احمد موكرياني
الحوار المتمدن-العدد: 8094 - 2024 / 9 / 8 - 23:03
المحور:
حقوق الانسان
نماذج للدول والحكومات في منطقتنا التي حَكمتْ وتُحكم شعوبها بقوة السلاح: إسرائيل، تركيا، العراق، وإيران، وسوريا.
• إسرائيل: تتبجح الحكومات الإسرائيلية باغتيال معارضيها من الفلسطينيين داخل حدودها وخارجها، وكأنها انتصارات ستخلق الأمان للشعب الإسرائيلي المحتل للأراضي الفلسطينية من خلال إبادة السكان الأصليين من الفلسطينيين. أصبحت عمليات الاغتيال والإبادة جزءاً من استراتيجيتها وحملاتها الدعائية لبقاء حكومة المجرم نتن ياهو الفاسدة في السلطة، متجاهلة جرائمها في قتل الأطفال والنساء، وتدمير المباني والبنية التحتية والمزارع، ومتحصنة بالدعم الأمريكي لها اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً.
o تعتبر الحكومات الإسرائيلية حكومات مارقة، فقد طورت أسلحة الدمار الشامل (مثل القنبلة النووية) ولا تسمح بتطويرها في الدول العربية أو في إيران. كما اغتالت علماء مصريين وعراقيين، وإيرانيين ودمرت المنشآت النووية في العراق وتستمر في تدمير المنشآت النووية في إيران.
o غزت أمريكا العراق بحجة امتلاكه أسلحة دمار شامل، ولم تجد أيًّا من هذه الأسلحة هناك. بل كان الإعلان عنها مجرد وسيلة للتخويف من قبل صدام حسين. ومع ذلك، فإنها (الإدارة الأمريكية) تدعم بالسلاح حملة الحكومة الإسرائيلية لإبادة أطفال فلسطين، وتهدد إسرائيل باستخدام القنبلة الذرية لتدمير غزة.
• فقدت الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة المجرم نتن ياهو التعاطف الدولي، وفَعّلتْ العد التنازلي لنهاية دولة إسرائيل ودخول المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة. "إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا"(الإسراء، الآية:( 7)).
• السؤال لابد منه: هل يشعر الإسرائيليون بالأمان في العيش بفلسطين؟
o لا أظن ذلك؛ فلم تمر فترة استقرار في الأراضي المحتلة منذ عام 1948: ثلاثة حروب مع مصر (1956-1967-1973)، وسوريا ولبنان، وانتفاضات فلسطينية متكررة، وهروب اليهود إلى خارج إسرائيل، وإخلاء المستعمرات في غلاف غزة أو شمال فلسطين، والاختباء في الملاجئ تحت الأرض. ستستمر هذه الحالة حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه الكاملة بدولة فلسطينية ذات سيادة، وتعويضات عن جرائم الإبادة التي نفذتها الحكومات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها، وكذلك عن الاستيلاء على المنازل والمزارع والأراضي الفلسطينية منذ عام 1948 حتى يوم تشكيل الدولة الفلسطينية كاملة السيادة.
o ان دعم الولايات المتحدة الأمريكية اسرائيل بالقوة العسكرية والتقنية العسكرية الاستخباراتية، وامتلاك إسرائيل للقنابل النووية، لا يجلب الأمان والاستقرار لإسرائيل، بل يجعل حكوماتها مجرمي حرب ضد الإنسانية، ويجعلها تعيش في حالة ذعر وإنذار دائم خوفًا من أي قنبلة بشرية فلسطينية قُتل أبوه أو عائلته، أو دُمّر منزله، أو استولت إسرائيل على منزله أو مزرعته، وهو خارج عن مدى القبة الحديدية والرادارات الإسرائيلية والأمريكية.
o لا يمكن لإسرائيل استخدام قوتها النووية في غزة ولا في الضفة الغربية، لأن آثارها ستعود اليها ولسنوات طويلة، فلن يبقى يهوديا واحد في فلسطين.
o وإذا ارادت استخدام قوتها النووية ضد الدول العربية وإيران فتحتاج الى عشرات القنابل النووية لتربح الحرب، ولن تربح الحرب، لأن سقوط صاروخين بالستين على مركز مدينة تل أبيب على إسرائيل كافية لهروب جميع اليهود المهاجرين من فلسطين وتقضي على الحياة في إسرائيل.
• تركيا، والعراق، وإيران، وسوريا: إن لعنة الشعب الكردي على الحكم العنصري المغولي التركي والحكم المذهبي الإيراني والعراقي والسوري تعود إلى اتفاقية سايكس- بيكو لعام 1916 بين بريطانيا وفرنسا، التي قسمت مناطق النفوذ في الشرق الأوسط بين الدولتين بعد انهيار الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى. تلتها معاهدة لوزان التي خادع فيها مصطفى كمال الشعب الكردي والمجتمعين في لوزان، بادعائه تمثيله للشعب الكردي في الأناضول. وقد مهدت هذه المعاهدة لحكم ودستور عنصري أحادي القومية (Apartheid) في الأناضول تحت اسم تركيا وشعب تركي، حتى وإن لم يكن المواطن تركيًّا بالولادة.
o أتراك تركيا، وهم ينتمون الى قبيلة منغولية هاجروا من شمال غرب منغوليا في جبال التاي، وكانوا وما زالوا يعيشون حياة البداوة. لم تكن لهم حضارة مدونة ولا آثار حضارية، ولم يتركوا أي مخطوطة باللغة التركية أو أثراً يؤرخ للحياة المدنية للأتراك في جبال التاي. غزا الأتراك المغول المنطقة واتخذوا من الدين الإسلامي والسلطنة الإسلامية راية للتوسع غرباً، جرياً وراء الغنائم والسبايا. لم يطور الأتراك العثمانيون الثقافة، ولم يكن لديهم برنامج اقتصادي، فاقتصادهم كان مبنياً على كسب مغانم الحرب وأخذ السبايا، حتى وصلوا إلى حدود فيينا، عاصمة النمسا.
