كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8108 - 2024 / 9 / 22 - 20:44
المحور:
قضايا ثقافية
من روائع قبائل التركمان قولهم: (لا تصدق كل ما تسمعه أذناك، وصدق نصف ما تراه عيناك، واترك الباقي لعقلك). فالأخبار التي نراها ونسمعها الآن عن حملات الإبادة في غزة عبر شاشة (الجزيرة) تتناقض تماما مع الاخبار التي نراها ونسمعها عن حجم الدمار في غزة عبر قناة (العربية). كل الأحداث والوقائع المعاصرة يجري تزويرها وتحريفها أمام أعيننا ونحن على قيد الحياة. فما بالك بالأحداث التي وقعت في الماضي البعيد بعدما تعرضت مئات المرات للتحريف والتزييف، حتى اصيبت ذاكرتنا العربية بالشيزوفرينيا التاريخية. وصرنا نقرأ التاريخ بالصيغة التالية: (ان سيدنا X1 قتل سيدنا X2 بتوجيه من سيدنا X3 وذلك بغضا لسيدنا X4). .
اما آخر حروب الذاكرة فتمثلت بالثورة المعلنة الآن على مواد التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية في المناهج الدراسية، والتي يجري نسفها وتغييرها نزولا عند رغبات القوى الظلامية الكبرى. .
فالبديهية التي يؤمن بها معظم العقلاء. تقول: إن من يتحكم بالماضي يتحكم بالمستقبل، ومن يتحكم بالحاضر يتحكم بالماضي، وبالتالي فأن التاريخ عبارة عن خديعة كبرى. لا تظهر خطورتها في المكتبات كتاريخ، وإنما فيمن يكتب هذا التاريخ ويفسر مجرياته وينجح في تسويق رواياته على أنها حقيقية، وما عداها تزوير وتلفيق، خصوصاً إذا كانت ذاكرة المتلقي على استعداد لتصديق أي شيء، وتحديداً الشيء الذي يتم تسويقه بشكل جيد. .
نذكر (من نافلة القول): ان الكيان المحتل لم يقتصر على تهجير الفلسطينيين من ديارهم بقوة الإرهاب والخداع، بل عمل على تدمير المعالم العربية، واستبدل أسماء المدن والأحياء والشوارع، وسرق بعض مكونات الثقافة الأصلية، وتلاعب بتاريخ أصحاب الارض لتكون أرضاً بلا شعب لشعب بلا أرض. .
هل لاحظتم ان الحرب التي تشنها جمهوريات الجهل للتشويش على الذاكرة العربية جاءت متزامنة مع تصاعد معدلات أنظمة التسفيه والتفاهة، وإلا بماذا تفسرون اصرار بعض الأنظمة العربية على مواصلة إقامة الاحتفالات الجماهيرية الموسيقية الراقصة والصاخبة بلا مناسبة وبلا انقطاع. . بل انها لم تتوقف منذ اليوم الاول لاندلاع الحرب على غزة. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