هل يمكن للمحكمة الجنائية الدولية أن تدين القادة الإسرائيليين ؟ محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 8172 - 2024 / 11 / 25 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل يمكن للمحكمة الجنائية الدولية أن تدين القادة الإسرائيليين ؟


تلعب المحكمة الجنائية الدولية دورا حاسما في معالجة جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. تأسست في عام 2002، وتهدف إلى محاسبة الأفراد على الجرائم الخطيرة التي تهز ضمير الإنسانية. وهذا يثير سؤالا مهما: هل يمكن للمحكمة الجنائية الدولية إدانة القادة الإسرائيليين على أفعالهم وممارساتهم بحق الاطفال والنساء والمدنيين؟

السياق التاريخي

الصراع الإسرائيلي الفلسطيني له تاريخ طويل ومعقد. على مدى العقود، واجه كلا الجانبين اتهامات بارتكاب فظائع. شاركت المحكمة الجنائية الدولية في فحص هذه الادعاءات، وخاصة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

في عام 2015، أصبحت فلسطين دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية. سمحت هذه العضوية للسلطات الفلسطينية بتقديم شكاوى ضد إسرائيل بشأن جرائم الحرب المزعومة أثناء الصراعات مثل عملية الجرف الصامد في عام 2014. فتح المدعي العام للمحكمة تحقيقا أوليا في هذه الادعاءات.

الإطار القانوني

تعمل المحكمة الجنائية الدولية بموجب نظام روما الأساسي، الذي يحدد اختصاصها وإجراءاتها. وتشمل النقاط الرئيسية ما يلي:

1. الاختصاص: يمكن للمحكمة الجنائية الدولية مقاضاة الأفراد عن الجرائم المرتكبة على أراضي الدول الأعضاء أو من قبل مواطني الدول الأعضاء.

2. التكامل: لا تتصرف المحكمة الجنائية الدولية إلا عندما تكون المحاكم الوطنية غير راغبة أو غير قادرة على مقاضاة الجناة.

3. الخطورة: يجب أن تكون القضايا ذات خطورة كافية لتبرير تدخل المحكمة الجنائية الدولية.

التحديات المقبلة

على الرغم من وجود الإطار القانوني، إلا أن العديد من التحديات تعقد الإدانة المحتملة:

1. التداعيات السياسية: إن إدانة القادة الإسرائيليين قد تؤدي إلى إجهاد العلاقات الدولية والتأثير على مفاوضات السلام.

2. قضايا الدولة: يزعم البعض أن وضع فلسطين كدولة مراقبة غير عضو يعقد قدرتها على رفع دعاوى ضد إسرائيل.

3. عدم الاعتراف بإسرائيل:إسرائيل ليست طرفًا في نظام روما ولا تعترف باختصاص المحكمة على أفعالها.

قضايا وتحقيقات بارزة

1.عملية الجرف الصامد (2014): أسفر الصراع
عن سقوط آلاف الضحايا الفلسطينيين وتدمير واسع النطاق في غزة. وتشمل الادعاءات الهجمات العشوائية على المدنيين.

2. توسيع المستوطنات: أثار البناء المستمر للمستوطنات في الأراضي المحتلة انتقادات دولية واتهامات بانتهاك القانون الدولي.

3. الصراعات الأخيرة (2021): أدى تصاعد العنف خلال أحداث مثل عملية حارس الجدران إلى دعوات متجددة للمساءلة من قبل منظمات حقوق الإنسان المختلفة.

عملية إجتياح غزة وجنوب لبنان عام ٢٠٢٤ :لقد أدت هذه العملية الهمجية إلى قتل مئات الآلاف من الأبرياء في كل من غزة وجنوب لبنان وتدمير المنازل وتشريد مئات الآلاف الأخرى بلا أدنى رادع الأمر الذي دفع قضاة المحكمة الجنائية الدولية لإصدار قرار باعتقال قادة إسرائيل

الخاتمة

لا تزال إمكانية إدانة القادة الإسرائيليين في المحكمة الجنائية الدولية غير مؤكدة بسبب التعقيدات السياسية والعقبات القانونية. وفي حين يوجد إطار للمساءلة، فإن الملاحقة القضائية الفعلية تتطلب التنقل عبر المناظر الدبلوماسية المعقدة.

مع تزايد الوعي العالمي بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، قد تتزايد الضغوط على الهيئات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية للتحرك بشكل حاسم ومع ذلك، لا يزال هذا الطريق محفوفا بالتحديات.


يسلط هذا الاستعراض الضوء على الجوانب الرئيسية المحيطة بالإدانة المحتملة من قبل المحكمة الجنائية الدولية مع التأكيد على المناقشات الجارية في إطار القانون الدولي والسياسة فيما يتعلق بالمساءلة عن جرائم الحرب المرتكبة أثناء الصراعات التي تشمل إسرائيل وفلسطين.

المراجع

1. International Criminal Court (ICC). "Rome Statute." [icc-cpi.int](https://www.icc-cpi.int)
2. Human Rights Watch (2020). "Israel/Palestine: Events of 2019." [hrw.org](https://www.hrw.org/world-report/2020/country-chapters/israel/palestine)
3. United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (OCHA). "Gaza Strip." [un.org](https://www.ochaopt.org)
4. B Tselem - The Israeli Information Center for Human Rights in the Occupied Territories (2021). "Israeli Settlements." [btselem.org](https://www.btselem.org)

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات