أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيار الجميل - العراق وعبد الناصر - الحلقة 14















المزيد.....

العراق وعبد الناصر - الحلقة 14


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 535 - 2003 / 7 / 6 - 07:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كتب

العراق وعبد الناصر

مناقشات نقدية في مذكرات امين هويدي من اجل الكشف عن حقائق تاريخية جديدةأ

أ.د. سيّار الجميل ( مؤرخ عراقي وخبير دولي )

الحلقة 14

عبد الهادي البكار عاش في بغداد بطلب من عارف وبتعليمات من عبد الناصر ـ عارف عبد الرزاق لم يعترض علي رواية الداود حول افشاله المحاولة الانقلابية الناصرية ـ برنامجي السياسي اليومي (صرخة الثوار) كان متوجاً بصوت عبد الناصر


دشاديش الهرب

يستطرد الداوود قائلا :
تقدمت الدبابات وعلي كل واحدة ثلاثة أو أربعة ضباط يقودهم عرفان وجدي آمر الكلية العسكرية ومعه كيس يحوي دشداشة للهرب في حال فشل المحاولة. شجاعة هؤلاء الناصريين مضحكة. اصطحبوا الدشاديش سلفاً. عندما صارت الدبابة الأولي في مرمي نيراننا سألني الضابط ان كنت أريد اطلاق النار عليها، فقله له اطلب منهم ان يدخلوا. كان ذلك قرب الفوج الثاني. اصطفت دبابات الانقلابيين وراء بعضها. تقدمت من ضابط الدبابات الأولي وسألته الي أين تتجه، فقال الي معسكر الرشيد سيدي. فسألته عن السبب فقال: لاستقبال رئيس الجمهورية عارف عبدالرزاق. انتابني غضب جديد فصفعته وأمسكته من قميصه وانتزعته بيدي. أشار ضابط رفيق له الي آخر ان يطلق النار عليّ فسارع حراسي الي قتله. أمرتهم ان ينزلوا من الدبابات وكانوا في حدود 56 ضابطاً، وأخذتهم الي السجن مع عدد من الجنود بعدما توجهت الي الاذاعة وسيطرت عليها. طلبت احضار عارف عبدالرزاق فجاؤوا به الي القصر ووجدته جالساً علي الأرض. قلت له: (لماذا يا أبو رافع؟ نحن يجب أن نلتقي في فلسطين وليس هنا. في المرة الأولي اخرجتكم وارسلتكم الي عبدالناصر. ماذا تفعل؟ هل تراهن علي هؤلاء الجبناء الذين اصطحب كل واحد منهم تحت إبطه دشداشة للهرب في أول فرصة). قبل أن ينتصف الليل كان جميع المتورطين في الانقلاب في السجن. في الواحدة ارسل عبدالرحمن عارف ورائي فذهبت اليه وكان رئيس الوزراء البزاز معه. شكرني، فقلت انني قمت بواجبي، لكنني يئست لاحقاً من عبدالرحمن وكنت قائد 17 تموز (يوليو) 1968 التي اطاحته) (انتهي نص ما قاله الداوود).

تحليل النص وجملة تساؤلات
مهما كانت رواية ابراهيم الداود في افشال مؤامرة عارف عبد الرزاق ومحاولته الانقلابية الناصرية، فان فيها قدرا كبيرا من الصحة بدليل عدم اعتراض عارف عبد الرزاق عليها حتي الان وهو حي يرزق، واعتقد ان ليس هناك اي مصلحة للداود في ان يختلق اية معلومات، ربما يزيد فيها او ينقص، فما ذكره هو جزء لا يتجزأ من عمليات تدخل سافرة من قبل نظام جمال عبد الناصر في الشؤون الداخلية العراقية وتصل تلك التدخلات الي اشعال مؤامرات وعمليات انقلاب عسكرية.. ويؤكد الداود علي ان التآمر كان قد انطلق من القاهرة ووصل عارف عبد الرزاق الي العراق لاشعال انقلابه، ولكن السؤال المهم: هل عبر الرجل فعلا عبر اسرائيل وسوريا؟ اننا نعرف انه وصل الموصل عن طريق سوريا، ولكن بأية وسيلة ومن الذي اوصله؟ ويبقي السؤال الاهم: هل انه وصل سوريا من مصر برا ام بحرا؟ فاذا كان قد وصل برا، فهل عبر الاراضي الاسرائيلية ام لا؟ واسأل ايضا عن الحرس القومي الذي ذكره الداود.. هل ثمة وجود لحرس قومي من البعثيين في الشارع السياسي علي عهد البعثيين؟؟ وان امين هويدي نفسه قد ذكر هو الاخر (الحرس القومي) علي ايام عبد السلام عارف! ولدينا اسئلة اخري حول حسم الموقف لصالح نظام عبد الرحمن عارف، ذلك لأن المعلومات التي يزودنا بها الداود جديدة وخصوصا في ما يتعلق بمرسلات اذاعة ابو غريب، ودوره في قطع القوة الكهربائية عنها، ولكن هل حسمت الاحداث لصالح النظام في بغداد ام الموصل؟ واذا كان في بغداد كما ذكر الداوود، فهل كان من خلال ايقاف زحف الدبابات ام اسكات بيانات الانقلابيين من الاذاعة؟ وهل ان العمليتين قد جرت باشرافه وانه هنا يسجل من جديد دالة علي ابقاء عبد الرحمن عارف في كرسي الحكم! ولكنه لم يتحدث لنا ان كان ثمة دور سياسي في المشكلة الانقلابية التي يحاول عارف عبد الرزاق اشعالها من قبل السفارة المصرية ببغداد؟؟ ولا ندري هل قام ابراهيم الداود فعلا باعتقال الانقلابيين وعلي رأسهم عارف عبد الرزاق؟ ولا نريد من الاخ عارف عبد الرزاق اليوم ان يكتب لنا شهادته التاريخية ليحكي لنا عن كل الذي حصل، لأننا واثقون بأن تلك (الشهادة) سوف لن تفصح عن الحقيقة ابدا، وسوف لن يحكي لنا ابو رافع الوقائع كما جرت بدءا بالاسباب والدوافع وصولا الي المؤامرة واعدادها وطباختها في المطبخ المصري وصولا الي عملية الانتقال عبر دول مختلفة الي العراق ووصولا الي محاولة الانقلاب نفسها وكيفية فشلها!!

المسألة الوطنية أكبر من الامجاد الشخصية
وأخيرا أقول حول كل الذي سجله ابراهيم الداود في الحوار عن ذكرياته التاريخية: ان من يكتب مذكراته السياسية وقد اصبح في عداد التاريخ اليوم، عليه ان يدرك بأن المسألة الوطنية أكبر من الامجاد الشخصية، وعليه ان لا يغّيب معلومات علي حساب تسويق معلومات معينة! وعليه ان يعالج الاسباب والدوافع بشكل مفصّل قبل كتاباته عن الذات واقحامها في كل الجبهات.. ونحن نعلم بأن تاريخا عقيما ومظلما وسقيما عاشه العراق وابنائه في العقود الثلاثة الاخيرة من القرن العشرين بسبب خيانة كل من ابراهيم الداود وعبد الرزاق النايف لسيدهما عبد الرحمن عارف الرئيس العراقي.. وكان الذي فعلاه صبيحة 17 تموز (يوليو) 1968 قد كلف الشعب العراقي اثمانا باهضة لا يمكننا تخيلها أبدا.. وأسأل : ما الذي قبض عليه كل منهما؟علي المستوي الشخصي، خسر النايف حياته بعد نفيه في لندن سنوات طوال، اما الداوود، فلقد عاش منفيا منذ خمس وثلاثين سنة.. واذا كان النايف قد ذهب في رحاب الله، فيبدو انه والداود يتحملان مسؤولية خطيرة سوف لن يرحمهما التاريخ ابدا في الذي جنته ايديهما يوم 17 تموز (يوليو) 1968. وليسمح لي الاخ الداود ان احمّله هذه المسؤولية من دون ان اتهّمه باية تهمة في التعاون مع جهات اجنبية لأن ليس لي ما يؤكد لي ضلوعه معها من اجل ازاحة عارف والاتيان بالبعثيين.. انه يتحّمل مسؤولية كبري حول كل ما جر اليه العراق منذ ذلك الانقلاب في 17 تموز (يوليو) 1968 وانتهاء بـ9 نيسان (ابريل) 2003!! واذا كان الداود يدّعي انه وراء تنصيب عبد الرحمن عارف، فانه كان جزء من منظومة عسكرية عراقية دمّرت العراق عندما سيطرت عليه سيطرة غبية مبعدة المدنيين عن السلطة العليا بأي ثمن!

