أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - فشل الاغتيال السياسي في صنع الانتصار..إسرائيل نموذج














المزيد.....

فشل الاغتيال السياسي في صنع الانتصار..إسرائيل نموذج


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 8121 - 2024 / 10 / 5 - 04:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالنسبة للاغتيالات السياسية التي تقوم بها إسرائيل، ووضعتها على رأس أولوياتها

أحب افكر حضراتكم بأشياء:

أولا: الحرب العالمية الأولى قامت باغتيال سياسي لولي عهد النمسا، وهي حرب مدمرة راح ضحيتها عشرات الملايين، ولم تؤد لانتصار حاسم وواضح لطرف ضد آخر، بل أضعفت كلا الطرفين روسيا من الحلفاء، وتركيا والنمسا من المركز، كذلك أضعفت بريطانيا وفرنسا بإعلانات متتالية لاستقلال مستعمراتهم من ضمنها مصر بثورة 1919 والاستقلال 1922

ثانيا: الرئيس الأمريكي دون كيندي تم اغتياله سنة 1963 في عز الحرب الباردة المشتعلة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، ولم يؤد ذلك لتضرر أمريكا بشئ، بل جرى استبداله برئيس آخر..

ثالثا: في التاريخ ظهرت فرق دينية متطرفة تخصصت في الاغتيال السياسي، مثل الخوارج والحشاشين في الإسلام، والزيلون والسيكاري في اليهودية..وبرغم ذلك لم تنجح هذه الفرق في تشكيل دولة قوية، أو إقامة مشروع فكري أو نهضة من أي نوع.

رابعا: حوادث اغتيال سياسي كثيرة لم تدفع الدول والمجموعات لتغيير سياساتها أو إضعافها، فاغتيال غاندي لم يقض على مشروع السلام الهندي الباكستاني، واغتيال السادات لم يقض على مشروع السلام المصري الإسرائيلي، واغتيال مارتن لوثر كينج لم يقض على مشروع التحرر من عنصرية البيض، فدائما يؤدي الاغتيال السياسي بهذا الشكل لتعصب وتمسك أكثر بثوابت الضحية، والدخول في تحد أخلاقي كبير لإنجاح مهمته..

خامسا: حديثا في الشرق الأوسط اغتيل العشرات من قادة مقاومات لبنان وفلسطين، ومع ذلك لا تزال هذه المقاومات قوية وراسخة على الأرض، ومترابطة بشكل جيد، وتحارب العدو الصهيوني بأِشكال مختلفة، وتتلقى الدعم أيضا بأشكال مختلفة..

سادسا: في مصر اغتيل الآلاف من قادة وجنود الشرطة والجيش المصري، في سلسلة أعمال إرهابية ممتدة منذ السبعينات حتى اليوم، ورغم ذلك لم يؤثر ذلك على قوة وترابط ودعم الأجهزة الأمنية، بل اكتسبت خبرة عميقة للتعامل مع مثل هذه الحوادث، وشكلت نقطة في فهم سيكولوجيا الإرهاب والتعامل معه وفقا لطبيعته..

فلسفيا الاغتيال السياسي يثير أسئلة عن الأخلاق والقيم التي تدفع مرتكبيها لهذا الفعل، فالحروب مهما كانت عنيفة توجد منها بقعة ضوء أو نافذة للحوار السياسي والسلام، وهذا الاغتيال ينشر الحقد الموروث بين الأجيال، فيقضي على السلام، وتنشأ الأجيال بروح انتقامية ثورية، وهذا متحقق في فلسطين، فأحد أسباب شدة العنف فيها ودوام الحرب هو الاغتيالات السياسي التي تحدث منذ إنشاء دولة إسرائيل وإلى اليوم..

الاغتيال السياسي لا يصنع نصرا أو سلاما، بل ينشر الخوف وانعدام الثقة، كمقدمة لأعمال انتقامية ثورية، والخوف ليس قرينة فقط للضعفاء، بل أيضا للأقوياء، فأحد دواعي البطش عند الأقوياء هو شعورهم بالخوف أساسا..

