أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد اللطيف بن سالم - النخبة النكبة














المزيد.....

النخبة النكبة


عبد اللطيف بن سالم

الحوار المتمدن-العدد: 8083 - 2024 / 8 / 28 - 07:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النخبة "النكبة "

ومرض "الشيخوخة المبكّرة"

هناك ممن يسمون بــأنصار الشريعة في تونس من اعتبر النخبة التونسية ( نكبة).

لماذا- ترى يصفون النخبة التونسيّة بـ"النكبة" أليس لأنّها تكشف عن عيوبهم وعن سوآتهم وتشير إلى جهلوتهم ومحدودية ذهنيتهم في هذا الزمن الذي تجاوزهم وتجاوز رؤاهم وأفكارهم ؟
هناك مرض عضال وقديم لايزال منتشرا في العالم بنسب متفاوتة لكنه متغلغل أكثرفي المجتمعات العربية اسمه الشيخوخة المبكرة , مرض متوارث منذ زمن بعيد وبالخصوص في العائلات المنغلقة على نفسها في جماعات إتنية groupes ethniques أو في ما يعرف لدينا بالقبائل وبلآخص منها تلك المحاصرة نفسها برؤى محافظة جدا لا تخرج عنها أبدا وهي بطريقة أخرى تلك المجموعات التي تعيش في ملل ونحل دينية جد متعصبة وتعيد نفسها كذلك على مر الزمن ,تكرر ذواتها في نسخ متشابهة ومطابقة للأصل دائما حتى أن أفرادها تشيخ قبل أوان شيخوختها . ومن مثل هؤلاء ما نشاهد اليوم في بلداننا العربية مما أفرزته لنا هذه الثورة *غير المباركة * من هؤلاء الشباب ـ الشيوخ والذين هم في الواقع ليسوا بشيوخ ولاهم في عمر الشيخوخة وإنما هم مصابون بمرض الشيخوخة المبكرة دونما يدرون وهؤلاء هم الذين يصفون النخبة التونسية بالنكبة ولهم الحق في ذلك من حيث هم لايستطيعون أن يتجاوزوا محنتهم تلك فيقعوا تحت أنظار هؤلاء الموقع المزري الذي يحتاجون فيه دوما إلى العطف والمساعدة لآنه من ليس على طبيعته فهو مسخ metamorphose أو معاق وبالتالي يستحق من غيره الشفقة والرحمة دائما وهؤلاء عادة ما يضعون أنفسهم في غير موضعهم ويدعون ما ليس في قدرتهم ويعتقدون ـ خطأ ـ في اكتمال نضجهم وامتلاك مفاتيح الحكمة قبل غيرهم لكنهم مع ذلك ـ وككل المراهقين في الدنيا ـ يشعرون في قرارات نفوسهم بأنهم يخادعون الناس ويخادعون ذواتهم وأن الحقيقة ليست في متناولهم هم وحدهم وأن ما يعتقدون أنهم قد عرفوه منها ليس إلا مجرد وجهة نظر محدودة جدا جدا ...جدااااولا تخص إلاهم وحدهم ، وبالتالي فإن هؤلاء المرضى ب (الشيخوخة المبكرة ) في حاجة ـ في الحقيقة ـ إلى عملية جراحية لاستئصال مورث (جينة ) هذا المرض إن كان ذلك ممكنا أكثر من حاجتهم إلى اتهام أطبائهم ب ÷النكبة ÷ عساهم يواصلوافي الحياة نموهم أسوياء مثل غيرهم من البشر الآسوياء لكن لابد للنحبة أيضا من أن تتقي شر من تحسن إليه دائما .

السلفية الملتحية والخنافس:

يجدر التذكيرهنا بأن مثل هؤلاء الفاشلين والعاجزين عن الاستمرار في الحياة كغيرهم من الناس العاديين قد ظهروا في الستينات من القرن الماضي في ما يعرف بحركة الهيبي والتي اشتهرت لدى العرب حيئذاك ب (الخنافس) وكانت إفرازا طبيعيا للقهر والقمع الذين كانا مسلطين على المجتمع الغربى عموما وعلى الطبقة الشغيلة منه بالخصوص من الرأسمالية الغربية المتوحشة والتي كادت بجبروتها وطغيانها أن تنزع من الناس إنسانيتهم وتجعلهم ربوات تتحرك أوتوماتيكيا دون وعي منها وفي حالة استيلاب كامل aliene) ) . مثل هؤلاء ما نشاهد اليوم في بلداننا العربية وبالخصوص بعد هذ ه الثورة ـ مع وجود الفارق طبعا بين هؤلاء وهؤلاء ـ إذ أن هؤلاء الخنافس كانوا واقعين في استيلاب الاقنصاد الآلي الشرس وهؤلاء الشباب الملتحي والمنقب واقعون في استيلاب الدعوة إلى الآخرة ، هؤلاء كانوا ثائرين على الرأسمالية المتوحشة وهيمنتها المادية التي كادت أن تكون مفرغة من الروح الأنسانية كما كان يقول برقسون المفكر الفرنسي وهؤلاء يعبرون عن الفشل في التأقلم مع محيطهم العربي الذي لا يحسن التصرف بعد في مدخراته وأمواله ولم يعرف بعد كيف يستجيب لمطالبهم وأهدافهم من تلك الثورة فهم إذن سلفيون في الظاهر ويمارسون طقوسهم الدينية وفي الباطن يعيشون احتقانا وإحباطا وكبتا وشعورا بالعجز عن مواجهة هذا الواقع
المتردي الذي يعيشون به ولا يقدرون على تغييره لآن جحافل الضلام فيه أكثر من فصائل النور حتى أن البعض منهم يلقون بأنفسهم إلى التهلكة مبررين ذلك إلى الناس وإلى أنفسهم بأنهم مجاهدون في سبيل الله إذا ما ذهبوا إلى قتال إخوتهم في سورية العربية المسلمة ولقوا حتفهم هناك . إنهم باختصار قد ضاقت بهم الدنيا فأسلموا أنفسهم إلى الآخرة .

ومن نكد الدهر على هؤلاء أنهم يقعون بسهولة في أيدي السماسرة , سماسرة الموت الذين يتاجرون بهم في سوق النخاسة الجديدة ، أليسوا جميعا عباد الله ؟وليس على العبد إلا الطاعة لسيده والاستسلام بالتالي لمشيئة ربه ومشيئة الرب في اعتقاده تدعوه ألى الجهاد في سبيلهوقتل الآبرياء من بني جنسه لإرضاء ربه فعليه إذن أن يلبي داعي ربه ويذهب إلى سورية لقتال إخوته الذين لم يقف من العالم العربي مثلهم في مواجهة الامبريالية العالمية لكنهم ينسون للأسف أو يتناسون فول ربهم (ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة ...ألى آخر الآية ).
إنه من المتناقضات العجيبة في هذا العالم العربي أنه من أغنى المناطق في العالم بأسره لكن أغلب شعوبه لا تزال تئن وترزح تحت وطأة الفقر المدقع وما كل هذه التيارات المتطرفة في الدين أو في السياية إلا إفرازات لهذا الوضع السيئ المتأزم وأكبر عامل في هذا كله هو الجهل والنقص الكبير في العلم والمعرفة بالنسبة للناس الموجودين في القمة ( الحاكمة ) والذين لا يفكرون بما يجب أن يفكروا فيه لصالح القواعد ولأنهم لايزالون مرضى بالأنانية التي هي أبرز علامة على التخلف الحضاري .



#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديانة الإنسانية والحب
- الأديب محمود المسعدي تحت المجهر
- الحج والعمرة
- تساؤل محيّر.
- منعوني من السفر
- الله الأكبر ...أنا الإنسان
- ملاحظات عابرة
- خاطرة عابرة :
- إنذار وتحذير :
- من الشعر الفلسفي
- ماالعمر؟
- مواضيع فقط للتفكير والتأمل
- حول الصراع الطبقي في الماضي
- الفكر الوجيز...واكتشاف مهم
- التقاعد الإلزامي :
- الأدب الوجيز تحت المجهر
- الاعتداء على الطفولة في العالم الاسلامي
- وما الأمس لذاكره بعيد
- تدهور خطير
- كلمات متقاربة


المزيد.....




- بعد أيام من التوتر.. شيوخ السويداء وقادة الفصائل يصدرون بيان ...
- مصدر لـCNN: تأجيل الجولة الجديدة من المفاوضات النووية بين أم ...
- إيلون ماسك باق على رأس تسلا: مجلس إدارة الشركة ينفي بحثه عن ...
- إرجاء المحادثات النووية بين طهران وواشنطن... هل تنعقد الأسبو ...
- تهديد جديد شديد اللهجة من وزير الدفاع الإسرائيلي للشرع دعما ...
- هيئة البث الإسرائيلية: مئات الجنود الدروز يستعدون لتقديم مبا ...
- -كتائب القسام- تعلن تنفيذ عملية مركبة في شارع الطيران بحي تل ...
- مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن
- مخاوف عراقية من حرب إيرانية أمريكية
- ترامب يهدد كل من يشتري نفطا من إيران بفرض عقوبات ثانوية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد اللطيف بن سالم - النخبة النكبة