شهادة البكار: وقفة لابد منها
كان لابد لي ان اكتب هذا (الملحق) في نهاية هذه الدراسة مستندا فيه الي ما كتبه السيد عبد الهادي البكار في كتابه (المأزق: مصر والعرب الآخرون) والمنشور بدمشق: دار طلاس، ط 1، 1987. ومن اجل التثبت والتحليل والمقارنة لبعض المعلومات التاريخية.. وان عبد الهادي البكار كان واحدا من ابرز الاعلاميين الناصريين ابان عقد الستينيات، وكانت له حكايته في العراق مع كل من الرئيسين العراقيين الاخوين العارفيين . وكان قد استقدم من مصر الي العراق علي عهد عبد السلام عارف ليذيع من اذاعة بغداد برنامجه السياسي اليومي (صرخة الثوار) ضد نظام الحكم في سوريا . وعليه، فإن شهادته لها قيمتها في هذا المجال.. وسأتوقف عند بعض أهم مروياته من المعلومات التي تؤكد جميعها ما توصلنا اليه من استنتاجات في دراستنا للرهانات المستحيلة: العراق وعبد الناصر في مذكرات امين هويدي:
1 ــ يقول عبد الهادي البكار: (في الفترة ما بين آب (اغسطس) عام 1964 وايلول (سبتمبر) 1966 عشت في بغداد بطلب من الرئيس عبد السلام عارف رحمه الله، وبتعليمات من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. وقد اقمت في العاصمة العراقية، بجواز سفر مصري، مراقبا لبرامج اذاعة بغداد، في الوقت الذي كانت فيه (الجماهير العربية) كلها تظن عن حسن نية ان العلاقة بين جمال عبد الناصر وعبد السلام عارف هي علاقة انسجام كامل، بينما كان الواقع الموضوعي يؤكد لي يوما بعد آخر، خلال تلك المرحلة، ان العلاقة في ما بينهما كانت علي عكس ذلك تماما) (المرجع نفسه، ص 15).
2 ــ يقول البكار : (أؤدي في العراق مهمة مزدوجة، وهي ان ادير اذاعة بغداد وان اشرف علي حملة اذاعية موجهة ضد نظام الحكم في دمشق خلال تلك المرحلة.. وهو ازدواج في المهمة لم امارسه عمليا قط، واكتفيت بمهمة قيادة الحملة الاعلامية الاذاعية ضد نظام الحكم الذي كان قائما في دمشق..) (نفسه، ص 15 ــ 16) . وأود ان أعلق مصححا ذلك ان ادارة اذاعة بغداد لم تسند الي البكار ابدا، فقد صدق بقوله انه لم يمارس الازدواج .
3 ــ يقول عبد الهادي البكار: (كان برنامجي الاذاعي السياسي اليومي (صرخة الثوار) متوجا بصوت عبد الناصر. كنت اقتطف من تسجيلان إحدي خطبه المرتجلة جملة يحرض فيها الجماهير بصوته علي حماية المسيرة الوحدوية، ويحرض جماهير شبه الجزيرة والخليج علي التحرر والتحرير.. خلال شهر رمضان من عام 1964 وبعد تناول الافطار علي مائدة الرئيس عبد السلام عارف.. ما كدت أجلس الي جانبه حتي فوجئت به يصرخ : (بن بركه) هذا الذي قتلوه اليوم وخطفوه في باريس (يقصد: المهدي بن بركة الزعيم المغربي المعارض) بن بركه هذا جاءني منذ ايام في زيارة لم تعلن.. وقد أمرت انا بعدم الاعلان عنها بعدما اكتشفت ان المهدي بن بركه هذا شيوعي ابن شيوعي، واعتقد ان جده شيوعي ايضا!! ثم استدار نحوي وصرخ بصوت عال وهو منفعل جدا : هل تعرف شيئا عن بن بركه الذي تمتدحه اذاعات القاهرة؟.. كم اذاعة يمتلك عبد الناصر في القاهرة الآن يا بكار؟... ان عبد الناصر يمتلك في مصر وفي غير مصر اكثر من ثلاثين اذاعة سرية وعلنية.. وهو حين يريد ان يذيع بصوته خطبه انما يذيعها من احدي اذاعاته التي يمتلكها في القاهرة.. هذه اذاعة بغداد يا بكار وليست اذاعة عبد الناصر..) (نفسه، ص 21 ــ 22).

موقف عارف من ناصر
واريد ان أتساءل فقط: اذا كان هذا موقف عبد السلام عارف من جمال عبد الناصر العام 1964، فكيف سيكون اذاً موقفه بعد محاولة الانقلاب الناصرية عليه والتي قام بها رئيس وزرائه عارف عبد الرزاق بتشجيع وترتيب من عبد الناصر في مارس العام 1965؟؟؟ واعتقد بأن عبد السلام عارف الرئيس الهاديء في الستينيات هو غير عبد السلام عارف الضابط الاهوج في الخمسينيات! وكما قال لي واحد من الذين كانوا بقربه انه قد عقل كثيرا بعد ان كان متسرعا وأحمقا! ولنا ان نسأل : كيف كان شعور عبد السلام بعد ان غدا اكثر ادراكا من خلال تجاربه ازاء العلاقة التي كانت بين اثنين من الزعماء العراقيين الذين سبقوه (نوري السعيد وعبد الكريم قاسم) وبين جمال عبد الناصر والتي قاتلهم من اجلها؟
4 ــ يقول البكار: (حاولت الخلاص مما انا فيه من حرج عظيم، فتقدمت باستقالتي من منصبي.. ولم يكن امامي سوي واحد من ثلاثة حلول: اما ان اتصل بجمال عبد الناصر لأوضح له ما حدث، أو بالسفير امين حامد هويدي، وبذلك سأتسبب في دلق مزيد من البنزين علي (النار المشتعلة سرا) بين القاهرة وبغداد.. واما ان اغادر مستقيلا بلا استئذان.. واما ان اجد مخرجا) (نفسه، ص 23 ــ 24). اذن ما يعنينا، هي تلك النار المشتعلة سرا، فاذا علمنا أن آخر حلقة اذاعها البكار من برنامج (صرخة الثوار) كانت مساء يوم 15/12/1964، ادركنا ان بين ثلاثة شهور فقط تفصل بين هذه الحلقة التي اختفي صوت جمال عبد الناصر من اذاعة بغداد ومحاولة الانقلاب الناصرية الاولي ضد عبد السلام عارف في مارس 1965! وعلينا ان نقدر حجم اللعبة بعد ان تكشفت حقائق الاشياء .

