أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة 21 -1















المزيد.....


من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة 21 -1


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1786 - 2007 / 1 / 5 - 12:27
المحور: القضية الكردية
    


إن ظروف إيمرالي لا تعني ميلاداً على صعيد شخص، بل ميلاداً على صعيد الجمهورية وميلاداً لشعب، فالميلاد الثاني كان يعبر عن الولادة والتطهر بالحرب، فوجود قانون الأضداد ووحدتها في الجبال وفي المجتمع وفي كل ظاهرة، واعتماداَ عليه بدأت مرحلة مناهضة الجمهورية الأوليغارشية التي ستترك مكانها للتحول الديمقراطي في جمهورية علمانية ديمقراطية التي ستتحقق، فمثلما لا يمكن تحقيق تطور بدون تناقض، فإن الصراع الدائم مع التناقضات المعقدة التي لا معنى لها لا يحقق أي تطور، بل يفتح المجال أمام التخريب والهدم والأزمات، ونظراً لأن تركيا قضت وقتها في فهم تناقضاتها بما فيه الكفاية وتأخرت في حلها، فمن الطبيعي أن تنزلق إلى مرحلة تأزم وهي غير قادرة على الخروج منها بأي شكل.
المرحلة ترغم جميع القوى على تحقيق ميلاد جديد والتكون من جديد، ابتداء من الدولة إلى الاقتصاد ومن السياسة إلى الحقوق ومن الأخلاق إلى الفنون، حيث بدأت كل الأوساط تتزعزع وتتأزم، وبدأت بالبحث عن الحل مع تفاقم الأزمة، ومرحلة إيمرالي التي تخصني كانت بمثابة الضغط على الزناد في هذه الحقيقة، فمثلما وجدت المرحلة السابقة مع معناها في تعبير " أنا والحرب " فإن هذه المرحلة تجد معناها في تعبير" أنا والسلام " فالإرادة والوعي الكردي التحرري يمثل جزءً من وجودي على صعيد التأسيس، وهذه الإرادة والوعي اللذين عبرا عن مرحلة اختبارٍ بالحرب، تمران الآن إلى مرحلة السلام، فمرحلة الحرب فرضت نفسها على شكل مناهضة الإقطاعية ومناهضة الجمهورية الأوليغارشية، فإن مرحلة السلام هذه تتطلب التجديد في الجوهر والشكل لأجل "الجمهورية العلمانية الديمقراطية" فليست هناك رغبة في العنف والانفصال.
أما إذا كانت هناك رغبة في إبعاد الكرد عن النظام تماماً، فإن قيام الكرد ببذل الجهد مع الأتراك على مدى التاريخ في تأسيس الدولة والوطنية مما يتطلب عدم إبعادهم بالعنف والإنكار، فالسلام يشترط على السياسة والحقوق إعطاء مكان للكرد ليعشوا وجودهم وثقافتهم بحرية ليتكاملوا مع الجمهورية، فالجمهورية التي تتنكر لإرادة الكرد الحرة هي جمهورية أوليغارشية ولا مفر من أن تسفر عن العنف و الانفصال، بينما انفتاحها على الوحدة الحرة أي على الوفاق الديمقراطي يفتح المجال أمام الحياة في أجواء السلام والوحدة، وعدم الوصول إلى ذلك حتى الآن ناجم عن انتهاء الصراع بين الجمهورية الأوليغارشية والجمهورية الديمقراطية، ومن هذا الجانب فإن مرحلة إيمرالي تشير رمزياً إلى تطور تاريخي، فإما أن يتولد السلام من هذه المرحلة، وإما إذا لم يتحقق النجاح في ذلك واستمرت الجمهورية الأوليغارشية في سياسات الإنكار والإبادة، فسيسفر ذلك عن مرحلة يزداد فيها العنف و يصبح شاملاً، مما سيعمق الانفصال.
هذه هي الحقيقة الأساسية الكامنة خلف هذه الأزمة التي تمر بها تركيا خلال تاريخها بهذا العمق، فإذا لم تقم الحكومة والبرلمان الذي هو الميدان السياسي للحل بتناول هذا الموضوع في حينه وبشكل واقعي، ولم يقوما بما يقع على عاتقهما، فذلك سيعني التستر على القضايا وتركها لمزيد من التفسخ والتعقيد، مما يدل على أن السياسة هي مصدر الأزمة كما تقول الصحافة.

إن السياسة تلوّح بقرار الإعدام على رأسي مثل سيف ديموقليس وتظن أنها بذلك ستتوصل إلى نتيجة، وبذلك ترتكب أكبر أخطائها، وهذا هو الموقف الذي يجعل تركيا محكومة بنظام مفروض من الداخل والخارج وفي جوهره يعتمد على عصابات السمسرة والكسب غير المشروع، بناء عليه ستبقى محكومة بالأزمة التي تتسبب في خسارة مليارات الدولارات كل شهر وكل سنة، وتتسبب في مزيد من الآلام و المعاناة على الصعيد المعنوي والمضايقات التي تصل إلى درجة الاختناق، فما دامت الحرب التي استمرت على مدى خمسة عشر سنة قد أسفرت عن حصيلة أربعين ألف قتيل وخسائر مادية تتجاوز مئات المليارات من الدولارات، فالذي يمكن القيام به هو تناول هذه الظاهرة في إطار الظروف الدولية الاجتماعية والتاريخية ووضع تعريف صحيح لها للتوجه إلى وضع حل، فإذا لم نستطع القيام بذلك فأن الأزمة ستتفاقم إلى أبعاد كبيرة ولا مفر من تصعيدها.
إن هذه المرحلة بالنسبة لي كشخص ومؤسسة قيادية تتطلب تقييم القضية ضمن هذا الإطار، ونظراً لأن ذلك لن يتحقق بذهنية الاستفادة والاستخدام، فإن مواقف التطرف المعتمدة على الإنكار والإبادة والافتراء، سواء جاءت من الأوساط الرسمية في الدولة أو من الأوساط الكردية المتواطئة، فأنها ستؤدي إلى فرض مرحلة من الحرب تعمّق من المأزق ، وحتى لا يحدث الانزلاق إلى هذه اللعبة يجب الالتزام بمنتهى الحساسية والتصرف بحكمة، مع العلم بأن أي تصعيد يعتمد على الإبادة المادية والمعنوية نحوي، يعني محاولة لإبادة قوى الإرادة الحرة الكردية والتركية، وحتى تسفر الحرب التحررية عن نتائج لصالح شعبينا، يجب تسيير كافة الاستعدادات الإستراتيجية والتكتيكية لأجل الحرب الدفاعية المشروعة وكأنها تبدأ غداً وهذا هو الشرط الأساسي لأجل إنجاح المرحلة، وهذا هو المعنى التاريخي لمرحلة إيمرالي من حيث الدولة والمجتمع وشعبنا وPKK وبالنسبة لي.
ز ـ كما يجب على أوروبا والولايات المتحدة أن تستنبطا النتائج الصحيحة من مؤامرة 15 شباط على ضوء معاهدة حقوق لإنسان الأوروبية، فوضع إلقاء القبض واعتقالي الذي يتناقض مع معاهدة حقوق الإنسان الأوروبية، ويخرق الحقوق قطعاً ومحاولة تستهدف الإرادة الكردية التحررية، كل ذلك يضع مؤسسات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تحت المسؤولية الحقوقية والسياسية، أكثر من الجمهورية التركية، فمثلما أوضحت في مرافعتي بشكل شامل، فإن القوى والمؤسسات المذكورة تقوم بخرق معاهدة حقوق الإنسان الأوروبية انطلاقا من مفاهيمها الاستعمارية والسياسية، وتسببت في خلق هذا الوضع الذي حدث نتيجة لخرق الحقوق، وبناءً عليه فعندما نتوجه إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية، فإننا لا نستهدف الجمهورية التركية ووضعها المتناقض مع معاهدة حقوق الإنسان الأوروبية وحسب، بل نرى أن محاكمة المسؤولية الناجمة عن التجاوزات الحقوقية والأخلاقية التي تم ارتكابها في شخص الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ضد الإرادة التحررية الكردية تحظى بالأولوية عند النظر في هذه المحاكمة. إن الصليب الذي تم نصبه في العواصم الأوروبية المهمة الثلاث لأجل صلبي " الصلب بالكردية يعني التعليق في أربعة مسامير" أو يتم دق المسامير في نعشي، وبعد ذلك يتم إلقائي في الطائرة التركية بيد آكلي لحوم البشر الأفريقيين بلعبة رأسمالية تم حبكها بمنتهى الدقة.
