أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قاسم أسعد - النفس في الذات الانسانية / سلطة الضمير (2)














المزيد.....

النفس في الذات الانسانية / سلطة الضمير (2)


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 8050 - 2024 / 7 / 26 - 16:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما يكون الضمير يمثل القيم والاتجاهات الايجابية ( المنظومة الأخلاقية ) فإن سلوك الضمير في الذات الانسانية له دور كبير في تحديد علاقة الذات مع أقانيمها ومع الاخرين ، وعندما تكون الذات هي جهة الرقابة على مدى ما تحقق من سلوك الضمير فإن الشعور بالرضا عن الذات سيأخذ حيزا كبيرا باعتبارها ذات ايجابية .
لا شك أن في كل المجتمعات مجموعة من القوانين والانظمة والتعليمات الناظمة للحياة في مختلف مجالاتها ، وفي المقابل أوجدت المجتمعات سلم من العقوبات لفرضها ــ من خلال سلطة الدولة ــ على كل من ينحرف أو يخرق أيا من القوانين والانظمة والتعليمات الناظمة للحياة ، لأن أي انحراف أو خرق سيكون له تأثير سلبي على الذات وعلى المجتمع وإلا لكان المجتمع أشبه بقطيع والبقاء للأقوى .
والذات الانسانية ــ كأقانيم ــ يمكن تشبيهها بالمجتمع من حيث وجود مجموعة من القيم والاتجاهات والمعايير والعرف والعادات والتقاليد والدين . ... الخ ( الخاصة والعامة ) (( منظومة الوجدانيات )) تحت مسمى المنظومة الأخلاقية والتي تعتبر الناظم لعلاقة الأقانيم ببعضها وأيضا لعلاقتها مع الذوات الأخرى في المجتمع .
هي منظومة أخلاقية من المعلومات والتجارب والخبرات التي اكتسبتها الذات من خلال أقانيمها ومارستها وتمارسها كسلوك متبع .
نسمع كثيرا بعض المقولات ( هذا الانسان ضميره حي ) ( هذا الانسان ضميره نائم ) ( هذا الانسان ضميره ميت ) .
الذات التي ضميرها حي هي التي تسير وفق المنظومة الأخلاقية (( منظومة الوجدانيات )) ــ بكل أشكالها ــ والسلوك هنا هو أداة القياس للقيم التي تمثل الطابع المعنوي وتقاس بالممارسة ، والضمير في هذه الحالة هو الميزان لقياس مدى الرضا من عدمه عن هذ السلوك أو ذاك ومدى ما يحققه السلوك من رضا عن الذات للأقنوم المعني بالسلوك أو رضا الذوات الأخرى عن الذات لممارسة أي عمل ينطوي على ( منظومة الوجدانيات ) .
الضمير هو المحرك تبعا لما اكتسبته الذات من قيم ومشاهدة سلوكات ايجابية تم تخزينها كمرجع ونموذج عند القيام بسلوك مشابه .
على أن هناك خروقات للكثير من القيم وممارسات سلبية تؤذي الذات والمجتمع مع العلم أن الذات كغيرها من الذوات الأخرى اكتسبت القيم والاتجاهات والمعايير الاخلاقية من المجتمع ولكنها انحرفت من خلال ممارسة سلوك لبعض اقانيمها وربما في لحظة ما تتراجع الذات عن ممارسة بعض السلوكات من خلال ( صحوة الضمير ) حيث يشتعل الصراع الداخلي بين اقانيم الذات وتزداد جذوته مما يسبب ( للذات ) الألم والمعاناة على ممارستها لسلوك خارج إطار ( المنظومة الوجدانية ) المتعارف عليها في المجتمع ليكون ذلك محرك للضمير وما ينطبق على الذات القول أنة هذه الذات ( ضميرها نائم ) بمعنى أن هناك فترة مؤقته كانت السلطة لبعض أقانيم الذات على حساب سلطة الضمير وخاصة بما يتعلق بأقنوم الجسد المادي الذي يسعى دائما لاتباع ملذاته الجسدية على حساب باقي الأقانيم .
