أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل السهلي - إسرائيل واغتيال العقول العربية














المزيد.....

إسرائيل واغتيال العقول العربية


نبيل السهلي
كاتب وباحث فلسطيني

(Nabeel Sahli)


الحوار المتمدن-العدد: 5983 - 2018 / 9 / 3 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكتف إسرائيل بجرائم الاغتيال التي نفذتها ضد المناضلين الفلسطينيين الذين حفروا خنادق المعارك وخاضوها، وأخوتهم أنصار القضية الفلسطينية، بل تعدتها إلى ملاحقة الأدمغة العربية والعمل على تصفيتها حال سنحت لها الفرصة، لمنع أي محاولة للتحرر الفكري أو النهوض العلمي العربي.ويمكن الجزم بان إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي أعطت لعمليات الاغتيالات طابعاً مؤسسياً ، حيث أنشأت رئيسة وزراء إسرائيل السابقة غولدا مائير جهازاً متخصصاً بعملية الاغتيال "المجموعة إكس" وتمّ دعمها بأفراد من جهاز الموساد متمرسين على عمليات الملاحقة والاغتيال المتقن .

كانت الضحية الأولى لعمليات ملاحقة واغتيال الأدمغة العربية من قبل إسرائيل ، العالمة المصرية سميرة موسى ، حيث استجابت إلى دعوة للسفر إلى أمريكا في عام 1952، لإجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية، وتلقت عروضاً لكي تبقى في أمريكا لكنها رفضت ،وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في الخامس عشر من شهر آب / أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق، قفز سائق السيارة- زميلها الهندي في الجامعة الذي يقوم بالتحضير للدكتوراة والذي اختفى -، لكن الدلائل أشارت إلى أن جهاز الموساد الإسرائيلي هو الذي نفذّ عملية الاغتيال ، بسبب محاولة العالمة المصرية الاستفادة من التجارب الغربية في مجال علوم الذرة بغية التأسيس لخيار نووي في مصر والدول العربية الأخرى ، حيث لفت انتباه الدكتورة سميرة موسى الاهتمام المبكر من قبل إسرائيل بضرورة امتلاك أسلحة الدمار الشامل وسعيها لامتلاك الخيار النووي ،ولهذا أسست العالمة المصرية هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان إنشاء إسرائيل، أي في شهر آب / أغسطس من عام 1948. ومن المفكرين والعلماء المصريين الذين تمّ اغتيالهم من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي عالم الجغرافيا جمال محمود حمدان مؤلف كتاب «اليهود أنثروبولوجيا» الصادر في عام 1967،حيث تمت عملية اغتياله في17نيسان / أبريل 1993، وكذلك مصطفى مشرفة عالم الفيزياء وأول عميد لكلية العلوم في مصر ، وهو يُعد أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين ناهضوا استخدامها في صنع أسلحة في الحروب، كما كان أول من أضاف فكرة جديدة، وهي إمكانية صنع مثل هذه القنبلة من الهيدروجين، إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الهيدروجينية أبداً، ووصفه ألبرت أينشتاين بواحد من أعظم علماء الفيزياء في العالم. وفي 15 كانون ثاني / يناير 1950، مات مشرفة إثر أزمة قلبية حادة، وثمة شك في كيفية وفاته فيعتقد أنه مات مسموماً بعملية مدبرة من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي . لم يتوقف مسلسل ملاحقة واغتيال الأدمغة العربية ، ففي 13-8-1967 تمّ اغتيال عالم الذرة المصري سمير نجيب عبر حادث سير مدبر ، بعد رفضه العمل في الولايات المتحدة الأمريكية وإصراره على العودة إلى مصر لخدمتها في مجال اختصاصه خاصة بعد نكسة حزيران/ يونيو 1967 . وقائمة الاغتيالات الإسرائيلية للعقول والأدمغة العربية لايمكن حصرها في مقال، بل تحتاج إلى بحوث ودراسات وندوات عديدة .

لكن لابد من إطلالة سريعة على تغول الموساد الإسرائيلي في العراق بعد احتلاله من قبل الجيش الأمريكي في ربيع عام 2003 ، حيث استكمل جهاز الموساد سياسته في ملاحقة واغتيال العقول العربية على امتداد الجغرافية العراقية ، وبغض النظر عن الانتماء الديني للمستهدفين أوخلفياتهم الحزبية ، وقام بقتل (570) عالما عراقيا متخصصاً في مجالات الذرة والبيولوجي ، فضلاً عن (220) أستاذ جامعي وشخصيات أكاديمية في اختصاصات مختلفة ، وقد نفذت إسرائيل عمليات الاغتيال المبرمجة في العراق بعد فشل الولايات المتحدة الأمريكية في إقناع العلماء العراقيين العمل في المؤسسات الأمريكية والغربية بشكل عام .

ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الدول الغربية هي المستفيد الأكبر من احتضان نحو 450 ألف عربي من حملة الشهادات والمؤهلات العليا حيث تستخدم قدراتهم في دعم مشروعاتها التكنولوجية. وتشير دراسات متخصصة إلى أن 54 % من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلى بلدانهم وأن 34 % من الأطباء الأكفاء في بريطانيا من العرب، كما أن هناك 75 % من الكفاءات العلمية العربية بالفعل في ثلاث دول تحديداً أمريكا الغرب وبنحو 50 % من الأطباء و23 % من المهندسين و15 % من العلماء المتميزيين في اختصاصات عديدة .

ثمة أسباب لهجرة الأدمغة والكفاءات العلمية العربية إلى الغرب ، في المقدمة منها ضعف الموازنات العربية المخصصة للتعليم في كافة المستويات ، ناهيك عن ضعف الاستثمار العربي في البحث العلمي ، وعدم القدرة في توطين الخبرات والكفاءات العلمية العربية في الدول العربية - ونقصد هنا إنشاء مراكز بحث متخصصة لاستيعابهم - ، الأمر الذي يدفع المئات منهم البحث عن فرص عمل في الدول الغربية ، ويعتبر ذلك بمثابة اغتيال وتغييب للأدمغة العربية شأنها في ذلك شأن عمليات الاغتيال الإسرائيلية التي طالت العديد من العلماء والباحثين العرب خلال العقود السبعة الماضية من عمر الاحتلال الصهيوني لفلسطين .



#نبيل_السهلي (هاشتاغ)       Nabeel_Sahli#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولات إسرائيلية لفرض ديموغرافية قسرية في القدس


المزيد.....




- حذره من -مصير- صدام حسين.. وزير دفاع إسرائيل يهدد خامنئي
- العاهل الأردني: العالم يتجه نحو -انحدار أخلاقي- أوضح أشكاله ...
- العاهل الأردني: هجمات إسرائيل على إيران -تهديد للناس في كل م ...
- الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحذر: إيران غيرت طريقة هجومها وم ...
- -أكثر من مجرد مدينة-.. ما أهمية الضربات الإيرانية على هرتسيل ...
- خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيض ...
- الإسرائيليون في مواجهة الصواريخ الإيرانية.. مغادرة للخارج ...
- بين نشوة المفاجأة وشبح الحسابات الخاطئة.. ما مآل رهان نتنيا ...
- لقطات لمجزرة ضد منتظري المساعدات الإنسانية في خان يونس
- شاهد.. رد فعل ميلوني على همسة ماكرون في قمة السبع يثير تفاعل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل السهلي - إسرائيل واغتيال العقول العربية