أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة 16 -1















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة 16 -1


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1772 - 2006 / 12 / 22 - 11:46
المحور: القضية الكردية
    


يمكن تقييم الجانب المتعلق بالسياسة والدبلوماسية من الحياة التي عشناها في الشرق الأوسط وبخطوطها العريضة فهي كما يلي:
إن الخروج من داخل الدهاليز المفروشة منذ السومريين وبعد كل هذه السنين بسلامة، وتقديم بعض الهدايا لحرية الشعوب أمر ممكن بموقف وبشخصية نبوية بكل معنى الكلمة، إن هذه المرحلة لم تجعلني استوعب المؤسسة النبوية فحسب، بل وأظهرت لي بجوهرها الحقيقي الممارسة التي يمكن من خلالها الدفاع عن الإنسانية، وهذا يعني بأن كل نبي هو عبارة عن ارتقاء في المعنى أثناء التطور الاجتماعي، وكلما كانت لغته تاريخية يفتح جوهره الطريق أمام تسجيل مرحلة ثقافية مختلفة في الكثير من المواضيع الأساسية وفي مقدمتها معنى المجتمع المتطور وذاكرته وتقاليده وضميره وحريته ومساواته، إن الشعب يعرف هذا الموضوع، لقد اندهشت بقولهم " إن ما فعلته هو خلق دين جديد، وهذا يعني أنك تعمل من أجل دين رابع"، ويقصد الأديان الثلاثة الرئيسية وبعد ذلك فهمت ما الذي يريدون قوله، ومهما قيل بأنه تم إغلاق الطريق أمام أية نبوة أو أي دين جديد بعد الإسلام، فإن هذا الرأي عبارة عن دفاع يشبه تفسير كل عصر على أنه أبدي، فبدون تحليل النتائج الناجمة عن تأثير نتاجات ثقافة الأديان القديمة في الشرق الأوسط التي أرست دعائمها في كافة المجالات الاجتماعية وفي مقدمتها السياسية والإيديولوجية حتى أيامنا هذه، لا يمكن فهم الحضارة الأوروبية، كما لا يمكن خوض حرب تحررية داخلية وخارجية ذات معنى بنجاح، إن التاريخ ينفذ حكمه، إن العلمانية السطحية لن تستطيع أن تحل الدين، ولا أن تخلق مجتمعاً حديثاً، أما نتائج تجارب تجديد القومية فها هي أمامنا منذ مائتي عام، فإن تم الإصرار على هذا الطريق، يمكن البت في الخسائر والآلام والانهيارات التي يمكن أن يسببها كما يحدث في المأزق العربي ـ الإسرائيلي، إن الحل يخلق إمكانية الحرية عن طريق تحليل طبيعة التاريخ والانطلاق من هذه النقطة.
ليس هناك أي معنى لاطلاق تعبير" الدين الرابع" على هذه الحركة في عصرنا، ولكن المعنى الذي يحمل صفة الجواب على الاحتياجات التاريخية سيتحقق في تحديدنا لهذا العمل على أنه نهضة الشرق الأوسط، التي تشبه النهضة الأوروبية التي حدثت في عام 1500م، ولكن هذه النهضة تعتمد على أساس تركيب أفق حضارة ما بعد الرأسمالية مع جذورها الحضارية الخاصة، فإذا قلنا بأننا حققنا ذلك نكون قد دخلنا في حيز المبالغة، إذ ما تم القيام به هو إسهام يقدم لحركة الحرية الأصيلة لأيامنا هذه عن طريق تمثل الجوهر الإيجابي المناسب لجوهر ثقافة هذا التراب دون الوقوع في قيود رجعية العصر، وأنني لعلى قناعة تامة بأن هذا التوجه سيجلب لنفسه معنىً في التاريخ، وبأنه سيكون تياراً قوياً له ديمومة الارتقاء يسير إلى أهدافه التحررية حاملاً بيديه مشعلاً لا يخبو، وأن كان يأتي من بعض النقص فإن إيماني لم لايتزعزع لحظة في أن ممثليه أقوياء وسيصلون إلى أهدافهم الحقيقية والمناسبة خطوة بخطوة بعد أن يقدروا هذا التيار ويمنحوا حركتهم قوة لا تلين، ولأن هذه الجغرافيا قد حصلت على القوة الذهنية والروحية الضرورية مثل الخبز والماء والهواء، فإنهم سيصلون إلى أهدافهم، عن طريق إنقاذ حياتهم من هذا الظلام وهذا المأزق الذي أقحموا فيه منذ آلاف السنين، وبالتقدم بكل حماس على هذا الطريق الصحيح الذي تمت إنارته، إن خلق حياة ذات معنى كهذه أكثر قيمة وأهمية من أي شيء آخر، ولهذا السبب يجب معرفة قيمتها، إن التزامنا واحترامنا لأصحاب التضحيات الكبرى والآلام والبطولات التي لم يعرف التاريخ مثيلاً لهم، مشابه لإنقاذ أنفسنا من الواقع الذي بقي ملعوناً لآلاف السنن وجعله مقدساً، وإذا كان لا بد من إطلاق معنى الدين الجديد لهذه الحركة، فيجب أن يتم رؤيتها ضمن هذا الإطار، إذ يوجد تقديس في الموضوع وهذا جوهر يتم العمل لأجل تسليط الضوء عليه، إن مرافعتي هذه تعمل على توضيح ما الذي تعنيه الحياة المعاصرة المقدسة التي تم تخليصها من اللعنة.
يتم تفسير المقارنة بين خروجي من دمشق إلى أوروبا مع بعض الأمثلة التاريخية بشكل خاطئ، ولكن بما أن القدسية تسري على الجوهر التاريخي واليومي فإن هذه المقارنة صحيحة ولا بد منها، ولكن التواريخ المحرفة التي تعتمد على النفي يمكن أن تقف عائقاً في وجه حقيقة تمثيل القيم المقدسة، ولكن حتى هذا الوضع لا يمكن أن يكون أكثر من ستار، فالحقيقة تتجلى في حركة تسلسل المقدسات.
وسأتحدث هنا عن الكاهن العظيم "باول"، الذي خلق المسيحية وخاصة الفرع الأوروبي، ففي البداية كان يعادي الحواريين، ويتحدث التاريخ عن أن لقاءه مع الحواريين على طريق الشام الذي حدث بواسطة معجزة ما، كانت عبارة عن حادثة غيرت مجرى التاريخ، ينحدر الكاهن باول المولود في طرسوس من أسرة يهودية، ويقوم بعدة رحلات يبدأها من إنطاكية وبعد ذلك إلى الأناضول واليونان وإيطاليا عدة مرات، وكان عبارة عن داعية ومؤمن كبير، ولولا وجوده لما امتدت المسيحية إلى أوروبا ولما عرفتها إلى هذه الدرجة، وقد تم قتله في روما.
إن قيام الأوروبيين ببناء كاتدرائيات سانت باول في كل أنحاء أوروبا إحياءً لذكرى هذا الكاهن لا يأتي من فراغ ولا لأجل الفخامة، بل لأن الأخلاق لأوروبية والمرحلة التي وصلت إليها اليوم انطلقت في أساسها من الجهود لإنسانية التي بذلها الكاهن باول، وتعد أوروبا النصف الآخر من الكاهن باول، وإن تعرضه للخيانات من كل جانب واستخدامه كآلة من طرف مصدر السلبيات لا يغير العديد من الغدارين والأصدقاء المزيفين بقدر الأصدقاء الجيدين في اليونان، وقد كان يشكوا كثيراً من لا مبالاة بعض أصدقاءه.