يصحو الضمير ويبدأ العتاب واللوم والندم ( تأنيب الضمير ) ومسألة حساب الضمير للذات تكون دائما بعد الحدث أو السلوك بغض النظر عن نوع الحدث والسلوك . إذ لا يمكن أن يكون أقنوم الضمير حاضرا قبل أو أثناء الحدث أو السلوك . لأن الذي يمنع السلوك قبل وقوعه هو سلطة الردع ممثلة بسلم العقوبات المتعارف عليها كعقوبة لممارسة سلوك خارج إطار القوانين او المنظومة الاخلاقية ، والذي يمنع استمرارية الحدث إما أن تكون قوة أخرى أقوى من استمرارية الحدث او ان اقنوم العقل كانت له السلطة في المنع قياسا على ما تم تخزينة في اللاوعي وتم استحضاره اثناء ممارسة السلوك أو أن هناك معيق مادي أو معنوي ، أو اي سبب اخر باستثناء سلطة الضمير لأن الالم والمعاناة واللوم والعتاب لا يحدث قبل الفعل ولا اثناء استمراريته .
فمثلا : ( الحب والكره ) قيم تتبع المنظومة الوجدانية والتي لا سلطة عليها للقانون أو لا تندرج تحت سلم العقوبات التي وضعتها السلطة لانها غير قابلة للقياس إلا بالممارسة والسلوك ، وهي قيم تنبع من داخل الذات نحو الأخرين ، قيمتان متضادتان لا تجتمعان في سلوك واحد ، وتكتسب من خلال المنظومة الوجدانية في المجتمع . الحب هو التحول في المشاعر والأحاسيس من (الأنا ) الخاصة إلى (هو ) العامة فإن كان الحب ممارسة سلوك حققت الذات الشعور بالسعادة والتقبل والرضا ، وفي حالة الكره يكون السلوك موجها من الذات إلى الأخرين كممارسات وسلوك يأخذ عدة أشكال لفظيه أو من خلال الحواس كالنظرات أو من خلال الحركات والتعابير الجسدية كالإيماءات او الاشارات . سلوك سلبي تجاه من يجب ان تظهر لهم الذات مشاعر الكره ، ليس هناك ضابط من المجتمع او السلطة او اي قوة خارج اطار الذات لتمنعها من ابراز مشاعر الكره .
تبدأ مشاعر الكره وتستمر ولا وجود للضمير كرادع يمنع هذه السلوك ، قبل الممارسة او حتى أثناء ممارسة السلوك . بعد لحظة ما ( وهي فترة نسبية تختلف من شخص لأخر ) وحسب قوة الصراع بين اقانيم الذات ومدى تقبل أو رفض الاقانيم لممارسة هذا النوع من السلوك ( الكره ) ربما يبدأ الضمير بإظهار سلطته على باقي الأقانيم من خلال بداية الشعور بالألم والمعاناة والندم على إظهار هذا السلوك للغير . سلطة الضمير تشكل رادع للمحاسبة لثني الذات عن الاستمرارية في ممارسة سلوك الكره . والمحاسبة هنا أيضا نسبية وتختلف من ذات لأخرى ، ولكن في المجمل إذا كانت سلطة الضمير قوية نجحت في فرض قوة من الردع لتحييد مشاعر الكره وربما استبدالها ــ لاحقا ــ بمشاعر الحب



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفس في الذات الانسانية / سلطة الضمير (1)
- النفس في الذات الإنسانية / من أنا ؟؟؟
- التوافق مع الذات / العلاقة بين الأقانيم (2)
- النفس في الذات الانسانية / العلاقة بين الأقانيم (1)
- النفس في الذات الانسانية / الذات والاستجابة للمثيرات (2)
- النفس في الذات الانسانية / الذات والاستجابة للمثيرات (1)
- النفس في الذات الانسانية / التوافق في العلاقات الانسانية وال ...
- النفس في الذات الانسانية / التوافق في العلاقات الانسانية وال ...
- النفس في الذات الانسانية / التوافق مع الواقع (2)
- التوافق مع الواقع (1)
- خلونا نتحزب (ج2)
- خلونا نتحزب
- يا سلملم يا سلام عا وسائل الإعلام
- هنا غزة يا سادة
- لا سمح الله
- أبو رغال الصهيوني
- ملاحظات للكتاب اليافعين
- ممنوع من جهة أمنية (1)
- وزارة المظالم
- شركات التأمين المفلسة


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قاسم أسعد - النفس في الذات الانسانية / سلطة الضمير (2)