أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل السهلي - الشعبوية المتفاقمة في الغرب وآثارها المستقبلية














المزيد.....

الشعبوية المتفاقمة في الغرب وآثارها المستقبلية


نبيل السهلي

الحوار المتمدن-العدد: 6177 - 2019 / 3 / 19 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد المجزرة التي ارتكبت بحق مصلين في مسجدين بمدينة كرايست تشيرتش في نيوزلندا قبل عدة ايام ، والتي ذهب ضحيتها خمسين منهم ، برزت أسئلة متشعبة حول تفاقم العنصرية ونزعات الشعبوية في الغرب واستراليا ونيوزلندا وآثارها المستقبلية على المهاجرين . حيث يلحظ المتابع لتحولات المشهد السياسي تفاقم العنصرية في الغرب واستراليا ، وتالياً تصاعد النزعة الشعبوية والقومية لدى أحزاب اليمين التي رفعت شعارات العداء للإسلام واللاجئين لكسب شرائح شعبية أوسع والصعود بعد ذلك إلى السلطة . ولهذا تجري محادثات بين زعماء أوروبيين ، بشأن تأسيس مخيم لطالبي اللجوء المرفوضين في دول بالقارة الأوروبية ،ولكن خارج دول الاتحاد الأوروبي،وثمة سعي حثيث لطرح مشروع أولي يمهد الطريق أمام نظام أوروبي جديد للجوء يتضمن سيطرة أكبر مما يوفره النظام الراهن. وتزامنت تلك التصريحات العنصرية مع نفحات عنصرية أخرى ضد اللاجئين من قبل قادة أحزاب يمينية في بعض دول الاتحاد الأوروبي ، ودعا بعضهم إلى ترحيل اللاجئين وإسكانهم في مخيمات مغلقة وبائسة في البوسنة والهرسك على سبيل المثال لا الحصر. وتعتبر تلك التصريحات عنصرية بامتياز، رغم الحديث المتكرر عن محاولات ترسيخ العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات الأوروبية .
واللافت أن الأصوات العنصرية برزت بشكل متواتر بعد استقبال دول الاتحاد الأوروبي واستراليا مئات آلاف اللاجئين الفارّين من مناطق النزاعات والحروب في المنطقة العربية، بحثاً عن الأمان والاستقرار، وقد تكشفت الحاجة الملحّة لوجود دمٍ جديدٍ، يخفّف الفجوة الديمغرافية في الدول الأوروبية ، ويملأ فراغات سوق العمل في المستقبل . وقد استقبلت أوروبا في السنوات السبع الماضية سيل من اللاجئين غالبيتهم من سورية . واللافت أن الحكومات الأوروبية تسعى، وبخطط مدروسة، إلى إعادة تأهيل اللاجئين، بغية استيعابهم. ويؤكد باحثون في الاقتصاد والديموغرافيا أن اللاجئين الجدد باتوا ضرورةً ملحةً لمستقبل دول الاتحاد الأوروبي ،ولهذا، دعا حلفاء المستشارة أنجيلا ميركل في الحكومة من الحزب الاشتراكي - الديمقراطي ،إلى أن تسهّل وصول اللاجئين إلى سوق العمل، وتجعل ألمانيا بلداً مفتوحاً رسمياً أمام الهجرة، لكن محافظين عديدين يرفضون أو يريدون، على العكس من ذلك ، فرض رقابة أشد على الهجرة إلى ألمانيا.
وتستند حاجة دول الاتحاد الأوروبي واستراليا إلى دم جديد من جيل الشباب، أساساً، إلى وقائع ديموغرافية واقتصادية، حيث سيتراجع مجموع سكان تلك الدول بحلول عام 2030، بسبب تراجع معدلات الخصوبة بين النساء، واحتمالات ارتفاع نسبة كبار السن من عمر 65 عاماً فأكثر، لتصل إلى أكثر من (30) في المائة خلال العام المذكور، الأمر الذي سيؤدي إلى تراجع مجموع قوة العمل بشكل عام، وارتفاع معدلات الإعالة للعامل في دول الاتحاد الأوروبي. وثمّة قلق داهم بين الباحثين والاستراتيجيين في دول الاتحاد الأوروبي، نظراً إلى احتمالات تقلص النشاط الاقتصادي في العقدين المقبلين، بسب التراجع في أعداد قوة العمل المعروضة في أسواق العمل، والطلب المتزايد عليها في الوقت نفسه.
ولهذا سارعت بعض حكومات دول الاتحاد الأوروبي ،بمؤسساتها المختلفة، إلى وضع مخططاتٍ للحد من الانعكاسات الديموغرافية المحتملة على مستقبل اقتصادياتها، ومستوى المعيشة للفرد والأسرة الذي يعتبر نموذجاً في القارة الأوروبية، وفق تقارير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الصادر خلال العام الحالي 2018. حيث تبوأت بعض دول الاتحاد كألمانيا والدول الاسكندنافية مراتب متقدمة في التقرير المذكور، نظراً لتحقيقها معدلات تنمية بشرية مرتفعة، تُقاس، غالباً، بمؤشراتٍ ذات دلالة، منها معدلات العمر المتوقع للفرد، ودخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ناهيك عن نسب التعليم ومساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي والسياسي.
رغم رفع شعارات عنصرية ضد اللاجئين تسعى الحكومات الأوربية التي استقبلت آلاف من اللاجئين العرب إلى الاستفادة من الطاقات البشرية بينهم ، عبر إعادة تأهيلهم وتشغيلهم في الاقتصاديات الأوروبية والارتقاء في مؤشرات التنمية في ظل شيخوخة ديموغرافية أوروبية زاحفة أصلاً ،والحاجة الملحة لعدد كبير من العمال ، إذ ستواجه دول الاتحاد الأوروبي تراجعاً في عدد العمال المؤهلين لاستيعابهم في أسواق العمل ، بحلول عام 2030 . وعلى الرغم من بروز أصواتٍ عنصرية عديدةٍ في أوروبا ، دعت إلى وقف سيل اللاجئين ولفظهم من المجتمعات وجعلهم هامشيين، أكد اقتصاديون في بعض الدول الأوروبية وخاصة المانيا ومؤسسات ألمانية مرموقة إن مساهمة اللاجئين ستكون أساسية وجوهرية في سوق العمل لأول اقتصاد في أوروبا الذي يفتقر إلى اليد العاملة.
اللافت أنه على الرغم من التحليلات السياسية التي ركّزت على البعد الإنساني لاستقبال أوروبا لآلاف اللاجئين من بعض الدول العربية ،الفارّين من الحروب البشعة ، فإن هناك حاجة أوروبية ماسّة لهم، في ظل الشيخوخة الزاحفة ، والتي ستكون لها انعكاسات خطيرة على اتجاهات تطور الاقتصاديات الأوروبية وخاصة أسواق العمل والقوى العاملة المعروضة .وقد عزّز التوجه المذكور اعتراف أكثر من مؤسسة أوروبية بأن آلاف اللاجئين يتمتعون بقدراتٍ مهنيةٍ وأكاديميةٍ وفنية عالية، وسيساهمون في سد الفجوة في سوق العمل في دول الاتحاد الأوروبي التي استحوذت على عدد من اللاجئين خلال السنوات الأخيرة ، ولهذا تعتبر المخاوف من قضية وجود اللاجئين في تلك الدول مصطنعة وغير واقعية ، ومجرد شعارات عنصرية شعبوية لتعبئة الشارع الأوروبي وكسب صوت الناخب في المستقبل.
ويبقى القول أن تنامي ظاهرة العنصرية والشعبوية في الغرب واستراليا ونيوزلندا ، وخاصة لدى الأحزاب اليمينية يشي بكل تأكيد بأننا سنشهد مزيداً من الأعمال العنصرية ضد اللاجئين في العديد من دول العالم وخاصة من المهاجرين من دول عربية وإسلامية .



#نبيل_السهلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديات الحكومة الفلسطينية القادمة
- لاتزال الصهيونية شكل من أشكال العنصرية
- الاسرلة في فكر عزمي بشارة
- مسعى إسرائيلي لاعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية المطلقة على ...
- صفقة ترامب والسلام الاقتصادي..السلام الاقتصادي ركيزة صفقة ال ...
- متى تعتذر بريطانيا من الفلسطينيين؟
- وكالة اونروا على كف عفريت
- إسرائيل واغتيال العقول العربية
- محاولات إسرائيلية لفرض ديموغرافية قسرية في القدس


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل السهلي - الشعبوية المتفاقمة في الغرب وآثارها المستقبلية