المكان الأول الذي وضِعت فيه على الصليب هو أثينا العاصمة، وسواء قامت أثينا بما فعلته نتيجة لحيرتها أو نتيجة لثأرها الأعمى الملهم من الثقافة الرجعية وبروح جبانة لأجل الانتقام لهيمنتها المفقودة التي استمرت على الأناضول على مدى ثلاثة آلاف سنة من خلال شخصي ضد أتراك الأناضول، حيث انتظرت نصراً رخيصاً يفتقر إلى المبدئية، وعندما عرفت بأن ذلك لم يعد ممكناً تصرفت وكأنها تملكني وقدمتني كهدية في سبيل الحصول على بعض التنازلات في قبرص وإيجة، أو جعلت مني كبش الفداء لتقدمه إلى الحكومة التركية، وبذلك ارتكبت خيانة لا مثيل لها في التاريخ من حيث الدناءة والانحطاط، وقامت بأكبر قلة شرف لا مكان لها في قاموس الصداقة، وبذلك ارتكبت خرقاً فاضحاً لمعاهدة حقوق الإنسان الأوروبية والحقوق الأوروبية كعضو في الاتحاد الأوروبي، وجريمتها هذه واضحة من حيث اللا أخلاقية وخرق الحقوق في هذا الموضوع، بحيث لا يمكنها أن تتقدم بأي عذر يبرر موقفها، ويمكن التأكيد على ذلك من خلال الكثير من التصريحات والشهود إذا احتاج الأمر إلى ذلك.
الكاتب اليوناني كازانجاكيس كتب روايته "صلب عيسى من جديد"، منذ زمن بعيد، ولكن وضعي لا يتميز بالفردية، فقد تم صلب الملايين من الكرد أصحاب الإرادة الحرة الذين يرتبطون بقيادتهم حتى الموت، فاليونانيون يعتبرون أنفسهم ماكرين منذ أيام الآلهة " زيوس " فالربة أثينا التي ولدتها زيوس من حبيبها كأبنة لها، تقوم بالحيلة بإلقاء "هيكتور" الطروادي في نار الحرب بعد أن تجعله يرتدي ثياب أخيه "دايفويوس"، وتقوم بتصفيته، وبذلك تتمكن من فتح أبواب الأناضول، هذه الواقعة تحدث في المثيولوجيا، ولكن إيقاعي في المصيدة يقع في العام الأخير من الألفية الثانية بينما كنت أحيا في القرن العشرين، فلو قاموا هم بالذات بقتلي ولو بمؤامرة تأخذ شكل حادث عابر لما تأسفت كثيراً وقلت بأنهم صادقون مع ثقافتهم، ولكن أسلوب تسليمي على شكل مغلف هدية فهو غير موجود في أي كتاب إنساني، ولا ينطبق على أي مبدأ أخلاقي دون احترام وتقدير دماء ثلاثين ألف شهيد، وبين آلام ودموع الأمهات في وقت لم أكن مستعداً له، وفي لحظة حرجة كانت الجماهير تنتظر مني الكثير لتقوم بتسليمي إلى الوحدات الخاصة الحربية التركية، فكيف تتجرأ على ذلك؟، لقد كان الرئيس الأمريكي كلينتون من وراءها، وهو الذي أمر "هذا التصريح ورد على لسان مستشاره الخاص بليند كن رسمياً " لقد قام اليونانيون بالتلاعب بقيم الصداقة بمنتهى قلة الشرف.
لقد كان كلينتون في تلك المرحلة يتعرض لضغوط الامتثال أمام المحاكمة في مجلس الشيوخ بسبب فضيحة مونيكا، فقد تم إعداد زوجته هيلاري وعشيقته مونيكا منذ زمن بعيد وجرى وضعهما في البيت الأبيض، وهما عميلتان تنحدران من جذور يهودية، واليهود يقولون بأن الله منحهم هذه الموهبة كما يمر في الإنجيل حديث العبريين، يتم الحديث بافتخار عن الجاسوسة الأولى العاهرة " جاهال "بينما كلينتون ممثل ثقافة الرجل الأبيض الذي يصيد الهنود الحمر والكابوي الذي لا يعرف حدوده، وحتى ينقذ نفسه من فضيحة مونيكا بشكل رخيص يقوم بتنفيذ الأمور التي وضعها الموساد كشرط لتخليصه من الفضيحة، والأوامر تقتضي بتسليمي. هذه ليست مهمة الحكومة اليونانية ما لم تتوفر المساندة الكبيرة من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وتم القيام بكل ما يلزم، وإلا فلن يتجرأ أحد على القيام بارتكاب هذا العمل اللاأخلاقي والخروج على القانون.
ليس لإسرائيل الحق في أن تقدمني إلى تركيا في سبيل تأسيس توازنها الاستراتيجي عن طريقها، فجدنا المشترك سيدنا إبراهيم هو النبي الأول الذي اخرج الإنسان من كونه ضحية تقدم إلى الله، والاحترام لذكراه ولدينه يفرض على الموساد أن لا يقوم بهذه الممارسة، حيث يجب أن تكون هناك حدوداً أخلاقية للتفوق، وعلى الأقل كان على الحكومة اليونانية أن لا تكون آلة لهذه اللعبة القذرة، وبالتفاهم على القيام بألاعيب دقيقة إلى هذه الدرجة نحو تركيا ليجعلوا مني، الكردي الذي لم يخطر ببالهم أن أكون متعقلاً، قنبلة نووية حية ويلقوها في أحضان تركيا، كان عليهم أن لا يفعلوا ذلك ويفكروا بأن ذلك الكردي قد يتعقل يوماً ويحسبوا حساب انتقامه في يوم ما، وكان يجب عليهم أن يعقدوا حسابهم على ذلك ولو بنسبة واحد بالألف، وكان يجب عدم ارتكاب هذه الجريمة بهذا الشكل الرخيص ليقوموا بصلب روح المسيح مرة أخرى في مركز المسيحية الأرثوذكسية، وكان عليهم أن لا يتحولوا إلى مشتق من "يهوذا أسقريوطي" المعاصر، والأسوأ من ذلك كان عليهم أن لا يقوموا بمحاولة التستر على هذه الجريمة اللاأخلاقية من خلال تصريحات مزيفة، ولن أطيل كثيراً، ولكن هذا هو الإطار الإنساني والتاريخي الذي تم فيه إعداد الصليب أو تم دق آخر مسمار في نعشي في أثينا، فإذا كان التصرف المستقيم هو أساس كل شيء فيجب تناول كل الجوانب السياسية والحقوقية لهذا الأمر للنظر فيها عن كثب قطعاً.
أما المسمار الثاني فقد تم دقه في موسكو، وأنا لم أستغرب ذلك ولم أغضب، ولا أرى معنى للتشكي من هذا الأمر، فالروس تجاهلوا أكثر تقاليدهم أصالة بأكثر الأشكال دناءة، ولا أعتقد أن حكومتهم تقلق على لا أخلاقية وإنسانية تصرفها هذا، حيث لا توجد أي قيمة إنسانية لا يمكن التضحية بها لأجل المال، فقد تأكدت هذه الحقيقة مرة أخرى في هذه المرحلة وروسيا التي تنتمي إلى المجلس الأوروبي ملتزمة بمعاهدة حقوق الإنسان الأوروبية، وبناءً عليه فإن تغاضيها عن الالتزام بقرار الدوما الذي هو بمثابة البرلمان الذي صوت على قبول حق اللجوء السياسي الذي تقدمت به بنسبة 298صوتاً، مقابل صوت واحد، وقيامها بإلقائي خارج روسيا عنوة، هو خرق للحقوق وهذا أمر يهم الاتحاد الأوروبي ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية.
أما المسمار الثالث الذي تم دقه في العاصمة المقدسة لأوروبا روما، فقد حدثت أمام أنظار البابا ومهما كان مقتل الإنسان العظيم " العزيز باول" هو الإنسان المسيحي الأول الذي يجري قتله في روما، إلا أنه كان يجب أن لا تتم فرض ممارسات تتجاوز الموت بحقي، لأن أوروبا وروما تدعيان تمثيلهما للحضارة المعاصرة، وكان يجب على روما أن لا تقوم بممارسة تشبه ما تم بحق" سانت باول" مرة أخرى في السنة الأخيرة من الألفية الثانية وأنا مثله قدمت من بلاد الشام، فقد كنت بصدد قول بعض الحقائق عن الحضارة بمقدار ما ينطق به لساني فلماذا وصلوا إلى هذه الدرجة من الرفض؟ وكأنهم وضعوني في قفص حديدي على مدى ستة وستين يوماً، وحولي قوات البوليس التي تشبه الفولاذ من كل جوانبي لاتخاذ تدابيرهم، بينما كنت أسعى إلى النطق عن وجود وتطلعات شعب لم يستطع فرض قبول اسمه حتى الآن، ولا يتمتع بأي حق إنساني على الإطلاق رغم أنه يمثل أقدم شعب في التاريخ، وحسب القيم السياسية والحقوق الأوروبية يعتبر هذا حقاً ومطلباً ديمقراطياً ولم يتم احترام هذا الحق مطلقاً، بل تم القيام بكل الممارسات لأجل إرغامي على الخروج، وتم القيام بكل ما يلزم من ممارسات وضغوط نفسية لأجل صلبي، وتم شحني، وعلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية أن تركز على هذا الجانب من الحقيقة، وتقوم بمساءلة سبب هذا الوضع في العاصمة روما التي أعطت الشكل والروح للاتحاد الأوروبي، وتنظر إلى ما يجب القيام به.
لقد تم اختطافي إلى عاصمة كينيا بالإرادة المشتركة لأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تماماً، حيث أوكل الطرفان هذا الدور الأكثر دناءة إلى الطفل المدلل لهما وهو حكومة اليونان لتقوم بلعبه، وقصة ذلك طويلة، وتحدثت عنه جزئياً، وإذا تطلب الأمر فإنني قادر على سرد قصة الاختطاف إلى كينيا والقيام بتسليمي عن طريق السفارة هناك بشكل شفوي أمام محكمة حقوق الإنسان الأوروبية وبشكل موثوق، أما مهمة شد حبل المشنقة أو تسليم الهدية أو الوضع في النعش أو التعليق على الصليب، فقد تم على يد آكلي لحوم البشر الأفريقيين الذين تم تربيتهم بشكل ممتاز على مهمتهم وهذا يمثل أقذر مراحل المؤامرة، وبذلك يدعون أن أوروبا بريئة تمام البراءة لأن كينيا قامت بهذه الجريمة، ولكن يبدو أن أوروبا قد كسبت تجربة كبيرة على صعيد تقتيل الشعوب فيما بينها، وهنا دفعت الآخرين إلى لعب الدور البسيط للجلاد، ونظراً لخوفهم من الرأي العام والقوانين التي وضعوها أدخلوا هذا التكتيك إلى المسار أي أنه لا يمكن أن تكون هناك أعمال قذرة في أوروبا، ولكن يمكن أن يحدث ذلك لدى آكلي لحوم البشر!.
إن دور الولايات المتحدة الأمريكية واضح وبارز في كينيا، وحقاً تبنى رئيس الولايات المتحدة دوره المناط به وأعترف بإصدار أمر التسليم علناً، وحسب قناعتي، فإن CIA والاستخبارات اليونانية لم تقومان بإنجاز هذا العمل حباً في تركيا ولأجل سواد عيونها بالتأكيد، ولا أشك أنهما فعلتا ذلك حتى تتم تصفيتي بيد الأتراك كهدف استراتيجي لهم، وأنا واثق أن ذلك يمثل الموقف الإنكليزي أيضاً.
