شابا أيوب شابا
الحوار المتمدن-العدد: 8072 - 2024 / 8 / 17 - 15:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نشرت صحيفة كومرسانت الروسية(*) المقال التالي:
"أصبحت منظمة الدول الناطقة بالتركية( ОТГ) حقيقة يجب على روسيا أن تأخذها في الاعتبار"
قد يصبح التوسع التركي مُشكلة أخرى للمصالح الروسية.
"إن منظمة الدول الناطقة بالتركية، التي أسستها تركيا، هي عامل جديد في سياسة دول آسيا الوسطى وما وراء القوقاز، ولا يمكن لروسيا أن تتجاهله.
وفي سياق العمليات الجيوسياسية الحديثة، تساعد أنشطة المنظمة في الحد من نفوذ روسيا في المنطقة.
وعلى عكس روسيا التي تعتمد على تطوير العلاقات الاقتصادية مع هذه الدول، فإن تركيا، بالإضافة إلى ذلك، قادرة على تقديم أيديولوجية جذابة لـ “العالم التركي”، مما يهدد بانتشار المشاعر المؤيدة لتركيا في دول آسيا الوسطى.
من الصحيح أن نُطلق على مثل هذه العمليات التوسع السياسي لتركيا: فهي تعزز نفوذها في تلك البلدان التي انجذبت منذ فترة طويلة نحو بلدنا (أي نحو روسيا).
تتوافق أهداف منظمة الدول الناطقة بالتركية على المدى المتوسط مع رؤية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في إطار السياسة المتبعة في المنطقة. ويتعلق هذا في المقام الأول بتطوير طريق النقل الدولي عبر قزوين كبديل للممر الشمالي عبر روسيا. يمكن أن يؤدي ربط هذا الطريق بين الصين وأوروبا إلى تقويض مكانة الاتحاد الروسي كدولة عبور رئيسية بين الصين والاتحاد الأوروبي.
ولكن الأهم من ذلك، أن هذا مشروع رئيسي يساهم في توسع الغرب وتركيا في منطقة آسيا الوسطى ( وعلينا أن نُذكِّر القاريء أنّها تحتوي على احتياطيات ضخمة من الليثيوم والمعادن الهامة الأخرى التي تبدي الدول الغربية اهتماماً كبيراً بها). وبالمناسبة، تعهد الاتحاد الأوروبي في بداية هذا العام باستثمار 10 مليارات يورو في المشروع.
لذا فقد تبين أن الغرب أصبح قادراً على الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة، وفي الوقت نفسه يدفع روسيا إلى التراجع، وتحاول منظمة الدول الناطقة بالتركية ملء الفراغ الإيديولوجي بـ "رواياتها القومية التركية".
في حال تطور الوضع سلبيا، يُطرح السؤال حول أمن المناطق الروسية ذات السكان الناطقين بالتركية. يُمكن للسلطات التركية الاعتماد على العمل مع الشركات والنخب المحلية، وتعزيز المبادرات في إطار التعاون الإنساني والاقتصادي.
لا تمتلك روسيا أدوات فعالة للقوة الناعمة التي من شأنها أن تساهم في تكوين صورة إيجابية عن البلاد في المنطقة. وفي هذا الصدد أصبحت منظمة الدول الناطقة بالتركية حقيقة يجب على روسيا أن تأخذها بعين الاعتبار.
(*) كوميرسانت (Коммерса́нтъ)جريدة روسية وتعني باللغة الروسية رجل الأعمال، وهي صحيفة روسية يومية.
ترجمة وإعداد: د. شابا أيوب
#شابا_أيوب_شابا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