أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - هل العراق بحاجة لدين ثالث؟














المزيد.....

هل العراق بحاجة لدين ثالث؟


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 8074 - 2024 / 8 / 19 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق بحاجة لدين ثالث .. لأنقاذه فالأديان و المذاهب و الأحزاب السائدة فيه الآن و التي تشعبت من المذهبين الرئيسيين إلى جانب الديمقراطية التي أضيفت لها؛ ليس فقط لم تنفعها, بل و تسببت في فساد الوضع و إنحراف أخلاق و قيم الناس و تعميق المآسي و المظالم رغم الخير الوفير و منابع الطاقة فيه من النفط و الغاز و الزئبق و الكبريت و غيرها .. طبعا لا ننكر تراكمات الأنظمة السابقة و ما فعلت من فساد و دمار و تمهيدات لهذا الوضع القائم اليوم .. لذلك نحتاج لِدِين ثالث بدل هذا السائد علّه يجدي نفعاً برد الناس و إخضاعهم للحق!

لقد إنشغلت الحكومة و محطات الأعلام و الفضائيات هذه الأيام بإهتمامهم و التخطيط لسلامة الزائرين بشكل منقطع النظير لأداء زيارة أربعينية الأمام الحسين (ع) الجارية الآن, و مجّدوا - خصوصا الأعلاميون المأجورين - تلك الخطط و التمهديات المقدمة و كأنها أهداف مركزية لقضية الأمام(ع) لتحقيقها لسلامة الزائرين و مواكبهم ..
و الحال إنّ تحقق هذا .. لا يتعدى أن يكون سوى مراسيم و شكليات تقام منذ مئات السنين بمستوى معين يسمو أو ينخفض ؛ يزيد أو ينقص عدد الزائرين أحيانا؛ تؤدى بشكل جيد و أحياناً سيئ حسب الزمكاني .. لكن كل ذلك يكون بلا تحقيق ولا هدف واحد من أهداف ثورة الامام الحسين و صحبه و أهله و محبيه .. لأن الناس كما الحكومات - أكثرهم - لا يعرفون هدف ثورة الامام الحسين (ع) رغم كثرة المنابر و الأبواق الأعلامية و الرايات الحسينية ..!!؟

نعم الزيارات كما قلنا سابقا لها تأثير روحي ذاتي فقط لكن آني و شكلي و وقتي و تنقضي بمجرد إنتهاء زمانه و موسمه و تناول لقمة حرام .. لتعاد الأمور إلى وضعها السابق من بقاء الظلم و ألأجحاف و النهب و الفساد الذي إشتكى منه حتى الأجانب(الكفار) من الصديق و العدو ؛ القريب و البعيد لحجم الكارثة و إفرازاتها التي ألمت بآلعراق كله نتيجة الجهل و عدم معرفة الأمام الحسين (ع) المظلوم من الشيعة و السنة رغم مرور 1400 عام على مأساته و ثورته المظلومة.

أخوتي جميعاً .. خصوصا الأعلاميين و رؤوساء التحرير و الفضائيات و المهتمين بقضايا الأنسان الساعين لرضا الله فوق كل ذلك .. إعلموا؛ إن الله و أوليائه لا يطلبون زيارة الحسين(ع) فقط عبر آلطائرة أو السيارة أو المشي أو غيرها من الوسائل ؛ إنما يُريدون تطبيق شعائر و مبادئ الأمام الحسين(ع) و صحبه الذين ضحوا لاجلها و العدالة أوّلها لحياة عملية عادلة .. نعم لأجل العدالة قبل أيّ شيئ و باقي الأمور تأتي تباعاً و بدرجات من بعد ذلك .. كلبس السواد و البكاء و اللطم و سلامة الزائرين و تأمين الغذاء و السكن لهم و غيرها من الخدمات المتوفرة التي تدوم لأيام كما كل عام لترجع الأمور لأولها ..

إن سلامة الزائرين و حفظ كرامتهم و مواكبهم الحسينية و تأمين مستقبلهم و وطنهم الحرّ و سعادتهم نهاية المطاف؛ إنما يتمّ من خلال إنصافهم و تأمين حياتهم المعيشية و الصحية و التربوية و إرجاع حقوقهم المنهوبة من قبل أعضاء جميع الحكومة التي تعاقبت و دورات و البرلمان و القضاء الفاسد العاجز عن محاكمة ألعتاوي الكبار(قبل ثلاثة أيام دعت المحكمة نور زهير لمحاكمته, لكنه رفض الحضور بكل بساطة) و المشكلة أن لا أحد يعلم بمكانه و هو مع داعميه من جميع الفاسدين من حوله ينعمون بآلأمن بظلهم و توافقهم مع الذين سرقوا كل حقوقهم و كرامتهم و مستقبل أطفالهم و إستقلال بلدهم لحساب الأحزاب المتحاصصة و أعضائها المرتزقة إلى جانب عجزهم عن فرض أصول لتصويب قوانين عادلة غير منحازة للطبقة السياسية التي تسببت في تعميق الطبقية و الفوارق المعيشية, و هذا لا يتحقق من خلال أداء زيارة شكلية بسلام .. و بآلتالي لا يتحقق هدف الحسين التي أحصرها بكلمة واحدة , هي [آلعدالة] ..

