شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 8116 - 2024 / 9 / 30 - 22:16
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
جريدة " الثورة " عدد 873 ، 30 سبتمبر 2024
https://revcom.us
في هذا الأسبوع الماضي ، صعّدت إسرائيل من هجماتها الإجراميّة و المتعطّشة للدماء ضد البلد الصغير المفقّر ، لبنان ، و خاصة ضد حزب الله ، منظّمة أصوليّة إسلاميّة مدعومة من إيران (1) . نفّذت إسرائيل أكثر من 2000 غارة جوّية (2) قاتلة ما لا يقلّ عن 1000 إنسان ، و جارحة عدد أكبر من ذلك ، و مخلّفة تهجير نصف مليون شخص ، بشكل طاغي من المدنيّين .
في يوم الإثنين ( 23 سبتمبر ) وحده ، إرتكبت إسرائيل مجزرة في حقّ 558 إنسان (3) و جرحت أكثر من 1600 . و أثناء الأسبوع ، المصانع و المغازات و المنازل و العمارات السكنيّة سوّيت بالتراب و إلتوت المعادن و تهشّم الزجاج . و غرقت المستشفيات بالقتلى و الجرحى . و قد فقد رجل أربعة من أبناء و بنات الأخت و الأخ لمّا سقطت قنبلة على منزلهم. و إبنته الكبرى عمرها 16 سنة فقدت عيناها كلاهما في الضربة .
و يوم الجُمعة ( 27 سبتمبر ) ، أسقطت إسرائيل أكثر من 80 قنبلة ، على الأرجح منها قنابل تزن طنّا ، " محطّمة مخابئ " زوّدتها بها الولايات المتّحدة و ذلك لإغتيال قائد حزب الله حسن نصر الله ( قاتلة آخرين في السياق ) . و صرّح وزير صحّة لبنان أنّ الضربات الإسرائيليّة قد دمّرت تماما أربعة إلى ستّة عمارات سكنيّة يسكنها أناس : " و كلّ من كان في تلك المباني موجود تحت الأنقاض " . و قد خلّفت الإنفجارات آثارا تدميريّة على طول ثلاثة أميال و زلزلت المنازل و النوافذ إلى 18 ميلا شمال بيروت .
دفاع عن النفس ؟ ليس لإسرائيل الحقّ في الدفاع عن النفس :
لقد برّرت إسرائيل بصفة متكرّرة مذابحها في غزّة بأنّها " دفاع عن النفس " و الآن تفعل الشيء نفسه مع هجماتها على لبنان ، متحدّثا عن الهجمات الصاروخيّة المنخفضة المستوى نسبيّا لحزب الله على إسرائيل بداية من 8 أكتوبر 2023 . و يمحو هذا " بشكل ملائم " ال75 سنة الماضية من التاريخ . إسرائيل دولة لاشرعيّة . تأسّست إسرائيل بدعم من القوى الإمبرياليّة في حرب سنة 1948 التي خلالها وقع تدمير و ذبح سكّان قرى بأكملها و وقع إغتصاب النساء و تمّ تهجير أكثر من 700 ألف فلسطيني و فلسطينيّة من موطنهم . و إنتهى مائة ألف من الفلسطينيّين إلى العيش في مخيّمات لاجئين فى لبنان . و طوال العقود ، شنّت إسرائيل حروبا في منتهى الوحشيّة ضد لبنان في خمس مناسبات منفصلة ، و دائما لتعزيز تأثيرها و سحق أيّ قوّة ترتئيها كتهديد ممكن لها . في مثل هذا الإطار ، لا وجود لشيء إسمه " دفاع شرعي عن النفس ".
و إضافة إلى تلك الأكذوبة التاريخيّة الكبرى عن سبب الحرب ، ببساطة تكذب إسرائيل تماكما بشأن كيف تُدير الحرب . و يوم الإثنين 23 سبتمبر ، زعمت إسرائيل أنّ÷ا ألقت أكثر من 1400 قنبلة إستهدفت حوالي 1300 هدف عسكري لحزب الله . لكن وزير الصحّة اللبناني أفلاد بأنّ القنابل أصابت المستشفيات و المراكز الطبّية و سيّارات الإسعاف و العمارات السكنيّة و سيّأرت المطافى و الناس الفارين من أماكن القصف . " الغالبيّة الطاغية ، إن لم يكن كلّ " الذين جرى قتلهم و جرحهم من المدنيّين . كان منهم ما لا يقلّ عن 24 طفلا .
هل الولايات المتّحدة متورّطة في ذلك ؟ المسألة ليست إذا ما كانت متورّطة بل هي كيف هي متورّطة :
عندما إنتشرت الأنباء بإغتيال نصر الله ، زعمت الولايات المتّحدة أنّها " ليست متورّطة " و " لم يقع إعلامها مسبّقا " . لكن سواء علمت الولايات المتّحدة قبل التنفيذ ليس النقطة – هناك علاقة أكثر جوهريّة تعنى أنّ الولايات المتّحدة ليست متورّطة فحسب بل في نهاية المطاف مسؤولة .
إسرائيل مخفر أمامي عسكري و سياسي و مخابراتي و كلب حراسة لدي الولايات المتّحدة في الشرق الأوسط و أبعد منه . و طوال السنوات تصرّفت لسحق نضالات الشعوب الوطنيّة و المعادية للولايات المتّحدة ، و كذلك سحق الأنظمة التي تقف في طريق أهداف الولايات المتّحدة أو هي مصطفّة مع قوى عالميّة أخرى . و تعزّز الولايات المتّحدة إسرائيل للحفاظ على هيمنتها الخاصة على الشرق الأوسط ( وكذلك أنحاء أخرى من العالم ، بما في ذلك أمريكا اللاتينيّة و أفريقيا بوجه خاص). السيطرة على هذه المنطقة – بإحتياطيّها النفطي الكبير و طرق التجارة الحيويّة و المواقع الإستراتيجيّة – ليس أمرا إختياريّا بالنسبة لحكّام أمريكا . ليس بوسع الرأسماليّة – الإمبرياليّة الأمريكيّة أن تُحافظ على موقعها الهيمني دون التحكّم في مناطق مفاتيح و الأسواق و الموارد الأساسيّة ، بينما تمنع الإمبرياليّين الآخرين أو المنافسين في المنطقة من القيام بذلك . و بالنسبة إلى هؤلاء الإمبرياليّين ، تنهض إسرائيل بدور أساسي لا يمكن تعويضه ، خاصة الآن ، و الولايات المتّحدة تواجه عديد التحدّيات العالميّة .
لهذا مدّت الولايات المتّحدة إسرائيل بحوالي 310 بليون دولار ( معدّلة للتضخّم الماليّ ) كمساعدة عامة إقتصاديّة و عسكريّة منذ 1948 ، بدرجة كبيرة أكبر ممّا يمنح لأيّ بلد آخر . لهذا زوّدت الولايات المتّحدة إسرائيل بما لا يقلّ عن 29100 قنبلة موجّهة و قنابل المدفعيّة و صواريخ متنوّعة منذ 2009 فقط . لهذا في الأسابيع التالية لهجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 و شنّ الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة لغزّة ، " أرسلت الولايات المتّحدة طائرات محمّلة بالأسلحة لإسرائيل بما فيها 3000 قنبلة و عشرات آلاف قنابل المدفعيّة " ، و قدّمت ما لا يقلّ عن 3.5 بليون من الأسلحة و المساعدات العسكريّة مذّاك . و لهذا فقط في هذا الأسبوع ، منحت إدارة بايدن – هاريس إسرائيل 8.7 بليون أخرى من المساعدات العسكريّة .
و لهذا أيضا كلّ من جو بايدن و نائبة الرئيس و المترشّحة للإنتخابات الرئاسيّة كمالا هاريس أصدرا مواقفا داعمة لحملات الغارات الكبرى الإسرائيليّة على لبنان و إغتيالها لنصر الله . و قد وصف بادين قتل نصر الله ب " إجراء عادل لجرائمه العديدة " و كرّر أنّ الولايات المتّحدة " تدعم تمام الدعم حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله " و مجموعات أخرى تدعمها إيران . و كذلك كرّرت هاريس " إلتزامها الذى لا يتزحزح بأمن إسرائيل " . لا واحد منهما نقد المذابح التي تقترفها إسرائيل في حقّ الأبرياء .
إمكانيّة حرب أوسع نطاقا و عدد قتلاها أكبر بكثير :
و نحن نكتب هذا المقال ، تتواصل الغارات الإسرائيليّة بالقنابل على لبنان . و يمكن أن تكون إسرائيل بصدد الإعداد لغزو أرضي بما أنّ الوزير الأوّل الإسرائيلي نتن – النازي يستبعد الحديث عن أيّ إيقاف لإطلاق النار و يهدّد بسفور ليس فقط حزب الله و لبنان بل إيران أيضا . و في الأثناء ، أمر بايدن البنتاغون بأن " يُعزّز أكثر الموقف الدفاعي للقوّات العسكريّة للولايات المتّحدة في منطقة الشرق الأوسط " .
حزب الله منظّمة أصوليّة إسلاميّة رجعيّة إقترف جرائما ضد الناس و يقف ضد تحرير الإنسانيّة . لكن الإغتيال الإسرائيلي لنصر الله دوس لسيادة لبنان و هذه جريمة حرب أخرى لإسرائيل و عمل تصعيدي بارز و إستفزازي . و قد كان نصر الله قائد حزب الله ، قوّة سياسيّة و عسكريّة كبرى في الشرق الأوسط و حليف مفتاح لإيران و " محور مقاومتها " للولايات المتّحدة و إسرائيل .
و الآن إغتياله يشوّش المعادلات و المفاهمات السياسيّة – العسكريّة القديمة و يُدخل لا يقين هائل و إمكانيّات إنفجارات في كامل الوضع في الشرق الأوسط . و يمكن لهذا أن يتصاعد بشكل حلزوني خارج السيطرة و يؤدّى إلى حرب أكثر قتلا و أوسع نطاقا ، قد يهدّد تماما حياة عديد ملايين الناس في المنطقة و أبعد منها .
في رسالته على وسائل التواصل الاجتماعي ، الثورة عدد 87 ،@BobAvakianOfficial " جيش الولايات المتحدة – العبوديّة الجنسيّة ، و جرائم أخرى ضد الإنسانيّة – فرض نظام إجراميّ " ( صدرت قبل التصعيد الإسرائيلي الكبير في لبنان )، أوضح القائد الثوريّ بوب أفاكيان هذه النقطة الحيويّة :
" بتسليح و دعم العمليّات الإسرائيليّة ، حكومة الولايات المتّحدة ليست تمكّن المذابح الإباديّة الجماعيّة في حقّ الفلسطينيّين و الفلسطينيّات و إنّما كذلك تصعّد من إمكانيّة حرب مع إيران ، و ربّما حرب أوسع نطاقا و أكثر تدميرا حتّى . و في الوقت نفسه ، بتزويدها أوكرانيا بشكل هائل بالأسلحة ، و كذلك بالمعطيات المخابراتيّة و التوجيه الإستراتيجي ، حكومة الولايات المتّحدة و على رأسها إدارة بايدن / هاريس ، بعدُ في حرب غير مباشرة مع روسيا ، بينما تعدّ أيضا لمواجهة عسكريّة مع الصين – و كلّ هذا قد يُفضى إلى حرب عالميّة بين قوى إمبرياليّة مسلّحة نوويّا ، بإمكانيّة القضاء على الحضارات الإنسانيّة كما نعرفها . "
و يشدّد هذا مجدّدا على إلحاحيّة ندائه :
" نحن ، شعوب العالم ، لم يعد بوسعنا السماح لهؤلاء الإمبرياليّين أن يواصلوا الهيمنة على العالم و تحديد مصير الإنسانيّة . و إنّه لواقع علميّ أنّ الإنسانيّة ليس لزاما عليها أن نعيش على هذا النحو . "
هوامش المقال :
1- بدأت هذه الحرب في الأسبوع قبل الأسبوع الماضي . أنظروا
Israel Booby-Traps Pagers—Murdering Dozens and Wounding Thousands in Lebanon, Escalating Danger of Regional War, revcom.us, September 23, 2024.
