أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل السهلي - أربع سنوات عجاف مع ترامب















المزيد.....

أربع سنوات عجاف مع ترامب


نبيل السهلي
كاتب وباحث فلسطيني

(Nabeel Sahli)


الحوار المتمدن-العدد: 8182 - 2024 / 12 / 5 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نبيل السهلي
على وقع عمليات الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل على مدار الساعة بحق الشعب الفلسطيني على امتداد الوطن الفلسطيني منذ تشرين الأول /أوكتوبر من العام المنصرم 2023 ؛أجريت الانتخابات الأمريكية أخيراً وفاز ترامب مجدداً وسيعود إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير القادم حاملاً وعود وصفقات إلى نتنياهو ، وهي حلقة مستمرة ومتصلة مع صفقاته السابقة..

استمرار الدعم
ارتفعت وتيرة الدعم الأمريكي لإسرائيل على كافة المستويات العسكرية والمالية منذ بدء العدوان الإسرائيلي وارتكاب المجازر المروعة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس وكذلك في الداخل الفلسطيني، حيث وصل إسرائيل خلال عام مضى من العدوان أكثر من (250) طائرة أمريكية محملة بمساعدات جمة للدولة المارقة إسرائيل؛ في وقت بلغت فيه الخسائر الإسرائيلية الاقتصادية (22) مليار دولار قامت أمريكا بتعويضها عن (70) في المائة منها؛ ولهذا تعتبر أمريكا شريك مباشر في الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. واللافت أنه خلال حملته الانتخابية تعهد ترامب العائد إلى الأبيض بالحفاظ على أمن إسرائيل وسيفعل ذلك بكل تأكيد وهو صاحب صفقة القرن المعروفة للمتابعين ،وسيذهب إلى أبعد من ذلك في استكمال الضغط من أجل تطبيع مزيد من الدول العربية مع إسرائيل وتبني أهداف نتنياهو في عدوانه على الفلسطينيين وكذلك على لبنان ، جنباً إلى جنب مع الضغط على الفلسطينيين في المستويات الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية لإخضاعهم للتصورات والمخططات الإسرائيلية .

التداعيات
من نافلة القول أنه بعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ستستمر العلاقات الإسرائيلية – الأمريكية الإستراتيجية ولن تتغير في اتجاهها العام ، وستزيد إسرائيل من منسوب وحشيتها وإجرامها بحق الشعب الفلسطيني وارتكابها مزيداً من عمليات الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين ،وأبعد من ذلك ستحاول العصابة المنفلتة إخضاع المنطقة العربية وتنفيذ مخطط قديم جديد لإنشاء نظام إقليمي تكون فيه إسرائيل قطباً مالياً وعسكرياً ومائياً بدعم من إدارة ترامب والنظم الغربية الأخرى، جنباً إلى جنب مع محاولات تجفيف المساعدات المقدمة للأونروا بغرض تغييب الشاهد الدولي على النكبة الكبرى . وقد تكون أولى صفقات ترامب مع نتنياهوالانقضاض على وكالة أونروا .

مستقبل الاونروا
صادق الكنيست الإسرائيلي قبل فترة وجيزة على قانون يحظر نشاط وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) العمل في إسرائيل،على الرغم من اعتراض الأمم المتحدة التي أنشأتتها بعد نكبة الفلسطينيين الكبرى عام 1948 وتهجير(61) في المائة من مجموع الشعب الفلسطيني البالغ آنذاك مليون وأربعمائة ألف عربي فلسطيني. ومن نافلة القول أنه لايوجد انتشار لخدمات الاونروا التعليمية والصحية بين الفلسطينيين في إسرائيل، بل تنتشر في خمس مناطق ؛ وبالتحديد في الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.
يحمل القانون المشار إليه في طياته مخاطر جمة ، وفي مقدمتها اعتبار الضفة والقطاع مناطق إسرائيلية بشكل قاطع وليس مناطق فلسطينية محتلة ،رغم أن الأرض التي أقيمت عليها إسرائيل أصلاً هي جزء من الوطن التاريخي للشعب الفلسطيني . و تسعى إسرائيل وبدعم أمريكي منذ عام 1993الى تصفية وكالة "اونروا " من خلال تجفيف المساعدات المالية لها بدايةً ، وتالياً تغييب الشاهد الدولي على نكبة الشعب الفلسطيني وبروز قضية اللاجئين الفلسطينيين كنتيجة سياسية مباشرة للمجازر الإسرائيلية . وارتفعت وتيرة المخاوف حول تصفية " اونروا " يعد موافقة الكنيست الإسرائيلي قبل عدة أيام مشروع قانون إسرائيلي يحظر أنشطة الأونروا؛ وهي بطبيعة الحال مقدمة لوقف عمل الاونروا وتغييبها ؛ لكونها تتضمن مؤشر سياسي هام لقضية اللاجئين الفلسطينيين، التي تعتبر من القضايا الجوهرية ؛ طالت القسم الأكبر من أراضي فلسطين التاريخية والشعب الفلسطيني في ذات الوقت .
وتعتبر قضية اللاجئين الفلسطينيين سياسية بامتياز؛ والمسؤولية السياسية والأخلاقية والإنسانية المباشرة تقع على كاهل دولة الاحتلال وداعميها في الغرب . بعد انطلاقة عمل الأونروا لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في إطار مناطق عملياتها الخمس المشار إليها في أيار/ مايو 1950، وقد رفض اللاجئون الفلسطينيون بداية التعامل مع وكالة الغوث واستلام مساعداتها الغذائية. وقد تضمنت أناشيد الثورة الفلسطينية في الستينيات والسبعينيات، أنشودة الشعب الفلسطيني "ثورة"، للشاعر الراحل محمد حسيب القاضي، التي كان من أهم أبياتها الشعرية: "ولعوا النار بالخيام وارموا كرتوتة التموين"، لتصبح الأونروا فيما بعد ضرورة لتقديم الخدمات التعليمية والصحية للاجئين الفلسطينيين في أماكن وجودهم كافة، الأمر الذي ساعد في ارتفاع معدلات التعليم، وهذه حقيقة يجب عدم إنكارها. تتنوع الخدمات التي تقدمها الأونروا للاجئين المسجلين لديها ما بين التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية، وتغطي كل المخيمات الفلسطينية البالغ عددها 58 مخيما. وتتوزع مخيمات اللاجئين بواقع 12 مخيما في لبنان و10 في الأردن و9 في سوريا و27 في الأراضي الفلسطينية، بواقع 19 مخيما في الضفة الغربية و8 في قطاع غزة الذي لاتتجاوز مساحته 364 كيلومترا مربعا. كما تدير الأونروا نحو 900 منشأة بين مدرسة وعيادة صحية ومركز تدريب مهني، يعمل فيها حوالي (30) ألف موظف وموظفة في مناطق عمليات الوكالة في كل من الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة. ومن بين هذه المنشآت، هناك 703 مدراس، ما يعني أن البرنامج التعليمي الذي تديره الأونروا يعدّ من أكبر برامج الوكالة، ويستحوذ على أكثر من نصف ميزانيتها المقدرة بنحو مليار ومائتي مليون دولار سنويا.ويعدّ قرار إنشاء الأونروا من قبل الأمم المتحدة في عام 1949، وانتشار خدماتها في عام 1950، اعترافا أمميا بقضية اللاجئين الفلسطينيين، ولهذا تساهم بعض دول العالم في تقديم هبات ومساعدات سنوية للأونروا؛ بغية الاستمرار في عملها في مناطق عملياتها الخمس، وفق موازنة سنوية مقدرة لكل منطقة حسب عدد اللاجئين والخدمات المقدمة. ولهذا؛ فإن استمرار عمل الأونروا أمر ضروري، ناهيك عن كونها الشاهد الدولي الوحيد على نكبة 48 ومسؤولية دولة الاحتلال الإسرائيلي والغرب عن ظهور قضية اللاجئين الفلسطينيين.

