كاميرا

عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 8073 - 2024 / 8 / 18 - 16:16
المحور: القضية الفلسطينية
    

كاميرا ... مشاهد حقيقية ( تسرقها ) عدسة كاميرا لتشكل مع بعضها سلسلة لا تنتهي من كل المتناقضات التي رافقت نضالات شعبنا الفلسطيني ، مشاهد وثقت لكل الأجيال اسطورة من بطولات ، وأرَّخت تاريخ يبدأ من فلسطين وسينتهي حتما في فلسطين . صور ومشاهد تٌغني عن الآف الآف الأحرف والكلمات . هي الحقيقة الوحيدة التي تومض من عين الكاميرا لتستقر في ذاكرتنا ، مشاهد حقيقية بكل تفاصيلها من عين الحقيقة .
كاميرا ... عمل مسرحي متكامل العناصر حيث تم توظيف كل أدوات العرض بطريقة احترافية لتكون كل أداة عالم قائم بذاته ليكتمل كل مشهد ، وليس غريبا ان تتحول الأدوات إلى أفكار تحلق في سماء المسرح لتستقر في وجداننا لِتُتَرجم ( الرمزية ) في كل أداة إلى حكاية تنطق بكل المتناقضات لتستقر في عقولنا . وكان الإبداع يضاف إلى الأبداع من قبل فنانين ــ ولا أقول ممثلين ــ لأنهم استطاعوا ــ غصباً ــ أن يَدخلوا إلى أعماق أعماق مشاعرنا ... والدموع تخوض معركة لتحطم قيد الصمت كأنها تتحدى مآقينا لتخرج معانقة هواء الحرية ... وبكينا ــ وان اختلف حالات البكاء ــ كل حرف وكلمة خرجت من أفواههم كانت بمثابة تاريخ وملحمة وأسطورة ، فنانين تحركوا في أرجاء المسرح وكل حركة من جسد وكل إيماءة وكل لحن وكل أغنية تخترق الصمت فينا لتحرك بداية أعاصير في ذواتنا ، لينفجر بركان الحزن والألم والقهر والفقر والجوع والتشرد ، لتطفو على السطح معاناة لم يكتب التاريخ مثلها ولم ترصد عين الكاميرا مثيلا لها ، ليمر شريط الملحمة منذ عام 1948 إلى أن ... .!
هكذا هي ( مجد القصص ) تتحدى الواقع لتصنع المستحيل من خلال ترجمة نص ( زيد خليل ) حيث نفخت فيه من روحها لتلتقي أرواح الأخرين وتلتف من حوله . وبكل روعتها كإله للصمود تجسد في جسد ( نهى سمارة) لتبق أمل كل إمرأة على قيد الحياة وإن فقدت كل اولادها او زوجها او اشقائها أو حتى إن استشهدت ، ولأنها جسدت إله الصمود فستبقة أبدية حرة لا تموت . وكان الصوت يأتي من عمق المأساة ومن قاع الألم يخرج من بين شفاه ( نبيل ) ليحلق في فضاءات كنا نحلق بها نحو فلسطين . وكان ( هشام ) الصوت الذي يبث فينا كل أنواع التحدي لنبقى على صلة بكل حدث ، هو صوتنا الذي يرافق المشهد . و( مثنى ) عين الكاميرا وإذ ما استشهد سنجد ألف ألف ( مثنى ) وألآف لكاميرات التي ستنبض لتحرك في هذا العالم بقية من ضمير . وكانت البقية ممن جسدوا الحياة بكل متناقضاتها إلا أنهم علمونا أن نجمع شتات المتناقضات لنصنع اسطورة للبقاء والثبات والصمود .
كاميرا ... عمل مسرحي درامي غنائي يستحق ان نحتفظ بأرشيفه ليضاف إلى صور ومشاهد وذكريات ، لتنطق بكل لغات العالم أنها الحقيقة ، وقد بدأ العالم يدرك أنها حقيقة وإن حاول ( العدو ) أن يحطمها بكل أشكالها ، إلا أن الكاميرا كفكرة وجوهر ستبقى خالدة في ذاكرتنا وذاكرة كل انسان مناضل يتوق للتحرر والانعتاق في زمن كثرت فيه ( كاميرت ) مصطنعة ومهما فعلت من تشويه للحقيقة إلا أنها لن تحقق مرادها لأن هناك فرق كبير بين كاميرا عين الحقيقة التي تنبض بالحياة والحرية وكاميرا ما زالت سلعة بيد العدو راضية بعبوديتها .
وستبقى (( كاميرا )) حاضرة تخترق حدود الزمان والمكان لتمتزج ألوان مشاهدها لتنسج علم فلسطين

#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل