مهرجان انتخابي

عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 8087 - 2024 / 9 / 1 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مما لا شك فيه أن دورة المجلس النيابي العشرين تختلف عما سبقها من دورات حيث تطفو على السطح الكثير من المشكلات التي يعاني منها المواطن ــ فعلى سبيل المثال ــ إزدياد حجم المديونية ، الارتفاع الجنوني للكثير من السلع الأساسية ، ازدياد حجم البطالة والذي اقترب مما نسبته 30% ــ حسب تصريحات مسؤولين ــ ارتفاع فاتورة المياه والكهرباء ، قضايا تتعلق بالحريات العامة ، مسألة العدالة الاجتماعية ، ... الخ
وكما لا يخفى على أحد الوضع الملتهب في المحيط الاقليمي والذي يؤثر على الوطن تأثيرا مباشرا ، حرب الإبادة الجماعية التي يقودها الصهاينة في غزة ، وبسالة وصمود المقاومة التي باتت تتخطى حدود القدرات البشرية ، الاجتياحات المتتالية لمختلف مدن وبلدات ومخيمات فلسطين ، والمحاولات المستمرة لتهويد المسجد الأقصى ، والتهديد المباشر من قبل العدو الصهيوني باتباع سياسة الترحيل وسردية الوطن البديل ، ناهيك عن تعرض العلاقات العربية العربية للكثير من حالات الشد والجذب ،... .
إن كل ما سبق ــ وغيره الكثير ــ بات يهدد هذا الوطن ، يهدد أمنه واستقراره ، وقلة من الاحزاب تتفاعل مع الأحداث اليومية لما يمر به الوطن على الصعيد الداخلي أو الخارجي ، وقلة من الأحزاب تمارس دورها المنوط بها كأحزاب سياسية تمتلك أدوات وبرامج للإنخراط في صفوف الجماهير تتلمس همومها وتقدم برامجها كأحزاب قادرة على تحقيق الحد الأدنى من أهدافها ولو على المستوى المعيشي للمواطن ، وقلة من الأحزاب تمارس دورها الطليعي التثقيفي التوعوي ، وقلة من الأحزاب تماهت مع الأحداث الجارية وارتقت بخطابها الموجه نحو جماهير الناخبين .
وفي ذات السياق لبيت بعض الدعوات لحضور مهرجانات خطابية ــ احتفالية ــ لعدة مرشحين لمجلس النواب العشرين ، بعض هذه المهرجانات كانت لاستعراض قوة مرشح الحزب على أرضه وبين جمهوره ، وبعضها لم يرتقي سقف الخطاب فوق مستوى تقديم الخدمات ، وبعضها اتقن فن تقديم الولائم وحسن الضيافة ، وبعضها اعتمد على حشد الجماهير لغايات التسويق الاعلامي على الرغم من خلو بياناتها من أي فقرة أو حتى كلمة تتعاطى مع المسألة السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية ، ... .
هذا لا يعني أن هناك أحزاب قامت ــ ومن خلال مرشحيها ــ بعقد مهرجانات تفوقت فيه على نفسها وقدمت خطابا يليق بها كأحزاب سياسية وإذ ما وصلت لقبة البرلمان ستحقق بعض من أهدافها .
ولأن فعاليات المهرجانات هي بمثابة إصدار الحكم على مرشح هذا الحزب أو ذاك فإنني اثني على بعض الاحزاب التي قدمت صورة تليق بها وبالوطن واحترمت عقول ناخبيها من خلال ما قدمته ، وأكاد أجزم أن جبهة العمل الاسلامي قدمت صورة مغايرة تماما للصورة النمطية التي تعودنا عليها من بعض الأحزاب .
أنا لست عضوا في الجبهة وكثيرا ما اختلف معهم في بعض القضايا ، وتوجهي الانتخابي مغاير . ولكن في ظل هذه الظروف الاستثنائية ومن خلال متابعتي لبعض المهرجانات ارتقت الجبهة ببرنامجها وخطابها وآليات عملها من خلال الفعاليات التي قدمتها . احترمت الحضور ــ بمختلف فئاته ــ فوجب على الجمهور إحترامها واحترام مرشحيها ، وتحدثت مع الحضور بلغة واضحة مفهومة وقدمت تاريخ موثق وأحداث مؤكدة ، وقدمت خطابا واعيا ينم عن فهم لدور النائب في مجلس نيابي تشريعي ورقابي ، وقدمت برنامج واقعي يليق بالوطن والمواطن كنموذج عملي ، وقدمت صورة ايجابية من خلال اللجان العاملة في المهرجان من حيث الترتيب والاحترام ولم اتفاجأ عندما عادت ساحة المهرجان أفضل مما كانت عليه ، لا يوجد فوضى ولا يوجد مطبلين ومسحجين وممن يتقنون فن التزمير للحزب ، خطاب يتماهى مع المشهد السياسي العام . خطاب واقعي حريص على الوطن والمواطن ، ومع الخطاب ترتفع أعلام الوطن ترفرف عاليا نحو غد أفضل

#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل