تناظر غير مسبوق، محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 8173 - 2024 / 11 / 26 - 00:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تناظر غير مسبوق


على مر التاريخ، مارست أنظمة وقوى مختلفة السيطرة على أراض وشعوب مختلفة. ويشترك النظام النازي في ألمانيا والاحتلال الأميركي الأوروبي للعالم الثالث والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في أوجه تشابه مذهلة. ومن الممكن أن يساعد فهم هذه أوجه التشابه في إلقاء الضوء على الآثار الأوسع لديناميكيات القوة وحقوق الإنسان

1. التبرير الإيديولوجي

لقد استخدمت الكيانات الثلاثة أطراً إيديولوجية لتبرير أفعالها.

- النازيون: لقد روجوا لتفوق الآريين، واعتبروا الأجناس الأخرى أدنى. وقد غذت هذه الإيديولوجية سياساتهم التوسعية وفظائعهم.

- القوى الأميركية الأوروبية: كثيراً ما بررت القوى الاستعمارية احتلالاتها من خلال مفاهيم البعثات الحضارية أو القدر الواضح. فقد اعتقدوا أنهم يجلبون التقدم إلى المجتمعات "المتخلفة".

- الحكومة الإسرائيلية: لقد استُخدمت رواية المطالبة التاريخية بالأرض لتبرير الوجود العسكري وتوسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية.وهذا النوع من التفكير غير مسبوق في تاريخ البشرية.

2. تهجير السكان

التهجير هو موضوع مشترك بين هذه المهن الاستعمارية.

- ألمانيا النازية: تم نقل الملايين قسرا أو إبادتهم أثناء الهولوكوست. تم القضاء على مجتمعات بأكملها أو تهجيرها في جميع أنحاء أوروبا.

- المهن الاستعمارية: واجهت السكان الأصليون نزوحا جماعيا حيث استولت القوى الاستعمارية على الأراضي للزراعة أو التعدين أو الاستيطان وخاصة في الهند الشرقية وأمريكا الشمالية والجزائر وليبيا.

- الاحتلال الإسرائيلي: عانى الفلسطينيون من نزوح كبير منذ عام 1948 بسبب الأعمال العسكرية وسياسات الاستيطان التي لا تزال مستمرة حتى اليوم في هولوكوست مستمر هدفه محو الهوية وقطع حبل السرة مع الأرض.

3. استخدام القوة العسكرية

كانت القوة العسكرية أداة أساسية لفرض السيطرة في جميع الحالات الثلاث.

- النظام النازي: كان الفيرماخت (الجيش الألماني) فعالاً في التوسع الإقليمي وتنفيذ سياسات الإبادة الجماعية في جميع أنحاء أوروبا المحتلة.

- القوة الأمريكية الأوروبية: كانت التدخلات العسكرية شائعة أثناء الاستعمار، وغالبا ما أدت إلى قمع عنيف لحركات المقاومة.

القوات الإسرائيلية: تستخدم القوات الإسرائيلية القوة العسكرية كل أنواع العنف والقتل والتدمير والتشريد للحفاظ على السيطرة على المناطق الفلسطينية، مما يؤدي إلى استمرار الصراع والعنف.

4. انتهاكات حقوق الإنسان

تتفشى انتهاكات حقوق الإنسان في ظل احتلال الأنظمة الثلاثة.

- الفظائع النازية: الإبادة الجماعية المنهجية، ومعسكرات العمل القسري، والقمع الوحشي ميزت الحكم النازي للشعوب المحتلة.

- الاستغلال الاستعماري: غالبا ما استغل المستعمرون السكان المحليين من خلال العمل القسري، والمحو الثقافي، والعنف المنهجي ضد المعارضين.

- الوضع الحالي في فلسطين: تشير التقارير إلى انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين، بما في ذلك القتل غير القانوني، والاعتقالات التعسفية، والقيود المفروضة على الحركة.

5. حركات المقاومة

ردا على القمع، نشأت حركات المقاومة في جميع السياقات ضد القمع .

- القمع النازي: نظمت مجموعات مختلفة داخل البلدان المحتلة حركات سرية لمقاومة الحكم النازي - حتى أن البعض خاطر بحياتهم من أجل جهود التحرير.

- المقاومة الاستعمارية: اكتسبت الحركات المناهضة للاستعمار زخمًا كبيرًا طوال القرن العشرين مع كفاح الدول من أجل الاستقلال عن القوى الأوروبية.

- المقاومة الفلسطينية: نظم الفلسطينيون أشكالا عديدة من المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي - من الاحتجاجات السلمية إلى النضال المسلح - سعياً إلى تقرير المصير والعدالة مع العلم أن الاحتلال الإسرائيلي يسوق لتسمية المقاومة بالإرهاب..

الخلاصة

في حين أن كل سياق فريد من نوعه بفوارقه التاريخية، فإن أوجه التشابه بين التوسع النازي في ألمانيا، والاستعمار الأمريكي الأوروبي في العالم الثالث، والاحتلال الإسرائيلي يسلط الضوء على موضوعات متكررة من القمع المدفوع بالإيديولوجية. من خلال فحص هذه التوازيات بشكل نقدي، يمكننا تعزيز فهم أعمق لديناميكيات القوة التي لا تزال قائمة اليوم - ونأمل أن تلهم العمل نحو العدالة والمصالحة للسكان المتضررين في جميع أنحاء العالم.

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل