التوافق على سحق غزة

خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)

الحوار المتمدن-العدد: 8127 - 2024 / 10 / 11 - 20:13
المحور: القضية الفلسطينية
    

هذا عنوان كتاب صدر في شهر أيلول , سبتمبر الماضي في فرنسا ،يكشف كاتبه عما جرى في قطاع غزة و يرجعه إلى انهيار أخلاقي و سياسي أصاب المجتمعات الغربية فكان في أصل التوافق على سحق قطاع غزة . Didier Fassin : Une étrange défaite
لا حرج في القول أن الدولة الصهيونية مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا و من دول الإتحاد الأوروبي عموما و الدول الرئيسية فيه على و جه الخصوص جعلت من البلدان العربية في شرقي البحر المتوسط منطقة تسودها شريعة الغاب ، متناسية أنها ندمت على ما صدر منها في الماضي نتيجة اتباعها سلوكا دمويا ، فأعملت آلات القتل المتطورة و زرعت المصائد و نشرت المتعاونين و بثت الشائعات و نصبت الأخيلة المروعة ، تحت ذريعة التخلص من " الحيوانات البشرية "
أغلب الظن أنهم اعتبروا و جود الأصليين في البلدان العربية المذكورة ليس شرعيا ، أو بتعبير أدق طنوا أنه مصادفة ، احتلال لفراغ سببه غياب . كان لابد إذن لهؤلاء الأصليين من المقاومة إبطالا لادعاءات الأحقية و الأسبقية في امتلاك "فراغ " متخيل أو غياب مزعوم .
أين الخطأ ، أين الجريمة التي لم نعلم بوقوعها و لا نعرف كيف و متى ضد "الغياب" الذين كانوا يعيشون بيننا في شمال إفريقيا ، و برقة و مصر و سوريا و العراق و اليمن و الحجاز ، و لم نكن ندري انهم " غياب " أو مختلفون عنا ، أو أنهم كانوا ممنوعين من الذهاب إلى فلسطين ، قبل وعد الوزير البريطاني بلفور و قبل دخول جيش االجنرال البريطاني ألنبي إليها على رأس جيش من الهنود و من اليهود الأو ،روبيين ..
إذن ارسلوا جحافلهم و قاذفاتهم و بوارجهم من أجل قتلنا أو إخراجنا و تدمير ديارنا و الحلول مكاننا ، إجهاضا لمقاومتنا ، و حجتهم أنهم خائفون من أن تتكرر " إبادة " الناجين من المذابح و حملات التطهير في أوروبا ضج اليهود الأوروبيين ، التي توالت في القرن التاسع عشر و النصف الأول من القرن العشرين .
تمكن المقاومون من القبض على أسرى . و لكنهم لم يتفكروا جيدا في المتغيرات والمتبدلات التي نتجت عن تشكل الحلف الغربي تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية و توكله بإعادة رسم " خريطة الشرق الأوسط " ، حيث كان بديهيا أن القيادة الصهيونية عضو مؤسس فيه ، و ان خطة عمليات هذا الحلف تعتمد على مبدئين رئيسيا هما " نظرية الضاحية" و " نظرية هانيبال " ، أي تدمير المكان الذي يخرج منه المقاوم و تدمير الجماعة التي ينتمي إليها ، تدميرا كاملا ، و سيلة لخلق الفراغ و من ثم إعادة ملئه و استيطانه من قبل جنود هذا الحلف و متعاونين معه ، طالما يقي هؤلاء يعملون في خدمة الحلف . تتجدد إقامة المستوطن الجيد ، و يطرد الذي لا حاجة له ، بحسب " القانون "

.

#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل