنتظر زوجتي لأخبرها بموعد رجوعي .
عندما وصلت إلى المحطة فوجئت بالكثير من الأشخاص الذين غص المكان بهم ، ساحات شاسعة اختنقت بالجموع الغفيرة التي تمضي إلى عملها كأنها خلية نحل .
أصوات تتعالى ، البعض مستبشراً يتفقد أحبته ويودعهم ، والبعض الآخر يعتريه الصمت والذهول ، وجوههم كالحة ترتدي أسمالاً من التعب والإرهاق .
وصافرة الحافلة تعلن الإستعداد للإنطلاق .
الحافلات وصلت لتقل هذه الجموع لكن إلى أين ؟؟..
لست أدري ...!!
إعتراني الفضول للسؤال : ترى ما الذي حدث ؟
وإلى أين تمضي بهم هذه الحافلات ؟ .
بدأ الجميع يتراكض نحو الحافلات وأنا في ذهول .
والحافلات تمتليء عن بكرة أبيها ،وتنطلق في اتجاهات متعددة.
البعض يجلس في مقعده مسروراً ، وآخر لم يجد له مقعدا فرأيته واقفاً فرحاً يلوح بيده للآخرين المنتظرين .
ها قد حانت لحظة الصفر لانطلاق الحافلات الممتلئة .
المركبات تحركت بعيداً تحمل معها أجساداً وأفئدة لم نودعهم قبل الرحيل إلى وجهتهم .
إعترتني رعشة خفيفة عندما حاول أحدهم سحبي معهم عنوة ،وأنا أرفض ذلك بشدة . فأنا لا أعرف إلى أين سنتجه .
عندها تساءلت إلى أين سنذهب ؟.
لكن لا جواب .
ها هي الجموع تنطلق إلى المجهول .
وها هي آخر حافلة هناك ولا زال الجميع يتراكض للصعود إليها .
أحدهم يطل برأسه و ينادي بإسمي النداء الأخير ..
الراكب الأخير إلى الجنة .
تهللت وتسارعت خطواتي فرحاً فها أنا سأذهب إلى الجنة .
يا لفرحتي ..
ترى ما الذي فعلته لأستحق الجنة ودون حساب .
وصلتُ إلى الحافلة بصعوبة وأمسكت بمقبض الباب .
كان هناك الكثير يحاول جرّي إلى الخلف بعيداً عن الحافلة .
فأذا بيد أمي رحمها الله تسحبني إلى الداخل .
وكم كانت فرحتي عميقة أذ سأنطلق بعد قليل إلى الجنة .
ألقيت جسدي المتثاقل على المقعد المجاور للنافذة أرقب الطريق وأنا مستمتع به .
سرحت بخيالي بعيداً .
فإذا بيد زوجتي تربت على كتفي وتقول لي إنهض يا عزيزي ، لقد تأخرت على عملك ، ولا تنس أن تحضر معك كعكة عيد الميلاد .
عيد ميلاد سعيد يا أحمد .



#اكرام_محمد_رضا_التميمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرآتي
- رسائل تائهة في الطريق
- عيناك
- وتستمر المسيرة ج2
- صرخة ألم
- الطريق إلى الجنة
- ليلة مخملية
- قصة قصيرة وتستمر المسيرة
- العنوان : وتستمر المسيرة الجرعة الأولى (ج)1
- ضياع


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اكرام محمد رضا التميمي - الطريق إلى الجنة