لبنان بلد مُضطهَد عدد سكّانه 5.5 مليون نسمة ، أصغر من ولاية الكونكتكت [ بالولايات المتّحدة ] ، و يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسّط بالضبط شمال دولة إسرائيل .
2- طوال الأسبوع الفارط وحده ، شنّت إسرائيل أكثر من 2000 غارة جوّية ضد حزب الله في لبنان و واصلت قصفها اليومي تقريبا ضد حماس في قطاع غزّة .
Israel Likely to Have Enough Weapons for Multiple Conflicts, New York Times, September 27.
3- What Lebanon Looks Like After Israel’s Historic Airstrikes, New York Times, September 24, 2024.
www.revcom.us
Posts by issue number/Posteos por número de la edición
Issue number
Language
Apply Reset
Articles in this issue (scroll down´-or-click to read article below):
BOB AVAKIAN REVOLUTION #89: Linda Ronstadt: Powerful Truth About Trump and Immigrants...BUT there is more that needs to be said.
Points of Attention for the Revolution
6 Points from the REVCOM CORPS for the Emancipation of Humanity:
How We Are Preparing the People and Organizing Now For A REAL REVOLUTION FOR THE EMANCIPATION OF HUMANITY
-Update-#9 from the National Campaign to get @BobAvakianOfficial EverywhereDonating and Raising Funds for @BobAvakianOfficial Is Fighting for the Future When the Future Hangs in the Balance
Israel’s Bloodthirsty U.S.-Backed Slaughter in Lebanon:Assassinations, Mass Murder and the Danger of Wider War
A Fundamental Question
National Campaign to Get @BobAvakianOfficial Everywhere
What People Are Saying
Republi-Fascists Escalate Racist Incitement Against Immigrants While Democrats Try to “Out-Trump Trump” with Their Own Program of Slamming the Door on Immigrants
Thousands Protest Netan-NAZI UN Speech in NYCRevcoms Pose Challenge to Escalate Struggle, Engage Revolution
6 Reasons to Donate to Get @BobAvakianOfficial Engaged by Millions Now
by Sunsara Taylor
THE REVCOM CORPS For The Emancipation Of Humanity Mission Statement
Reports from the Field
NATIONAL CAMPAIGN TO GET @BOBAVAKIANOFFICIAL EVERYWHERE
Real-Time Leadership for Real Revolution In This Time
A Black Man Was Lynched by the State of Missouri:
This whole damn system has his blood on its hands!
From a reader
In Appreciation, and in Defense of, Bob Avakian:
Bob Avakian (BA)—Official BiographyHome
VIDEO:
Who Killed Amber Thurman?
Sunsara Taylor on Abortion Bans and Revolution
While Trump, Vance and MAGA-fascists Whip Up Hatred and Terror Against Haitian People in Springfield, Ohio... Harris Won’t Even “Say Their Name”
VIDEO
Israel s Deadly Terror in Lebanon | A Revolutionary Campaign to Change the World
Episode 215 of The RNL — Revolution, Nothing Less! — Show
A Fight for the Walls with @BobAvakianOfficial Up Against the BEB
from a revcom in LA
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