أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ادم عربي - إسرائيل... الوجوه المتعددة لعملة واحدة!














المزيد.....

إسرائيل... الوجوه المتعددة لعملة واحدة!


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8076 - 2024 / 8 / 21 - 13:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم : د . ادم عربي
بعد مُضيِّ أكثر من عشرة أشهرٍ على الحرب التي تشنُّها "إسرائيل" على قطاع غزَّة، ورغم الضجيج والصَّخب الدَّاخلي، تبقى الحقيقة الثَّابتة أنَّ جميع المكونات الإسرائيليَّة تصطفُّ خلف قرار استمرار الحرب. هذا الواقع يُبرز أنَّ سياسات وسلوكيات نتنياهو ليست مجرد ظاهرةٍ شاذَّةٍ أو خارجةٍ عن السِّياق العام لإسرائيل، بل يعكس ذلك توافقًا واسعًا داخل المجتمع الإسرائيلي، يمتدُّ إلى ما هو أبعد من التَّيار اليميني، كما يحاول البعض تصويره.

إنَّ السَّعي لتقديم هذا الانطباع يأتي في إطار محاولة تحسين صورة "إسرائيل" الملطَّخة بمساحيق التجميل، وقُبحا تؤكِّده الحقائق التاريخيَّة التي تُثبت أنَّ سياسات نتنياهو وحلفائه اليمينيين تجاه الفلسطينيين لا تختلف كثيرًا عن ممارسات بقيَّة المكونات الإسرائيليَّة.

عند إلقاء نظرةٍ سريعةٍ على مختلف المحطات التاريخيَّة لإسرائيل، يتَّضح أنَّ المشكلة ليست محصورةً في نتنياهو أو بن غفير أو سموتريتش أو في انتماء هؤلاء إلى اليمين أو اليسار. الأزمة تكمُن في السياسة الإسرائيليَّة نفسها وفي المؤسسة الإسرائيليَّة بشكلٍ عام، حيث يتساوى الجميع في هذا النَّهج. ورغم وجود اختلافاتٍ أيديولوجيَّة بين الأحزاب والتيارات، فإنَّ هذه الفروقات لا تنعكس على الموقف من القضيَّة الفلسطينيَّة، حيث يتفق الجميع على تطبيق سياسةٍ واحدةٍ تجاهها.

ما يجمع الإسرائيليين في هذا السِّياق هو الإحساس بامتلاك "شيكٍ" على بياضٍ من واشنطن. فقد كرَّر الإسرائيليُّون على مرِّ العقود تحدِّي الولايات المتحدة والإصرار على ما يعتبرونه خطواتٍ حيويَّةً، مثل إعلان قيام إسرائيل، ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين، وإعلان القدس عاصمةً لإسرائيل، وتطوير المفاعل النووي في ديمونا، وتوسيع المستوطنات.

ومن بين هذه الملفات، يُعدُّ الاستيطان من أبرز المجالات التي يظهر فيها هذا التوافق، حيث يمكن الحديث عن "عقليَّةٍ استيطانيَّةٍ" متجذِّرة. هذه العقليَّة، التي تخدم هدف الانتشار اليهودي الاستيطاني، تمَّ تعزيزها من قِبَل كل الأطراف دون استثناء. وعملت جميع الحكومات على بناء البنية التحتية الاقتصاديَّة التي تُعزِّز هذا الهدف، معتبرةً "الدولة" أداةً لتنفيذ مشروع الاستيطان.

حتى بعد اتفاق أوسلو، لم يتوقَّف الاستيطان، بغضِّ النظر عن الحكومة القائمة. سواءً كانت حكومة رابين أو نتنياهو أو بيريز أو باراك أو أولمرت أو غانتس، كلُّها دعمت استمرار وتوسيع المستوطنات. وكما نُقل عن شارون قوله في إحدى الجلسات الحكوميَّة: "ابنوا ولا تتكلَّموا"، مشدِّدًا على أنَّ بناء المستوطنات هو مشروع طويل الأمد للأجيال القادمة.

إلى جانب العقليَّة الاستيطانيَّة، هناك أيضًا "العقليَّة القمعية" التي تعتمد على شن الحروب والترويع كاستراتيجية. هذه النزعة ليست حكرًا على التَّيار اليميني، فقد تمَّ تبنِّيها من قِبَل جميع التيارات، وتمجيد الجندي العبري باعتباره "الإنسان اليهودي الجديد" كما وصفه بن غوريون، والتفاخر بالعمليَّات العسكريَّة ضد المدنيين.

وقد أظهرت استطلاعات الرأي مؤخرًا أنَّ غالبيَّة الإسرائيليين تؤيِّد استمرار الحرب على غزَّة، ما يعكس تلك العقليَّة القمعية الجماعيَّة ورغبة الشَّعب الإسرائيلي بمختلف تياراته في تحقيق "نكبةٍ ثانيةٍ" في غزَّة. رغم أنَّ اليمين يُعلن أهدافه بلا مواربة، إلا أنَّ الأطراف الأخرى تدعم نفس الأهداف من خلال تأييد قتل الفلسطينيين وتدمير القطاع كخطوةٍ أولى نحو طرد الفلسطينيين وتهويد غزَّة.