• أما العراق، فقد حكمه الأجانب منذ سقوط الدولة البابلية في عام 539 قبل الميلاد وحتى 14 تموز 1958 ميلادي.
1. الإمبراطورية الأخمينية (الفرس) (539-331 ق.م).
2. الإسكندر الأكبر (الاسكندر المقدوني) (331-323 ق.م).
3. الإمبراطورية السلوقية (يونانية - مقدونية) (305-141 ق.م).
4. الإمبراطورية البارثية (الأشكانية) (141 ق.م - 224 م).
5. الإمبراطورية الساسانية (الفرس) (224-637 م).
6. الخلافة الأموية (عرب حجاز) (661-750 م).
7. الخلافة العباسية (عرب حجاز) (750-1258 م).
8. المغول (جنكيزخان وهولاكو) (1258-1335 م).
9. الجلائريون احفاد جنكيزخان (1336-1432 م).
10. التركمان، الخروف الأسود والخروف الأبيض (1432-1508 م).
11. الدولة الصفوية – (الفرس) (1508-1534 م).
12. الإمبراطورية العثمانية (الترك المغول) (1534-1917 م).
13. الاستعمار البريطاني والانتداب البريطاني (1920-1932).
14. حكم الملكي الهاشمي (عرب حجاز) (1932–1958م).
15. حكم العسكري، اول حاكم عراقي منذ سقوط الدولة البابلية (عبد الكريم قاسم) (تموز1958-شباط 1963).
16. حكم البعث الأول ( 8شباط 1963- 18 تشرين الثاني 1963)
17. حكم الأخوين عبد السلام وعبد الرحمن عارف (حكم الدليم) (18تشرين الثاني 1963- 17 تموز 1968).
18. حكم البعث الثاني، احمد حسن البكر وصدام حسين (حكم التكارتة) (17 تموز 1968– 9 نيسان 2003).
19. احتلال الأمريكي، وحكم إيران والمليشيات من 9 نيسان 2003 الى الآن.
• ان عملية تهجير والتغيير الديمغرافي العرقي والديني والمذهبي تجري بمنهجية منذ سنة 1936، واشتدت بعد 2003، فقد هاجر العراق أكثر من مليون مسيحي، وحاولوا ويحاولون تعريب محافظة كركوك، وهجر العرب السنة بعد 2003 من المناطق الوسطى والجنوب، ومنطقة جرف الصخر كانت ذات أغلبية السنية، مثال لا يمكن لأحد انكارها فهي تابعة الآن للمليشيات الموالية لإيران ولا يمكن حتى لرئيس وزراء العراقي وهو القائد الأعلى للقوات المساحة ولا وزير الدفاع العراقي دخولها، وتعمدوا تأخير الإحصاء السكاني لأكثر من 19 سنة لتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي، ومن بنودها "إجراء تعداد سكاني في المناطق المتنازع عليها، لتحديد السكان الأصليين والمكونات المختلفة في تلك المناطق".
• اما إيران: لم تكن إيران أحسن حالاً من تركيا والعراق، فتداولت عليها الحكام بقوة السلاح او ثورة شعبية:
o السلالة القاجارية (أتراك أذريين) (1794- 1925).
o السلالة البهلوية (فرس) تولوا الحكم بانقلاب عسكري (1925 – 1979).
خلال هذه فترة تأسست جمهورية مهاباد الكردستانية في مهاباد في 22 يناير 1946 بقيادة القاضي محمد واستمرت الى شهر ديسمبر/ كانون الأول 1946، وكان القائد والزعيم الكردي ملا مصطفى بارزاني والد مسعود بارزاني وجد نيجرفان بارزاني وزيراً للدفاع في حكومتها.
o الجمهورية الإسلامية (1 نيسان 1979 إلى الوقت الحالي).
• منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران، فقدت المنطقة استقرارها وتخلفت عشرات السنين إلى الوراء في الثقافة والصناعة، وخاضت حروباً خارجية وداخلية لم تنتهِ إلى الآن، وتزايد عدد المهاجرين ليصبح بالملايين.
• إن هذه الدول لم تستقر أمنياً بعد الحرب العالمية الأولى، بسبب الثورات الشعبية الكردية في تركيا وإيران والعراق، إضافةً إلى الحركات التحررية للبلوش والعرب في إيران.
كلمة أخيرة:
• لا استقرار في فلسطين طالما أن الحكومات الإسرائيلية لا تعترف بوجود الشعب الفلسطيني ولا بدولة فلسطينية كاملة السيادة.
• لا استقرار في العراق أو في تركيا أو في إيران أو في سوريا أو في لبنان حتى يُعامل كل سكانها بالحقوق المتساوية دون تمييز عنصري أو ديني أو مذهبي، وإلغاء الدساتير العنصرية والمذهبية الاستعلائية.
• ولا يمكن تحقيق الاستقرار في منطقتنا طالما تمتلك الولايات المتحدة أكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم ومستعدة لاستخدامها في تدمير الدول، كما حدث في العراق وأفغانستان.
• ولا يمكن ان يستقر العالم وفلاديمير بوتين يحاول استعادة هيمنة روسيا على دول الاتحاد السوفيتي والبقاء في السلطة مدى الحياة.
#احمد_موكرياني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