أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - رؤية لإنقاذ العراق















المزيد.....

رؤية لإنقاذ العراق


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1779 - 2006 / 12 / 29 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الحالة المأساوية الخارقة للعقل والتصور التي وصل اليها العراق في جميع المجالات سواء من ناحية البنية التحية المهدّمة أو الخدمات المعدومة أو البطالة المتفشية أو الفساد الذي ينخر كل أجزاء الدولة العراقية والأهم من كل هذا وذاك الموت المجاني الذي يطال يومياً أبناء الشعب العراقي ولايفرق بين شيخهم وصغيرهم على أيدي التكفيريين والميليشيات الطائفية والعصابات المُنَظّمة وقوات الإحتلال أصبح لزاماً على الضمير الإنساني والمجتمع الدولي ممثلاً بمنظمة الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي ومنظمة الجامعة العربية بالإضافة الى الدول الكبرى التي تدّعي التمدن والحضارة والديموقراطية تدويل القضية العراقية والمبادرة الى إيجاد حل جذري وسريع لإنهاء هذه المأساة المروعة التي يعيشها العراق وشعبه والمتمثل بالدعوة لإعلان وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تحت وصاية المجتمع الدولي ومنظماته السياسية التي ذكرناها آنفاً تُعيد هيبة الدولة العراقية وكرامة المواطن العراقي يكون أعضائها شخصيات عراقية مَدَنية مُستقلة يُتوسّم فيها الكفاءة السياسية والعلمية والإدارية ويُتلمّس فيها الحس الوطني وليس الطائفي والعرقي تُعلن حالة الطواريء في البلاد لما لايقل عن الستة أشهر وحضر التجوال لما لايقل عن الثلاثة أيام بإستثناء الحالات الإنسانية الطارئة ويكون همّها الأول بل والوحيد هو إعادة اللُّحمة بين أبناء الشعب العراقي الواحد وإعادة الأمن والخدمات الى العراقيين وأن يُمنع منتسبوا هذه الحكومة من مسؤولين كبار و وزراء ومدراء عامّين من السفر هنا وهناك مهما كانت الأسباب والذرائع والحُجج لحين إستتباب الأمور وعودة الأمن والخدمات والإستقرار الى جميع ربوع العراق .
ويجب أن يتم إلغاء مُجمل العملية السياسية الحالية وإعادة صياغتها من ألفها الى يائِها عن طريق تجميد الدستور الحالي وتجميد عمل الأحزاب الحالية وتعليق البرلمان الحالي تمهيداً لإعادة صياغة دستور مدني راقي ورصين من قبل فقهاء قانونيون دوليون وعراقيون بما يتلائم ويتوافق مع المصلحة الوطنية فقط وفقط للعراق ثم إقرار قانون يُصاغ دولياً ومحلياً من قبل أناس ثقاة يُحدِّد آلية تشكيل وعمل الأحزاب وفق أسس وطنية سليمة ويَمنع تشكيلها على أساس ديني أو طائفي تمهيداً لإجراء إنتخابات برلمانية جديدة على أسس سليمة وليس مشوهة كما حدث في الأربع سنوات الأخيرة في فترة لاتقل عن السنتين من مدة تشكيل هذه الحكومة وبإشراف مباشر من قبل منظمات دولية كالأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والجامعة العربية وغيرها من المنظمات الدولية.. فبلد عظيم كالعراق لايوضع له دستور ( كيفما كان ) ولايجلُس تحت قُبّة برلمانه ( أي كان ) بل يجب أن يوضع له دستور من أروع مايكون وأن يجلس تحت قُبّة برلمانه أشخاص يستحقون فعلاً تمثيل شعبه العظيم .
ويجب أن يُعاد تشكيل أجهزة الدولة الأمنية من جيش وشُرطة وحرس حدود والخدمية من وزارات ومؤسسات ودوائر على أساس صحيح بأن يتم تطهيرها من العناصر ذات الولائات المُتشابِكة والمَجهولة التي تسللت إليها في الفترة الماضية والتي أخلّت ببنية وأداء هذه الأجهزة وشوَّهت صورتها أمام الناس والإبقاء على العناصر النزيهة والكفوءة وإعادة العناصر النظيفة ذات الخبرة والكفاءة التي كانت في هذه الأجهزة والدوائر في السابق ممن طالتها سياسة التطهير الطائفي والحزبي على أن لايكونوا ممن تلوثت أياديهم بدماء أبناء الشعب العراقي في تلك الفترة .
كما يجب أن يتم حل أي ميليشيا دخلت الى العراق من الخارج بعد سقوط النظام السابق أو تشكّلَت بعد سقوطِه في داخل العراق أياً كان ورائها ومهما كانت تسميتها.. فبإستثناء القوات متعددة الجنسيات التي يُفضّل أن تصبح أسم على مُسمّى وأن لاتبقى أمريكية وبريطانية فقط بأن تَنظَم إليها قوات عربية وآسيوية وبإستثناء قوات الجيش والشرطة المُنقّحة والمُعيّنة من قِبل حكومة الإنقاذ وبإستثناء الحالات الإنسانية الطارئة يُعتبر أي شخص يحمِل السلاح في الشارع خلال فترة الطواريء وحضر التجوال سالفة الذكر مهما كانت الدوافع والأسباب خارجاً عن القانون ومهدداً لأمن العراق والعراقيين وتتعامل معه أجهزة الدولة وفق الأسس التي تفرضها المقتضيات العسكرية والأمنية والقانونية .
ويجب غلق الحدود الخارجية للعراق تماماً ومنع أي حالة دخول أو تسلل من أي دولة مجاورة ومهما كانت الأسباب والدوافع لحين السيطرة عليها بشكل يسمح بإعادة فتحها ولكن أيضاً وفق آليات وضوابط جديدة وصارمة أهمها على سبيل المثال بناء سور كونكريتي عازل بمداخل محدودة مزودة بتقنيات متطورة على طول الحدود العراقية مع بعض دول الجوار حفاظاً على الأمن الوطني والقومي للدولة العراقية والذي أصبح اليوم نهباً لمن هب ودب .
ويجب منع كافة المسؤولين العراقيين الذين تبوؤا مناصب سياسية وإدارية منذ أيام مجلس الحكم من السَفَر الى خارج العراق ومسائلتهم قانونياً من قِبل مُنظمات وجهات دولية مُستقلة عما جرى من مآسي وكوارث للبلاد خلال فترة حُكمهم وتوَلّيهم للمسؤولية وللتحقيق في أصول ومصادر وحسابات أموالهم من دون إستثناء أي واحد منهم وبغض النظر عن مركزه السياسي أو الديني .
فمن خلال الكثير من الوقائع والأرقام والأخبار التي ترد من العراق يبدوا بأن الوضع في هذا البلد العظيم الرائع الجميل سيصل قريباً الى نقطة اللاعودة وحينها لن تنفع الخطابات الجوفاء والتصريحات الفارغة التي يُطلِقها ( الكثير ) من الساسة الأمريكان والعراقيين ولا النوايا الحسنة التي لايزال يمتلكها البعض ( القليل ) من الساسة العراقيين التي تتحدث عن التجربة الديموقراطية في العراق وعن التقدم الذي يحصل في العراق على كافة الأصعدة والمجالات !!.. فالعراق وشعبه يسيران نحو الهاوية والضياع والدمار وكل مايُقال ويُروَّج له في إعلام السلطة وأحزابها من أن الأمور في العراق بخير وتسير على مايرام وأن الوضع الأمني في تحسُّن مستمر هو كلام غير صحيح وغير مسؤول ومن يُصرّح به ويروجه بين الناس يتحمل المسؤولية التأريخية عن كل قطرة دم تسيل من أبناء العراق .
وهذه الرؤية البسيطة المتواضعة أراها وأجدها الآن الوحيدة وربما الأخيرة التي يُمكن بها إنقاذ وطني الحبيب العظيم العراق والخيِِّرِين من أبنائه الغيارى مما يجري لهم اليوم من تشويه وتخريب وتدمير وإندثار وتشرذُم وضياع وإنقراض وإبادة جماعية .
وحفظ الله العراق أرضاً وشعباً........تأريخاً وحاضراً ومُستقبلاً.......



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمرات المصالحة الوطنية ليست هي الحل
- الجهل كان اقوى
- الجهل كان أقوى
- وليد حسن جعاز.. نجم هوى في سماء العراق
- مهزلة التصويت في مجلس النواب العراقي
- وباء الميليشيات.. سمة العهود الجمهورية العراقية
- على ذكر النضال والمناضلين
- إما الدستور العراقي أو الفن العراقي فأيهما نختار
- إشكالية مفهوم التقدمية في خطاب اليسار العراقي
- الإسلام السياسي والديموقراطية.. نقيضان لايلتقيان
- عراق ما قبل إنقلاب 14 تموز وما بعده
- حرب البسوس تعيد نفسها في العراق
- وداعاً عوني كرومي.. يا شمعة إنطفأت قبل أوانها
- والله يا زمن .. زرعنا الشوك
- كنا نتمنى أن.. ولكن ضاعت الأمنيات
- الملف النووي الإيراني والعصفور العراقي
- صوج الجكمجة
- إنقذوا العراق بحكومة إنقاذ وطني
- المحاصصة وتهميش الآخرين في صفقات توزيع مناصب العراق الجديد
- أمريكا.. من تحرير العراق الى إحتلاله


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - رؤية لإنقاذ العراق