وفي هذا السِّياق، يشير "ألوف بن" في مقالته إلى "الموقف الجوهري" لبني غانتس الذي يؤيِّد سياسة الحكومة التي هو جزءٌ منها، ويؤيِّد استمرار القتال وتوسيعه إلى رفح، رغم تهديده بالانسحاب من الحكومة. هذا الموقف يعكس مبدأ مشتركًا بين الإسرائيليين من كل الأطياف: "استخدام القوة العسكريَّة لتحقيق النتائج السياسيَّة". في "إسرائيل"، هناك اعتقاد راسخ بأنَّ ما لا يتحقق بالقوة يمكن تحقيقه باستخدام المزيد منها.

ويؤكِّد هذا الاعتقاد بأنَّ القوة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق الأهداف السياسيَّة، ويستشهد بمذكرات "بيغن" التي قال فيها: "لولا أعمال القتل والتهجير في القرى والمدن الفلسطينيَّة لما وُجدت إسرائيل". وهذا يتعارض مع فكرة وجود شريكٍ فلسطينيٍّ في التفاوض ومع مبدأ التفاوض الإسرائيلي العربي.

لذلك، يعلن المسؤولون الإسرائيليون باستمرار، سواءً كانوا من اليمين أو اليسار، أنَّه لم "يعد هناك شريك فلسطيني للتفاوض معه"، وهذا ما يُصرُّ عليه نتنياهو علنًا ويوافق عليه غانتس ضمنيًا من خلال رفضه أي وجودٍ فلسطيني في إدارة القطاع، بما في ذلك السلطة الفلسطينيَّة.

هذا التطرُّف تجاه الفلسطينيين، بما فيهم "الشريك" في العمليَّة التفاوضيَّة، وصل إلى أقصى حدوده. فهناك إجماعٌ إسرائيليٌّ على رفض فكرة الدولة الفلسطينيَّة، ويرى الخبراء أنَّ هذه الفكرة مرفوضةٌ حتى لو رحل نتنياهو واستمرَّ الضغط الأمريكي. وكما قال "ألوف بن" في مقالته، "إسرائيل ستصغي إلى الأمريكيين، ولكنها ستفعل العكس"، بغضِّ النظر عن هوية المسؤول الإسرائيلي، حيث يتشارك الجميع الجذور النفسيَّة والثقافيَّة نفسها، وهي الجذور التي نمت على مدار 76 عامًا لتُنتج في حرب غزَّة إجماعًا إسرائيليًا على سياسات القمع والترهيب.



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلنار أو زهر الرمان!
- -الحريديم-.. القنبلة الموقوتة في -إسرائيل!
- عودة الاغتيال السياسي إلى أميركا: خطر الحرب الأهليّة
- مشروع 2025.. خطة للحكم أم وصفة لتدمير أميركا؟
- كاميلا هاريس رئيسة ام شرارة في برميل البارود؟
- نساء!
- مفارقة -الابن- أكبر من أبيه!
- تجربة آينشتاين معَ الحقيقة!
- سأقولُ ما لمْ يقلْهُ أحد!
- الخير والشَّر!
- دراسة في فكر مهدي عامل!
- اذكريني!
- نقض الفلسفة الوجودية !
- نحن الظالمون!
- في ماركسية ماركس!
- الاقتصاد السياسي للنقود!
- ولما أشرق وجهك
- فلسفة أكسل هونيث!
- الديالكيك ...فهماً وتحليلاً!
- على ضفافِ طَيْفِكِ!


المزيد.....




- الـ-إيكونوميست-: خمس الجنود الأوكران لاذوا بالفرار من خطوط ...
- جو بايدن يؤكد التزامه بـ-نقل سلمي للسلطة- للرئيس المنتخب دون ...
- لاريجاني يدعو لتجنب -فخ إسرائيل- وطهران تطالب إدارة ترامب با ...
- حماس تدعو لحراك شعبي يستمر 3 أيام لوقف حرب الإبادة على غزة
- مجزرة وسط غزة والاحتلال يتحدث عن قتال عنيف شمالي القطاع
- إدارة ترامب الجديدة .. ملامح مختلفة وخطط طموحة
- المشهد السياسي الأميركي.. هيمنة جمهورية تدعم توجهات ترامب ...
- الانتقال السلمي للسلطة .. تقليد ديمقراطي راسخ في أميركا
- لماذا -فشلت- استطلاعات الرأي في التنبؤ بفوز ترامب؟
- أول قرار تعيين رسمي يتخذه ترامب بعد فوزه في الانتخابات


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ادم عربي - إسرائيل... الوجوه المتعددة لعملة واحدة!