أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شكري شيخاني - لسان حال مواطن سوري














المزيد.....

لسان حال مواطن سوري


شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 8115 - 2024 / 9 / 29 - 16:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أهالي الضاحية الجنوبية .. لا أهلاً ولا سهلًا بكم في بيتي ..

أعزائي النازحين اليوم ..
أتذكرون بيتي الذي استقبلتكم به 2006؟ كنت أودّ أن استقبلكم به اليوم، لكنكم قصفتوه فلم يبق منه شيء ..
وكنت أودُّ أن أرسل أطفالي إلى نواصي الشوارع لينادونكم: بيوتنا مفتوحة لكم .. أتذكرونهم لما استقبلوكم 2006؟ لن تجدوهم اليوم، فقد قتلتوهم في مجزرة الحولة..
ابنتي التي أعدَّت لكم طبق حلوى أعجبكم صيف 2006.. أتت سيارة تحمل علماً أصفر، خطفتها عند الحاجز، ثم وجدناها ممزقة وقد هُتك عرضها ..
أما أمي التي أعدت لكم طيلة إقامتكم الطعام، فقد ماتت حزناً وكمداً على أخي الذي رأيناه في الفيديو المسرب يعذبه ابنكم حتى مات .. كانت فقط تشتهي أن تجد جثته لتدفنه، لكنها ماتت قهراً .. لذا اعذروني فلا أم تطبخ لكم ولا أخ يضيفكم..
أما أبي الذي أعطاكم البيت وأمرنا أن ننام عند عمومنا وأخوالنا، فقد خطفوه، ثم ساومونا عليه، ثم أخذوا النقود، ورموه جثة هامدة.. لا أدري إن كنتم ترون وجوه ضحاياكم، لتذكروا أنه هو من استضافكم، قبل أن تقتلوه.
وكنتُ واللهِ أرغب أن أترك لكم شيئاً تقتاتون منه، ولكن لو تذكرون مجاعة مضايا التي كنتم تشمتون بنا وقتها، وكنتم تنشرون صور أطايب الطعام شماتةً بنا، كلكم نساؤكم وشبابكم وكباركم وصغاركم .. طعامنا في مضايا لم يبقَ منه شيء يوم مات الناس جوعاً حين كنتم تحاصرونهم ..
المدارس التي يمكن أن تؤيكم ، دمرتموها..
المشافي التي يمكن أن تعالج جريحكم قصفتموها فوق جرحاها ..
لذا يؤسفني أني لن أستطيع أن أقوم بواجب الضيافة اليوم ..
ولكن أتسمحون لي أن أسأل:
- حين كنتم تقتلوننا تقولون أننا نقف في طريقكم أمام الصهاينة، فهاهم الصهاينة، لم هربتم منهم؟
- في بلادنا كنتم شجعانا، تحملون السلاح، تدخلون المعارك، تقاتلون.. ألم تكونوا أبطالاً في حمص وحلب؟ مالي أراكم اليوم تهربون؟
- خضتم معركة طاحنة لتحرروا القصير من أهلها، مالكم اليوم لا تحمون بيوتكم في الضاحية؟
- أفنيتم أهلنا، قتلتم شبابنا، هدمتم بيوتنا، ذبحتم أطفالنا، لتتفرغوا لقتال العدوّ.. فهاهو العدو الآن أتاكم.. وهاهي الساحة مفتوحة ليس بينكم وبينه ما يمنعكم.. فأين أنتم منه؟
- أخذتم بثأر الحسين وزينب ورية وسكينة وكلّ أساطير التاريخ حتى لم يبقَ أحد في التاريخ لم تأخذوا بثأره.. ولكن ما بال الصهاينة اليوم يهجّرونكم مرة ثانية وثالثة ويدمّرون بيوتكم ويقتلون شبابكم ويغتالون قادتكم، وكل ذلك أمام عيونكم، ألا يوجد هنالك ثارات؟؟!

كم أحاول ألا أشمت .. كم أحاول أن أفصل بين المسائل .. والقضايا .. والمواقف..
وأتجنب أن أقف بموقف يُرى منه أنني مع عدوكم في صف واحد..
ولكن والذي خلق السماء بلا عمد، لا أرى إلا شيئاً واحداً: أنتم وهم في صفٍ واحد .....
مواطن سوري ..!



#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحوظة؟؟
- مواطن رومانسي..حديث الخميس 26/9/2024
- قوات سوريا الديمقراطية.. مهمة وطنية. وعلم وطني
- المسألة الكوردية بعيون محايدة 3.
- .إيران...الشيطان الأكبر
- المسألة الكردية ...بعيون محايدة - 2 -
- بقعة ضوء..
- الثورة المسروقة ...سوريا - 1 -
- عبد الحكيم قطيفان والكورد
- للأسف؟؟
- أنا لست أنت.... وأنت لست أنا
- الحقيقة المرة .ايران
- أنا كوردي سوري
- ثورة الفاتح ..ذكرى 55 سنة
- حديث الخميس....12/9/2024
- قطار السلام الابراهيمي 1
- الاسلام السياسي...و...11 سبتمبر
- رسالة من مواطن سوري ....الى مجلس وزراء الخارجية العرب
- 11/9 اليوم المشؤوم الحلقة 7
- 9/11اليوم المشؤوم. الحلقة 7


المزيد.....




- منها شطيرة -الفتى الفقير-..6 شطائر شهية يجب عليك تجربتها
- ترامب يرد على أنباء بدء محادثات سلام مع إيران ويؤكد: نريد -ن ...
- في حالة الحرب.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل ل ...
- خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل ...
- أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شام ...
- طهران وتل أبيب تحت القصف مجددا ـ وترامب يطالب إيران بـ-الرضو ...
- هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟
- ارتفاع عدد الضحايا.. هجوم إسرائيلي دام على منتظري المساعدات ...
- كاتس يحذر خامنئي: تذكر مصير الدكتاتور في الدولة المجاورة!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شكري شيخاني - لسان حال مواطن سوري