أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - خمسة شروط لمُجددين العصر














المزيد.....

خمسة شروط لمُجددين العصر


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 8093 - 2024 / 9 / 7 - 14:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سؤال: هل يمكن لأي شخص تجديد الخطاب الديني، أو مكافحة التطرف لمجرد رغبته أو أنه يريد ذلك؟

الجواب: لمكافحة التطرف ، ولتجديد الخطاب شروط:

أولا:الباحث يجب أن يُلمّ بالمذاهب الإسلامية المختلفة، وبالأديان، وطرق تفسيرها، وتاريخها، وبسياسات الدول الكبرى والمجاورة، وتاريخها، هذا سيُمكّن الباحث للتعرف على نقاط قوى وضعف كل مذهب ودين، وسيمكنه أيضا من الوقوف على عناصر التشدد والتساهل...

التطرف الديني ظاهرة معقدة للغاية، وهي تجمع بين عوامل السياسة والعقيدة والتاريخ واللغة والجغرافيا..إلخ

التطرف في جزء كبير منه يقوم على مظالم سياسية واجتماعية واقتصادية، تنظر للدين بمنظور ضيق، وتخلط بين هذه الأمور الدنيوية والعقيدة، لذلك فالمجدد يجب أن يكون باحثا سياسيا أيضا، فمعظم جماعات التاريخ المتطرفة قامت على أساس الشعور بالحرمان السياسي والاقتصادي والاجتماعي، هنا ضرورة الإلمام بالسياسة تمكن الباحث من فهم المتطرف والرد عليه وعلى أدلته ومصادره..

ثانيا: الباحث يجب أن يتمتع بالتسامح الديني، وبالسلام الروحي، وبالمحبة للناس جميعا، أي كراهية دينية أو سياسية أو أيدلوجية تحجب إنصافه، وتجعله يتناول مذاهب وأديان الآخر بانحيازات مسبقة، وبالتالي لن يستطيع تجديد وتطوير الخطاب الديني، سيكرر فقط ما قيل قبله، وسينتقي ما يناسب مصلحته، لكنه لن يكافح التطرف بشكل حقيقي، بل سيجعله أداة ووسيلة للتشفي من خصومه..

ثالثا: يكون لديه الحد الأدنى من العلم الديني، أي يجب العلم بمواضع افتراق واختلاف المذاهب الإسلامية، وتنويعاتها، يجب أيضا العلم بالحد الأدنى من علوم العقيدة والتفسير ودراسة مناهج الأئمة للوقوف على مرجعية التطرف وعلاجها..

جزء كبير من أسباب التطرف ينطلق من (ثقافة التحريم) فمن خلاله يشعر المتطرف بالاغتراب عن المجتمع، لتحريمه جزء كبير من مظاهر الحياة الطبيعية، ولأن هذا الاغتراب يوجه سلوك المتطرف لشكل أكثر عدوانية تجاه مرتكبي أو فاعلي هذا الحرام الذي يظنه المتطرف..لذلك فالعلم الديني مهم للرد على التحريم الشائع والمسبب للتطرف في سياق إثبات سهولة وبساطة الدين..

رابعا: لا يلزم للباحث شهادة دراسية متخصصة في الشريعة ، لأن التجديد والتطوير عملية (ثقافية) والثقافة أوسع من الدين..فهي مجال يبحث في علوم الفلسفة والطبيعة والعلم والتاريخ والفلك والفيزياء والتجريب..إلخ، ولأنه في حال تخصصه سيكون ملزما ومقيدا بمذهبه الأصلي المنتمي إليه، وسينظر للمخالف من منظور مذهبه الضيق..

التجديد الديني والتطوير يلزمه منظور واسع للغاية، يمتلك الباحث فيه عقلا سائحا، وخيالا واسعا، ولا يعرف حدود وحواجز يعرفها رجل الدين العادي..

خامسا: يمكن لرجل الدين أن ينجز في تطوير الخطاب الديني، ويمكن لأصحاب الشهادات الدينية أن يبدعوا في مكافحة التطرف، لكن شريطة أن يحدث ذلك وفق (منهج إنساني) يتناولون فيه الكون والعالم والأشياء بالعقل المجرد، وباحترام العلم ونتائجه وتطبيقاته المختلفة، ويحترمون فيه الآخر، ويحفظون حق الخلاف دون مصادرة وإقصاء..

قديما كان الإمام محمد عبده امتلك كثيرا من هذه الأشياء، فبرغم أنه كان رجلا للدين ومفتيا للديار المصرية، لكنه أنجز كثيرا في مسألة تجديد الدين، وجزء كبير من حركة التنوير المعاصرة قامت على أفكاره ومجهوداته..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة وادي الحيتان...قصة قصيرة
- من بين الخسارة واليأس..يُولَد الأمل..قصة قصيرة
- عمر وياسمين..قصة قصيرة
- لماذا ينتشر التطرف عبر الإنترنت؟
- كيف تقرأ شخصية الكاتب من مقاله؟
- لماذا يخاف التكفيريون والمتشددون من مركز تكوين؟
- حول تأثير ووزل في علم الحديث
- الإخوان جماعة تتآكل ذاتيا
- مظاهرات الجامعات ضد إسرائيل..ومستقبل أمريكا
- جرائم إسرائيل بين الوصف والمعنى
- الحيلة المكشوفة ونذالة الشيخ..قصة قصيرة
- الخروج من النار..قصة قصيرة
- ويسألونك عن الصهيوني العربي
- خطر التيار الكيمتي على الأمن القومي المصري
- خطأ أوسلو..ورهان المقاومة..ومصالح أبو مازن
- مفهوم النصر والهزيمة في غزة..من المنتصر ومن المهزوم؟
- الاستشراق كضرورة معرفية للتنوير
- حول مشروع نتنياهو بالتغيير الثقافي في غزة
- خطاب حسن نصر الله والدور المتوقع لحزب الله في حرب غزة
- قراءة في الانتخابات الرئاسية المصرية


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية: فليستمر ترامب بالوهم!
- كنائس الموصل التاريخية تُفتح من جديد بعد ترميمها من دمار تنظ ...
- بسجن إسرائيلي.. إطلاق رصاص مطاطي على أسير فلسطيني طالب بمعال ...
- كيف استغل الإخوان مظلة الحريات لـ-التسلل الناعم- في أوروبا؟ ...
- خطيب الأقصى يدعو الفلسطينيين للرباط والدفاع عن المسجد
- قائد الثورة الاسلامية مخاطبا ترامب: استمر في أحلامك!
- من المشرق إلى المغرب.. حكايات الآثار الإسلامية
- 493 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- كيف سيتعامل الحزب المسيحي الديمقراطي مع حزب البديل؟
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من شرطة الاحتل ...


المزيد.....

- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - خمسة شروط لمُجددين العصر