أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال جمال بك - وجه الخير واستراحة العقل














المزيد.....

وجه الخير واستراحة العقل


كمال جمال بك
شاعر وإعلامي

(Kamal Gamal Beg)


الحوار المتمدن-العدد: 8069 - 2024 / 8 / 14 - 19:35
المحور: الادب والفن
    


في استراحة الكرنك بتدمر، كما يسمونها نسبة إلى شركة حافلة النقل التي تقل الركاب بين المدن، تناول الشاب القادم من آخر مصب سوري للفرات إلى أقصى أمانيه الدراسية في الشام، وجبة سريعة، ووقف مبتعدا عن المطعم مع كأس شاي وسيجارة. استراحة في منتصف طريق كالح لا ينطوي السراب في سبع ساعات منه إلا مع نهايته بإطلالة ربوع الغوطة.
استراحة لم تمنعه غبرة الرمال في أجوائها، ولا تموجات لهيب الحرارة في أنفاسها، من تأمل جفاف التمر في نخلاتها، وحزن السَّعف الصامت على شؤوم سجن سرق اسم مملكة زنوبيا وحولها إلى كهف "الداخل إليه مفقود، والخارج منه مولود".
ذهاباً وإياباً على مدى سنين، من البوكمال إلى دير الزور وصولا إلى دمشق، اختار ركناً يستند إليه في زاوية بأقصى الاستراحة، رفقة دفتر وقلم لتداعيات فكرة شاردة، أو خاطر ذاهل، أو ذكريات هاربة، ومع كل تدوين تنز الأسئلة دما جديدا، من جروح الصحراء المفتوحة.

********** **********

في مقصف كلية الآداب بدمشق أمضى الطالب أكثر من نصف عمره الدراسي، في استراحة بعد منتصف الثمانينات. النقاشات في حالة غليان، وبيروت محاصرة وتم اجتياحها إسرائيليا. وأبو حسين الأسمر الفلسطيني من يدير المقصف يملك فراسة يتغاضى بها عن مشروبات البعض، ويحاسب بها آخرين بدقة. ومع النقاشات الفكرية والسياسية والدراسية أحيانا، غزل نسيج علاقات غرامية، ظهر بعضه إلى العلن، وبقي بعضه طي الكتمان. وللمقصف رواده الدائمون، وله زواره الضيوف، وهؤلاء يسألون أولئك عن أغراضهم بهمس، "فالحيطان لها آذان" وآذان الحيطان الإسمنتية الفاصلة بين كلية الآداب وما وراءها تسمع دبيب النمل في أفرع الموت الأمنية!
********** **********

في استراحة ما بين شوطين من التهجير، صار منفاه الباريسي خلية مع فريق عمل إعلامي، من لقاءات إذاعية وتلفزيونية وصحفية، دفاعا عن حقوق مشروعة لشعب ثار على الظلم والاستبداد. وبانقضاء شهر العسل نفض الجميع أياديهم من دعم ولو معنوي لمشروع إعلامي، من تجمعات تشكلت على عجل بشعارات براقة، إلى منظمات عربية ودولية، أجمعوا كلهم على دعم مشروع إعلامي (استراحة) منوعات وفرفشة للراحة.

********** **********

على مقعده الخشبي المعتاد في استراحة التدخين في حديقة المشفى في السويد، جلس الغريب فرحا بدفتر أعطوه إياه من غرفة الممرضات والممرضين، بعدما أرهقهم بطلباته المكوكية للورق وبري قلم الرصاص، ومع توهج السيجارة الثانية من ذبول عقب الأولى، وتوالي اشتعال الجمر في منقل القلب، تطاير شرر الكلمات على البياض لحما ودما بلون الفحم:
خارج أوقات الدواء الرسمي
أرتب أغراضي الشخصية
الدفاتر نظيفة إلا من الكلمات
قلم الرصاص جاهز خال من الرصاص
علاقة المفاتيح مطمئنة في الجيب الأيمن
فلاشة الكمبيوتر نائمة في الجيب الأيسر
علبة السجائر في جيب الجاكيت الرصاصي
وإلى جانبها تتمدد القداحة
حقيبتي الجلدية تقرفص جانبي
وأهم ما فيها نظاراتي وكمبيوتري الشخصي
وبهما أفتح النوافذ
وأسلّم عليكم بالخير يا أصدقائي
خارج أوقات الدواء الرسمي
********** **********



#كمال_جمال_بك (هاشتاغ)       Kamal_Gamal_Beg#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجه الخير في الحقيبة
- يستيقظ صباحاً كعادته
- سُحب بغير قلادة
- أمٌّ واخترناها
- وردات هجرية عابرة للقلوب
- طفل يحبو للسّتين
- وكن لوحدتك الأحضان
- -لاجئ في المشفى- بترجمة فرنسية
- أحداق من زيت الزهر
- -كروموسوم الحُب 21 قيراط-
- وجه الخير وصلاة العائب على الغرقى
- هيَّ لينا.. وضرب السّيف
- مشط لخصلة حُب
- بجماليون المصري لحسام الدين شعبان
- -ظهري أوهى من غيمة- لسعاد الخطيب
- مصادفات البلاي ستيشن
- في مدار الشَّمس
- من أغنيات الرياح وأحضانها
- تقاسيم غَزْل النبات
- وجه النَّهر امرأة


المزيد.....




- الدوحة.. متاحف قطر تختتم الأولمبياد الثقافي وتطلق برنامجا فن ...
- من قس إلى إمام.. سورة آل عمران غيرتني
- إطلاق متحف افتراضي في دمشق يوثّق ذاكرة السجون في سوريا
- رولا غانم: الكتابة عن فلسطين ليست استدعاء للذاكرة بل هي وجود ...
- -ثقافة أبوظبي- تطلق مبادرة لإنشاء مكتبة عربية رقمية
- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة
- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي
- -ما تَبقّى- .. معرض فردي للفنان عادل عابدين
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال جمال بك - وجه الخير واستراحة العقل