وقناعتي أن لعبتهم هذه لم تصل إلى أهدافها المخططة بسبب أنني لم أكن متمرداً فجاً مشحوناً بالعداء نحو الأتراك كالمقاومين الآخرين، وجزئياً بسبب الموقف الحذر لهيئة الأركان التركية، لم تنفجر القنبلة الحية التي وضعوها في أحضان تركيا التي كانت ستتسبب في مقتل عشرات الآلاف، وبذلك تمت الحيلولة دون تحول القرن الحادي والعشرين إلى قرن للصراع الكردي التركي، ولكن هذه اللعبة التي تمت ممارستها على الطرفين الكردي والتركي تحت ستار الصداقة هي لعبة يندر وجود مثيلها في التاريخ بشناعتها التي تتجاوز المكائد البيزنطية، ومؤامرة كبيرة من حيث الدناءة وقلة الشرف، وأنا واثق من وجوب رؤية هذه اللعبة من طرف الكرد والأتراك معاً بكل وضوح.

لقد لعبت إسرائيل دوراً بارزاً في تجريدي عن العالم وتسليمي، لأنها وجدت في خروجي إلى الشرق الأوسط وتطويري لنهج جديد في الحركة التحررية الكردية منافساً لها وخطراً عليها من الناحية الاستراتيجية، فعند الحديث عن القضية الكردية تقليدياً تتبادر إلى الأذهان القوى الكردية العراقية المتواطئة وتحاول إسرائيل بسط هيمنتها من خلال هؤلاء على كل الشعب الكردي بشبكة استراتيجية، وقيامي بتمزيق هذه الشباك وتصرفي بشكل مستقل تماماً، بالإضافة إلى قيامي بتضييق الخناق على هؤلاء المتواطئين باستمرار، وبقائي في الساحة العربية لفترة طويلة، دفع بالإسرائيليين إلى وضع استراتيجية بشأني على المستوى العالمي، فإنني كنت بالنسبة لإسرائيل وضعاً يتجاوز عرفات بكثير من حيث عدم الرغبة فيه، وهذه هي الأسباب الرئيسية لدخولهم في تحالف استراتيجي مع تركيا من أجل استهدافي، ولا أشك مطلقاً في أن هذه الاستراتيجية هي من صنع اليمين الإسرائيلي ورغم ذلك لا أعلم بمدى علم شمعون بيريز بهذا الأمر ومدى تورط نهجه في هذا الأمر، حيث لم يتوضح ذلك بعد، فقد امتدت الأيادي إليّ قبل 9 تشرين الأول 1998، فإسرائيل لها علم ودعم للقنبلة التي استهدفتني في 6أيار 1996، وموضوع استخدام اليونان كآلة هو موضوع جدير بالبحث والتدقيق، أما قيام رئيس الوزراء بريماكوف بنفيي من موسكو له علاقة مباشرة بإسرائيل واللوبي اليهودي بكل تأكيد، فأنا أتذكر مجيء أرييل شارون إلى هناك في المرة الأخيرة، وإسرائيل هي التي مارست الضغوط على إيطاليا من خلال الولايات المتحدة، والاحتمال الكبير هو أن الموساد يكمن خلف الموقف الذي تبنته أوروبا ولندن وجعلته نهجاً لكل أوروبا لتجعلني الشخص غير المرغوب فيه، والقوة اليهودية هي التي تكمن وراء إصدار أمر تسليمي الصادر من الولايات المتحدة الأمريكية، وقد قمت دائماً بتشبيه هذا الوضع بما فعله اليهود بموسى عند خروجهم وربما هم الذين قتلوه، وأنا الذي طالبت دائماً بمكان للشعب اليهودي في الشرق الأوسط الديمقراطي وأكن احتراماً وتقديراً كبيراً نحو الطاقات اليهودية في مجال العلم والفنون والفلسفة، وهم الذين سيفهمون بأنهم الحقوا ضراراً بالغاً بأنفسهم مما اقترفت أيديهم مع مرور كل يوم، فكلما تعرف الكرد على هذا الواقع فهم سيستيقظون بشكل أفضل وسيصلون إلى قوتهم وأنا واثق من أنهم سيستطيعون تحقيق العدالة.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- هنالك حاجة لائتلاف ديمقراطي بمواجهة المعضلة والانسداد المعاش ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- الشعب الكردي سيتخذ القرار بنفسه حوار اوجلان مع محاميه
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- نواجه المصاعب في العثور على مخاطب جاد وجدّي قادر على حل القض ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...


المزيد.....




- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة 21 -1