أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أثير حداد - جيلي الذي فشل !













المزيد.....

جيلي الذي فشل !


أثير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 8167 - 2024 / 11 / 20 - 16:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنتابني حالات، لا بل تتقمصني، ولربما تسكنني، من التسائل هل فشل جيلي ؟
بعد سنوات لا وبل عقود من الماساة التي تستوطننا اليوم، احاول ان اقارنها بماضي شبابي، لا وبل ماضي شبابنا، ابناء جيلي فاسمع ام كلثوم تشدو " دليلي إحتار" مستعمرة وعي الباطني والعلني، فتصرخ ثنايايا تسائلا: احتار؟! في ماذا ؟ وطن ام غربه ؟ اهل ام اصدقاء؟. فقد فقدنا الكثير والعديد من الاحبة والاصدقاء.
اليوم اجد غربتي في كل عكد وشوارع بغداد.
كان الغرباء عن بغداد، ولكنهم يسكنونها ويتصرفون بها وكانها سبية ، يستفسرون مني "من وين الاستاذ؟" هؤولاء القادمون الجدد لبغداد يتسيدونها بعد ان اصبحت عاهرة لكل من يمتلك السلطة والمال، فاصبحت بغداد "مستكعدة" تفتح ساقيها عندما ياتي قوادها مستصحبا معه "دفيع" لا يعرف الفرق بين الدولار واليورو. فليس ذلك مهم لتلك العاهرة مادام جيوبه "متروسة بهم" وفي الجيب الاخر اعداد من الهواتف النقالة المتعددة الاستعمال، لكنه يستخدمها للكشخة فقط.
وتعاود ام كلثوم ترديدها "دليلي حتار وحيرني ...ولما القاك قريب مني اقول البعد تاه عني" .اشجو مع وعي الباطني لاردد دليلي حتار وحيرني.
هل كنا واقعيين ام حالمين ؟ كنا نعتقد ان الحبر على الورق هو الواقع . لم نعي ان الجهل والوحشية والا ادمية لا تترد على السنما في شارع السعدون ولا مسرح بغداد ولا مسرح الرشيد ولا تعلم اين يقع شارع المتبي . هي لم تسمع بالنخلة والجيران . لكنها كانت تتسيد كل الازقة .
كنا جهلاء نعتقد ان العراق هو سنما شارع السعدون وبضع مسارح وكعدات المثقفين على كازينوهات ابي نؤاس. كان يسحرنا الهتاف المبهر "نموت نموت ويحيا الوطن" ، والتصفيق العالي .
كنا على خطأ لاننا اعتقدنا ان ثقافتنا هي الواقع العراقي، ولكن البلهاء او ما كنا نعتقدهم بلهاء، هؤولاء الذين ينثرون الاوراق النقديه على راقصة ممتلئة الساقين تحسن هز صدرها بغنج مبتذل، ينثرون تلك العملات التي في النهار يشتمونها، وفي الليل ينثرونها على الاجساد نصف العارية من دون حسره او تردد لانهم حصلوا عليها من دون تعب او عبر ابتزاز او رشوة او صفقة.
هؤولاء يسطحبون زوجاتهم او خليلاتهم، "فلا فرق فكلتاهم للفراش"، الى المطاعم او التجوال الاستعراضي في شوارع بغداد، فتعرض هي عبر زجاج السيارة زندها الممتلئ بالشحم والاساور ،صورة قبيحة جدا وكانها محل لبيع الذهب، وان سالتها من هو دوستويوفسكي ستجيب انه ريحة تحت الابط ، اما ان سالتها عن نجيب محفوظ ستجيب انه احد الاكلات المصريه انه نوع من الكشري المصري . و ينتشي هو "لسعة معلوماتها"بل ولربما لسعة شحمها. هو يجيد بتفوق معرفة اين يجد الفياكرا وتركيزها، والواقي الذكري، واذا ما سمع اسم المدينة التي قدم منها يصرخ والنعم منهم اجاويد، ويلطم بكفه ساق الجالسة بجنبه في السيارة.تشتعل اشارة التقاطع بلاحمر الا انه لا يتوقف، ويتظاهر ضابط المرور انه لم ينتبه لذلك. ترد له جاريته مداعباته لساقها فتحاول تقليد احد الافلام المصرية فتمد يدها لاحتضانه فتصطدم بمسدسه "ابو شاجور" الملتصق بخاصرته.

جيلي كان جيلا حالما غير واقعي، جيلا تسحره اللافتات والشعارات البراقة المكتنزة بشحم الثورية "و من زاخو لحد الكويت هاذي فد دار وفد بيت ". كنا نؤمن ان العراق مقسم الى مثقفين "نحن" وبلهاء او جهلة "هم" . وفي قمة ذلك جاء من يحكمنا بمفهوم "وطن تشيده الجماجم والدم، تتحطم الدنيا ولا يتحطم" فتكومت الجماجم ولم يتشيد الوطن، فافقنا من حلمنا على حكم البلهاء، الذي جينيا ينجب بلهاء اخرين ولكن من طينة مختلفة.
ماذا فعلوا بك ايها الوطن ؟ رغم كل اخطائنا الا اننا لم ندنس ايدينا بدمك.
كنا حالمين، فتقدم السراق والقوادين والنغولة و الشذوذ والكذابين والمتلونين والافاقين والعاهرات (فالعهر ليس بالجسد فقط) وقطاع الطرق والغشاشين، فضاجعوك جماعيا كسبية يا وطن .
فاي مجد بربري هذا !



#أثير_حداد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا اكبر من -بسطيه- اقتصاديه لبعض السياسين
- النفط : لم يبتهج بتمني كل عام وانت بخير.
- واردات النفط الخام اين ذهبت ؟
- اسعار النفط الى اين ؟؟؟؟
- السيف أصدق أنباء من الكتب...في حده الحدٌّ بين الجدّ واللعبِ
- الذكاء الصناعي كالروليت الروسي !
- هل العالم مقدم على ازمة اقتصادية حادة، ام سينحصر التاثير على ...
- سرير بروكست لل - المحتوى الهابط -
- ان وصل برميل النفط الى 100 -$- ساتشائم
- ليس بالنفط وحده تبنى الاوطان !.
- النفط والتبعية للمركز....التنمية المستحيلة 5 ...و أخيرا النف ...
- النفط والتبعية للمركز .....التنمية المستحيلة 4 .......الصين ...
- النفط والتبعية للمركز.....التنمية المستحيلة 3
- النفط والتبعية للمركز....التنمية المستحيلة 2
- النفط والتبعية للمركز....تنمية مستحيلة . 1 2
- الاقتراض الداخلي، ملجئ الدولة الفاشلة. ..........الاقتراض ال ...


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أثير حداد - جيلي الذي فشل !