إن خروجي من دمشق في 9 تشرين الأول 1998 تذكر بهذه الظاهرة التاريخية، وقد كان لديّ الكثير من الأصدقاء قدموا لي العديد من الدعوات من الحزب الحاكم، لقد دعوني بأغلبية قادرة على تغيير البرلمان والدستور، وتحدثت المترجمة أيفر كايا مع صديق يدعى كوستاس بادوفاس الذي شغل منصب وزير، ولا يزال عضواً في البرلمان حتى الآن وخلال المكالمة الهاتفية حصلت منه على موافقة على أنه باستطاعتي المجيء.
وعندما وصلت لم أجد الصديق بادوفاس، بل استقبلني رئيس الاستخبارات ستافراكس وكالندريديس الذي اتخذ لنفسه لقب عكيد ولعب دور يهودا الاسقريوطي المعاصر " الحواري الذي أفشى عن مكان عيسى"، ولم يكن موقفهم يختلف عن موقف الهلينيين قبل ثلاثة آلاف عام، فموقف الهلينيين الذي لم يتغير هو إطلاق اسم البربر على الآخرين غيرهم، والذين لا يتناسبون مع مصالحهم، فهم ينظرون إلى كل من لا ينتمي إلى عالمهم البسيط على أنه أجنبي، وهذا إحساس متجذر لديهم، ولكن هذا الموقف لا يعبر عن كل الحقيقة ويمكن أن يفسر الوجه العاطفي والمعنوي لها، وأما الحقائق السياسية والدبلوماسية فهي مختلفة جداً.
من المفيد أن نتناول الحقيقة التالية: النظر إلى أن الحركة التحررية الكردية بقيادة حزب العمال الكردستاني هي حركة بلشفية معاصرة، وفعلاً إن صفة "الستالينية القاسية" تؤكد هذا الرأي، فبالرغم من كل الخصائص المختلفة، فإن لهما مواقف متشابهة، لم ترغب السياسة الرسمية وأنظمة الدول بالاعتراف بعلنية حزب العمال الكردستاني وبالحركة التحررية الكردية ككل، وأما العديد من الدول فقد سحبت هذه العلاقات إلى الموقع السري، وتأتي ألمانيا في مقدمة تلك الدول بشكل خاص، بينما أمريكا فقد كانت الأكثر صلابة وكانت دول الشرق الأوسط تتبنى الموقف نفسه، كانوا يعتبرونه سرياً، وأما الأصدقاء فقد كان لهم مواقف شخصية غير رسمية، وسورية التي عرفت بأنها أكثر دولة صديقة حمتني فلم تتجاوز مسار النزعة القومية العربية المتطرفة في أي وقت من الأوقات، ولكن موقف رئيس الدولة حافظ الأسد كشخص كان يحمل أهمية كبيرة، ويمكننا أن نقيم موقفه بجملتين: إن حافظ الأسد يقف على خط بين الدولة التقليدية الاستبدادية، والدولة الثورية الديمقراطية، بسبب سلطته الكبيرة والظروف التي مر بها، حيث رسخ إحدى دعائم الدولة ذات المعنى الإلهي ضمن الشعب، وقام بوضع الدولة السلطوية المقدسة بكل بساطة في خدمة الشعب وعلى عكس ما يعتقد، ولكنه اعتمد على دولة الكهنة السومريين وحافظ عليها، كان يملك هوية شرق أوسطية نصفها نور ونصفها الآخر ظلام، لم يكن عدواً لحركة التحرر الكردية، ولكن الإيديولوجية التقليدية ومفهوم الدولة والنزعة القومية والقوى الدبلوماسية المعاصرة كانت تمنعه من إقامة علاقات صداقة معها، لقد تجلت شجاعته في أنه لم يعادِ لأن الآخرين أرادوا ذلك، ولكن في الأيام الأخيرة التي سبقت فراقنا، أظهر بأنه لا يملك القوة التي تمكنه من تجاوز حفيد الفراعنة ورئيس مصر حسني مبارك ومن تجاوز الطبقة البيروقراطية التي كانت تحيط به.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- نواجه المصاعب في العثور على مخاطب جاد وجدّي قادر على حل القض ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة 16 -1