سنوات عجاف
يمكن الجزم بأن تصريحات أركان المؤسسة السياسية الإسرائيلية أكدت بمجملها على ضم الضفة الغربية من خلال اجتياح للجيش الإسرائيلي لها بشكل مباشر،جنباً إلى جنب مع تفكيك مؤسسات السلطة الفلسطينية بعد تجفيف المساعدات عنها ،وصولاً الى محاولة اغتيال أي شخص أو قائد فلسطيني يعارض الخطوات الإسرائيلية المحتملة ، ولذلك ستكون سنوات ترامب الأربعة القادمة في البيت الأبيض مريرة ومن السنوات العجاف في التاريخ الفلسطيني، خاصة مع استمرار حالة الانقسام البغيض والمديد في الساحة السياسية الفلسطينية، رغم سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمغيبين الفلسطينيين بسبب عمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل على مدار الساعة بحق الشعب الفلسطيني منذ تشرين أول /اوكتوبر من العام الماضي 2023.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كاتب فلسطيني مقيم في هولندا



#نبيل_السهلي (هاشتاغ)       Nabeel_Sahli#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار الجنائية الدولية وإمكانية عزل إسرائيل
- المخيمات الفلسطينية في سورية..مراجعة نبيل السهلي
- الخارطة الحزبية الإسرائيلية عشية انتخابات الكنيست 22
- في ذكرى النكبة .. مخططات لتهجير سكان عكا وتهويدها
- الشعبوية المتفاقمة في الغرب وآثارها المستقبلية
- تحديات الحكومة الفلسطينية القادمة
- لاتزال الصهيونية شكل من أشكال العنصرية
- الاسرلة في فكر عزمي بشارة
- مسعى إسرائيلي لاعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية المطلقة على ...
- صفقة ترامب والسلام الاقتصادي..السلام الاقتصادي ركيزة صفقة ال ...
- متى تعتذر بريطانيا من الفلسطينيين؟
- وكالة اونروا على كف عفريت
- إسرائيل واغتيال العقول العربية
- محاولات إسرائيلية لفرض ديموغرافية قسرية في القدس


المزيد.....




- -هل تثق في بوتين؟-.. فيديو كيف رد ترامب يثير تفاعلا
- -تم تحذيركم-.. وزير دفاع أمريكا يشعل تفاعلا بتدوينة مباشرة و ...
- تركيا.. احتجاجات في مرسين ضد استخدام مينائها لنقل أسلحة إلى ...
- الخارجية الصينية: ندعو إلى نزع السلاح النووي على أساس الأمن ...
- -الدوما- الروسي: تهديدات كييف بتنفيذ هجمات إرهابية تزامنا مع ...
- -واينت-: النيران التهمت نحو 19600 دونم في جبال القدس (صور+في ...
- وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما
- بوليانسكي: ترامب يرغب فعلا بإحلال السلام في أوكرانيا
- الولايات المتحدة تدشن مرحلة جديدة لبناء الغواصات النووية وتط ...
- حرائق تنشب في غابات على تخوم القدس تدخل مرحلة -طوارئ وطنية- ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل السهلي - أربع سنوات عجاف مع ترامب