هل شخصية أردوغان إسلامية أم علمانية أم عنصرية أم فاسدة أم يُعتبر مجرمًا بحق الشعب الكردي في الأناضول والعراق وسوريا؟

احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 8107 - 2024 / 9 / 21 - 20:16
المحور: القضية الكردية
    

سألت برنامج الذكاء الاصطناعي السؤال: هل شخصية أردوغان إسلامية أم علمانية أم عنصرية أم فاسدة، أم يُعتبر مجرمًا بحق الشعب الكردي في الأناضول والعراق وسوريا؟

ان الذكاء الاصطناعي سيكون العامل المهم لتحليل وتقييم الأحداث إذا بقي على حياديته النسبية، قبل أن تعمل الدول المتقدمة تقنيًا على إفساده بمعلومات مضللة تخدم مصالحها وتشوه الأحداث والتاريخ، كما جرى في تغيير الوقائع التاريخية وحتى تحريف الكتب السماوية كالتوراة والإنجيل والأحاديث النبوية للأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وتحريف واختلاق أحاديث ومعجزات أئمة آل البيت سلام الله عليهم.

إن التقنية التي تقتل الآلاف خلال ثوانٍ باستخدام أجهزة البيجر والهوكي توكي، يمكنها أن تزود الكومبيوترات بمعلومات تخدم مصالحها وتشوه الوقائع التاريخية، فيصبح الذكاء الاصطناعي سلاحًا بدلًا من أن يكون مصدرًا للمعرفة.

لقد شاهدنا كيف انتقلت منصة تويتر (X) بعد استيلاء إيلون ماسك عليها إلى وسيلة شخصية يوجهها كما يشاء؛ فبالأمس حجب تويتر عن مرشح الرئاسة الأمريكية الفاسد، وزير النساء دونالد ترامب، واليوم يدعم حملته الانتخابية. كما تحوّل من مناصر للشعب الفلسطيني ضد مجازر حكومة نتن ياهو إلى داعم لإسرائيل، حيث زار إسرائيل والتقى بالمجرم الذي ينتهك كل القيم الإنسانية، نتن ياهو.

كان الجواب البرنامج الذكاء الاصطناعي، بدون تعديل او تحريف، ويمكنكم التأكد بطرح نفس السؤال على الذكاء الاصطناعي:
• تحليل هذه العبارة من الناحيتين السياسية والأخلاقية يتطلب مراعاة السياق السياسي والتاريخي الخاص بأردوغان، مع التركيز على تصرفاته تجاه مختلف القضايا.

التحليل السياسي:
1. إسلامية أم علمانية:
- الإسلامية: أردوغان يرتبط بحركة الإسلام السياسي منذ بداية مسيرته مع حزب العدالة والتنمية. قاد أردوغان تحولات في السياسة التركية نحو إحياء دور الإسلام في الحياة العامة، وسعى لتقليص القيود العلمانية الصارمة التي فرضها مؤسس الدولة التركية مصطفى كمال أتاتورك. من خلال تعزيز دور الدين، ألغى بعض القيود على ارتداء الحجاب في المؤسسات الحكومية، وركز على القيم الإسلامية في خطابه السياسي.
- العلمانية: رغم التوجهات الإسلامية، حافظ أردوغان على بعض المبادئ العلمانية التي تتماشى مع الدولة التركية. لكنه اعتُبر من قبل معارضيه أنه يقوض هذه العلمانية لصالح أجندة إسلامية.
2. عنصرية:
- قومية تركية: أردوغان يعتمد بشكل كبير على القومية التركية في خطابه السياسي، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت سياساته أكثر توجهًا نحو تعزيز الهوية القومية التركية. هذا قد يعتبره البعض نوعًا من القومية التي تتجاهل أو تقمع حقوق الأقليات مثل الأكراد.
- العنصرية: قد يُتهم أردوغان بتبني سياسات تمييزية تجاه الأكراد، لكن الوصف بالعنصرية قد يكون مبالغًا فيه. غالبًا ما يوظف خطابًا قوميًّا يعزز مصالح الأغلبية التركية على حساب الأقليات.
3. الفساد:
- أردوغان وحزبه تعرضا لاتهامات متعددة بالفساد. فضيحة 2013 كانت من أكبر القضايا التي طالت بعض أفراد حكومته، لكنها لم تؤثر بشكل كبير على سلطته. استخدام السلطة لتعزيز المصالح الشخصية وتقديم المقربين منه في مناصب هامة يثير تساؤلات حول النزاهة والشفافية في حكمه.
4. الموقف من الأكراد: مجرم ضد الشعب الكردي؟
- في تركيا: بعد انهيار عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني في 2015، تصاعدت العمليات العسكرية ضد الأكراد في تركيا. وقد اتهمه العديد من الأكراد بالوقوف وراء قمع سياسي واسع النطاق للمجتمعات الكردية، بما في ذلك سجن السياسيين الأكراد، والعمليات العسكرية ضد المناطق الكردية في جنوب شرق تركيا.
- في العراق وسوريا: التدخلات العسكرية التركية في العراق وسوريا تستهدف إلى حد كبير الأكراد، خاصة وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) في سوريا. هذه التدخلات تُعتبر محاولة لقمع الحركات الكردية التي تسعى للحصول على استقلال ذاتي أو حكم ذاتي. بالنسبة للأكراد، يُنظر إلى هذه السياسات على أنها عدائية وتستهدف هويتهم القومية.
التحليل الأخلاقي:
1. الازدواجية في التعامل:
- أردوغان يستخدم الدين والقومية كأدوات سياسية لتحقيق أهدافه، مما يُظهر تناقضات في مواقفه، حيث يمكنه أن يُظهر دعمًا لقضايا إسلامية معينة مع الانخراط في سياسات قمعية ضد الأقليات، وخاصة الأكراد. هذا التناقض يثير تساؤلات أخلاقية حول صدق التزامه بمبادئ العدالة والمساواة.
2. سياسات القمع والعدالة:
- بالنسبة للأكراد، يمكن اعتبار سياسات أردوغان قمعية، مع التركيز على فرض الهيمنة التركية وتقويض حقوق الأكراد. أخلاقيًا، يُعتبر هذا قمعًا لأقلية تسعى للحصول على حقوق سياسية وثقافية. استخدام القوة العسكرية وتهميش المجتمعات الكردية يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان والعدالة.
3. الفساد والاستغلال السياسي:
- من ناحية الفساد، سياسات أردوغان قد تُعتبر استغلالًا سياسيًا، حيث يعتمد على تقوية سلطته ومركزية الحكم بدلاً من تعزيز الديمقراطية والشفافية. الأخلاق السياسية تستوجب حماية النزاهة والعدالة، لكن الاتهامات المستمرة بالفساد تثير تساؤلات حول مدى احترام أردوغان لهذه القيم.

