محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8115 - 2024 / 9 / 29 - 18:32
المحور:
الادب والفن
إنها حرب الغير على أرضي
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
على الأراضي القديمة في سورية،
حيث تقبّل الشمس الأرض،
تسري عروق التاريخ بعمق،
غنية بالأحلام والآمال والقصص،
نسيج منسوج بإحكام بخيوط من المرونة.
اليوم، ترقص الظلال حيث كانت الضحكات ترتفع،
حيث تضيء القنابل الليل،
ليس بشرارات الفرح،
ولكن بثقل الحزن،
وصراخ الأطفال الذين وقعوا في مرمى النيران،
يتردد صداه عبر الوديان، وفوق أسطح المنازل،
وتحمله الرياح التي لا تعرف السلام.
يسمونها في الغرب حربا أهلية،
ولكن هل هي كذلك حقا؟
إنها حرب الغير على بلادي
أنقاض ورماد، صراخ عال،
حكايات عن إخوة يقتلون إخوة،
ولكن استمع عن كثب -
وجوه غير مألوفة تلوح في الأفق.
أيادٍ خارجية تسحب الخيوط،
ليس من أجل المجد، وليس من أجل الحرية،
ولكن من أجل السلطة المنتشرة على الخريطة،
حيث تصبح الأرواح بيادق،
ضائعة في لعبة لم يلعبوها قط.
تمتزج الدموع بالدماء في الشوارع،
بينما تهتف الأصوات الأجنبية في الأعلى،
تملأ الهواء بالوعود،
التي يسهل كسرها؛ دائما ما تنكسر.
إنهم يعدون بالأمل لكنهم يقدمون اليأس،
ويبنون إمبراطوريات على أساس من الخراب،
بينما يتساءل السوريون، أين ذهبنا؟
لأن المنازل ليست لهم،
ليست تلك الأميال البعيدة في القاعات البعيدة،
تختار الجانبين بلا صوت -
الأرواح تباع للتجارة الهامسة،
غنائم الحرب محسوسة في كل قلب،
كل نفس تنظر بخوف إلى الغد.
ما الصراعات الداخلية بلا سبب؟
مجرد مسرح للدمى،
تتحرك على أسلاك الجشع -
ورغم أن الدماء تسيل، فهي ليست دمهم فقط.
إنهم يبكون معا، في انسجام،
ينخلون حطام الثقة،
يتوقون إلى العادي؛
إلى الجيران، لكن ليس إلى الضحايا.
نقف مكتوفي الأيدي،
وأيدينا مقيدة عن بعد،
ولكن قلوبنا تنبض بإيقاع الأمل،
من أجل السلام الذي لا يُخاض بالأسلحة،
بل بأيدي مرفوعة،
من أجل الأحلام المشتركة والأصوات المتجمعة في اتحاد -
هي القوة الحقيقية التي يمكن أن تكسر هذه السلاسل.
في غبار صحاريهم،
فليعيدوا البناء،
لبنة لبنة، قلبا بقلب،
ليسوا وحيدين، لأنهم لم يكونوا أبدا،
ولنملأ الأصداء بالصمت،
سيمفونية العودة إلى الأفضل،
ليس مجرد حلم بعيد المنال،
ولكنه أفق ينتظر،
أكثر إشراقا من أي حرب رسمها الغير.
المصدر :
Proxy War, Poem Hunter, Mohammad A. Yousef, 2024
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