أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال جمال بك - -ظهري أوهى من غيمة- لسعاد الخطيب














المزيد.....

-ظهري أوهى من غيمة- لسعاد الخطيب


كمال جمال بك
شاعر وإعلامي

(Kamal Gamal Beg)


الحوار المتمدن-العدد: 7951 - 2024 / 4 / 18 - 17:45
المحور: الادب والفن
    


منذ فاتحة مجموعتها الخامسة "ظهري أوهى من غيمة" الصادرة حديثا، تتماثل هواجس الشاعرة سعاد الخطيب مع سجيَّة فلاحة في بيانها الشعري: "فهي تمضي حافية في أرض محروقة، ولا تعود إلى البيت، ولا تتناول من قدر العائلة، وربحها هو العنب الذي أهملته سكَّة المحراب".
ويحيلنا البيت إلى الجدران المسوَّرة للغرف، والسقوف المغلقة عليها، وما فيها من سلطات وضوابط وقيود جماعية، وكذلك إلى البيت الشعري بصدره، وعجزه، وموازين تفعيلاته، وزحافاته، ورويّه وقوافيه، ودوائره العروضية، وقبائله وسلالاته وأنساله. وتتعدَّد ملامح البيوت بتعدّد حارات القراءات النقدية، غير أن الفضاء المنشود هو الشغف بالحريَّة عبر البحث عن المختلف، في الوسط السائد المؤتلف.

والشاعرة التي تكثّف الحالة واللغة بدلالات غنيّة، بثلاثة مقاطع صغيرة، تشي بين اللاعودة إلى عشاء قدر العائلة، وبين فوات قدر العائلة، بنصيبها: "يلتوي كاحلي/ أصاب بعقبي/ أهمي في البياض كلما عبرت/ من سطر إلى آخر/ أيَّ لعنة أنجبتها القصيدة؟!" ويمكن اعتبار هذا "بيت القصيد" فالتواء الكاحل في البياض (الصفحة) يقابله محو أثر القدمين في الأرض المحروقة، " والريح فيها كزوجة الأب" لاكتمال التراجيديا. فلماذا اللعنة على ما أنجبته القصيدة؟ ألأنَّها بنت الآلام والأوجاع؟ وماذا عن قصائد الحب والوجدان وأعماق النفس وتأملات الوجود؟! والمجموعة حفلت بخمسة وخمسين عنوانا مبتكرا منها.

التواء الكاحل وإصابته شعريَّا عند سعاد الخطيب يوصلها إلى "لعنة القصيدة"، غير "كعب آخيل" في الأسطورة اليونانية، إذ كان على أمه أن تغطّسه في مياه نهر سيتكس، كي يصبح من الخالدين، لكنها أمسكته من كعب أحد قدميه، فكان المكان الوحيد في جسمه الذي لم يغمره الماء، فأصبح بذلك نقطة ضعفه، إلى أن قتله سهم باريس ابن ملك طروادة منه. ورغم البعدين الزمني والتعبيري إلا أنهما يتلاقيان في الضعف الإنساني، وهو ما تحمله المجموعة من عنوان، وهو ذاته يتوسَّط ضفاف سبع وتسعين صفحة، وفي مقاطع منه تقول: " في الحرب/ لستُ أوديب في التورية/ لم أسمل عينيَّ في نشرات الأخبار/ تناولت بهما المجزرة/ بنهم بومة/ في الحرب/ لست امرأة بما يكفي/ لأقترف نشوة من دون عوائق/ تطرح جثثا مجهولة الأم/ تحت قميص النوم/ كان ظهري أوهى من غيمة/ وأنت جمر الحرب/ تطعنني بعلامات الترقيم/ تطفئ روحي بالتقاء الساكنين/ الوردة في بيت الهجرة/ تجفُّ... تجفُّ... تجفُّ... تسمَّمت بالذكرى"
وفي ذاكرة الميثولوجيا الإغريقية أنَّ أوديب ملك طيبة حقَّق نبوءة أنَّه سوف يقتل أباه ويتزوج أمه، وبالتالي يجلب الكارثة لمدينته وعائلته، وعند سعاد فإن أوديب الذي تلبَّست مأساته ظاهريَّا ليس مخفيَّا، وعند الكارثة لم تفقأ عينيها، حتى وهي في منفاها عبر نشرات الأخبار.
محاور رئيسية وأخرى فرعية نسجت في ألوان متباينة في المجموعة، أولها الآثار التدميرية إنسانيا على الناس والذات في الحرب بما في ذلك اللجوء، واقتلاع الجذور لتغرس في غير تربتها، وثانيها التحولات النفسية بين مجتمعين وبين زمنين وبين ثقافتين، وبين دوري الأم والمرأة، وثالثها منمنمات من الذكريات وفسحات من التأمل والحب:
"الأشخاص العاطلون عن الحب/ يأتي الشرُّ من مكمنهم/ لا تصدقوا العاطفة/ مبللة بالهداية والخشية/ لا تصدقوا سيل الثرثرة/ يجرف في طريقه الفرح والرعشة/ لا تصدقوا الفضيلة/ تلمع سكاكينها بملاءات الحب/ لا تصدقوا الغواية متسترة في التضحية/ لا تصدقوا إلا فرح الجسد بالجسد/ من يجرؤ على سؤال الجسد؟/ الرعشة كم حب سقاها؟".

سعاد الخطيب شاعرة وفنانة سورية من السويداء، بكالوريوس في النقد والأدب المسرحي، درست الفن التشكيلي في سورية والسويد. تقيم حاليا في السويد مع عائلتها الصغيرة بعد الكارثة السورية. بداية انطلاقتها الأدبية بمسرحية "الخزّان" عن دار الشموس في دمشق 2001، وفي رحلتها الشعرية خمس مجموعات هي: "مكاحل" إصدار خاص 2002، و"نشفي الموت بالمنمنمات" عن دار خطوات بدمشق 2007، و"عتبة النقص" عن دار الروسم في بغداد 2015، و"وردة ثرثارة في المقبرة" عن دار موزاييك 2023، و"ظهري أوهى من غيمة" عن دار هنَّ في القاهرة 2023. شاركت في كتاب باللغة الألمانية مع مجموعة من الكتاب 2018. عملت في متحف الفن المعاصر في مدينة أوبسالا السويدية. ترجمت قصائد لها إلى السويدية في سياق مشروع شعري مسرحي. وكانت المدير الفني بمركز محاكاة للدوبلاج، ومعدة برامج في سبيس تون.



#كمال_جمال_بك (هاشتاغ)       Kamal_Gamal_Beg#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصادفات البلاي ستيشن
- في مدار الشَّمس
- من أغنيات الرياح وأحضانها
- تقاسيم غَزْل النبات
- وجه النَّهر امرأة
- أكثر من عقد تهجير
- ريح بارود على الحريق
- بين فانوسين
- «لاجئ في المشفى» بالإنجليزية والسويدية
- شكراً لكل ثانية
- العالقون
- على بلاطة
- طفل الفجيعة
- ميسون شقير تكتبنا في صورة تسند الجدار
- أكبر من قيامة أصغر من كارثة
- قيامة جسر
- حشيشُ الحميرِ يمحو طريقَ الحرير!
- فروة (حتَّى) المثقوبة
- نعشٌ يطيرُ بلا أجنحة
- ماري عطر الشّرق


المزيد.....




- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...
- تنسيق كلية الهندسة 2025 لخريجي الدبلومات الفنية “توقعات”
- المجتمع المدني بغزة يفنّد تصريح الممثل الأوروبي عن المعابر و ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال جمال بك - -ظهري أوهى من غيمة- لسعاد الخطيب