كذلك فالقوة عند المقاومة ليست صنيعة فرد، بل صنيعة شبكة معقدة ومتنوعة من العواطف والأمنيات والعقائد والنظريات والقناعات، هي التي تنتج القوة العسكرية والبشرية والمادية، فاغتيال فرد سواء عنصر أو زعيم، لا يؤثر في طبيعة عمل هذه الشبكة، التي تحتاج لردود فكرية ومشاريع أخلاقية وسلام وتسامح لهضمها

سياسة إسرائيل العامة منذ إنشاءها بالاغتيال السياسي لم تجلب لها القوة، بل الذي جلب لها القوة عاملين اثنين فقط (الدعم الأمريكي والغربي) و (الحروب الأهلية الدينية والقومية بين العرب والمسلمين) عدا ذلك فإسرائيل دولة بائسة للغاية، ولديها مكامن ضعف اجتماعية كبيرة خاصة بطيعتها الاستيطانية والشرح في ذلك يطول..

الحروب بشكل عام لا يصنع نصرها إلا التخطيط الجيد، والأهلية العسكرية، والتكيف مع الظروف، والذكاء بعدم صنع أعداء كثر، أو الاستهانة بالخصوم، فضلا عن تماسك المجتمع، وامتلاك المشروع الأخلاقي والقيمي للبقاء، وإسرائيل فاقدة لمعظم هذه الشروط، فهي تصنع أعداء جدد من لا شئ، وتستهين بخصومها بوضوح، وفاقدة للمشروع الأخلاقي الذي يمكنهم من عدم تجاوز القوانين والأعراف البشرية كقتل الأطفال والنساء مثلا أو القيام بأعمال إبادة جماعية..

باختصار: سياسة الاغتيال السياسي الصهيونية، ليست معيبة فقط أخلاقيا وإنسانيا، إنها معيبة سياسيا وعسكريا، وهي أحد أوجه الضعف الكبرى لهذا الكيان، والتي ستؤدي في النهاية لزواله، إما بالقضاء على الاحتلال واستقلال الشعب الفلسطيني، أو بتدمير الدولة الإسرائيلية نفسها بمذابح بشعة ورهيبة، وشخصيا لا أتمنى النموذج الثاني، فلست من أنصار المذابح ضد المدنيين، يكفي زوال الاحتلال كنتيجة لهذا العبث الصهيوني لإقامة سلام حُرمنا منه على مدار 76 عاما هي عمر الكيان



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة الجنسية بين المساكنة والزواج الشرعي
- خمسة شروط لمُجددين العصر
- صحوة وادي الحيتان...قصة قصيرة
- من بين الخسارة واليأس..يُولَد الأمل..قصة قصيرة
- عمر وياسمين..قصة قصيرة
- لماذا ينتشر التطرف عبر الإنترنت؟
- كيف تقرأ شخصية الكاتب من مقاله؟
- لماذا يخاف التكفيريون والمتشددون من مركز تكوين؟
- حول تأثير ووزل في علم الحديث
- الإخوان جماعة تتآكل ذاتيا
- مظاهرات الجامعات ضد إسرائيل..ومستقبل أمريكا
- جرائم إسرائيل بين الوصف والمعنى
- الحيلة المكشوفة ونذالة الشيخ..قصة قصيرة
- الخروج من النار..قصة قصيرة
- ويسألونك عن الصهيوني العربي
- خطر التيار الكيمتي على الأمن القومي المصري
- خطأ أوسلو..ورهان المقاومة..ومصالح أبو مازن
- مفهوم النصر والهزيمة في غزة..من المنتصر ومن المهزوم؟
- الاستشراق كضرورة معرفية للتنوير
- حول مشروع نتنياهو بالتغيير الثقافي في غزة


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يرصد دفعة صواريخ إيرانية جديدة.. وموسوى يدع ...
- -لا تحاولون العودة-.. الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عاجلا إلى ...
- هل ينجر ترامب لحرب إسرائيل ضد إيران؟
- مصدر أمني إيراني: طهران على تواصل مع موسكو وتعول على دور روس ...
- الخارجية الروسية: حياة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ف ...
- الرئيس الإسرائيلي يزور معهد -وايزمان- المتضرر جراء القصف الإ ...
- -سي إن إن- ترجح ميل ترامب لاستخدام القوات الأمريكية لضرب الم ...
- باكستان تجلي عائلات الدبلوماسيين من إيران والبعثات لا تزال م ...
- الجيش الإيراني يعلن تدمير 28 هدفا إسرائيليا معاديا خلال الـ ...
- مباحثات مصرية أمريكية إيرانية لوقف التصعيد بين طهران وتل أبي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - فشل الاغتيال السياسي في صنع الانتصار..إسرائيل نموذج