|
رسالة إلى الإخوة التونسيين: احذروا عدوى الغباء الجزائري
محمد إنفي
الحوار المتمدن-العدد: 8105 - 2024 / 9 / 19 - 16:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدافع الغيرة على ماضي تونس والتي كانت إلى وقت ليس ببعيد تمثل بالنسبة لشباب البلدان المغاربية مثالا للديمقراطية الفتية ونموذجا ناجحا في التعليم والصحة وْالسياحة والبنى التحتية وغيرها؛ واعتبارا لما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحقوقية خلال ولاية الرئيس التونسي الحالي السيد قيس سعيد، تحت تأثير العلاقات بينه وبين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، فكرت، أنا المواطن المغربي محمد إنفي، في أن أبعث إليكم هذه الرسالة ناصحا ومحذرا من عدوى الغباء الجزائري. وهذا الغباء الذي حذرت منه المغاربة وأحذر منه اليوم التونسيين، لا ينكره الجزائريون الذين حفظهم الله من هذه الآفة ونجوا من آثارها الخطيرة؛ وخطورتها لا تقل عن خطورة كورونا وجذري القردة وغيره الأمراض المعدية. وقد تجذَّر الغباء في الجزائر وأصبح شائعا ومستحكما في مفاصل المجتمع الجزائري، بدءا من نخب النظام من أعلى هرم السلطة إلى أسفله مرورا بالطبقات الشعبية بمختلف أوضاعها ومستوياتها الاجتماعية والسياسية والثقافية...الخ. وما دفعني إلى القيام بهذه الخطوة (بعث رسالة تحذيرية إلى الإخوة التونسيين)، هو ما لاحظته، في وسائل التواصل الاجتماعي، من تأثير للغباء الجزائري على بعض النشطاء التونسيين وحتى على بعض المحسوبين على مجال التحليل السياسي أو الإعلامي. وهنا، تأكدت أن الغباء الجزائري قد تسرب إلى تونس وبدأ ينتشر بين بعض الفئات التي تعلن ولاءها، على الطريقة الجزائرية، للسيد قيس سعيد. ومن الملاحظ أن بعض النشطاء التونسيين في وسائل التواصل الاجتماعي (وهذا ينطبق على المغاربة أيضا وخاصة بعض أصحاب شعار خاوة خاوة) قد تكرغلوا (من الكراغلة) وتبرْدعوا (من البْرْدْعَة) وتضبَّعوا (من الضَّبُع)، فتأكد لي بأن الغباء الجزائري قد استوطن أدمغة بعض التونسيين، كما هو الأمر بالسبة لبعض المغاربة. وقد تسربت هذه الكارثة إلى تونس منذ أن وضع الرئيس التونسي قيس سعيد يده في يد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، رمز الغباء ونموذج العبط السياسي. ويبدو أن السيد قيس سعيد قد أصيب بفيروس الغباء الجزائري منذ اللقاء الأول مع تبون. فمنذ ذلك الحين وتونس ترجع القهقرى إلى أن أصبحت صورة لجزائر عبد المجيد تبون: تدهور في الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تراجع عن المكتسبات الدستورية والديمقراطية والحقوقية والقانونية حتى أصبحت تونس تشبه الجزائر التي يحكمها العسكر، اللجوء إلى النهج الديكتاتوري في الحكم لدرجة أن الجهة المكلفة بتنظيم الانتخابات الرئاسية وصل بها الأمر إلى حد رفض قرار المحكمة الإدارية في شأن ثلاثة مرشحين للرئاسيات التونسية، حتى يضمن قيس سعيد عهدته الثانية كما تبون، العجز في مواجهة الخصاص الذي تعاني منه البلاد، وخاصة في المواد الغذائية... وحديثي عن الغباء الجزائري ليس وليد اللحظة، أيها الإخوة. فقد سبق لي أن تناولت الموضوع في أكثر من مقال ومن مختلف أوجهه ومنه قضية العدوى؛ ففي واحد من هذه المقالات، تساءلت إن كان الغباء في الجزائر وراثيا أو مكتسبا (انظر "الغباء في الجزائر وراثي أم مكتسب؟"، نشر في جريدة "الاتحاد الاشتراكي" بتاريخ 4 أبريل 2023). وقد تأكد لي، من خلال تتبعي للظاهرة بمختلف تمظهراتها وتجلياتها، بأن نوع الغباء الموجود في الجزائر معدي؛ وقد حذرت منه المغاربة الذين يستضيفون الجزائريين في "لايفاتهم" (مباشِراتهم) على منصات التواصل الاجتماعي أو الذين يتدخلون في "لايفات" لجزائريين على نفس المنصات. ومما يؤكد هذا الواقع، هو الانتشار الواسع للغباء بمختلف درجاته بين فئات واسعة من المجتمع. فالمُغَيَّبون في الجزائر كثر، والعديد منهم دماغهم ممسوح لا يستوعب الكلام المنطقي ولا يميز بين المعقول وغير المعقول. وحتى بين النخب، تجد أشخاصا حاصلين على ديبلومات عليا من قبيل الدكتوراه، لكن أدمغتهم مقفولة وغير قادرة على إدراك الورطة التي وقع فيها نظامهم بإيواء دولة وهمية على أراضيه منذ خمسة عقود. وقد استنزفت هذه الدولة الوهمية خزينة الدولة الجزائرية التي أصبحت عاجزة عن توفير أبسط المواد الغذائية الضرورية للجزائريين. فالجزائري المغبون يقضي سواد يومه في الطوابير لعله يحصل على شكارة حليب أو قنينة زيت أو كيلو عدس أو لوبيا أو بطاطا أو غيرها؛ أما اللحوم بأنواعها، فالجزائري العادي وحتى المنتمي للطبقة المتوسطة محروم منها أو يكاد، إما لغلائها أو لغيابها؛ ناهيك عن البنان (الموز) والفواكه بأنواعها. ومع ذلك، تجدهم يدافعون عن البوليساريو وعن نظام العسكر وينسون أو يتناسون بأنهما أصل تعاستهم وسبب خراب بلادهم. خلاصة القول، ما كنت لأخاطب الإخوة التونسيين بصيغة التعميم لو لم ألاحظ تبني الخطاب الجزائري من قبل بعض التونسيين الذين أبانوا عن تكَرْغُلِهم وسقوطهم في حبال الغباء الجزائري. وبما أن هذا الغباء معدي، فلم يسمح لي ضميري بأن أتغاضى عن التحذير أو على الأقل التنبيه لتفادي الأسوأ. وإن كنت اليوم أخاطب الإخوة التونسيين تحذيرا من الغباء الجزائري، فإني قد خاطبت سابقا السيد قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية، متهكما وساخرا. ففي رسالة مفتوحة، هنأته على سقطته الديبلوماسية بمناسبة انعقاد "تيكاد 8" في تونس خلال غشت 2022. وكانت الرسالة بهذا العنوان: " رسالة مفتوحة من مواطن مغربي إلى السيد قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية: أهنئكم على الإنجاز الديبلوماسي غير المسبوق الذي تحقق في عهدكم لتونس الشقيقة" (نشرت بموقع "العمق المغربي" بتاريخ 30 غشت 2022). محمد إنفي، مكناس في 19 شتنبر 2024
#محمد_إنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في عنوان مقالة دعائية لوكالة الأنباء الجزائرية
-
هنيئا لنشطاء التواصل الاجتماعي المغاربة بالولاية الثانية لعب
...
-
المغرب ليس مسؤولا عن أزمة الرجال في الجزائر
-
ئمتلازمة (syndrome) -المروك- حوَّلت الجزائر إلى مارستان مفتو
...
-
صدق أو لا تصدق: إيران تمثل محور المقاومة...!!! ؟؟؟
-
هنيئا لدولة لا وزن لا هبة لا مواقف بجمهورية الجزائر الجنوبية
-
أفريقيا والرؤية الملكية الجيو-استراتيجية
-
حكومة التغول وبدعة حوارات المواطنة: صيغة منقحة في الإفساد وا
...
-
التغول السياسي إفساد متعمد للمؤسسات التمثيلية
-
هل هي عدوى الغباء الجزائري، أيها السفير، أم أن للأمر علاقة م
...
-
عن إجرام النظام العسكري في حق الشعب الجزائري
-
الجزائر، طال الزمن أم قصر، ستعود إلى حجمها الطبيعي
-
رسالة مستعجلة موجهة إلى منظمة الصحة العالمية: أنقذوا الجزائر
...
-
البلطجة أسلوب حكم في الجزائر والكذب خط تحريري لإعلامها
-
هل بمحض الصدفة التقى كلام نبيلة منيب مع بعض كلام عبد القادر
...
-
أعداء الداخل يُقلِّلون من شأن وطنهم ويُعلون من مكانة البلدان
...
-
لماذا رفْع الدعوى أمام محكمة العدل الدولية وليس أمام المحكمة
...
-
المغاربة المعادون للدولة المغربية والملمِّعون لصورة الجزائر
...
-
ما السر في دفاع بعض المغاربة عمن لا يكن للمغرب إلا العداوة و
...
-
في مراكش، لا تكاد تنتهي قمة حتى تبدأ أخرى، ولا عزاء للحاقدين
...
المزيد.....
-
فيديو يرصد اقتراب -إعصار هائل- إلى فلوريدا بعد أمطار غزيرة ب
...
-
مكالمة بين بايدن ونتنياهو وسط عزم إسرائيل الرد على الهجوم ال
...
-
السعودية.. السجن 30 عاما لوافدين نفذا 177 عملية احتيال داخل
...
-
قاعدة أمريكية تخلي عناصرها وطائراتها بسبب الإعصار -ميلتون-..
...
-
هل بدأت إسرائيل في تطبيق -خطة الجنرالات- في شمال غزة؟
-
الفرنسي كومي جيراردو يسجل رقما قياسيا جديدا في -غطسة الموت-
...
-
ما دور قوات اليونيفيل في جنوب لبنان؟
-
وكلاء التغيير الشباب في العراق: دعم المشاركة المدنية بقيادة
...
-
استطلاع: الكثير من الألمان يدخرون أموالهم لأوقات الأزمات
-
كشف أسباب وفاة مهندس مصري يعمل بشركة أمريكية شهيرة
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|