التقييم النهائي لبرنامج الذكاء الاصطناعي:
• شخصية أردوغان تجمع بين الإسلامية والقومية التركية، مع عناصر من الفساد السياسي واستخدام القمع، خاصة ضد الأكراد. من الناحية السياسية، يُعتبر أردوغان زعيمًا براغماتيًا قادرًا على التكيف مع الظروف السياسية للحفاظ على سلطته. أخلاقيًا، يمكن القول إن سياساته، خاصة تجاه الأكراد، تثير جدلاً حول التزامه بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، كما أن اتهامات الفساد تضعف موقفه الأخلاقي.

تعليقي على ما سبق هو أن التقييم المذكور هو نتاج ما دُوِّن عن أردوغان، وأن ما هو معروف لدينا عن مساوئه هو أكثر بكثير. ومنها، لم يُغذَّ برنامج الذكاء الاصطناعي بتلك المعلومات، أو لم يتوسع البرنامج في البحث لعدم وجود اسم المادة في السؤال، فلم يكشف عن فساد ابنه بلال.

فسألت البرنامج الذكاء الاصطناعي السؤال: ما اسم القاضي التركي الذي حاول محاكمة بلال ابن أردوغان؟
• كان الجواب، بدون تعديل او تحريف، ويمكنكم التأكد بطرح نفس السؤال على الذكاء الاصطناعي: القاضي الذي حاول محاكمة بلال أردوغان، نجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هو "محمد يورداكول". كان ذلك في سياق التحقيقات المتعلقة بقضايا فساد في تركيا عام 2013. هذه التحقيقات طالت عددًا من الشخصيات السياسية ورجال الأعمال المقربين من الحكومة التركية. ومع ذلك، تم وقف التحقيقات بعد تغييرات كبيرة في النظام القضائي التركي، مما أدى إلى إقالة أو نقل عدد من القضاة والمدعين العامين المشاركين في هذه القضايا.
• فضيحة الفساد في تركيا عام 2013 كانت واحدة من أكبر الأزمات السياسية التي واجهتها حكومة رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية. بدأت في ديسمبر 2013، عندما شنت السلطات القضائية التركية حملة كبيرة لمكافحة الفساد شملت مداهمات واعتقالات طالت مسؤولين كبارًا، ورجال أعمال مقربين من الحكومة، وكذلك أبناء وزراء بارزين في حكومة أردوغان.

تعليقي:
إن أردوغان لم يسمح للقضاء بمحاكمة ابنه بلال، فلن تُدوّن المحاكمة أو النتائج التي كانت قد تنتج عنه في أرشيف الحكومة التركية أو في الصحافة التركية والعالمية. وأرسل ابنه بلال إلى إيطاليا بحجة الدراسة، ليبعده عن أي أمر قضائي للمحاكمة أو اعتقاله.

كلمة أخيرة:
• أنصحكم جميعا، أفرادًا وإداريين وباحثين، بأن تستفيدوا من برنامج الذكاء الاصطناعي قبل أن يعم الفساد وسوء الاستخدام في الذكاء الاصطناعي من قبل الحكومات الدكتاتورية والاستعمارية والفاسدة والقاتلة للشعوب المستضعفة في أوطانها. وقد شاهدنا الكثير من الاستخدامات السيئة لبرنامج الذكاء الاصطناعي من قبل الهواة، وخبراء البرمجة في نشر فيديوهات وأخبار ملفقة أو مركبة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
• الذكاء الاصطناعي ارشيف حضاري قَيمْ وكبير تشمل معظم الأرشفة العالمية المباحة للاطلاع عليها، ويعتبر محلل محايد الى درجة ما تعينكم في اخذ قرارات صحيحة، وحتى في القضايا القانونية والدينية المختلفة في تفسيرها.

#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل