أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي محمود - قوة الدولة واللا دولة














المزيد.....

قوة الدولة واللا دولة


حسين علي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8124 - 2024 / 10 / 8 - 00:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قوة اي دولة في العالم عندما يكون نظامها مرجعيته القانون اي ان القانون هو من يضع اسس الدولة ويثبت انظمتها عندها سيكون نظام متين وقراراته مدروسة تصب بمصلحة الامن القومي.
لكن عندما يكون نظام الدولة متقدم على القانون بكل المهام وتكون القوانين حسب اهواء وازدواجية النظام اي تشرع القرارات وتوضع المعايير حسب ما يخدم منظومة الحكم بعيدا عن اسس القانون، فتكون مؤسسات الدولة متهالكة، متهاوية، حينئذ يكون نظام الدولة مبني على مفاهيم ركيكة ونزوات خاصة تعتمدها المكاسب الحزبية.
اما اذا كان القانون اسير نظام الدولة خلف الكواليس فتنظم القوانين وتصدر التشريعات مبنية على مفاهيم النظام بما يخدم المنظومة الخاصة والمكاسب السياسية، فبالتالي سيكون نظام مسير حسب المصالح الاقليمة والتخادمات الشخصية السياسية.

يقول جورج واشنطن :
"نريد أن نبني دولة قانون لا دولة أشخاص"
لذا برأيي ينبغي ان تكون الشرعية الدستورية، وسيادة القانون، أساس نظام الدولة، ولا يجب تغيير منظومة الدولة حسب المزاجيات الحزبية السياسية التي تعتبر مخالفة لأحكام الدستور واسس القانون الذي يجب ان يكون نافذ على الجميع وبلا محابات سياسية، لأن توحيد الشعوب داعم مهم لهيكلية الدولة.
كما يقول ايضا المفكر السياسي وعالم الاقتصاد الامريكي فرانسيس فوكوياما :
"إن أجندة بناء الدولة الشاملة، والتي لا يهمها أجندة تقليص دورها، لم تُقدم تقليصا دقيقا من الاهتمام والتفكير، أدت إلى فشل الإصلاحات الاقتصادية الليبرالية في تحقيق الوعود التي قطعتها على نفسها في العديد من دول العالم، أدى غياب المنظمات الملائمه إلى ترك تلك الدول في وضع أسوأ مما كان يمكن أن يكون عليه في الواقع بغياب تلك الإصلاحات"
بما معناه ..
أن تعمل هذه الدولة على توفير وضمان الحقوق الأساسية لأفرادها (التعليم، الصحة، السكن، فرص العمل ..)، وحفظ الأمن والاستقرار، لكن هذا المحور الإيجابي للمواطن قد لا يتجسد دائما على أرض الواقع، بل يمكن أن يصطدم فيه الأفراد بممارسات مخالفة لما متوقع ومطلوب من نظام الحكم بسبب عدم وجود مؤسسات قوية، عندها سيكون الشعب ضحية للعنف المنظم والظلم الاجتماعي والاقتصادي، والاستبداد الممارس من الدولة نفسها.
السياسات الاقتصادية الليبرالية التي تم تطبيقها في العديد من دول العالم لم تنجح في تحقيق وعودها بسبب عدم وجود مؤسسات قوية وملائمة لدعم هذه الإصلاحات.
فالنقطة الأساسية هنا هي أن التركيز على بناء دولة شاملة ذات دور كبير في الاقتصاد، دون الاهتمام بتقليص دورها أو تحقيق إصلاحات دقيقة في هذا الدور، أدى إلى فشل تلك الإصلاحات الليبرالية، التي عادة ما تهدف إلى تقليص دور الدولة في الاقتصاد وزيادة دور السوق، لم تف بوعودها في تحقيق التنمية الاقتصادية المرجوة، لأن الدول التي تبنت هذه السياسات لم تكن لديها المؤسسات القوية والفعالة اللازمة لدعم هذه التغييرات.
بالتالي، غياب هذه المؤسسات أدى إلى ترك الدول في حالة أسوأ مما كانت عليه قبل تطبيق الإصلاحات، أي أن ضعف البنية المؤسسية جعل الإصلاحات الاقتصادية غير فعالة بل وسببت تدهورا في الأوضاع الاقتصادية بدلا من تحسينها.

في احد المحاظرات، ‏سئل الفيلسوف جان جاك روسو ما هو الوطن؟ .. فأجاب :
"‏الوطن هو المكان الذي لا يبلغ فيه مواطن من الثراء ما يجعله قادراً على شراء مواطن آخر ، ولا يبلغ فيه مواطن من الفقر ما يجعله مضطراً أن يبيع نفسه أو كرامته
الوطن هو رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء
الدفء والإحساس بالكرامة..
ليس الوطن أرضاً فقط ، ولكنه الأرض والحق معاً
فإن كانت الأرض معهم فليكن الحق معك
الوطن هو حيث يكون المرء في خير."

الخلاصة : السياسة ليس لها ثوابت، وليس لها مبادئ نهائيا أو عقائد دينية واخلاقية، السياسة مصالح، لعبة ذكاء واحتيال بغطاء قانوني وهمي أحيانا، أو عباءة رجل الدين !؟



#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل وإيران بين الحرب الشاملة وضربات الردع الستراتيجية
- ثقافة الإلغاء نتاج منظومة القطيع
- المواطن المستقر
- العيد الوطني العراقي
- ماذا بعد اغتيال نصر الله
- التسرب المدرسي وإفرازاته الخطيرة في المجتمع
- البيجر واحداثه الغامضة
- على ابواب العام الدراسي الجديد
- حقوق الإنسان زرق ورق في مفاهيم الكيان الصهيوني
- حياة الماعز Goat life
- العمل الانساني وتحدي الصعوبات
- من يريد ان يخدم المجتمع من اي موقع يستطيع
- اغتيال هنية لغز من ألغاز السياسة البراغماتية
- فرنسا من بلد الكاثوليكة إلى بلد الشذوذ الجنسي !!
- اختفاء الباكستانيين وما هي التبعات في قادم الأيام؟؟
- شروط الامان والسلامة في المؤسسات العامة وقاعات المناسبات
- الراية البنفسجية وارتفاع درجات الحرارة
- انهيار المجتمعات في نظرية جارد دياموند
- الاستعمار الداخلي وتأثيره البعيد الأجل
- القائد والمدير


المزيد.....




- بعد توقف دام 3 عقود.. ترامب: أمريكا ستبدأ -فورا- في اختبار ا ...
- أوكرانيا: هل تستمرّ الحرب لعامٍ إضافي كما تدعي روسيا؟
- ترجيحات بتقدم تيار الوسط في الانتخابات الهولندية
- إعصار ميليسا يضرب الكاريبي بعنف، والولايات المتحدة تتدخل على ...
- مجزرة الفاشر تتسبب بنزوح جماعي واستنكار دولي واسع: 36 ألف شخ ...
- عملية ضد عصابات المخدرات تتحول إلى مجزرة في ريو دي جانيرو: 1 ...
- إيغاد تحذر: السودان على شفا التفكك
- ترامب يعطي الضوء الأخضر لسيول لبناء غواصة نووية
- -الدعم السريع أطلقوا النار على أولادي أمام عينيّ-، بي بي سي ...
- كأس ألمانيا.. شتوتغارت يعبر بثبات وليفركوزن يتأهل بشق الأنفس ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي محمود - قوة الدولة واللا دولة