التحديات الداخلية التي تواجه حزب الله في لبنان ، محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 8174 - 2024 / 11 / 27 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

التحديات الداخلية التي تواجه حزب الله في لبنان

يواجه حزب الله، وهو جماعة سياسية وعسكرية قوية مقرها لبنان، العديد من التحديات الداخلية التي تهدد استقراره وفعاليته. وفهم هذه القضايا أمر بالغ الأهمية لفهم ديناميكيات الجماعة الحالية وآفاقها المستقبلية.

1. التفتت السياسي

يعمل حزب الله في إطار مشهد سياسي معقد. وغالبا ما يؤدي النظام المتعدد الطوائف في لبنان إلى التفتت. وتتنافس الفصائل المختلفة على السلطة، مما يجعل من الصعب على حزب الله الحفاظ على جبهة موحدة. ويمكن أن يؤدي السخط بين الحلفاء إلى إضعاف نفوذه في الحكومة.

2. الضغوط الاقتصادية

لقد ضربت الأزمة الاقتصادية في لبنان حزب الله بشدة. وتواجه البلاد تضخما مرتفعا، وبطالة مرتفعة، وتناقصا في الخدمات العامة. ومع تعثر الاقتصاد، تتعثر أيضا قدرة حزب الله على تقديم الدعم لناخبيه. وهذا يضغط على الولاء بين قاعدته.

3. التصور العام

بعد أن كان يُنظر إلى حزب الله على أنه حركة مقاومة، بدأت صورته تتطور. إن العديد من المواطنين اللبنانيين المعارضين يربطون الآن بين الجماعة والفساد وسوء الإدارة. إن تصور كونهم جزءا من النخبة الحاكمة يقوض دعمهم الشعبي.

4. الضغوط الإقليمية

إن تورط حزب الله في الصراعات الإقليمية يعقد موقفه في الداخل. إن الانخراط في سوريا وأماكن أخرى يستنزف الموارد ويخلق ردود فعل عنيفة من الفصائل المختلفة داخل لبنان التي تعارض التورط الأجنبي.

5. ديناميكيات القيادة

يمكن أن تؤدي النزاعات الداخلية بين القيادات إلى زعزعة استقرار عمليات حزب الله. ومع تقدم القادة في السن أو مواجهة مشاكل صحية، تنشأ أسئلة حول الخلافة. وقد يؤدي الافتقار إلى الاتجاه الواضح إلى الاقتتال الداخلي أو ظهور مجموعات منشقة.

6. انفصال الشباب

يشعر الجيل الأصغر سناً في لبنان بخيبة أمل متزايدة تجاه الأحزاب التقليدية، بما في ذلك حزب الله. يسعى الكثيرون إلى التغيير لكنهم يشعرون بالإهمال من قبل الكيانات السياسية القائمة. ويشكل هذا الانفصال تهديدًا طويل الأمد لجهود حزب الله في التجنيد.

7. المخاوف الأمنية

بينما يحتفظ حزب الله بقدرات عسكرية كبيرة، لا تزال تحديات الأمن الداخلي قائمة. إن التهديدات من الجماعات المتنافسة أو حتى الخلافات المذهبية قد تؤدي إلى عدم الاستقرار إذا لم تتم إدارتها بشكل فعال.

الخاتمة

يقف حزب الله عند مفترق طرق في مواجهته لهذه التحديات الداخلية. إن معالجة التشرذم السياسي، والمشاكل الاقتصادية، وتحولات التصورات العامة ستكون ضرورية للحفاظ على نفوذه في لبنان وخارجه. إن الطريق أمام الحزب محفوف بالعقبات التي تتطلب التبصر الاستراتيجي والقدرة على التكيف.
لكن التجارب السابقة مر بها الحزب داخل لبنان تعطي فكرة عما سيكون عليه الحال فحزب الله راسخ الجذور في الساحة اللبنانية وبنى الكثير من المصداقية والصداقات العربية والدولية كلها تشي بأن الحاضنة الشعبية لحزب الله داخل لبنان في الأوساط المذهبية المختلفة قوية وتلتف حول الحزب في الأوقات الحرجة.

المراجع:

1. Norton, Augustus Richard (2007). *Hezbollah: A Short History*. Princeton University Press.
2. Hamzeh, Ahmad Nizar (2004). "Lebanon: The Politics of a Fragile State." In *The Middle East Journal*, Vol 58(3), pp 417-435.
3. El-Husseini, Rola (2010). "Hezbollah: A Global Threat?" In *Middle East Policy*, Vol 17(1), pp 56-68.
4. Ghosn, Fadia (2019). "Youth Disillusionment in Lebanon: An Overview." In *Journal of Middle Eastern Politics*, Vol 12(2), pp 23-45.
5. Zisser, Eyal (2020). "The Impact of Sanctions on Iran-Hezbollah Relations." In *Iranian Studies*, Vol 53(1), pp 67-82.

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل