أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل السهلي - الجيوش العربية لحماية الوطن أم العروش؟














المزيد.....

الجيوش العربية لحماية الوطن أم العروش؟


نبيل السهلي
كاتب وباحث فلسطيني

(Nabeel Sahli)


الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبوأ العسكر السلطة إثر استقلال غالبية الدول العربية خلال العقود السبعة الماضية. وبعيداً عن تطور المؤسسة العسكرية في الدول العربية، من حيث العدد والعدة والتسليح والاستراتيجية العسكرية المتبعة، يبرز سؤال جوهري حول مستقبل تلك المؤسسة بعد التجربة التي مرت بها ثورات الربيع العربي، وعدم انحياز تلك المؤسسة لمطالب الشعوب العربية التواقة للحرية والكرامة والعدالة، والمشهد أكثر وضوحاً مع استمرار المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث لم تكن الجيوش العربية عوناً لأهالي غزة والدفاع عنهم، الأمر الذي يؤكد فقدان تلك الجيوش ماهيتها ودورها المناط؛ الأمر الذي يؤكد ضرورة إعادة بنائها على أسس وطنية صحيحة وممنهجة، حتى تصبح الجيوش العربية ذخراً للشعوب وحمايتها، وليس عبئاً عليها في ميادين السياسة والاقتصاد والأمن.
وفي إطلالة متأنية وسريعة على تاريخ الحروب العربية- الإسرائيلية، يمكن الجزم بأن الهزائم لم تدفع الجنرالات في الجيوش العربية لاستخلاص العبر والدروس ونقد الذات، فلم تشكل مثلاً لجنة واحدة للتحقيق في هزيمة الخامس من يونيو عام 1967، وفي الاتجاه نفسه لم يترجم الجنرالات الانتصارات العسكرية الجزئية في حرب أكتوبر 1973، مثل تدمير خط بارليف في سيناء، وخط آلون في هضبة الجولان السورية المحتلة، إلى مكاسب سياسية، بل على العكس من ذلك، انقلبت انتصارات الجنود الشجعان وتضحياتهم الجسيمة إلى هزائم سياسية ونجاحات إسرائيلية، تمثلت بعقد اتفاقات كامب ديفيد عام 1979 بين مصر والدولة المارقة إسرائيل.
بات جلياً عدم انحياز الجيوش العربية إلى شعوبها، وكذلك لم تقم بحماية الوطن العربي، ومجازر غزة ماثلة للعيان منذ بداية أكتوبر 2023، ولهذا من الطبيعي جداً أن يتساءل كل مواطن عربي عن جدوى أداء الجيوش العربية وموازناتها ونفقاتها الضخمة، حيث إن لها آثاراً سلبية مباشرة على تطور الصحة والتعليم، والتنمية البشرية، ناهيك عن ترك المواطن فريسة العدوان الإسرائيلي والشركاء، نقصد هنا كل النظم الداعمة للدولة المارقة إسرائيل وإجرامها وتوحشها وفاشيتها، وفي وقت غاب فيه دور المناطق للجيوش العربية، تعاني المجتمعات العربية من معدلات بطالة تصل إلى 30% من حجم قوة العمل المعروضة في سوق العمل، هذا فضلاً عن أرقام فلكية للأمية، وصلت إلى نحو 80 مليون أمي خلال الأعوام الأخيرة، وثمة تقديرات عسكرية تشير إلى أن الدول العربية تبوأت المركز الأول عالمياً على صعيد الإنفاق العسكري والأمني.
ويقدر هذا الإنفاق بمئات المليارات من الدولارات الأمريكية للعام الواحد خلال السنوات الأخيرة، وقد تكون الأرقام أكبر بكثير لأن المعطيات المذكورة هي عبارة عن تقديرات مراكز بحث غربية، قد تخفي قيمة مبيعات الدول المصنعة للأسلحة للدول العربية. ويعزو خبراء ارتفاع الإنفاق العسكري والأمني للبلدان العربية إلى توسع غالبية حكومات البلدان العربية في زيادة عدد أفراد الجيوش والأجهزة الأمنية، وشراء أسلحة ومعدات عسكرية وأمنية، ورفع رواتب العسكريين وأفراد قوات الأمن بمختلف مسمياتها وفروعها، بغرض حماية العروش ليس إلا، وبهذا المعنى لا داعي لجحافل الجيوش العربية، التي فقدت دورها المناط في حماية الوطن والمواطن العربي، وكانت وظيفتها على الدوام حماية العروش.



#نبيل_السهلي (هاشتاغ)       Nabeel_Sahli#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربع سنوات عجاف مع ترامب
- قرار الجنائية الدولية وإمكانية عزل إسرائيل
- المخيمات الفلسطينية في سورية..مراجعة نبيل السهلي
- الخارطة الحزبية الإسرائيلية عشية انتخابات الكنيست 22
- في ذكرى النكبة .. مخططات لتهجير سكان عكا وتهويدها
- الشعبوية المتفاقمة في الغرب وآثارها المستقبلية
- تحديات الحكومة الفلسطينية القادمة
- لاتزال الصهيونية شكل من أشكال العنصرية
- الاسرلة في فكر عزمي بشارة
- مسعى إسرائيلي لاعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية المطلقة على ...
- صفقة ترامب والسلام الاقتصادي..السلام الاقتصادي ركيزة صفقة ال ...
- متى تعتذر بريطانيا من الفلسطينيين؟
- وكالة اونروا على كف عفريت
- إسرائيل واغتيال العقول العربية
- محاولات إسرائيلية لفرض ديموغرافية قسرية في القدس


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل السهلي - الجيوش العربية لحماية الوطن أم العروش؟