أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عمر قاسم أسعد - وزارة المظالم














المزيد.....

وزارة المظالم


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 7633 - 2023 / 6 / 5 - 02:47
المحور: حقوق الانسان
    


لا شك أن الظلم ــ ومنذ بدء الخليقة ــ هو سمة من سمات الحياة . والظلم ــ مهما كان نوعه ــ حالة يمارسها أصحاب السطوة والسلطة والمال على غيرهم ممن لا حول لهم ولا قوة . والله عز وجل حرم الظلم وأنزل في كتابه الكريم أيات كثيرة عن الظلم ومصير الظالمين
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ) النساء 168 ( لَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَار ) ابراهيم 42 (فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ) الروم 57
وأيضا ورد عن رسولنا الكريم الكثير من الأحاديث التي تحرم الظلم وتتوعد الظالمين بعذاب عظيم (اتَّقوا دعوةَ المظلومِ، و إن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجابٌ ) ( اتَّقُوا الظُّلْمَ، فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يَومَ القيامة ) وغيرها الكثير من الاحاديث التي لا مجال لذكرها .
ولأن الظلم محرم في كل الديانات السماوية والوضعية قد اجتهدت الكثير من الدول لتأسيس ديوان تحت مسمى ( ديوان المظالم ) مهمته تلقي الشكاوى من المواطنين الذين وقع عليهم الظلم للتعامل مع هذه الشكاوى بشكل مباشر والنظر في انصاف المظلومين ، وفي زمن الخلافة الراشدية كان خليفة المسلمين الفاروق ( عمر بن الخطاب ) حريص كل الحرص على محاسبة الولاة عندما كان يجتمع معهم في موسم الحج وأيضا كان يستمع للشكاوي من عامة الناس ، في كثير من دول العالم تم استعمال مصطلحات كثيرة وتم استحداث دوائر ومكاتب تحت مختلف التسميات لتلقي الشكاوي من المواطنين لحلها وإشعار المواطن ان الدولة مهتمة لأمرهم وتسعى لتحقيق العدالة وازالة ما لحقهم من ظلم .
وفي وطننا العربي أعداد لا تحصى من دوواوين المظالم وصناديق الشكاوي والتي من المفترض أن يقوم المسؤولين بمتابعتها لتحقيق العدالة وانصاف المواطنين ورفع الظلم عنهم .
في أرننا الغالي يوجد في كل الدوائر والمؤسسات الرسمية صندجوق الشكاوي ، هذا الصندوق أصبح جزء من ديكور المكان ، وبعض الصناديق كتب عليه عدة ارقام للخطوط الساخنة ، ومع مرور الوقت تلاشت هذه الارقام والصندوق ما زوال فارغ ،
وفي أردننا الحبيب تم إصدار قانون تحت مسمى ( قانون ديوان المظالم ) لسنة 2008 حيث يتمتع هذا الديوان ( بشخصية اعتبارية ذات استقلال إداري ومالي ، ويمارس رئيس الديوان صلاحياته ومهامه باستقلالية ولا سلطان عليه إلا للقانون ولا يتلقى أي تعليمات أو أوامر من أي جهة أو سلطة )
لا أريد هنا أن أكون سوداويا في هذا الشأن وأنا أدرك تماما ان هذا الديوان قد أسس لهدف سامي وللمساهمة في حل مشاكل العامة وتلقي شكاويهم والمساهمة الجادة في تحقيق العدالة ، أدرك تماما أن من أهداف هذا الديون نصرة المظلوم لأشعار العامة أن الحق حتما سيعود لأصحابه وأن الظلم لا يدوم مهما كام نوعه ومن أي جهة كانت .
في أيامنا هذه نحن بأشد الحاجة لتفعيل ديوان المظالم وتفعيل صناديق الشكاوي، وعلى الدولة البدء بحملة إعلامية مكثفة وفي كل وسائل الاعلام بأن العدالة تتحقق وأن الظلم يجب أن ينتهي ،
نحن في أمس الحاجة أن تمتلئ صناديق الشكاوي بأصواتنا ــ كما تمتلي صناديق الاقتراع ــ ضد كل من يستغل منصبه وتسول له نفسه أن يظلم الاخرين وأن يضع نفسه فوق القانون .
هناك الكثير الكثير من قصص الظلم وعلى امتداد مساحة الوطن . بالسكوت عن الظلم نمنح الظالم فرص أخرى للمزيد من ممارسة الظلم على غيره ، بالسكوت عن الظالم سيسود قانون الغاب والغلبة للأقوى ، لنرفع الصوت وليشهر كل مواطن مظلمته وليزداد إصرارا على ان ينال حقه من خلال رفع الظلم عنه ومحاسبة الظالم ، ما المانع أن يتم استحداث وزارة تحت مسمى ( وزارة المظلومين ) تعني بكل مظلومي الوطن وتكون لسان حالهم ، تؤازرهم وتتلمس أحوالهم وتهتم لأمرهم ، عندما يتحقق ذلك سينعم الجميع بالطمأنينة لأن العدالة تتحقق وان الجميع متساوون في الحقوق والواجبات ، وان الجميع تحت القانون .
ونحن ندرك أن رب العزة قد حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما ، وعلى الظالم ان يتوب ويتقى الله لأن دعوة المظلوم تصل لله بلا ديوان للمظالم ولا صناديق للشكاوي ، تصل مباشرة من العبد لربه ولا بد أن الله مستجيب . والظالم يعلم ــ علم اليقين ــ أن أكف الغلابى ممن ظلمهم ترفع عقب كل صلاة خاشعة لربها داعية على من ظلمها وهي تدرك أن الله لا بد مستجيب ولو بعد حين .



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شركات التأمين المفلسة
- النفس في الذات الانسانية / البحث عن الذات (2)
- النفس في الذات الانسانية / البحث عن الذات (1)
- النفس في الذات الانسانية / التوافق مع الذات (3)
- النفس في الذات الانسانية / التوافق مع الذات (2)
- النفس في الذات الانسانية / التوافق مع الذات ( 1 )
- العبقري أبو راس مربع
- عيلة مكركبة / مسرحية
- سكتش مسرحي ( المرشح أبو سعدو )
- مام جلالة الملك ( الرصيفة لواء الثقافه ٢٠٢ ...
- أين الثقافة يا وزارة الثقافة ؟؟؟
- كيف يكون اشباه المثقفين
- حدث في الجنة
- إعطيني برستيج
- الحكومات وتناسخ الارواح
- النفس في الذات الانسانية / تناسخ الأرواح (2)
- النفس في الذات الانسانية / تناسخ الارواح (1)
- النفس في الذات الانسانية / النفس والروح في الاسلام (4)
- إطالة اللسان
- النفس في الذات الانسانية/ النفس والروح في الاسلام (3)


المزيد.....




- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عمر قاسم أسعد - وزارة المظالم