نعم بآلعدالة فقط يرضى الله علينا و ينصرنا .. كأوّل هدف يجب أخذه بنظر الأعتبار في حال تصويب قانون في البرلمان أو الهيئات الحكومية أو قرارات من المحاكم العراقية, فما حدث و يحدث للآن, كان هو العكس تماماً و آخرها ما حدث أمس بتصويب البرلمان لقوانين جديدة لصالح النواب بإضافة إمتيازات خاصة لهم و للمرتزقة من حولهم .. من دون النظر في حقوق الشعب الذي و للأسف إنتخبهم بسبب الجهل المتفشئ في أوساطهم نتيجة فشل الأعلاميين في نصرة الحق و العدالة .. و هنا بيت القصيد الذي على الأعلاميين و الحاكمين وضعه بنظر الأعتبار من الآن و صاعداً , بل و تثبيته كأساس و نقطة مركزية لرسالتهم عند كتابة مقال أو أيّ نقد أو كتاب حول السياسة و الأقتصاد و الصحة و التعلم و الأدارة و العدالة ووغيرها .. و إلا فإنهم (الأعلاميون و الحاكمون و الوزراء و النواب) جميعهم يتحملون مسؤولية هذا الوضع الخطير الذي سيكون أخطر في حال نشوب الحرب الخاسرة القادمة, و عن كل ما حدث و يحدث للآن بعد صدام اللعين بشكل خاص,!

تمنياتي لكم بوعي ما كتبت بدقة و إنفتاح كامل لقضايا الوجود و عدم الركون في الذات التي هي السبب و العلة في مآسينا .. و أملي الوحيد وعي هذا الأمر الخطير و توضيحها للجماهير و الناس و ترك المديح و التطبيل الفارغ و التأكيد على هذا (القائد) و ذاك (الزعيم) و (الرمز) و وو الشكليات و الكلائش و الشعارات التي تسببت للعراق و للشعب بل (للشعوب) المزيد من الفساد و الذلة و تسلط الفاسدين و المجرمين في الأحزاب و المليشيات التي لا يهمها سوى تأمين رواتبهم و قصورهم و حماياتهم و تكبرهم قبل أي شيئ آخر .. بينما المخلص لوطنه و شعبه ناهيك عن المدعين للحق و الأيمان و الدعوة للإسلام؛ يسعون لتأمين الحياة و الكرامة و كل أمر مفيد لجميع آلناس و بآلتساوي قبل مصالحهم و رواتبهم و معيشتهم, لأن المؤمن الحقيقي بآلله واليوم الآخر يسعى كما قلنا مراراً :
[تحقيق الفائدة و الحقوق للآخرين قبل تحقيقها لنفسه], و ما حدث كان العكس .. بل و أظلم من العكس عبر سرقة حقوق الناس و الفقراء و كما يعرف الجميع ذلك و بآلأرقام و البينات؟

العارف الحكيم عزيز الخزرجي



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين الثالث :
- دور القراءة في الوجود :
- حقائق لها دلالات يجب أن تُدرّس في المدارس :
- دور الفلسفة الكونية في رسم الدساتير :
- الفرق بين حضارتين :
- لماذا كلمة الحق مرفوضة !؟
- المستقبل الأسود سيدمر الشعوب فقك !
- ألشيعة كآلسُّنة كآلأكراد كآل...
- كيف نتعامل مع الظالم ؟
- جوهر الخراب في بلادنا
- لا تستغرب من أي فساد في العراق :
- ألحكومات تُحارب القيم بنظام التّفاهة :
- ألعالم المستكبر يحارب القيم :
- قانون (النّمو الكونيّ) :
- دور الفكر الحديث لتغيير العالم :
- أثر لقمة الحلال على مصير الأمم :
- أثر لقمة الحلال في مصير الأمم :
- الحج الحرام :
- لماذا التغيير واقع لا محال؟
- هل يدوم حكم الأحزاب !؟


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-فرار شخصيات إيرانية بارزة- بعد النزاع مع إسر ...
- مقتل رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني
- حادثة تحطم منطادين سياحيين في أكسراي تودي بحياة شخص وإصابة 3 ...
- -واشنطن بوست-: مسؤول سوري كبير سابق يعترف بأن الأسد شخصيا أم ...
- -نشوة البداية وخيبة النهاية-.. لواء إسرائيلي يكشف عن شلل ستع ...
- مصادر عبرية: هجوم إيراني يمني وشيك على إسرائيل
- تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية في مرآة الصحافة الفارسية ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث 1200 من قتلى الحرب
- لماذا يستولي جيش الاحتلال على منازل الفلسطينيين في الضفة؟
- ما وراء -طوارئ ترامب- الزائفة


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - هل العراق بحاجة لدين ثالث؟