كمال جمال بك
شاعر وإعلامي
(Kamal Gamal Beg)
الحوار المتمدن-العدد: 7768 - 2023 / 10 / 18 - 20:50
المحور:
الادب والفن
يقولون: سوريا!
فيلتفت الطّفلُ مندهشاً،
أين هذي التي لم ينمْ في سرير محبَّتها ليلةً؟
هل هنالك سيّدة أرضعته، وخانتْ حليباتها؟
أم هنالك من رقَّنوا قيدها في النُّفوسِ،
وباعوا سجلَّاتِها؟
لا يرى ما يدلُّ عليها
ولا يستدلُّ بنور اشتياقٍ إليها!
مجرَّدة في العراءِ سرابا
بلا اسمٍ وشكلٍ ولونٍ وطعمٍ
بقايا خرابٍ لأهل غلابا
********** ********
يقولون: سوريا
مباركةٌ في الأوابد والسَّائحين!
عيونُهُمٌ ما رأتْ
غيرَ ما جاء في كتبِ الأوَّلين
عقولُهُمُ ما وعتْ
كيف يمحو حشيشُ الحميرِ
طريقَ الحريرِ؟!
********** ********
يقولون: سوريا
ولا يقصدون الجميلةَ في الذّكرياتِ
يُسرُّ الصبيُّ على (البسكليتِ):
سأدخل قبل انصراف البناتِ
إلى حارةٍ قبل حارتِها
وألفُّ بكيسٍ قديمٍ من الكعكِ وردَ رسائلها
ثمَّ أوْدعُهُ تحت شبَّاكِها
وردةُ الفلّ فيهِ ستجذبها
هي تعشقُهُ، فتردُّ السَّلامَ بمحرمةٍ،
عطرُها كاد أن يفضحَ السرَّ للطالباتِ
********** ********
يقولون: سوريا!
فينتصبُ الطّفلُ في المهدِ سرْواً،
بأغصان دائمةِ الاخضرارِ،
معمّرَةٍ، ومذهَّبةٍ
من كرومِ فلسطينَ،
حتَّى حريرِ دمشقَ،
عباءاتها قصبٌ لزفافِ الفراتِ
********** ********
يقولون: سوريا!
يشيبُ الفتى وهو يبحثُ عن ولدٍ ضائعٍ.
يستجير بأهلٍ وجار.
تنادي الجوامع عمَّن رآهُ
وتضرب كاهنةٌ مَنْدلاً بروائحِ طيبٍ
فتلقاهُ يسألُ عن نفسهِ
وكذلك يسعى إلى من سواهُ!
********** ********
#كمال_جمال_بك (هاشتاغ)
Kamal_Gamal_Beg#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