توجهات وحدوية
5 ــ يكتب البكار نصا خطيرا بوعيه او من دون وعيه، فيقول: (وبعد شهور من المضايقات المقصودة.. زارني في داري في عمارة اليرموك في منطقة المنصور في بغداد، الاستاذ عبد الرزاق شبيب العربي القومي الناصري نقيب المحامين في العراق يومئذ، وهو متزوج من سيدة من عائلة (الفحام) السورية الدمشقية، وأخذنا، كرفيقين في الدرب الواحدة، بمناقشة الاحوال التي انتهي اليها عبد السلام عارف في العراق، بحيث أصبح مؤكدا أنه قومي غير صادق بإيمانه بالقومية، ووحدوي غير أمين علي التوجهات الوحدوية، ورجعي حقيقي يتمسح بالاسلام ويتطلع الي ان يكون أميرا جديدا للمؤمنين.. وبحيث اصبح مؤكدا ايضا ان احد الفصائل الشعبية والتجمعات السياسية السرية والعلنية، لم يعد موافقا علي استمرار عبد السلام عارف بقيادة دفة الحكم في العراق.. وكنا متفقين، عبد الرزاق شبيب وأنا، علي ان ايام عبد السلام عارف في الحكم باتت معدودة، وان من الواجب الا ابقي اساعده حتي ولو بمجرد استمرار تواجدي في بغداد، لأن تواجدي في العراق يومئذ، وأنا قادم اليها بأمر من جمال عبد الناصر في القاهرة، كان يوحي للجماهير العربية بأن العلاقة بين القاهرة وبغداد العارفية، هي علاقة طيبة، والامر كان غير ذلك، وبأن عبد السلام عارف، وحدوي، قومي، متحالف مع جمال عبد الناصر بينما العكس كان هو الصحيح...) (نفسه، ص 26ــ 27).
ولا اريد أن اعلق هنا علي (نص) واضح جدا بكل ابعاده، وان تآمرا ناصريا واضح المعالم لا يعمل به القوميون الناصريون العراقيون ضد عبد السلام عارف بمعزل عن ناصريين مصريين كانوا موجودين في العراق نفسه! وعلي صعيد نقيب المحامين العراقيين عبد الرزاق شبيب! انني لست عارفيا بحيث اساند موقف عارف ضد الناصريين، فلقد كان عبد السلام عارف نفسه قد جر علي العراق جملة من المصائب والكوارث من خلال اخطائه.. ولكن لا يمكن أبدا ان يكون العراق مستودعا للمؤامرات مهما كان نوعها!  ويبدو واضحا لنا اليوم وبعد مرور وانقضاء عهد البعثيين 1968- 2003 بأن عبد السلام عارف افتقد كل القوى السياسية ولم يعد عنده الا البعض من الضباط العسكريين الموالين بعد ان الصراع على السلطة قد وصل اعلى مداه بين القوى القومية العراقية المفككة والمتنازعة ، وخصوصا بين البعثيين والناصريين ، واثبتت الايام بأن الناصريين قد فشلوا فشلا ذريعا في الوصول الى السلطة برغم محاولاتهم التي لا تعد ولا تحصى  ، في حين كان البعثيون يشتغلون بمنتهى السرية سواء على مستوى الداخل ام على مستوى الخارج وخصوصا في عهد عبد الرحمن عارف .. وبرغم كل ما اذيع وكتب واعلن من نضالات سياسية سرية تحت الارض ، فان البعثيين ما كانوا ليصلوا الى استلام العراق بمنتهى السهولة لولا خيانة الداود والنايف ، وهنا اسقط بيد جمال عبد الناصر اذ بدأت العلاقات العراقية المصرية تتخذ لها منحى آخر ، اذ لم تمض عدة شهور على انقلاب 17 تموز/ يوليو 1968 حتى اندلعت الحرب الكلامية والاذاعية القبيحة بين الطرفين العراقي البعثي والمصري الناصري خصوصا وان نظام البعث الذي تزعمه احمد حسن البكر ومجموعة من القيادات البعثية قد بدأ منذ  الثلاثين من تموز / يوليو 1968 يمارس منذ تسلم الحكم الاعتقالات والتحقيقات والمطاردات والسجون والاغتيالات والاعدامات بحق كل القوى السياسية العراقية : العسكرية والمدنية العارفية والليبرالية السياسية ومختلف القوى القومية وفصائل الناصريين والحركيين والاشتراكيين وجماعات المنشقين البعثيين اليساريين والقوى الاسلامية وبدأت الملاحقات ضد الشيوعيين قبل انبثاق ما سمي بـ " الجبهة " .. وذهبت قوافل من الناس من دون رجعة تحت تهمة التجسس والعمالة والرجعية للاستعمار  .

 



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وعبد الناصر - الحلقة 13
- العراق وعبد الناصر - الحلقة 12
- العراق وعبد الناصر - الحلقة 11
- العراق وعبد الناصر - الحلقة العاشرة
- مظفر النواب في دمشق علي غير ميعاد
- العراق وعبد الناصر - الحلقة التاسعة
- العراق وعبد الناصر - الحلقة الثامنة
- العراق وعبد الناصر - الحلقة السادسة
- كتب - العراق وعبد الناصر
- متوالية المطاليب العراقية بين الممكن والمؤجل والمستحيل
- مانفيستو العراق: ستة مبادئ عليا من أجل المستقبل –
- استئصال تراث البعثيين وتغيير ذهنية العراقيين ؟
- مزامنات - العراق: مشروع قادم - ضرورات مصالحنا تبيح محظورات ع ...
- قصور رئاسية .. قبور جماعية والريحة بعثية !!


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيار الجميل - العراق وعبد الناصر - الحلقة 14