أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - الى عالمك البعيد














المزيد.....

الى عالمك البعيد


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8105 - 2024 / 9 / 19 - 22:15
المحور: الادب والفن
    


خذيني إلى حيث تولد الأمواج،
حيث لا تعود الأرض تعرف الجفاف،
خذيني إلى عالم بلا ملامح،
حيث كل شيء يعاد رسمه
من بريق عينيك.

دعيني أكون السر في الليل،
الصوت الذي لم يسمعه أحد،
النغمة التي تنساب بين أصابعك،
وتعيد خلق اللحن
على وتر الفجر.

خذيني بعيدًا عن الفصول الأربعة،
إلى فصل خامس
يزهر فيه الوقت كلما مررتِ بقربي،
حيث تنبت الكلمات في صمتنا
كزهور برية
لا تعرف الخوف من الرياح.

أريد أن أكون قطرة في بحر نهديك،
أن أغرق في موجات دفئك،
وأتلاشى بين سكون أنفاسك،
حيث لا زمن هناك، ولا حدود،
فقط أنا وأنت،
ونبض الحياة الذي ينبثق من جسدك،
يتردد في أعماقي كأغنية خالدة.

خذيني إلى حيث تنسج الشفاه قصائد من شوق،
وحيث الليل لا يعرف السهر إلا في عينيك،
دعيني أكون الريح التي تعبر على كتفيك،
وتحمل همسات العالم إلى قلبك.

في حضنك، هناك مدينة من الحلم لا تزول،
أبني فيها قصور أمانيّ،
وأزرعها بزهور الانتظار العذب،
دعيني أحيا حيث الحب يُعاد خلقه كل صباح،
وحيث الشوق لا يموت أبدًا.

أريد أن أكون في جسدك بستانًا،
يمتلئ بعطر لمساتك،
أرسم خطوط العمر على بشرتك
وأترك نفسي أسيرًا
بين دفئك وحنانك.

لا تسأليني عن الغد،
فالغد يموت كلما ابتعدتِ،
وأنا لا أحتاج إلا الآن،
حيث كل لحظة بين يديك هي الأبد.

خذيني إليك،
دعيني أنتمي إلى جسدك،
أن أعيش فيك، وأموت فيك،
فالحب في عينيك هو الحياة التي لا تنتهي،
والخلود الذي لا يفنى.

فكلما ابتعدتِ،
اقتربت منك أكثر،
كما يتبع الليل
آخر خيط من ضوء.

لا تسأليني عن الغد،
فالغد وهم يهرب منا حين نمسكه،
خذيني الآن،
في هذه اللحظة التي لا تحمل إلا نحن،
ولا تسأليني عن الماضي،
فالماضي ضاع بين خطواتنا
نحو الأفق الذي لا نهاية له.

في قلبك، هناك مدينة من الحلم،
دعيني أدخلها دون استئذان،
أبني فيها بيتي من ضحكاتك،
وأغني فيها لحنًا لا يعرف الصمت.

خذيني حيث تشرق الشمس على أعماقك،
وحيث القمر ينسج من ضوءه
غطاءً دافئًا لقلبي.

لا أريد أكثر من أن أكون ظلًا لروحك،
أعيش حيث تعيشين،
وأموت حيث يموت الانتظار.

خذيني إليك، لا كعاشق تائه،
بل كنبضة في شريانك،
كلما نبضتِ، عرفت أنني ما زلت حيًا،
وأن الكون بأسره
ما زال يعيد نفسه في عينينا.

يا حبيبتي، هيا نهرب إلى آخر العالم
حيث يتنفس الكون أغاني المطر
وتُعزف الموسيقى من صدى الأمل
نترك خلفنا كل الأبواب المقفلة
ونرسم طريقنا من نسيج الغيم والضوء

هناك، بين السحب المتراقصة في الأفق
تتداخل ألوان الشفق مع أحلامنا
نحمل قلوبنا كالفوانيس المضاءة
ونمضي في فضاء لا يعرف الحدود

نفرُّ من الزمان، من ضجيج السنين
نبحث عن مكانٍ لا تلامسه الهموم
حيث تسكن الأرواح كالنوارس الحرة
تُحلق في سماء لا تخشى السقوط

العالم الذي نحلم به ليس بعيداً
إنه يسكن بين ضلوعنا، ينبض بالحياة
نهرب لنلتقي بأنفسنا
لنكتشف ما أخفته الأيام خلف جدران العادات

في أعماق كل لحظة، نزرع قصيدة
ننسج من خيوط الوقت حكاية لا تنتهي
لا نهرب لنختبئ، بل لنضيء
نحمل معنا النور لنغمر به كل ما نلمسه

في تلك الرحلة، نخلق معجزة الوقت
ونعيد للعالم لحن الحياة
نهرب لا لنغيب عن العيون
بل لنصبح نجوماً تهدي كل من ضاع



#خالد_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفجير عبر إشارة لاسلكية مشفرة: التقنية في خدمة التدمير عن بُ ...
- خارج النطاق
- اليمن وتحوّله إلى قوة إقليمية وازنة: قراءة في الأبعاد الاستر ...
- للعصافير حصة في كرم التين
- صوت الارض وشقائق النعمان
- شقائق النعمان
- صوت الارض
- جندي بلا اسم
- إسرائيل والعدوان على غزة: استراتيجية القوة والهيمنة في سياق ...
- ثم نبكي على ما كان
- عزف الذاكرة
- سحب الولايات المتحدة سفنها من البحر الأحمر وتأثيره على الوضع ...
- مدينة النيون
- الدور المصري في حرب غزة: تواطؤ ضد الشعب الفلسطيني والأمن الق ...
- حكمة مرج البحرين
- يا سيدة الحلم
- راقص فوق حافة الزمن
- فاك يو ترامب: الضفة الغربية ليست للصفقات
- اغنية مغترب
- اصعب اللحظات


المزيد.....




- القُرْنة… مدينة الأموات وبلد السحر والغموض والخبايا والأسرار ...
- ندوة في اصيلة تسائل علاقة الفن المعاصر بالمؤسسة الفنية
- كلاكيت: معنى أن يوثق المخرج سيرته الذاتية
- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...
- -الريشة السوداء- لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة الت ...
- العراق يستعيد 185 لوحا أثريا من بريطانيا
- ملتقى السرد العربي في الكويت يناقش تحديات القصة القصيرة
- الخلافات تهدد -شمس الزناتي 2-.. سلامة يلوّح بالقضاء وطاقم ال ...
- لماذا قد لا تشاهدون نسخة حية من فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - الى عالمك البعيد